الكنيسةChurch (مكان الاجتماع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكنيسةChurch (مكان الاجتماع)

    كنيسه Church - Eglise
    الكنيسة



    الكنيسة Church لفظ عربي مأخوذ عن الكلمة العبرية كنْيسِتْ kneset أو knesseth الذي يعني (مكان الاجتماع)، وصار يعني (جماعة من المؤمنين المجتمعين في مكان معين لهدف محدد)، وهو بالآرامية كَنوشتا kanushta بمعنى (مكان اجتماع المسيحيين وإقامة شعائرهم)، يقابله باليونانية ekklesia وباللاتينية ecclesia وبالفرنسية Église وفي الألمانية kirche وفي ترجمة العهد القديم إلى اليونانية (الترجمة السبعونية septuaginta في القرن 3-2 ق.م). استخدم مصطلح ekklesia للدلالة على اجتماع اليهود لهدف ديني. أما في «العهد الجديد» وفي «إنجيل متّى» تحديداً فقد استخدم المصطلح نفسه للدلالة على المسيحيين في العالم كله، ثم صار يدل على الهيئة المسيحية المنظمة في مكان بعينه؛ للإشارة إلى جميع الكنائس مثل «الكنيسة» اليوم.

    وقد اصطلح العرب على استخدام مصطلح «كنيس»[ر] للدلالة على مكان عبادة اليهود، وعلى استخدام مصطلح «كنيسة» للدلالة على مكان عبادة المسيحيين. ويمكن تقسيم تاريخ الكنيسة إلى أربعة أدوار تتناسب مع تطورها.

    الدور الأول: (34-313م) يبدأ منذ نشأة الكنيسة في عهد الرسل حتى انتصارها على الوثنية في عهد الامبراطور قسطنطين الكبير[ر] Constantine، والدور الثاني: (313-1054م) وهو دور تنظيم الكنيسة الداخلي، ويبدأ منذ انتصارها على الوثنية حتى الانفصال بين الكنيستين الشرقية والغربية وتنظيم الكنيسة الروسية، والدور الثالث: (1054-1517م) يبدأ منذ الانشقاق الكنسي الكبير إلى سقوط الامبراطورية الرومانية في الشرق (1453)، وبدء الإصلاح في الغرب (1517)، وأخيراً الدور الرابع: ويبدأ منذ نهاية الدور الثالث حتى الوقت الحاضر.

    بدأ وعظ الرسل في هيكل «أورسالم» أورشليم فاستخدمت المنازل الخاصة للعبادة المسيحية، ثم تأسست الجمعيات الدينية وانتشرت في فلسطين (أورشليم والجليل والسامرة)، ونجحت البشارة بالمسيحية بين اليهود والوثنيين. واجتهد أتباع السيد المسيح بنشرها بين جميع الشعوب داخل الامبراطورية الرومانية وخارجها، فبدأ التوجه إلى بناء دور خاصّة لممارسة الطقوس المسيحية، فأسس الرسل الكنائس في جميع المدن الكبيرة، مثل أورشليم، أنطاكية، الإسكندرية، أفِسوس، فيليبي، سالونيك، أثينا، روما (الكنيسة البطرسية) وسواها، وكانت هذه الكنائس المحلية تنظم بطرق مختلفة، وأخذت تنمو وتتطور إلى أن حققت نظاماً إدارياً أسقفياً. ولم يكن هناك تنظيم شـامل لكنيسة عالمية، ومع تولي الامبراطور قسطنطين السلطة، وإصداره مرسـوم ميلانو (313م) Edict of Milan عن حرية الأديان، اكتسبت المسيحية تأييداً عظيماً وبنيت الكنائس على نفقة الدولة. لكن الخلافات العقائدية ظهرت منذ البداية مهددة وحدة الكنيسة. وكان الانشقاق الكبير عام 1054 الذي قسم الكنيسة كنيستين: شرقية أرثوذكسية وغربية كاثوليكية، وفي القرن السادس عشر ظهر ماسمي بحركة الإصلاح البروتستنتية لتزيد في انقسامات الكنيسة.

    سمات الكنيسة

    تحددت طبيعة الكنيسة بسماتها الأربع الأساسية التي ثبّتها دستور مجمع نيقية المسكوني عام 325م، وهي وحدة الإيمان، القداسة، الكونية، الرسولية. يقصد بالسمة الأولى إيمان جميع أعضاء الكنيسة برب واحد، وهم جميعاً من المعمّدين بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية. والقداسة مستمدة من روح القدس، ولا تعني أن أعضاء الكنيسة مقدسون. والمقصود بالسمة الثالثة انفتاح الكنيسة على جميع البشر وعدم انغلاقها على شعب بعينه كاليهودية. وتعني الرسولية استمرار قيام الكنيسة بمهمتها التبشيرية والوعظية التي ينهض بها رجال الكهنوت. وتولت الكنيسة بشخص آبائها ومعلميها شرح بعض العقائد الأساسية كوحدة الله والثالوث المقدس والأسرار المقدسة.

    نظريات البنية التنظيمية للكنيسة

    ثمة ثلاث نظريات حول البنية التنظيمية للكنيسة، أولاها نظرية البنية العضوية، وبحسبها تتمثل الكنيسة في مجموع المؤمنين- كهنوت ورعية معاً- ويعمل ويشرع رؤساؤها بوحي من المجموع وبقوته، وتنطبق هذه النظرية على الكنيسة الأرثوذكسية وثانيها نظرية البنية التراتبية الهرمية، حيث تصدر السلطة عن التراتبية الكهنوتية ممثلة برئيسها ومستشاريه، وهي تتساوق نظرياً مع هيكلية الكنيسة الكاثوليكية. وثالثها نظرية البنية الملّية حيث تصدر السلطة عن مسيحيين أفراد يلتئمون في أبرشية، وهذا ما ينطبق على هيكلية الكنيسة البروتستنتية.

    الكنيسة والتشريع

    يعدّ السيد المسيح أول المشرّعين في الكنيسة، ومن بعده الرسل ورجال الكهنوت، ثم انتقل حق التشريع إلى المجامع التي رسم نظامها الرسل في حياتهم، عندما عقدوا المجمع الأول في أورشليم سنة 105م. ثم نسجت الكنيسة على منوالهم فظهرت في الكنيسة في بدء القرن الثالث قوانين الرسل الخمسة والثمانون التي تعد أساساً للقوانين الكنسية المسكونية. وتابع آباء الكنيسة الأوائل صياغة القوانين حتى نَعِمَ حبر روما الأعظم «البابا»، بموجب قرار مجمع روما عام 1869، بحق التشريع وإصدار القرارات وتعيين والأحكام.

    اهتمت الكنيسة منذ البداية بجمع الكتب المقدسة والتقليد المقدس مصدراً أول للتعليم المسيحي (بشأن الإيمان وإتمام الأسرار وتنظيم الرئاسة الكنسية) في قانون كتب العهد الجديد المقدسة، والذي ضمّ (الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل والرسائل).

    أسرار الكنيسة

    الأسرار المقدسة Christian sacraments، شعائر مادية يفهمها المؤمنون على أنها تمنح نعمة الاتحاد مع الله ونعمة الخلاص. وتعترف الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية بسبعة أسرار مقدسة، هي: المعمودية، والتثبيت (الميرون) والقربان المقدس، والتكفير (التوبة والاعتراف)، ومسحة المريض، ورسم الكهنة، والزواج المقدس، أما الكنيسة البروتستنتية فتعترف بسرين فقط هما المعمودية والقربان المقدس لأن الإشارة واضحة إليهما في «العهد الجديد».

    طقوس الكنيسة liturgies:

    حافظت الكنيسة على العبادات والطقوس التي ورثتها عن الأقدمين، كالصيام في أوقات معينة، ومجموع الصلوات والابتهالات (الأدعية والترانيم) التي تتم في الاحتفالات الكنسية لأداء الأسرار المقدسة، وطقوس السجود أمام الهيكل بمجرد دخول الكنيسة، والبخور والقرابين وأداء الصلوات السبع التي فرضتها الكنيسة يومياً، وأضافت الكنيسة إلى ذلك مراسم معينة في الأعياد الدينية كعيد الميلاد وعيد القيامة وعيد الصعود وعيد العنصرة وغيرها. وقد اختلفت المذاهب المسيحية فيما بينها في أداء هذه الطقوس والشعائر الدينية. ومن الفروقات الظاهرة للعيان يذكر: شكل إشارة الصليب والصوم، والأعياد والاحتفالات الدينية وتباعد في الأزياء والرتب الكهنوتية والمناصب وتنظيم الرهبنات والأديرة وخلو الكنيسة من المقاعد ومن الآلات الموسيقية.

    ومن أشهر الكنائس في العالم المسيحي كنيسة القديس بطرس «الفاتيكان» في روما، والتي تعرف بالإيطالية باسم Basilica di San Pietro، وكنيسة أيا صوفيا في مدينة اصطنبول، التي صارت جامعاً ثم متحفاً، وكنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة (الجلجلة) في القدس. وتشترك جميع الكنائس تقريباً بتصميم معماري واحد بعضها على شكل صليب (مستطيل في الوسط أو الجوانب أو في الرأس)، مع قبة داخلية كبيرة، وبعضها له شكل دائري أو شكل مثمن، وبعضها ذو برج مدبب طويل على طرفها الغربي أو فوق الصليب.

    وتُسمى بعض الكنائس في المدن الكبرى «كاتدرائية» Cathedral؛ وهي كنيسة مركزية، أبرشية أو رهبانية أصلاً، يرأسها الأسقف ويدير شؤونها عامة، وتقوم بوظائف متعددة.

    ومن أشهر الكاتدرائيات في العالم: الكاتدرائية المرقسية في مصر، والكاتدرائية الوطنية في واشنطن، وكاتدرائية وستمنستر Westminster في لندن، وكاتدرائية بريستول Bristol بإنكلترا، والكاتدرائية اللوثرية في فنلندا، وكاتدرائية أولم مونستر Ulm Münster في ألمانيا.

    سوسن بيطار
يعمل...
X