كورس وكورال (في ال=موسيقي غربيه) Chorus and choral - Choeur et choral
الكورس والكورال (في الموسيقى الغربية)
لعل الحضارات كافة مارست الغناء الجماعي سواء لأغراض دينية أم وطنية أم عسكرية أم فنية.
تعني كلمة كورس chorus في اللاتينية وchoir في الإنكليزية وchœur في الفرنسية وchor بالألمانية «جوقة غنائية كبيرة» أي مجموعة من المغنين والمغنيات، منفردة أو مختلطة، تؤدي أعمالاً غنائية. وكان الكورس في الماضي نحو 500 سنة ق.م يرافق المسرحيات المأساوية والفكاهية الإغريقية. وتعني كلمة كورال choral أو chorale جميع الأعمال الموسيقية الغنائية التي يؤديها الكورس.
وكانت كلمة كورال تشير في الماضي إلى تراتيل شعر منظوم تؤديها الكنيسة البروتستنتية في ألمانيا، وفي الألمانية تعني تراتيل دينية تغنيها جوقة. منذ نهاية القرن السادس عشر اتسع معنى الكلمة ليشمل تراتيل باللغات المحلية. والمصطلح المستخدم بصورة أكثر شيوعاً لمثل هذه التراتيل هو geistliche Lieder. وتشمل كلمة كورال كلاً من النص واللحن عدهما وحدة، لكن غالباً ما استخدم المصطلح للإشارة إلى الموسيقى فقط.
كان الكورال منذ بداية حركة الإصلاح المسيحي اللوتري أحد الوسائل الأكثر قوة في نشر أفكار العقيدة الجديدة، مبلوراً رسالتها في لغة بسيطة، ومهيئاً فرصة لجماعات المصلين لأخذ دور أساسي في الطقوس الدينية.
أسهم مارتين لوتر[ر] في محاولاته لإصلاح دور طقوس العبادة في خلق التراتيل الجديدة التي اتسمت بكلماتها البسيطة وألحانها السهلة المألوفة سواء ألحاناً شعبية كانت أم دينية، فكتب قرابة 36 ترتيلة أشهرها A Safe Stronghold Our God is Still وشجع آخرين ولاسيما يوستوس يونَس Justus Jonas، ولازاروس شبينغلر Lazarus Spengler، وباول شبيراتوس Paul Speratus على اتباع خطاه. في البداية كانت النصوص وألحان معظم الكورال اقتباساً من مصادر قديمة متنوعة وخاصة من التراتيل الغريغورية، و«المجاوبة» (الأنتيفون) antiphons، و«السيكوينس» sequences، والأغنيات الألمانية الدينية التي تعود إلى القرون الوسطى التي غالباً ما تطلبت تطهيراً جذرياً من وجهة نظر العقيدة قبل عدها مناسبة للغرض الجديد. وإضافة إلى الترجمة والاقتباس من التراتيل اللاتينية كتب لوتر عدة «مزامير» magnificat أكثر بساطة مثل المزمور 130، وعدداً من التراتيل تقوم على أغاني «اللايزِه» Leise في العصر الوسيط.
وخلال عملية التطوير هذه، أضاف لوتر سمات ألمانية على تقاليد أوربية قديمة للغناء الديني. وكتب إضافة إلى ذلك عدة تراتيل دينية خصصت لتكون بديلاً عن أجزاء من القداس اللاتيني.
مما لا شك فيه أن لوتر لحن كثيراً من هذه التراتيل، ويمكن عدّ بعضها أصيلاً، لكن معظمها حتى الأكثر ارتباطاً باسمه كانت قد ألفت على لحن اسمه «النغم الفضي»-كتبه عام 1513 هانس ساكس[ر] Hans Sachs رئيس جوقة الغناء- والذي يقوم على أشكال موسيقية سابقة.
ويمكن القول إن أرشيف الكورال الألماني اكتمل في أيام باخ[ر] J.S.Bach، إذ ألف قرابة 30 أغنية كورال، ووضع انسجاماً[ر] (هارموني) جديداً لنحو 400 أغنية قديمة، واستخدم بعضاً منها في إعداده لقداسات «آلام المسيح» Passions بمهارة فائقة.
تستخدم كلمة كورال اليوم للدلالة على الجوقة الموسيقية الغنائية، وأدائها لجميع أنواع الغناء الجماعي كما في الأوبرا أو المسرح الغربيين.
أبية حمزاوي
الكورس والكورال (في الموسيقى الغربية)
لعل الحضارات كافة مارست الغناء الجماعي سواء لأغراض دينية أم وطنية أم عسكرية أم فنية.
تعني كلمة كورس chorus في اللاتينية وchoir في الإنكليزية وchœur في الفرنسية وchor بالألمانية «جوقة غنائية كبيرة» أي مجموعة من المغنين والمغنيات، منفردة أو مختلطة، تؤدي أعمالاً غنائية. وكان الكورس في الماضي نحو 500 سنة ق.م يرافق المسرحيات المأساوية والفكاهية الإغريقية. وتعني كلمة كورال choral أو chorale جميع الأعمال الموسيقية الغنائية التي يؤديها الكورس.
وكانت كلمة كورال تشير في الماضي إلى تراتيل شعر منظوم تؤديها الكنيسة البروتستنتية في ألمانيا، وفي الألمانية تعني تراتيل دينية تغنيها جوقة. منذ نهاية القرن السادس عشر اتسع معنى الكلمة ليشمل تراتيل باللغات المحلية. والمصطلح المستخدم بصورة أكثر شيوعاً لمثل هذه التراتيل هو geistliche Lieder. وتشمل كلمة كورال كلاً من النص واللحن عدهما وحدة، لكن غالباً ما استخدم المصطلح للإشارة إلى الموسيقى فقط.
كان الكورال منذ بداية حركة الإصلاح المسيحي اللوتري أحد الوسائل الأكثر قوة في نشر أفكار العقيدة الجديدة، مبلوراً رسالتها في لغة بسيطة، ومهيئاً فرصة لجماعات المصلين لأخذ دور أساسي في الطقوس الدينية.
أسهم مارتين لوتر[ر] في محاولاته لإصلاح دور طقوس العبادة في خلق التراتيل الجديدة التي اتسمت بكلماتها البسيطة وألحانها السهلة المألوفة سواء ألحاناً شعبية كانت أم دينية، فكتب قرابة 36 ترتيلة أشهرها A Safe Stronghold Our God is Still وشجع آخرين ولاسيما يوستوس يونَس Justus Jonas، ولازاروس شبينغلر Lazarus Spengler، وباول شبيراتوس Paul Speratus على اتباع خطاه. في البداية كانت النصوص وألحان معظم الكورال اقتباساً من مصادر قديمة متنوعة وخاصة من التراتيل الغريغورية، و«المجاوبة» (الأنتيفون) antiphons، و«السيكوينس» sequences، والأغنيات الألمانية الدينية التي تعود إلى القرون الوسطى التي غالباً ما تطلبت تطهيراً جذرياً من وجهة نظر العقيدة قبل عدها مناسبة للغرض الجديد. وإضافة إلى الترجمة والاقتباس من التراتيل اللاتينية كتب لوتر عدة «مزامير» magnificat أكثر بساطة مثل المزمور 130، وعدداً من التراتيل تقوم على أغاني «اللايزِه» Leise في العصر الوسيط.
وخلال عملية التطوير هذه، أضاف لوتر سمات ألمانية على تقاليد أوربية قديمة للغناء الديني. وكتب إضافة إلى ذلك عدة تراتيل دينية خصصت لتكون بديلاً عن أجزاء من القداس اللاتيني.
مما لا شك فيه أن لوتر لحن كثيراً من هذه التراتيل، ويمكن عدّ بعضها أصيلاً، لكن معظمها حتى الأكثر ارتباطاً باسمه كانت قد ألفت على لحن اسمه «النغم الفضي»-كتبه عام 1513 هانس ساكس[ر] Hans Sachs رئيس جوقة الغناء- والذي يقوم على أشكال موسيقية سابقة.
ويمكن القول إن أرشيف الكورال الألماني اكتمل في أيام باخ[ر] J.S.Bach، إذ ألف قرابة 30 أغنية كورال، ووضع انسجاماً[ر] (هارموني) جديداً لنحو 400 أغنية قديمة، واستخدم بعضاً منها في إعداده لقداسات «آلام المسيح» Passions بمهارة فائقة.
تستخدم كلمة كورال اليوم للدلالة على الجوقة الموسيقية الغنائية، وأدائها لجميع أنواع الغناء الجماعي كما في الأوبرا أو المسرح الغربيين.
أبية حمزاوي