تعتبر الموثوقية إحدى أهم الميزات الرئيسية للعِلْمِ.
لذلك مِن الضروري أنّ تنتُج نفس النتائجِ عن التجارب، بغض النظر عن الباحث الذي أجراها.
ولكن ظهر مُؤخرًا أدلة مثيرة للقلقِ تدورُ حول اختلاف نتائج الدراسات باختلاف جنس مَن أجراها.
وتبدو هذه الفكرة غير علمية تمامًا، ما إن كنا نتحدث عن دراسات في مجال الفَلَكِ والكيمياء والجيولوجيا، إلا أنَّ تلك الأدلة تشير إلى دراسات في مجال عِلْم الاجتماع.
وعلى سبيل المثال، لاحظ، طالب الدكتوراة كولين شابمان والبروفيسور هليجي شيوت في جامعة أوبسالا السويدية، أن نتائج الدراسات التي تختص بالأَلمِ مختلطة وغير دقيقة؛ لأن الرِجال سيبلغون عن أَلمٍ أقل خلال التجربة مقارنة بالنساء.
وليس مِن الواضحِ إن كان الرِجال أكثر ترددًا في الاعتراف بأَلمهم أمام النساء أم يتحملون الأَلم في وجودهن بصورة أكبر.
وفي الحالتينِ فإن تجارب استخدامِ مسكنات الأَلمِ والأدوية الوهمية لن تجدي نفعًا إذا ما أعطينا أحدهم لرَجُل والآخر لامرأة.
ولا يبدو المثال هذا مفاجئًا، إذ وجد شابمان وشيوت حالات أُخريات بتأثير عالمي أكبر.
فَعَلَى سبيل المثال، إن قامت النساء باختبارات الذكاء سيكون مجموع العلامات على الذكاء اللفظي والإدراك والمفردات أعلى من مجموعِ العلامات الذي سيعطيه الرِجال.
ومِن المُثير للاهتِمامِ أنّه تَمَّ قياس هذا التأثير على الأطفال مِن الجنسينِ لأنَّ التَجاذُب الجنسي بين البالغين قَدْ يُشجِّع الشخص على المحاولة أكثر لإثارة إعجاب الطرف الآخر.
وفي المُقابِل يَتَجاوب النساء مع الباحثين الذُكور أكثر حول مهمات حل المشاكل الخَلّاقة.
كما نَتَج عن دراسات حول العُنْفِ والأداء البدني نتائجًا مُتَضارِبة. والأمْر حول اختلاف جنس الباحث ليس هَوَسًا غريبًا بحسب شابمان وشيوت بل إنَّها مشكلة جادة في حال تَمَّ الاعتماد على دراسات لا يوجد اتِساق وانسجام بين جنس باحثيها.
ويقترِح البعض وجوب توافُق جنس الباحثين في العديد مِن الدراسات، أو ذِكر جنس الأشخاص القائمين على البحث على الأقل، وهو أمر نادرًا ما يحدث في الوقت الحاضرِ.
وفي الواقع يُعتَبَر اختلاف الجنسِ البداية، إذْ أُثبِتَ في بعض الحالات تأثير العُمْرِ والشخصية وحتى طُوْل الباحث على نتائجِ البحث، إلا أنَّ تلك التأثيرات صعبة التَعَقُب لأنها غالبًا ما تَحْدُث على نِطاقِ مُتدرِّجِ.