فن التصوير . . المباديء والمنهاج الدرس -٢٩-
الالتقاط بالألوان -١- نظرية الفيلم الملون
تعاطينا بصورة رئيسية مع الفيلم الأسود والأبيض حتى هذه المرحلة ، والآن علينا ان ننتقل إلى العـالم الدراماتيكي للفيـلم الملون ، وفي هذا الدرس ، سوف نناقش كل النواحي المعنيـة بكيفية الإلتقاط بفيلم ملون ؛ بما في ذلك كيفيـة اخـتـيـار الفيلم الملون ، وكيفيـة تـعـريـضـه ضوئياً ، وكيفية اختيار المرشحات لاغراض معينة .
كبداية ، يجب ان نتطرق إلى قليل من الأفكار الأساسية حول نظرية الفيلم الملون . دون القلق على عدم استيعاب هذه النظرية بكاملها ، فهي ليست حيوية في حقيقة الأمر للنجاح عند الإلتقاط بفيلم ملون .
نذكر هنا أن فهمك لقليـل من المعايير الأساسية حول كيفية عمـل الفيلم الملون سنكـون له قيمته خصوصاً إذا كنت تخطط لتحميض هذا الفيلم الملون او لصنع طبعات ملونة .
توجد حقیقتان أساسيتان حول الفيلم المـلـون قـد تصـيبـانـك بالدهشة والاستغراب :
١ - يقوم كل ما هو شائع من الافلام الملونة على مشاهدة الألوان بطريقة شبيهة جدا بطريقة مشاهدتها بالعين البشرية .
٢ - يقوم كل ما هو شائع من الأفلام المـلونـة على هـالايـد الفضـة , لبعث صورة سـوداء وبيضاء خلال التعريض الضوئي والتحميض .
دعنا نستكشف هـاتين الحقيقتين واحدة فواحدة .
- كيف يحدث للفيلم الملون أن يشاهد الألوان :
حتى تفهم هذا عليك البدء بحقيقة ان النور العـادي المرئي في العالم من حولنا ـ ما نشير إليه بتعبير ، نور ابيض ، - هو في الحقيقـة مـؤلف من طيف انوار مختلفة الألوان تتراوح بين الاحمر مرورا بالبرتقالي والأصفر والأخـضـر والبنفسجي من المؤكد أنك تعرف ذلك من مشاهدة نور أبيض ، يـنـكـسـر إلى محتوياته اللونية - طيف ـ عندما يمر من خلال عدسة منشورية ، أو من مشاهدة قوس القزح الذي بنشا عندما تمر الاشعة الشمسية مـن خـلال اعـداد هـائـلـة مـن ه العدسات المنشورية ، التي هي عبـارة عن نقاط مـطر في هـذه الحال .
ينشا اللون كما نشاهده في العالم من حولنا نتيجة للطريقة التي يحدث فيها أن المحتويات اللونية المختلفة للنور ، إما أن تنعكس او تنتقل او تـنـعـرض للامتصاص بواسطة الأشياء التي نشاهدها .
فعنـدمـا تتطلع إلى تفـاحـة حمراء ، تشـاهـدهـا حمـراء لأن أطوال الموجات التي تستوعبها كنـور احمـر تنعكس عن قشرة التفاحة متجهة إلى عينك . وعندما تتطلع إلى زجاج أحمر في نافذة ذات زجاج ملون ، فانت تشاهده كاحمر لأن أطوال الموجات تنتقل إلى عينـك بـواسـطة الزجـاج الشفاف ، ولكن ماذا بخصوص كل اطوال الأمواج الضوئية الأخرى التي تنصب على التفـاحـة او الزجاج الملون ... ؟ .
هذه تتعرض للإمتصاص إلى داخل قشرة التفاحة أو المادة الزجاجية . وهكذا فالألوان التي . تشـاهـدهـا . عينك هي الوان أطوال الأمواج الضوئية التي تبلغ عينك إما منعكسة عن شيء ما أو منقولة منه .
السؤال التالي هو كيف تعمل العين البشرية على التفريق بين لون ولون آخر .. ؟
الجـواب مثير للاهتمـام ، إذ تحتوي العين البشرية على ثلاثة أجهزة عصبية منفصلة تتحسس الألوان . فهناك مجموعة أطراف أعصاب في العين تتحسس النور الأحمر فقط ؛ والمجموعة الثانية تتحسس النـور الأزرق :
والمجموعة الثالثة تتحسس النور الأخضر ويتجاوب الدماغ مع المثيرات ، النـسبـيـة لهـذه الأجهزة اللونية الثلاثة بطريقة تجعلنا قادرين على إدراك كل الألوان في الطيف المرئي .
المثال على ذلك أنه إذا كـان النـور المنعكس عن بتلة زهـرة البطونية يثيـر كـلا من أطراف اعصـاب الأزرق وأطراف اعصاب الأحمـر بـالتسـاوي ، تستوعب البتلة على أساس أنها فوشينية اللون وإذا كان النور المنعكس عن البتلة يثير كلا من اعصاب الأزرق واعصاب الأحمر ، ولكنـه يثيـر أعصـاب الأزرق أكثر من أعصاب الأحمر ، تستوعب البتلة على أساس أنها بنفسجيـة أو ارجـوانيـة وذلك تبعـا للمعدل النسبي للإثارات . كذلك يستطيع أي لون في الطيف الضوئي ان يشاهد بناءاً على المزيج النسبي للإثارة التي تلحـق بـالأجهـزة العصبية الثلاثة .
ثم ماذا يحدث لو أن النـور المنعكس من شيء ما يثير الأجهزة العصبية الثلاثة كلها بالتساوي ... نشاهد هذا الشيء كابيض .
خلاصة القول إذا هي انـه سلاسل لونيـة ـ أحمـر وازرق واخضـر ـ تعمل العين البشرية على تمكين الدمـاغ من إعادة بتفريق الضوء إلى مجرد ثلاث تركيب واستيعاب كل الألوان في الطيف المرئي .
والآن ، كيف يـرتـبـط هـذا المفهـوم مع كيفية ، مشاهـدة ، الأفلام الملونة للألوان ؟ ..
الأمر بسيط جداً ، فبالطريقة ذاتها تماماً ، تنقسم الأفلام الملونة الضوء ـ طبقة تتحسس الأحمر إلى ثلاث طبـقـات تـتـحـسس فقط ؛ وطبقـة للأزرق : وطبقة للأخضر ـ فعندما يتم تصوير بقلة فوشينيـة اللون ، يؤثـر النـور المنعكس عن البتلة على القلبقـة التي تتحسس الأزرق والطبـقـة التي تتحسس الأحمر بالتساوي المنعكس عن البتلة يؤثر على الطبـقـة التي تتحسس الأزرق بمقدار أكبر ، وعلى الطبقة التي تتحسس الأحمر بمقدار أقل . في تقريباً ثم عند تصـويـر بتلة بنفسجية اللون فـإن النـور كلتي الحالتين ، لا يؤثـر النـور المنعكس من البتلة على الطبقة التي تتحسس الأخضر في الفيلم .
السـؤال هو كيف تعمل الأصباغ اللونية في الفيلم على اعادة انتاج الوان الطبيعة ؟
هنا توجد قصة بارعة . دولاب الألوان يظهر بيانيا تلك الألوان المختلفة التي يتشكل منها النور الأبيض . حددنا الألوان الأساسية الثلاثة التي تستطيع العين البشرية تمييزها ـ أحمـر وازرق واخضـر ـ كذلك حددنا اللون العاكس - المكمل ، لكل من هذه ، وهي على التوالي : الأزرق الداكن ، عكس الاحمر .. والأصفر . عكس الأزرق . والفوشيني ، عكس الأخضر .
- كيف تـنـتـج الألوان في الفيلم :
ذكـرنـا آنفاً أن الفيلم الملؤن يحتوي على ثلاث طبـقـات تتحسس الواناً مختلفة ، فإذا نظرت إلى مقطع عرضي من الفيلم مكبراً تحت مجهر ، سوف تشاهد هذه الطبقات التي تتحسس اللون على الشكل التالي :
طبقة تتحسس الأزرق
طبقة تتحسس الأخضر
طبقة تتحسس الأحمر
قاعدة اسيتات
ان تعثـر على صبـاغ يتحسس الضوء في كل طبقة . فالطبقة التي تتحسس الأحمر في الفيلم على سبيل المثال ، ينبغي أن تحتوي تتوقع من الناحية النموذجية على مركب كيميائي لامرئي يتحول إلى أحمر عندما يتعرض للنـور ويتظهر ، وتحتوي الطبقة التي تتحسس الأزرق عـلى صـبـاغ يتحول إلى أزرق ، وتحتوي طبقة الأخضر على صباغ يتحول إلى اخضر .
على أن هذا العالم ليس نموذجيا لسوء الحـظ ، فبينما توصل العلم الحديث إلى وضع إنسان على القمر ، لم يتوصل بعد إلى مادة تتحسس النور أفضل من هالايد الفضة . والجدير بالذكر ان هـالايـد الفضـة الذي يتعرض للضوء لا يتحول إلى أحمر أو ازرق او اخضر عندما يتظهـر كما تعلم ، يتحول إلى أسود : انها مشكلة إلى حد ما . ولكنها مشكلة تم حلهـا بمهارة على الشكـل التالي :
فكل من الطبقات الثلاث التي نتحسس الألوان في الفيلم ، تحتوي على بللورات هـالايـد فضة , تمـامـا كفيـلم الأسود والأبيض ، ولكن مع استثناء واحد سنفصله بعد لحظة ، تحتوي كل الأفلام المـلونـة كذلك على جـزينـات - تـدعـي مـزاوجـات لونية ( * ) ـ منثورة بين الهلايدات في كل طبقة .
إليك هنا ما يحدث .
لنقـل أن النور المنعكس من بتلتنـا فـوشينيـة اللون ضـرب الفيلم . يتألف النور الفوشيني من اجزاء متساوية من نور احمر ونور ازرق ، معنى هذا ان النـور الفوشيني هـذا سيؤثر على بللورات هالايد الفضة في الطبقة التي تتحسس الأزرق من الفيلم والطبقة التي تتحسس الأحمـر منه ، لن يؤثر على الطبقة التي تتحسس الأخضر . كما أنه لا تأثير له على المزاوجات اللونية في أية من الطبقـات طالما أن هـذه لا تتحسس النور !
ثم عنـدمـا نضـع هـذا الفيلم المعرض ضوئيا في مظهر لوني يحدث شيئان :
أولاهمـا ان بللورات هـالايـد الفضة التي تأثرت بالضوء في كل طبقة تتحول إلى فضة معدنية سوداء ، تماماً كمـا في تظهير الأسود والأبيض .
والثاني ـ وهنا يقبـع الـجـزء البارع - ان المزاوجات اللونية في كل طبقة ، تصنـع صباغاً ملوناً بـالـمـعـدل ذاته كمقـدار الفضـة المعدنية السوداء تماماً .
بتزواج انتاج الصبـاغ مـع انتاج الفضة المعدنية السوداء وهذا هو سبب دعوتها مـزاوجات لونية ، فإذا كانت الفضة كثيفة في منطقة ما من طبقة معينة ، سوف يكون الصباغ في تلك المنطقة كثيفاً . وإذا كانت رقيقة ، سيكون الصباغ رقيقاً .
واضح ان الوان الصباغ في الطبقات الثلاث تختلف عن بعضها البعض . وعلى الرغم من انك قد تتوقع للصباغ الأحمر ان ينتج في الطبقة التي تتحسس الأحمـر ، والصبـاغ الأزرق في الطبقة التي تتحسس الأزرق - والصباغ الأخضر في الطبقة التي تتحسس الأخضـر ، فقـد جـرت تجربة هذا المنهج وظهر انه ليس كافياً ، فالفيلم الملون الحديث كما تعلم بدأ عندما حدث لموسيقيين همـا ليوبولد مـانـز وليـو بـولد غودوسكي جونيور أن توصلا إلى نظام يستعمل مع أشياء أخـرى اصبـاغـا مكملة من حيث اللون للحساسية الضوئية في كل طبقة وما نعنيه بالمكملة انها ذات لون معاكس اختراعهمـا هـذا هـو الأساس الذي قـام علـيـه فيـلم كوداكروم ، الذي انتجتـه كوداك عام ١٩٣٥ ، كما أنـه جوهـر كل الأفلام اللونيـة الشـائعة التي ظهرت منذ ذلك الوقت .
ما هو سبب استعمال الألوان المكملة ؟ ..
المكمل للأحمر هو الأزرق الداكن ( Cyan ) اخضر مـزرق ، والمكمل للأزرق هو الأصفر ، والمكمـل للأخضر هو الفوشيني ( magenta ) ازرق - احمر ولمشاهدة هذا عليك مراجعة دولاب الألوان .
نكرر فنقول أن الصباغ في كل طبقة من الأفلام الملونة جميعها هو كالتالي :
طبقة تتحسس الازرق - صباغ اصفر .
طبـقـة تتحـسس الأخضر - صباغ فوشيني .
طبقة تتحسس الأحمر - صباغ ارزق داكن .
قد لا يبدو استعمال الألوان المكملة غـريبـاً جـدأ إذا فكرت بحقيقة ان نشوء الفضة المعدنية في الفيلم المـظهـر ينتـج صورة سلبية . وحيث أن الأصباغ تعادل نشوء الفضة ، فاستعمال اللون المكمل - سلبي - ملائم . وسنريك السبب لاحقاً .
دعنا الآن نعود إلى البتلات ذات اللون الفوشيني والتي تركناها في عملية التظهير ، فقد انتجنا تراكماً متساوياً في الفضـة المعدنية السوداء في الطبقة التي تتحسس الأزرق والطبقة التي تتحسس الأحمـر كمـا انتجنـا تـراكمـاً متساوياً من الصباغات في كل طبقة : صباغ ازرق داكن في الطبقة الحمراء وصباغ اصفر في الطبقة الزرقاء .
فإذا ثبتنا هذه الصورة وسلطنا الضـوء مـن خـلال السـلبـيـة النـاتـجـة ، سنجد أن الفضـة السوداء جعلت الأصباغ اللونية مستحيلة المشاهدة تقريباً فهي تطغى عليها وتخفيهـا . من هنا فنحن نعطي تحميض الفيلم الملون خطوة إضـافيـة . قبـل تثبيت الصورة السلبية ، نغمر الفيلم في حمام كيميائي ، مبيض ، يؤدي إلى إذابة الفضة المعدنية وغسلهـا متخلصاً منها في حمام التثبيت التـالي - في بعض عـمـليـات التحميض ، يتم التبييض والتثبيت في حمام واحد ـ والآن تصبح لدينا صورة فيها الأصباغ اللونية ثابتة في كل مستوى ، بينما زالت الفضة المعدنية فإذا عمدنا الآن إلى تسليط الضوء من خلال هذه السلبية ، نستطيع مشاهدة الألوان بوضوح .
هذا هو مبدأ انتاج الألوان في كل الأفلام اللونيـة الشـائعـة ، ولا يستثنى من التحميض الذي فصلناه اعلاه إلا فيلم كوداكروم - ففیلم کوداکروم هذا يتألف من ذات الطبـقـات الثلاث التـي تتحسس الألوان - أحمـر وازرق واخضر - بـمـا في ذلك بللورات هالايد فضة في كل طبقة ، إلا أن هذا الفيلم يحتوي على مزاوجات لونية بدلا من ذلك واثنـاء التظهير ، يوجد حمـام كيميائي منفصل مرتبط بكل من الطبقـات الثلاث ، وتنتج الأصباغ بكل حمام في الطبقة التي تـعـنـيـه اثنـاء التظهير ، من ، وحيث أن هذه العملية معقدة للغاية وتحتاج إلى دقة متناهيـة لا مجال لتحميض فيلم كوداكروم في غرفة مظلمة منزلية . بل يحتاج إلى تحميض مختبر تجاري . أمـا كل الأفلام اللونيـة الأخـرى تقـريبـاً فيمكن تحميضها على يد مصور فوتوغرافي خبير داخل غرفته المظلمة .
ثم بعدما تحصل على سلبية ملونة تحتوي مكملات للألوان في الموضوع الأساسي ، كيف تحقق صورة تنتج الألوان الأصلية التي صورتها . ؟
يوجد نوعان من الفيلم الملؤن :
سلبية الوان .
وانعكاس الوان .
وهذان يحتاجان إلى مناهج عمل مختلفة سنتطرق إلى كل منهما على انفراد .
فيلم السلبية الملونة :
فيلم السلبية الملونة هو واحد من انواع الأفلام التي فصلناها اعلاه نماذجـه مـعـروفـة تحت اسمـاء من امـثـال کـوداكـالار و إكتاكالار وفوجيكالار وأكفاکالار وهو يستعمل عندما نريد الانتهاء إلى طبعة ما بالطبع التكبيري او التلامس . وحتى ننتج صـورة منتهية : تسلط الضوء من خلال السلبية على ورقة طبع تتحسس الألوان إمـا بـاستـعمـال مكبر او بطابع تلامسي ، والجدير بالذكر هنا ان ورقة الطبع التي تتحسس الألوان فيها ثلاث طبقات حساسة تعمـل بـالطريقـة ذاتهـا تمـامـا كالطبقات الحساسة في الفيلم . كما ان بللورات هالايد الفضة في كل طبقـة تتفاعل مع المزيج اللوني للضوء ؛ فتعمل المزاوجات اللونية في كل طبقة على انتاج مقادير نسبية من الأصباغ ذات الألوان التكميلية للضوء الذي يؤثر على الطبقة : ثم تذوب وتزول الفضة المعدنية اثناء التبييض والتثبيت . هكذا ، ننتهي إلى صورة ذات الوان مكملة لألوان الضوء الذي سلطناه على الورقة . أما لون ذلك الضوء فقد تحدد بلون الأصباغ في السلبية . وهـذه الوان مكملة للألوان الأصلية في المنظر . والنتيجة أننا نصنع تكميلية للتكميلية ـ معنى هذا بكلمات أخرى اننا ننتهي إلى الألوان الأصلية .
دعنا نتقصى هذا مع بتلتنا ذات اللون الفوشيني ، عندما عرضنا الفيلم ضوئيا . اثرنا على الطبقة التي تتحسس الأزرق والطبـقـة التي تتحسس الأحـمـر .
وبالتظهير ، انتجنا سلبية تتميز بصباغ اصفر في الطبقة التي تتحسس الأزرق ، وازرق داكن في الطبقة التي تتحسس الأحمر ، واحد فوق الآخر ، ثم عندما تسلط الضوء من خلال هذا الجزء من السلبية ، فإن مزيج النور الأزرق الداكن والنور الأصفر ينتج نوراً اخضر اللون ، ويتضح سبب ذلك عندما تنظر إلى دولاب الألوان ثانية وتلاحظ ما يلي :
إذا مزجت لونين متساويين من حيث القوة ، تنتهي إلى لون وسط بين الاثنين . واللون الوسط بين الأزرق الداكن والأصـفـر هـو الأخضر . لذلك يتسلط من السلبية نـور أخضر ينصـب عـلى ورقـة الطبع . هذا النـور الأخضر يثير هالايدات الفضة في الطبقة التي تتحسس الأخضر في الورقـة .
واثناء التظهير ، ينتج صباغ اللون التكميلي في هذه الطبقة . ما هو المكمل للأخضر ؟ .. انظر إلى دولاب الألوان فتشاهد أنه اللون الفوشيني ، لذلك ينتج الصباغ الفوشيني في الطبعة المنتهية .
وقد كان اللون الفوشيني هـو اللون الأصلي في بتلة الزهـرة .
وهكذا نكون قد وصلنا إلى اللون الأصلي في الطبعة .
فيلم الانعكاس اللوني :
النوع الثاني للفيلم الملون هو فيلم الانعكاس اللوني ، انه الفيلم الذي ينتج سلايدات وشفافيات ويتمثل بكوداكروم واكتـاكـروم وفوجيكروم واكفاكروم .
تلاحظ أن الفيلم الذي ينتهي اسمه التجاري بتعبير ، كروم ( Chrome ) ، هو فيلم انعكاس لوني : فإذا انتهى اسمه بتعبير کالار ( Color ) ، يكون فيلم سلبية لونية .
عـنـدمـا نتطلع إلى إحـدى السلايدات بتسليط الضوء من خلالها ـ إما على شاشة او صندوقة ضوئية ـ تشاهد صورة تعيـد انتاج الألوان الأصلية للمشهد .
هذه السلايد التي تشاهـدها هي الإطار الأصلي للفيلم التي تعرض ضوئياً داخل الكاميرا ، ومع ذلك فـالصـورة التي تشـاهـدهـا هي صورة إيجابية . وحيث ان هالايد الفضـة في كـل طبقـة تتحسس الوان تنتج صورة سلبية كما نعلم ، يصبح السؤال هو التالي :
كيف يحدث لصـورة الفضـة السلبية في الإطار أن تتحول إلى صورة إيجابية ؟ . الجواب بـارع مرة أخرى .
فيلم الانعكاس اللوني يشبـه فيلم السلبية الملونة من نـواح عديدة ، ففيه ذات الطبقات الثلاث التي تتحسس الألوان وتحتوي كل طبقة فيه على بللورات هالايد فضـة كمـا تـحـتـوي ، باستثناء الكوداكروم ، على مزاوجات لونية تنتج اصباغاً ذات الوان مكملة وعندما يتعرض الفيلم ضوئياً . تجـري الخطوة ذاتها ، تتـاثـر بللورات هالايد الفضة بالضوء في الطبقات الملائمة . إلا أن خطوات التحميض مختلفة ، كما يلي :
١ ـ اثنـاء التـظهير ، يحدث لبللورات هالايد الفضة المتاثرة بالضوء أن تنتج صورة فضة سوداء سلبية في طبقات التحسس اللوني المتاثرة . هذا هو ذاته كما في فيلم السلبية الملونة إلا ان المزاوجات اللونية لا تنشط في هذه الخطوة وهذا هو الفرق .
۲ - المعضلة عند هذه النقطة هي انتـاج صـورة إيجـابيـة .
لتحقيق ذلك ، لا بد من عمل شيء ما لتنشيط كل بللورات هالايد الفضة التي لم تتحول إلى فضة معدنية خلال الخطوة الأولى ، طالما أن البللورات اللامعـرضـة ضوئياً تحتوي على صورة هي تماماً عكس الصورة المعرضة ضوئياً .
لما كانت الصورة المعـرضـة ضوئيا تنتج صورة سلبية . فالبللورات اللامعرضة ضوئياً تحتوي على - سلبية لسلبية ، أي صورة إيجابية بمعنى آخر . ولكن كيف نستطيع استخلاص هذه الصورة الإيجابية . ؟ .
يتم هذا بواحدة من طريقتين احداهما تعريض الفيلم لنور في هذه المرحلة انه اسلوب يطلق عليه اسم التغييش ( * ) وهو ينتج صورة ايجابية كامنة بتنشيط كل بللورات الهالايد التي لم تتعرض ضوئياً فيما مضى ، والبديل على التغبيش هـو تنشيط بللورات الهالايد المتبقية باستعمـال حمام كيميائي ، والنتيجـة انـك تحقق صورة إيجابية كامنة بإحـدى الطريقتين .
۳ - يعطى الفيلم الآن حمام تظهير آخـر . ولكن المركبات الكيميائية في الحمام هذه المرة لا تعمل على تحويل الصورة الكامنة إلى فضة معدنية فقط ، بل وتنشط المزاوجات اللونية كذلك لتنتج في كل طبقة أصباغاً تعـادل الفضة التي ترسيت أثناء هذا التظهير .
وعلى الرغم من أن هذه الأصباغ هي مكملة للحساسية اللونية في كل طبقة ، تماماً مثلما كانت في فيلم السلبية الملونة ، فإن هذا اللون المكمل هو ذاته في الحقيقة كاللون في الموضوع الأصلي ، كانت تنتج صورة إيجابية ملونة .
٤ - الخطوات الباقية هي ذاتها كما مع فيلم السلبية الملونة فنحن نبيض الفيلم لجعل الفضة المعدنية قابلة للذوبان .
ه - نثبت الفيلم لإزالة الفضة المعدنية مخلفين إطار فيلم بعيد انتاج الألوان في المشهد الأصلي عندما يسلط النور من خلاله . هذا الفيلم الآن هو سلايد او شفافية او كروم - تعابير ممكنة التبادل مع بعضها البعض اساسا .
لتعرف سبب انتهـائـنـا إلى صورة إيجابية ، دعنا نتقصى بتلة زهـرتنا فوشينية اللون ثانية .
يقوم النور الفوشيني المنعكس عن الزهرة بتنشيط بللورات هالايد الفضة في طبقتي الأزرق والأحمر ، ولكنه لا ينشط الهالايد في طبقة الأخضر . لذلك ، وخـلال حـمـام التـظهير الأول ، تنتـج الفضـة المعدنية في طبـقـتـي الأزرق والأحمـر ، ولكن ليس في طبـقـة الأخضر ، بعد ذلك يعمل التغبيش او بعث الحساسية كيميائياً على تنشيط بللورات الهالايد المتبقية التي لم تتحول إلى فضة معدنية بعد ـ أي تلك الموجودة في طبقة الأخضر ـ . نشير هنا إلى أن التغبيش لا تأثير له على الفضة في طبقتي الأزرق والأحمـر لأن تلك الفضة هي بشكل معـدني أصلا . لذلك ، وخـلال حمـام التـظهـير الثاني ، تنتج الفضة المعدنية في طبقة الأخضر فقط ، وهذا ينشط مـزاوجـات الأصباغ في طبقة الأخضر وحدها ، وينتج الصباغ الملون في هذه الطبقة فقط . ما هو لون الصباغ في طبقة الأخضر . ؟
إنه اللون المـكـمـل للأخضر . فوشيني ، وهكذا نكون قد اعـدنا انتاج اللون الأصلي للبتلة .
مرة أخرى ، دعنا نكرر القـول ان فیلم کوداكروم لا يحتوي على مـزاوجـات لونية في طبقته الحساسة ، ولكنه يدخلهـا خلال حمامات التظهير الثانية . وإلا فسيعمل كما هو مفصل اعلاه .
يكفينا هذا القدر عن نظرية الفيلم الملون - دعنا الآن ننتقل إلى النواحي العملية في مجال التقاط صور فوتوغرافية جميلة ملونة .
اختيار الفيلم الملون :
يتعلق اختيارك الأول فيما إذا كنت راغباً الالتقاط بفيلم انعكاس لونی او فیلم سلبية لونية ، فعلى الرغم من أن الاختيـار قـد يبـدو بسيطاً ـ إذا أردت سـلايـدات تلتقط بفيلم انعكاس لوني ؛ وإذا اردت طبعات ، تلتقط بفيلم سلبية لونيـة ـ ليس هذا بسيطاً جداً . فلكل نوع حسناته وسيئاته .
فيلم الانعكاس اللوني :
يعمل فيلم الانعكاس على انتاج صورة إيجابية تدعى سلايد او شفافية او كروم . تشير السلايد إلى إطار فيلم مركب داخل برواز من الكرتون أو البلاستيك بحيث يمكن مشـاهـدتـه بـاستعمـال عـارض سلايدات . السلايدات على وجه العموم هي أفلام اصغر مقياساً أمـثـال ۱۲۰ و ۳۰ ملم و – ۲ وتشير الشفافية إلى سلايد أو إلى إطار أو شريحة فيلم ليست مركبة داخـل بـرواز وليست مقصـودة للمشاهدة بعارض سلايدات . اما تعبير كروم فيستعمل ليعني الشيء ذاته كشفافية .
كما ان فيلم الانعكاس يكـاد يكون الاختيار الدائم للتصوير الفوتوغرافي الاحترافي الملون - فيما عدا ما يستعمل لوجهيـات وأعراس ، حيث ان الطبعات هي النتاج النهائي المرغوب - سبب ذلك أن معظم اللقطات التجارية تؤخذ لإعادة انتاجها على آلات الطباعة - أي سيعاد نشرها في مجلة او كـاتـالـوك او كتـاب او منشورة أو ملصق ويـمكـن تحضير الشفافيـة للطبـع هكذا بمزيد من السهولة والصدق حيث يحتاج هذا التحضير إلى تقنيين مهرة يعملون بكـاشـفـات كومبيوتر لينجزوا ما يسمى بفرز الألوان وحيث أن الشفافية هي صورة منتهية فإن فرز الألوان الذي يصنع من شفافيات يتم من مصدر رئيسي ليس الأمر هكذا عندما تمارس عملية فرز الألوان من لقطة صورة في سلبية ملونة في هذه الحال ينبغي أولا صنع صورة فوتوغرافية إيجابية من السلبية ، ثم يصنع فرز الألوان من هذه الصورة الثانية بعد ذلك . معنى هذا أن الفصل اللوني أو فرز الألوان يصنع من مصدر ثانوي ، وتطرا خسارة بسيطة ولكن لا بأس بها على الصدق .
توجد بعض الحسنات الأخرى لافلام الانعكاس اللوني ، أولها انه اقل كلفة ، فإذا التقطت العديد من لفات الأفلام ، قد يكون هذا مهماً جدا . والحسنة الثانية شعـور معظم المصورين الفوتوغرافيين بأن الشفافيات تعطي الوانا اغنى واصدق و اکثر تشبعاً مما هو ممكن في طبعـة تصنع من سلبية . اما الحسنة الثالثـة فهي ان فيلم الكوداكروم ظل لسنوات عديدة يعتبر الفيلم الأقل تبرغلا بين ما تم صنعه على الإطلاق .
مع ذلك فإن للإنعكاس اللوني بعض السيئات . منهـا مـجـال التعريض الضوئي الضيق جداً فلو قللت التعريض الضوئي او بالغت به ولو بمقدار قليل ، قد تعطب الصورة .
والسيئة الثانية انك لو أردت صنع طبعـة فـوتـوغـرافيـة من شفافية ، تستطيع عمـل ذلك ؛ إلا ان الصورة قد - تفقد شيئا ما . خلال العملية . معنى هذا بكلمات اخـرى ان الطبعة المصنوعة من شفافية قد لا تكون بجودة طبعة للمشهد ذاته صنعت من سلبية الوان . من الاستـثنـاءات هنا طبعات تصنع من شفافيات بعملية معقدة جـدا تـدعـى مـحـول اصباغ ( * ) . فالطبعات التي تصنع بهذه الطريقة تنتج أعلى نوعية طبعات متوفرة تجارياً ، على أن هذه العملية مكلفة جدا ومعقدة جدا كما ذكرنا .
لاحظ كذلك انك تستطيع صنع طبعات محول اصباغ من سلبيات الوان .
هذا ، وقد حدث في الأونة الأخـيـرة أن ظهـور عـمـليـة السيباكروم لصنع طبعـات من سلبيات ادى إلى تحقيق بعض النتائج الرائعة .
فيلم السلبية الملونة :
إذا أردت طبعـات لألبـوم او للـعـرض ، من المحتمـل لسلبية الألوان ان تكون اختيارك . هكذا هي الحال في المجال التجـاري كتصوير الوجهيات والاعراس يطلب الزبون طبعـات عـادة .
والسلبية الملونة هي السبيـل لتحقيق ذلك .
حدث في احدى الفترات ان فيلم السلبية الملونة لم يستطع موازاة فيلم الانعكاس اللوني من حيث الألوان الغنية في الصورة الملونة الناتجة ولكن التحسينات التي طرات مؤخرا ضيقت هذا الفارق . والحقيقة أن بعض المصورين الفوتوغرافيين سيقولون انه لم يعد هناك فارق على الإطلاق !
أن جـرى اعتبار فيلم السلبيـة الملونـة اكثـر تبـرغـلا من فيلم الانعكاس اللوني ، مرة أخرى لم بعد الأمر هكذا بالضرورة ، فبينما يظل الكوداكروم ٢٥ الأهم للتبرغل الناعم توجد بعض افلام السلبية الملونة ، أمثال کوداکالار ( 100 VR ) ، وهي ليست اكـثـر تبرغلا بكثير وتعتبر « ذات تنقيط ناعم .
على أن هناك حسنـة كبيرة أخرى لفيلم السلبية الملونة : ذلك أن له مجال تعريض ضوئي أوسع من مجال فيلم الانعكاس اللوني ، خصوصاً ، إذا مـا تعلق الأمر بزيادة التعريض الضوئي هذا وبينما هو لا يتسـامـح إلى حـد تسامح فيلم الأسود والأبيض من هذه الناحية ، يمكن لفيلم السلبية الملونة أن يتعرض ضوئيا لأقل مما ينبغي بوقفة واحدة أو لأكثر مما ينبغي بوقفتين ، ثم يـظـل قـادراً هكذا على انتاج صورة ممكنة الاستعمال ، أحد أسباب ذلك انك عليه عندما تصنـع الطبعة من سلبية ملونة ، تستطيـع ضبط منهـج تكبيـرك لتعـوض عـلى تـعـريض ضوئي خاطيء إلى حد ما ، ولا تتوفر لك هذه الفرصة الثانيـة عندما تستعمل فیلم انعكاس لوني حيث ما تلتقطه هو ما تحصل عليه .
كذلك تستطيع انتاج شفافيات من سلبيات ملونة ، إلا ان هذه على وجه العموم لن تكون بذات جودة التشبع اللوني وحدة البروز كما في اصـليـات التقطت عـلى فيلم انعکاس⏹
الدرس المقبل
الإلتقاط بالألوان - ۲ - خصائص الفيلم
الالتقاط بالألوان -١- نظرية الفيلم الملون
تعاطينا بصورة رئيسية مع الفيلم الأسود والأبيض حتى هذه المرحلة ، والآن علينا ان ننتقل إلى العـالم الدراماتيكي للفيـلم الملون ، وفي هذا الدرس ، سوف نناقش كل النواحي المعنيـة بكيفية الإلتقاط بفيلم ملون ؛ بما في ذلك كيفيـة اخـتـيـار الفيلم الملون ، وكيفيـة تـعـريـضـه ضوئياً ، وكيفية اختيار المرشحات لاغراض معينة .
كبداية ، يجب ان نتطرق إلى قليل من الأفكار الأساسية حول نظرية الفيلم الملون . دون القلق على عدم استيعاب هذه النظرية بكاملها ، فهي ليست حيوية في حقيقة الأمر للنجاح عند الإلتقاط بفيلم ملون .
نذكر هنا أن فهمك لقليـل من المعايير الأساسية حول كيفية عمـل الفيلم الملون سنكـون له قيمته خصوصاً إذا كنت تخطط لتحميض هذا الفيلم الملون او لصنع طبعات ملونة .
توجد حقیقتان أساسيتان حول الفيلم المـلـون قـد تصـيبـانـك بالدهشة والاستغراب :
١ - يقوم كل ما هو شائع من الافلام الملونة على مشاهدة الألوان بطريقة شبيهة جدا بطريقة مشاهدتها بالعين البشرية .
٢ - يقوم كل ما هو شائع من الأفلام المـلونـة على هـالايـد الفضـة , لبعث صورة سـوداء وبيضاء خلال التعريض الضوئي والتحميض .
دعنا نستكشف هـاتين الحقيقتين واحدة فواحدة .
- كيف يحدث للفيلم الملون أن يشاهد الألوان :
حتى تفهم هذا عليك البدء بحقيقة ان النور العـادي المرئي في العالم من حولنا ـ ما نشير إليه بتعبير ، نور ابيض ، - هو في الحقيقـة مـؤلف من طيف انوار مختلفة الألوان تتراوح بين الاحمر مرورا بالبرتقالي والأصفر والأخـضـر والبنفسجي من المؤكد أنك تعرف ذلك من مشاهدة نور أبيض ، يـنـكـسـر إلى محتوياته اللونية - طيف ـ عندما يمر من خلال عدسة منشورية ، أو من مشاهدة قوس القزح الذي بنشا عندما تمر الاشعة الشمسية مـن خـلال اعـداد هـائـلـة مـن ه العدسات المنشورية ، التي هي عبـارة عن نقاط مـطر في هـذه الحال .
ينشا اللون كما نشاهده في العالم من حولنا نتيجة للطريقة التي يحدث فيها أن المحتويات اللونية المختلفة للنور ، إما أن تنعكس او تنتقل او تـنـعـرض للامتصاص بواسطة الأشياء التي نشاهدها .
فعنـدمـا تتطلع إلى تفـاحـة حمراء ، تشـاهـدهـا حمـراء لأن أطوال الموجات التي تستوعبها كنـور احمـر تنعكس عن قشرة التفاحة متجهة إلى عينك . وعندما تتطلع إلى زجاج أحمر في نافذة ذات زجاج ملون ، فانت تشاهده كاحمر لأن أطوال الموجات تنتقل إلى عينـك بـواسـطة الزجـاج الشفاف ، ولكن ماذا بخصوص كل اطوال الأمواج الضوئية الأخرى التي تنصب على التفـاحـة او الزجاج الملون ... ؟ .
هذه تتعرض للإمتصاص إلى داخل قشرة التفاحة أو المادة الزجاجية . وهكذا فالألوان التي . تشـاهـدهـا . عينك هي الوان أطوال الأمواج الضوئية التي تبلغ عينك إما منعكسة عن شيء ما أو منقولة منه .
السؤال التالي هو كيف تعمل العين البشرية على التفريق بين لون ولون آخر .. ؟
الجـواب مثير للاهتمـام ، إذ تحتوي العين البشرية على ثلاثة أجهزة عصبية منفصلة تتحسس الألوان . فهناك مجموعة أطراف أعصاب في العين تتحسس النور الأحمر فقط ؛ والمجموعة الثانية تتحسس النـور الأزرق :
والمجموعة الثالثة تتحسس النور الأخضر ويتجاوب الدماغ مع المثيرات ، النـسبـيـة لهـذه الأجهزة اللونية الثلاثة بطريقة تجعلنا قادرين على إدراك كل الألوان في الطيف المرئي .
المثال على ذلك أنه إذا كـان النـور المنعكس عن بتلة زهـرة البطونية يثيـر كـلا من أطراف اعصـاب الأزرق وأطراف اعصاب الأحمـر بـالتسـاوي ، تستوعب البتلة على أساس أنها فوشينية اللون وإذا كان النور المنعكس عن البتلة يثير كلا من اعصاب الأزرق واعصاب الأحمر ، ولكنـه يثيـر أعصـاب الأزرق أكثر من أعصاب الأحمر ، تستوعب البتلة على أساس أنها بنفسجيـة أو ارجـوانيـة وذلك تبعـا للمعدل النسبي للإثارات . كذلك يستطيع أي لون في الطيف الضوئي ان يشاهد بناءاً على المزيج النسبي للإثارة التي تلحـق بـالأجهـزة العصبية الثلاثة .
ثم ماذا يحدث لو أن النـور المنعكس من شيء ما يثير الأجهزة العصبية الثلاثة كلها بالتساوي ... نشاهد هذا الشيء كابيض .
خلاصة القول إذا هي انـه سلاسل لونيـة ـ أحمـر وازرق واخضـر ـ تعمل العين البشرية على تمكين الدمـاغ من إعادة بتفريق الضوء إلى مجرد ثلاث تركيب واستيعاب كل الألوان في الطيف المرئي .
والآن ، كيف يـرتـبـط هـذا المفهـوم مع كيفية ، مشاهـدة ، الأفلام الملونة للألوان ؟ ..
الأمر بسيط جداً ، فبالطريقة ذاتها تماماً ، تنقسم الأفلام الملونة الضوء ـ طبقة تتحسس الأحمر إلى ثلاث طبـقـات تـتـحـسس فقط ؛ وطبقـة للأزرق : وطبقة للأخضر ـ فعندما يتم تصوير بقلة فوشينيـة اللون ، يؤثـر النـور المنعكس عن البتلة على القلبقـة التي تتحسس الأزرق والطبـقـة التي تتحسس الأحمر بالتساوي المنعكس عن البتلة يؤثر على الطبـقـة التي تتحسس الأزرق بمقدار أكبر ، وعلى الطبقة التي تتحسس الأحمر بمقدار أقل . في تقريباً ثم عند تصـويـر بتلة بنفسجية اللون فـإن النـور كلتي الحالتين ، لا يؤثـر النـور المنعكس من البتلة على الطبقة التي تتحسس الأخضر في الفيلم .
السـؤال هو كيف تعمل الأصباغ اللونية في الفيلم على اعادة انتاج الوان الطبيعة ؟
هنا توجد قصة بارعة . دولاب الألوان يظهر بيانيا تلك الألوان المختلفة التي يتشكل منها النور الأبيض . حددنا الألوان الأساسية الثلاثة التي تستطيع العين البشرية تمييزها ـ أحمـر وازرق واخضـر ـ كذلك حددنا اللون العاكس - المكمل ، لكل من هذه ، وهي على التوالي : الأزرق الداكن ، عكس الاحمر .. والأصفر . عكس الأزرق . والفوشيني ، عكس الأخضر .
- كيف تـنـتـج الألوان في الفيلم :
ذكـرنـا آنفاً أن الفيلم الملؤن يحتوي على ثلاث طبـقـات تتحسس الواناً مختلفة ، فإذا نظرت إلى مقطع عرضي من الفيلم مكبراً تحت مجهر ، سوف تشاهد هذه الطبقات التي تتحسس اللون على الشكل التالي :
طبقة تتحسس الأزرق
طبقة تتحسس الأخضر
طبقة تتحسس الأحمر
قاعدة اسيتات
ان تعثـر على صبـاغ يتحسس الضوء في كل طبقة . فالطبقة التي تتحسس الأحمر في الفيلم على سبيل المثال ، ينبغي أن تحتوي تتوقع من الناحية النموذجية على مركب كيميائي لامرئي يتحول إلى أحمر عندما يتعرض للنـور ويتظهر ، وتحتوي الطبقة التي تتحسس الأزرق عـلى صـبـاغ يتحول إلى أزرق ، وتحتوي طبقة الأخضر على صباغ يتحول إلى اخضر .
على أن هذا العالم ليس نموذجيا لسوء الحـظ ، فبينما توصل العلم الحديث إلى وضع إنسان على القمر ، لم يتوصل بعد إلى مادة تتحسس النور أفضل من هالايد الفضة . والجدير بالذكر ان هـالايـد الفضـة الذي يتعرض للضوء لا يتحول إلى أحمر أو ازرق او اخضر عندما يتظهـر كما تعلم ، يتحول إلى أسود : انها مشكلة إلى حد ما . ولكنها مشكلة تم حلهـا بمهارة على الشكـل التالي :
فكل من الطبقات الثلاث التي نتحسس الألوان في الفيلم ، تحتوي على بللورات هـالايـد فضة , تمـامـا كفيـلم الأسود والأبيض ، ولكن مع استثناء واحد سنفصله بعد لحظة ، تحتوي كل الأفلام المـلونـة كذلك على جـزينـات - تـدعـي مـزاوجـات لونية ( * ) ـ منثورة بين الهلايدات في كل طبقة .
إليك هنا ما يحدث .
لنقـل أن النور المنعكس من بتلتنـا فـوشينيـة اللون ضـرب الفيلم . يتألف النور الفوشيني من اجزاء متساوية من نور احمر ونور ازرق ، معنى هذا ان النـور الفوشيني هـذا سيؤثر على بللورات هالايد الفضة في الطبقة التي تتحسس الأزرق من الفيلم والطبقة التي تتحسس الأحمـر منه ، لن يؤثر على الطبقة التي تتحسس الأخضر . كما أنه لا تأثير له على المزاوجات اللونية في أية من الطبقـات طالما أن هـذه لا تتحسس النور !
ثم عنـدمـا نضـع هـذا الفيلم المعرض ضوئيا في مظهر لوني يحدث شيئان :
أولاهمـا ان بللورات هـالايـد الفضة التي تأثرت بالضوء في كل طبقة تتحول إلى فضة معدنية سوداء ، تماماً كمـا في تظهير الأسود والأبيض .
والثاني ـ وهنا يقبـع الـجـزء البارع - ان المزاوجات اللونية في كل طبقة ، تصنـع صباغاً ملوناً بـالـمـعـدل ذاته كمقـدار الفضـة المعدنية السوداء تماماً .
بتزواج انتاج الصبـاغ مـع انتاج الفضة المعدنية السوداء وهذا هو سبب دعوتها مـزاوجات لونية ، فإذا كانت الفضة كثيفة في منطقة ما من طبقة معينة ، سوف يكون الصباغ في تلك المنطقة كثيفاً . وإذا كانت رقيقة ، سيكون الصباغ رقيقاً .
واضح ان الوان الصباغ في الطبقات الثلاث تختلف عن بعضها البعض . وعلى الرغم من انك قد تتوقع للصباغ الأحمر ان ينتج في الطبقة التي تتحسس الأحمـر ، والصبـاغ الأزرق في الطبقة التي تتحسس الأزرق - والصباغ الأخضر في الطبقة التي تتحسس الأخضـر ، فقـد جـرت تجربة هذا المنهج وظهر انه ليس كافياً ، فالفيلم الملون الحديث كما تعلم بدأ عندما حدث لموسيقيين همـا ليوبولد مـانـز وليـو بـولد غودوسكي جونيور أن توصلا إلى نظام يستعمل مع أشياء أخـرى اصبـاغـا مكملة من حيث اللون للحساسية الضوئية في كل طبقة وما نعنيه بالمكملة انها ذات لون معاكس اختراعهمـا هـذا هـو الأساس الذي قـام علـيـه فيـلم كوداكروم ، الذي انتجتـه كوداك عام ١٩٣٥ ، كما أنـه جوهـر كل الأفلام اللونيـة الشـائعة التي ظهرت منذ ذلك الوقت .
ما هو سبب استعمال الألوان المكملة ؟ ..
المكمل للأحمر هو الأزرق الداكن ( Cyan ) اخضر مـزرق ، والمكمل للأزرق هو الأصفر ، والمكمـل للأخضر هو الفوشيني ( magenta ) ازرق - احمر ولمشاهدة هذا عليك مراجعة دولاب الألوان .
نكرر فنقول أن الصباغ في كل طبقة من الأفلام الملونة جميعها هو كالتالي :
طبقة تتحسس الازرق - صباغ اصفر .
طبـقـة تتحـسس الأخضر - صباغ فوشيني .
طبقة تتحسس الأحمر - صباغ ارزق داكن .
قد لا يبدو استعمال الألوان المكملة غـريبـاً جـدأ إذا فكرت بحقيقة ان نشوء الفضة المعدنية في الفيلم المـظهـر ينتـج صورة سلبية . وحيث أن الأصباغ تعادل نشوء الفضة ، فاستعمال اللون المكمل - سلبي - ملائم . وسنريك السبب لاحقاً .
دعنا الآن نعود إلى البتلات ذات اللون الفوشيني والتي تركناها في عملية التظهير ، فقد انتجنا تراكماً متساوياً في الفضـة المعدنية السوداء في الطبقة التي تتحسس الأزرق والطبقة التي تتحسس الأحمـر كمـا انتجنـا تـراكمـاً متساوياً من الصباغات في كل طبقة : صباغ ازرق داكن في الطبقة الحمراء وصباغ اصفر في الطبقة الزرقاء .
فإذا ثبتنا هذه الصورة وسلطنا الضـوء مـن خـلال السـلبـيـة النـاتـجـة ، سنجد أن الفضـة السوداء جعلت الأصباغ اللونية مستحيلة المشاهدة تقريباً فهي تطغى عليها وتخفيهـا . من هنا فنحن نعطي تحميض الفيلم الملون خطوة إضـافيـة . قبـل تثبيت الصورة السلبية ، نغمر الفيلم في حمام كيميائي ، مبيض ، يؤدي إلى إذابة الفضة المعدنية وغسلهـا متخلصاً منها في حمام التثبيت التـالي - في بعض عـمـليـات التحميض ، يتم التبييض والتثبيت في حمام واحد ـ والآن تصبح لدينا صورة فيها الأصباغ اللونية ثابتة في كل مستوى ، بينما زالت الفضة المعدنية فإذا عمدنا الآن إلى تسليط الضوء من خلال هذه السلبية ، نستطيع مشاهدة الألوان بوضوح .
هذا هو مبدأ انتاج الألوان في كل الأفلام اللونيـة الشـائعـة ، ولا يستثنى من التحميض الذي فصلناه اعلاه إلا فيلم كوداكروم - ففیلم کوداکروم هذا يتألف من ذات الطبـقـات الثلاث التـي تتحسس الألوان - أحمـر وازرق واخضر - بـمـا في ذلك بللورات هالايد فضة في كل طبقة ، إلا أن هذا الفيلم يحتوي على مزاوجات لونية بدلا من ذلك واثنـاء التظهير ، يوجد حمـام كيميائي منفصل مرتبط بكل من الطبقـات الثلاث ، وتنتج الأصباغ بكل حمام في الطبقة التي تـعـنـيـه اثنـاء التظهير ، من ، وحيث أن هذه العملية معقدة للغاية وتحتاج إلى دقة متناهيـة لا مجال لتحميض فيلم كوداكروم في غرفة مظلمة منزلية . بل يحتاج إلى تحميض مختبر تجاري . أمـا كل الأفلام اللونيـة الأخـرى تقـريبـاً فيمكن تحميضها على يد مصور فوتوغرافي خبير داخل غرفته المظلمة .
ثم بعدما تحصل على سلبية ملونة تحتوي مكملات للألوان في الموضوع الأساسي ، كيف تحقق صورة تنتج الألوان الأصلية التي صورتها . ؟
يوجد نوعان من الفيلم الملؤن :
سلبية الوان .
وانعكاس الوان .
وهذان يحتاجان إلى مناهج عمل مختلفة سنتطرق إلى كل منهما على انفراد .
فيلم السلبية الملونة :
فيلم السلبية الملونة هو واحد من انواع الأفلام التي فصلناها اعلاه نماذجـه مـعـروفـة تحت اسمـاء من امـثـال کـوداكـالار و إكتاكالار وفوجيكالار وأكفاکالار وهو يستعمل عندما نريد الانتهاء إلى طبعة ما بالطبع التكبيري او التلامس . وحتى ننتج صـورة منتهية : تسلط الضوء من خلال السلبية على ورقة طبع تتحسس الألوان إمـا بـاستـعمـال مكبر او بطابع تلامسي ، والجدير بالذكر هنا ان ورقة الطبع التي تتحسس الألوان فيها ثلاث طبقات حساسة تعمـل بـالطريقـة ذاتهـا تمـامـا كالطبقات الحساسة في الفيلم . كما ان بللورات هالايد الفضة في كل طبقـة تتفاعل مع المزيج اللوني للضوء ؛ فتعمل المزاوجات اللونية في كل طبقة على انتاج مقادير نسبية من الأصباغ ذات الألوان التكميلية للضوء الذي يؤثر على الطبقة : ثم تذوب وتزول الفضة المعدنية اثناء التبييض والتثبيت . هكذا ، ننتهي إلى صورة ذات الوان مكملة لألوان الضوء الذي سلطناه على الورقة . أما لون ذلك الضوء فقد تحدد بلون الأصباغ في السلبية . وهـذه الوان مكملة للألوان الأصلية في المنظر . والنتيجة أننا نصنع تكميلية للتكميلية ـ معنى هذا بكلمات أخرى اننا ننتهي إلى الألوان الأصلية .
دعنا نتقصى هذا مع بتلتنا ذات اللون الفوشيني ، عندما عرضنا الفيلم ضوئيا . اثرنا على الطبقة التي تتحسس الأزرق والطبـقـة التي تتحسس الأحـمـر .
وبالتظهير ، انتجنا سلبية تتميز بصباغ اصفر في الطبقة التي تتحسس الأزرق ، وازرق داكن في الطبقة التي تتحسس الأحمر ، واحد فوق الآخر ، ثم عندما تسلط الضوء من خلال هذا الجزء من السلبية ، فإن مزيج النور الأزرق الداكن والنور الأصفر ينتج نوراً اخضر اللون ، ويتضح سبب ذلك عندما تنظر إلى دولاب الألوان ثانية وتلاحظ ما يلي :
إذا مزجت لونين متساويين من حيث القوة ، تنتهي إلى لون وسط بين الاثنين . واللون الوسط بين الأزرق الداكن والأصـفـر هـو الأخضر . لذلك يتسلط من السلبية نـور أخضر ينصـب عـلى ورقـة الطبع . هذا النـور الأخضر يثير هالايدات الفضة في الطبقة التي تتحسس الأخضر في الورقـة .
واثناء التظهير ، ينتج صباغ اللون التكميلي في هذه الطبقة . ما هو المكمل للأخضر ؟ .. انظر إلى دولاب الألوان فتشاهد أنه اللون الفوشيني ، لذلك ينتج الصباغ الفوشيني في الطبعة المنتهية .
وقد كان اللون الفوشيني هـو اللون الأصلي في بتلة الزهـرة .
وهكذا نكون قد وصلنا إلى اللون الأصلي في الطبعة .
فيلم الانعكاس اللوني :
النوع الثاني للفيلم الملون هو فيلم الانعكاس اللوني ، انه الفيلم الذي ينتج سلايدات وشفافيات ويتمثل بكوداكروم واكتـاكـروم وفوجيكروم واكفاكروم .
تلاحظ أن الفيلم الذي ينتهي اسمه التجاري بتعبير ، كروم ( Chrome ) ، هو فيلم انعكاس لوني : فإذا انتهى اسمه بتعبير کالار ( Color ) ، يكون فيلم سلبية لونية .
عـنـدمـا نتطلع إلى إحـدى السلايدات بتسليط الضوء من خلالها ـ إما على شاشة او صندوقة ضوئية ـ تشاهد صورة تعيـد انتاج الألوان الأصلية للمشهد .
هذه السلايد التي تشاهـدها هي الإطار الأصلي للفيلم التي تعرض ضوئياً داخل الكاميرا ، ومع ذلك فـالصـورة التي تشـاهـدهـا هي صورة إيجابية . وحيث ان هالايد الفضـة في كـل طبقـة تتحسس الوان تنتج صورة سلبية كما نعلم ، يصبح السؤال هو التالي :
كيف يحدث لصـورة الفضـة السلبية في الإطار أن تتحول إلى صورة إيجابية ؟ . الجواب بـارع مرة أخرى .
فيلم الانعكاس اللوني يشبـه فيلم السلبية الملونة من نـواح عديدة ، ففيه ذات الطبقات الثلاث التي تتحسس الألوان وتحتوي كل طبقة فيه على بللورات هالايد فضـة كمـا تـحـتـوي ، باستثناء الكوداكروم ، على مزاوجات لونية تنتج اصباغاً ذات الوان مكملة وعندما يتعرض الفيلم ضوئياً . تجـري الخطوة ذاتها ، تتـاثـر بللورات هالايد الفضة بالضوء في الطبقات الملائمة . إلا أن خطوات التحميض مختلفة ، كما يلي :
١ ـ اثنـاء التـظهير ، يحدث لبللورات هالايد الفضة المتاثرة بالضوء أن تنتج صورة فضة سوداء سلبية في طبقات التحسس اللوني المتاثرة . هذا هو ذاته كما في فيلم السلبية الملونة إلا ان المزاوجات اللونية لا تنشط في هذه الخطوة وهذا هو الفرق .
۲ - المعضلة عند هذه النقطة هي انتـاج صـورة إيجـابيـة .
لتحقيق ذلك ، لا بد من عمل شيء ما لتنشيط كل بللورات هالايد الفضة التي لم تتحول إلى فضة معدنية خلال الخطوة الأولى ، طالما أن البللورات اللامعـرضـة ضوئياً تحتوي على صورة هي تماماً عكس الصورة المعرضة ضوئياً .
لما كانت الصورة المعـرضـة ضوئيا تنتج صورة سلبية . فالبللورات اللامعرضة ضوئياً تحتوي على - سلبية لسلبية ، أي صورة إيجابية بمعنى آخر . ولكن كيف نستطيع استخلاص هذه الصورة الإيجابية . ؟ .
يتم هذا بواحدة من طريقتين احداهما تعريض الفيلم لنور في هذه المرحلة انه اسلوب يطلق عليه اسم التغييش ( * ) وهو ينتج صورة ايجابية كامنة بتنشيط كل بللورات الهالايد التي لم تتعرض ضوئياً فيما مضى ، والبديل على التغبيش هـو تنشيط بللورات الهالايد المتبقية باستعمـال حمام كيميائي ، والنتيجـة انـك تحقق صورة إيجابية كامنة بإحـدى الطريقتين .
۳ - يعطى الفيلم الآن حمام تظهير آخـر . ولكن المركبات الكيميائية في الحمام هذه المرة لا تعمل على تحويل الصورة الكامنة إلى فضة معدنية فقط ، بل وتنشط المزاوجات اللونية كذلك لتنتج في كل طبقة أصباغاً تعـادل الفضة التي ترسيت أثناء هذا التظهير .
وعلى الرغم من أن هذه الأصباغ هي مكملة للحساسية اللونية في كل طبقة ، تماماً مثلما كانت في فيلم السلبية الملونة ، فإن هذا اللون المكمل هو ذاته في الحقيقة كاللون في الموضوع الأصلي ، كانت تنتج صورة إيجابية ملونة .
٤ - الخطوات الباقية هي ذاتها كما مع فيلم السلبية الملونة فنحن نبيض الفيلم لجعل الفضة المعدنية قابلة للذوبان .
ه - نثبت الفيلم لإزالة الفضة المعدنية مخلفين إطار فيلم بعيد انتاج الألوان في المشهد الأصلي عندما يسلط النور من خلاله . هذا الفيلم الآن هو سلايد او شفافية او كروم - تعابير ممكنة التبادل مع بعضها البعض اساسا .
لتعرف سبب انتهـائـنـا إلى صورة إيجابية ، دعنا نتقصى بتلة زهـرتنا فوشينية اللون ثانية .
يقوم النور الفوشيني المنعكس عن الزهرة بتنشيط بللورات هالايد الفضة في طبقتي الأزرق والأحمر ، ولكنه لا ينشط الهالايد في طبقة الأخضر . لذلك ، وخـلال حـمـام التـظهير الأول ، تنتـج الفضـة المعدنية في طبـقـتـي الأزرق والأحمـر ، ولكن ليس في طبـقـة الأخضر ، بعد ذلك يعمل التغبيش او بعث الحساسية كيميائياً على تنشيط بللورات الهالايد المتبقية التي لم تتحول إلى فضة معدنية بعد ـ أي تلك الموجودة في طبقة الأخضر ـ . نشير هنا إلى أن التغبيش لا تأثير له على الفضة في طبقتي الأزرق والأحمـر لأن تلك الفضة هي بشكل معـدني أصلا . لذلك ، وخـلال حمـام التـظهـير الثاني ، تنتج الفضة المعدنية في طبقة الأخضر فقط ، وهذا ينشط مـزاوجـات الأصباغ في طبقة الأخضر وحدها ، وينتج الصباغ الملون في هذه الطبقة فقط . ما هو لون الصباغ في طبقة الأخضر . ؟
إنه اللون المـكـمـل للأخضر . فوشيني ، وهكذا نكون قد اعـدنا انتاج اللون الأصلي للبتلة .
مرة أخرى ، دعنا نكرر القـول ان فیلم کوداكروم لا يحتوي على مـزاوجـات لونية في طبقته الحساسة ، ولكنه يدخلهـا خلال حمامات التظهير الثانية . وإلا فسيعمل كما هو مفصل اعلاه .
يكفينا هذا القدر عن نظرية الفيلم الملون - دعنا الآن ننتقل إلى النواحي العملية في مجال التقاط صور فوتوغرافية جميلة ملونة .
اختيار الفيلم الملون :
يتعلق اختيارك الأول فيما إذا كنت راغباً الالتقاط بفيلم انعكاس لونی او فیلم سلبية لونية ، فعلى الرغم من أن الاختيـار قـد يبـدو بسيطاً ـ إذا أردت سـلايـدات تلتقط بفيلم انعكاس لوني ؛ وإذا اردت طبعات ، تلتقط بفيلم سلبية لونيـة ـ ليس هذا بسيطاً جداً . فلكل نوع حسناته وسيئاته .
فيلم الانعكاس اللوني :
يعمل فيلم الانعكاس على انتاج صورة إيجابية تدعى سلايد او شفافية او كروم . تشير السلايد إلى إطار فيلم مركب داخل برواز من الكرتون أو البلاستيك بحيث يمكن مشـاهـدتـه بـاستعمـال عـارض سلايدات . السلايدات على وجه العموم هي أفلام اصغر مقياساً أمـثـال ۱۲۰ و ۳۰ ملم و – ۲ وتشير الشفافية إلى سلايد أو إلى إطار أو شريحة فيلم ليست مركبة داخـل بـرواز وليست مقصـودة للمشاهدة بعارض سلايدات . اما تعبير كروم فيستعمل ليعني الشيء ذاته كشفافية .
كما ان فيلم الانعكاس يكـاد يكون الاختيار الدائم للتصوير الفوتوغرافي الاحترافي الملون - فيما عدا ما يستعمل لوجهيـات وأعراس ، حيث ان الطبعات هي النتاج النهائي المرغوب - سبب ذلك أن معظم اللقطات التجارية تؤخذ لإعادة انتاجها على آلات الطباعة - أي سيعاد نشرها في مجلة او كـاتـالـوك او كتـاب او منشورة أو ملصق ويـمكـن تحضير الشفافيـة للطبـع هكذا بمزيد من السهولة والصدق حيث يحتاج هذا التحضير إلى تقنيين مهرة يعملون بكـاشـفـات كومبيوتر لينجزوا ما يسمى بفرز الألوان وحيث أن الشفافية هي صورة منتهية فإن فرز الألوان الذي يصنع من شفافيات يتم من مصدر رئيسي ليس الأمر هكذا عندما تمارس عملية فرز الألوان من لقطة صورة في سلبية ملونة في هذه الحال ينبغي أولا صنع صورة فوتوغرافية إيجابية من السلبية ، ثم يصنع فرز الألوان من هذه الصورة الثانية بعد ذلك . معنى هذا أن الفصل اللوني أو فرز الألوان يصنع من مصدر ثانوي ، وتطرا خسارة بسيطة ولكن لا بأس بها على الصدق .
توجد بعض الحسنات الأخرى لافلام الانعكاس اللوني ، أولها انه اقل كلفة ، فإذا التقطت العديد من لفات الأفلام ، قد يكون هذا مهماً جدا . والحسنة الثانية شعـور معظم المصورين الفوتوغرافيين بأن الشفافيات تعطي الوانا اغنى واصدق و اکثر تشبعاً مما هو ممكن في طبعـة تصنع من سلبية . اما الحسنة الثالثـة فهي ان فيلم الكوداكروم ظل لسنوات عديدة يعتبر الفيلم الأقل تبرغلا بين ما تم صنعه على الإطلاق .
مع ذلك فإن للإنعكاس اللوني بعض السيئات . منهـا مـجـال التعريض الضوئي الضيق جداً فلو قللت التعريض الضوئي او بالغت به ولو بمقدار قليل ، قد تعطب الصورة .
والسيئة الثانية انك لو أردت صنع طبعـة فـوتـوغـرافيـة من شفافية ، تستطيع عمـل ذلك ؛ إلا ان الصورة قد - تفقد شيئا ما . خلال العملية . معنى هذا بكلمات اخـرى ان الطبعة المصنوعة من شفافية قد لا تكون بجودة طبعة للمشهد ذاته صنعت من سلبية الوان . من الاستـثنـاءات هنا طبعات تصنع من شفافيات بعملية معقدة جـدا تـدعـى مـحـول اصباغ ( * ) . فالطبعات التي تصنع بهذه الطريقة تنتج أعلى نوعية طبعات متوفرة تجارياً ، على أن هذه العملية مكلفة جدا ومعقدة جدا كما ذكرنا .
لاحظ كذلك انك تستطيع صنع طبعات محول اصباغ من سلبيات الوان .
هذا ، وقد حدث في الأونة الأخـيـرة أن ظهـور عـمـليـة السيباكروم لصنع طبعـات من سلبيات ادى إلى تحقيق بعض النتائج الرائعة .
فيلم السلبية الملونة :
إذا أردت طبعـات لألبـوم او للـعـرض ، من المحتمـل لسلبية الألوان ان تكون اختيارك . هكذا هي الحال في المجال التجـاري كتصوير الوجهيات والاعراس يطلب الزبون طبعـات عـادة .
والسلبية الملونة هي السبيـل لتحقيق ذلك .
حدث في احدى الفترات ان فيلم السلبية الملونة لم يستطع موازاة فيلم الانعكاس اللوني من حيث الألوان الغنية في الصورة الملونة الناتجة ولكن التحسينات التي طرات مؤخرا ضيقت هذا الفارق . والحقيقة أن بعض المصورين الفوتوغرافيين سيقولون انه لم يعد هناك فارق على الإطلاق !
أن جـرى اعتبار فيلم السلبيـة الملونـة اكثـر تبـرغـلا من فيلم الانعكاس اللوني ، مرة أخرى لم بعد الأمر هكذا بالضرورة ، فبينما يظل الكوداكروم ٢٥ الأهم للتبرغل الناعم توجد بعض افلام السلبية الملونة ، أمثال کوداکالار ( 100 VR ) ، وهي ليست اكـثـر تبرغلا بكثير وتعتبر « ذات تنقيط ناعم .
على أن هناك حسنـة كبيرة أخرى لفيلم السلبية الملونة : ذلك أن له مجال تعريض ضوئي أوسع من مجال فيلم الانعكاس اللوني ، خصوصاً ، إذا مـا تعلق الأمر بزيادة التعريض الضوئي هذا وبينما هو لا يتسـامـح إلى حـد تسامح فيلم الأسود والأبيض من هذه الناحية ، يمكن لفيلم السلبية الملونة أن يتعرض ضوئيا لأقل مما ينبغي بوقفة واحدة أو لأكثر مما ينبغي بوقفتين ، ثم يـظـل قـادراً هكذا على انتاج صورة ممكنة الاستعمال ، أحد أسباب ذلك انك عليه عندما تصنـع الطبعة من سلبية ملونة ، تستطيـع ضبط منهـج تكبيـرك لتعـوض عـلى تـعـريض ضوئي خاطيء إلى حد ما ، ولا تتوفر لك هذه الفرصة الثانيـة عندما تستعمل فیلم انعكاس لوني حيث ما تلتقطه هو ما تحصل عليه .
كذلك تستطيع انتاج شفافيات من سلبيات ملونة ، إلا ان هذه على وجه العموم لن تكون بذات جودة التشبع اللوني وحدة البروز كما في اصـليـات التقطت عـلى فيلم انعکاس⏹
الدرس المقبل
الإلتقاط بالألوان - ۲ - خصائص الفيلم
تعليق