كيف تعرف الفرق بين العلوم الجيدة والسيئة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تعرف الفرق بين العلوم الجيدة والسيئة ؟

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	weneedtotalk-384x253.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	21.9 كيلوبايت 
الهوية:	121020



    لست بحاجة إلى درجة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة للحصول على معرفة علمية عالية . لعل أكثر العناوين جاذبية هذه الأيام هي ما يتعلق بأحدث الاختراقات الطبية .في الواقع، يكون العمل البطولي أو الدراسة للباحثين متصدرًا عناوين الأخبار عندما يُحدث تغييرًا كبيرًا في عالمنا أو تقدمًا في مجال الصحة ، ومع ذلك، قد يكون من الصعب في كثير من الأحيان تمييز السيئ من الجيد في هذه الأخبار .
    ضغط وسائل الإعلام:


    لعل أحد الأسباب التي تجعل من الصعب تحديد الاختراق العلمي الحقيقي من العلوم المراوغة أو المبالغ فيها هو أن الإعلام يقدم أحدث النتائج العلمية بأكثر الطرق إثارة للاهتمام. وللأسف، أدى الانتشار الواسع لـ click bait (مصغرات أو روابط صُممت لجذب المستخدم للضغط على الرابط من أجل القراءة أو الاستماع إلى المحتوى) إلى مقالات مضللة مثل «تكشف دراسة جديدة عن مساعدة النبيذ الأحمر في قتل الخلايا السرطانية» التي نشرتها لوس أنجلوس تايمز؛ في حين أن المحتوى الحقيقي لهذه الدراسة هو أن مركب ريزفيراترول Resveratrol يمكن أن يساعد في جعل العلاج الإشعاعي للسرطان أكثر فعالية.

    العلوم

    تبين مراجعة سريعة للدراسة المنشورة موضع البحث أن لوس أنجلوس تايمز بالغت في تقدير تداعياتها. لم تُجرَ هذه الدراسة على البشر أو حتى على الفئران، بل أُجريت على خلايا سرطان الجلد في أطباق بتري. وإنها لقفزة كبيرة أن تُستقرأ النتائج من طبق بتري لجسم الإنسان، وفي حين أن المقالة تشرح أن هذا المركب يحارب الخلايا السرطانية؛ فإنها لم تعبر صراحة عن وجود هذه الخلايا في طبق بتري لا في خلايا في الجسم، وهناك فرق كبير. وبالتالي، عند كل قراءة لمراجعة إعلامية لإحدى الدراسات العلمية، من الضروري الوصول إلى المقال المصدر أو ملخص الدراسة.
    المراجعة السريعة للمادة العلمية:


    ومن هنا -وبمجرد الوصول إلى الدراسة الأصلية- يعتقد الكثير من الناس أن قسم النتائج results في المقال الأكاديمي هو أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان العمل مهمًا أم لا. في الواقع، إن القسم الأكثر أهمية في ورقة البحث هو قسم الطرق methods؛ فهو الجزء الذي يخبرك أن تثق في النتائج أو لا.
    هناك نوعان من منهجيات الدراسة:


    أولًا، هناك نوع من الدراسات شائع في الأخبار، وهو التجربة السريرية clinical trial. تقيّم التجارب السريرية فعالية العلاج من خلال مقارنة مجموعة من الأشخاص الذين أُعطوا علاجًا مع مجموعة أخرى لم تُعطَ العلاج تُسمى (مجموعة مراقبة – control group). أفضل نوع من التجارب السريرية هي التجارب العشوائية أو المعشاة randomized؛ إذ يقوم منسقو الدراسة بوضع المشاركين في مجموعات العلاج بشكل عشوائي بدلًا من وضعهم في المجموعة التي يُعتقَد أن المشاركين يستجيبون للعلاج فيها بشكل أفضل. هناك طريقة أخرى لمقارنة مجموعات العلاج مع مجموعات العلاج الوهمي placebo؛ إذ تتلقى إحدى المجموعات العلاج وتتلقى المجموعة الأخرى علاجًا وهميًا، وهو عادة قرص من السكر ليس له تأثير هام على الصحة.

    وفي حين أنه من المفيد مقارنة مجموعة العلاج مقابل مجموعة لا تأخذ شيء لتقييم الفعالية، فإنه ليس مفيدًا دائمًا أو غير أخلاقي. لدى الجمعية الطبية العالمية World Medical Association أحكام محددة حول استخدام الأدوية الوهمية، تنص على: «يجب أن تُختبر فوائد ومخاطر وأعباء وفعالية الدواء الجديد مقابل أفضل دواء مثبت للفعالية». ويمكن استخدام الغُفل (الدواء الوهمي أو البلاسيبو) إذا لم يكن هناك دواء سابق أو إذا كان هناك سبب قوي وراء ذلك.

    النوع الثاني من منهجيات الدراسة التي تُنقل في الأخبار هو (دراسة الرصد – (Observational Study. في هذا النوع من الدراسة لا تُستخدم مجموعات مختلفة، بل يُراقب (أو يُرصد) الأشخاص الذين يؤدون فعلًا صحيًا؛ سواء أكان تناول الدواء أو المشاركة بأنشطة تتعلق ب العلوم أو الإقلاع عن التدخين أو ممارسة الرياضة. وإن إحدى أشهر دراسات الملاحظة هي (دراسة فرامنغهام للقلب – (Framingham Heart Study؛ وهو مشروع مستمر بدأ عام 1948 بمشاركة 5209 مشاركين في مدينة فرامنغهام بولاية ماساتشوستس وما زال يجمع البيانات ويدير المشاركين حتى اليوم. هناك نتيجتان مهمتان نُسبتا إلى هذه الدراسة وهما أن ارتفاع ضغط الدم يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وأن تدخين السجائر يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
    ما هي ضالتك في قسم الأساليب؟


    عندما يتعلق الأمر بتقييم متانة الدراسة، سواء أكانت تجربة سريرية أو دراسة قائمة على الملاحظة، قد يكون من الصعب تمييز الشروط المقبولة من غير المقبولة. لكن بشكل عام، من المهم أن يكون حجم العينة كبيرًا، والمشكلة أن هذا غير ممكن إذا كان المرض نادرًا أو أن الأشخاص الذين يجب أن تُجرى عليهم الدراسة غير متوفرين أو يصعب إقناعهم بالمشاركة في الدراسة. وهذا لا يعني أنه يجب إيقاف البحث، ولكن يجب أن يُقيَّم تأثير حجم العينة على النتائج بعناية وتقييم القدرة على تعميم نتائج الدراسة على السكان.

    ومن هنا، يُفضل دائمًا أن تكون المجموعة المشاركة في الدراسة (مجموعة ممثلة للسكان – (representative group، وإن عدم تحقيق هذا الشرط كان خطأ كبيرًا للعلوم في الماضي. فقد سلطت مقالة حديثة من STAT News الضوء على التجربة السريرية لـ Ninlaro، وهو دواء لورم نقي العظم المتعدد (المايلوما المتعددة)، فرغم حقيقة أن ما يقارب 20% من مرضى المايلوما المتعددة هم من السود، فإن 1.8% فقط من المشاركين في التجربة كانوا من السود. ويتطلّب هذا النوع من التمثيل الخاطئ مقدارًا من الشك عند تقييم النتائج. يجب أيضًا أن يكون قسم المناهج مفصلًا، وفيما يلي بعض الأسئلة التي يمكنك توقع الإجابة عنها في قسم الطرق من الدراسات السريرية.
    • من هم المشمولون في الدراسة؟ لماذا يعتبر بعض الناس غير مؤهلين للمشاركة؟
    • ما هو التأثير الذي يتم قياسه؟ كيف تُدار التجربة؟
    • متى بدأت هذه الدراسة وكم من الوقت استمرت؟
    • أين أُجريت الدراسة؟ في أي مستشفى أو منشأة؟
    • كيف حُللت البيانات؟ ما هي الطرق الإحصائية المستخدمة؟ لماذا اختيرت تلك الطرق؟
    • كيف فُرزت مجموعات العلاج ومجموعة السيطرة؟

    قد يُجاب في بعض الأحيان عن كل هذه الأسئلة ولكن مع بعض التناقضات. إذا لم تتأكد ما إذا كان قسم الأساليب سليمًا تمامًا أم لا فاطلب من صديق ذي عقلية علمية أن يراجعه أيضًا. قد تساعد تجارب الآخرين المختلفة على ملاحظة المغالطات أو شرح سبب وضع هذه الأساليب بهذه الطريقة. في بعض الأحيان قد تراجع وسائل الإعلام الدراسات، وهنا تُعتبر وسائل الإعلام المتخصصة في العلوم أو الطب أو الأبحاث أكثر مهارة في تحديد عيوب الدراسات أو تحديد أهميتها. نأمل أن تقدم مجمعات الأبحاث لنا إجابات عن أسئلتنا الملحة حول الصحة. تتم الغالبية العظمى من الدراسات بحسن نية مع أساس علمي قوي، ولكن بالنسبة للدراسات التي لا تحقق ذلك فيجب أن نكون قادرين على تقييمها بأنفسنا.
يعمل...
X