غانثر دايتشمان
المدمن على التقاط صور الأدغال
غانثر دايتشمان مصور فوتوغرافي عالمي يمكن القول أنه مصور خاص بالمجاهل والأدغال ، ولكن عمله هذا يكاد ينحصر بالمنطقة المحيطة به وهي المنطقة التي يجد فيها الأرض الخصبة لمواضيعه التي لا تنضب .
المنطقة الشمـاليـة الواسعـة من أوستراليا غالباً ما يطلق عليها اسم الحدود الأخيرة للعالم . هناك تتهادى المشاهد بفظاظة متناقضة وجمال اخـاذ . هذه المنطقة الشمالية تحتل مساحة تتجاوز ال ٥٠٠ ألف ميل مربع ، وتتراوح بين صحاري ذات اعمدة صخرية حمراء هائلة المقاييس في الوسط الجاف ، وغابات مطر غزير شديدة الحرارة في الطرف الاستوائي إنها منطقة معزولة تعود بتاريخها إلى ألفي مليون سنة ويقطنها مئات من الحيوانات والنبـاتـات المتخلفة من عصـور جيولوجية سالفة ، كالسابال النخيلي وتماسيح المياه المالحة ، التي لا توجد في أي مكان آخر من العالم . هنا ، في المنطقة الشمالية هذه أكثر من أي جزء آخر من أوستراليا .
ما زالت شعوب ، الأبوريجنال تعيش على مبـاديء ثقافـة رائعة ومستمرة منـذ مـا قبـل التاريخ ، وسط البيئة التي يصعب على طرق الرجل الأبيض ان تتخطاها ، أما مواقع صهر المعادن وتسهيلات رسو السفن ومراكز الزوار الآخذة بالانتشار على نطاق واسع هنا وهناك فقد كلفت الحكومة جهودا كبيرة اوجبتها الرغبة باستغلال المصادر المعدنية الهائلة في المنطقة الشمـاليـة هـذه واحتمالات الاستفادة منها لاغراض سيـاحيـة وتـجـاريـة .
هذا الطرف الموحش يتجاوز تكساس بمـا يـحـتـويـه من محطات نقل الماشية التي تجيء من ملايين الأكرات التي يعتاش فيها الناس باسلوب رعاة البقر - الكاوبوي ، معرضين للخطر والعزلة .
ولكن بين أكثر ما يلفت الانظار في المنطقة الشمالية هذه ذلك التاقلم البشري الفريد من نوعه فيها ، والتصميم على فكاهة وطرق حياة غربية الأطوار ، فالسكان هؤلاء ينتشرون من اليس سبرينغ بسباقات الزوارق فيها ، مروراً بداروين وانديتها ، إلى هامبتي دو باب النائية بما تتميز به من مرح .
هكذا هي المنطقة التي يدعـوهـا غـانـثـر دايتشمـان منطقتـه . عندما جاءهـا بخلفيتـه التقنية من موطنه ألمانيا عام ١٩٧١ ، وجـد غائٹر عمـلا كجيولوجي في ال ( BHP ) ، أكبر شركة للمناجم والنفط والفولاذ في أوستراليا .
وهذا ذهب به الى كل انحاء القارة الا انه تعلق بحب المنطقة الشمالية اكثر ما تعلق ، كان في باديء الأمر يصطحب كاميرا لتسجيل عينـات صخرية لمهنته ، وشرعـان ما ابتاع معدات اقترانية من مينولتا ، حيث ان ازدياد انجذابه لهذه المنطقة دفعه الى التقاط كل ما يستطيعه في وقت فراغه ، مضت على ذلك ثلاث سنوات و إذ باغراءات الصور تكسب المنافسة ، فتحول الى مصور فوتوغرافي مستقل ، حيث يقول :
- احمل في جيبي ۲۰۰۰ دولار ، ومعي زوجة مستعدة لدعمي !
على أن غـانـثـر هـذا الذي يتميز بمـعـرفـة فوتوغرافية أساسية ومقدرة طبيعية ، ثابر على تطوير أساليبه الفوتوغرافية الذاتية بمهارة .
ويقول غائٹر :
ـ مـا زلت خلال السنوات الثلاث الماضية مقتصراً تقـريبـاً على استعمـال كـامـيـرتي ( 700 - X ) . أولاهما سقطت في المـاء المـالح مرتين بينمـا انـا على زورق لإلتقاط سـمـك القرش ؛ كما أنها تحملت حـرارة ٥٢ درجـة منوية ـ ١٢٦ درجة فهرنهايت ـ من الصحراء . وعواصف غبار كثيف الى حد لا يصدق - أثارته طائرات هليوكبتر تلاحق ثيران - البافلو ، في منطقة شديدة الجفاف - كما أنها التقطت ١٠٠ الف اطار وهي بصحبتي في تجوالات بلغت ۷۸ الف كيلومتر حول أوستراليا في سيارة ، ولم أعمد إلى لفها اطلاقاً .
وتابع يقول :
- إنني اقضي أربعة أشهر من السنة ملتقطاً الصور الفوتوغرافية في الادغال ، لكنني لم امس الا السطح بعد .. فالجمال هناك كثير جدا .
عمله على مر السنين وصل الى ما يوازي 35 ألف طبعة سلايد رئيسية يعتبرها المجموعة الأكثر شمولا للمنطقة الشمالية على الاطلاق . من هذه المجموعة يعمل غـانثر على تأمين العديد من المطبوعات والمنظمات بالصور دون ان يتوقف عن اضـافـة المـزيـد صـوره الفوتوغرافية نجدها في كتابه الذي يحمـل عنوان - منطقتي » ( My Territory ) الذي صدر عام 1983 ، وكتب أخرى ستنشرها ، ريغبي » و ، اديلايد ،، أضف إلى هذا انه ينشر كل عام عادة مقالات فوتوغرافية للمجلة الألمانية شتيـرن » . كمـا كـان لـه غـلاف في مجلة . تایم . . وتحصل صور غانٹر باستمرار على تقدير من المؤسسة الأوسترالية للتصوير الفوتوغرافي ، كما كان احد اسرع من حصل على عضوية هذه المؤسسة . ليس عجبا إذن ان يطلب منه اصطحاب المصور الفوتوغرافي الشهير بيت تيرنير في تجواله حول آيرزروك وقد نجحت رحلتهما معا كل النجاح ⏹
تحقيق خاص من Mionolta
المدمن على التقاط صور الأدغال
غانثر دايتشمان مصور فوتوغرافي عالمي يمكن القول أنه مصور خاص بالمجاهل والأدغال ، ولكن عمله هذا يكاد ينحصر بالمنطقة المحيطة به وهي المنطقة التي يجد فيها الأرض الخصبة لمواضيعه التي لا تنضب .
المنطقة الشمـاليـة الواسعـة من أوستراليا غالباً ما يطلق عليها اسم الحدود الأخيرة للعالم . هناك تتهادى المشاهد بفظاظة متناقضة وجمال اخـاذ . هذه المنطقة الشمالية تحتل مساحة تتجاوز ال ٥٠٠ ألف ميل مربع ، وتتراوح بين صحاري ذات اعمدة صخرية حمراء هائلة المقاييس في الوسط الجاف ، وغابات مطر غزير شديدة الحرارة في الطرف الاستوائي إنها منطقة معزولة تعود بتاريخها إلى ألفي مليون سنة ويقطنها مئات من الحيوانات والنبـاتـات المتخلفة من عصـور جيولوجية سالفة ، كالسابال النخيلي وتماسيح المياه المالحة ، التي لا توجد في أي مكان آخر من العالم . هنا ، في المنطقة الشمالية هذه أكثر من أي جزء آخر من أوستراليا .
ما زالت شعوب ، الأبوريجنال تعيش على مبـاديء ثقافـة رائعة ومستمرة منـذ مـا قبـل التاريخ ، وسط البيئة التي يصعب على طرق الرجل الأبيض ان تتخطاها ، أما مواقع صهر المعادن وتسهيلات رسو السفن ومراكز الزوار الآخذة بالانتشار على نطاق واسع هنا وهناك فقد كلفت الحكومة جهودا كبيرة اوجبتها الرغبة باستغلال المصادر المعدنية الهائلة في المنطقة الشمـاليـة هـذه واحتمالات الاستفادة منها لاغراض سيـاحيـة وتـجـاريـة .
هذا الطرف الموحش يتجاوز تكساس بمـا يـحـتـويـه من محطات نقل الماشية التي تجيء من ملايين الأكرات التي يعتاش فيها الناس باسلوب رعاة البقر - الكاوبوي ، معرضين للخطر والعزلة .
ولكن بين أكثر ما يلفت الانظار في المنطقة الشمالية هذه ذلك التاقلم البشري الفريد من نوعه فيها ، والتصميم على فكاهة وطرق حياة غربية الأطوار ، فالسكان هؤلاء ينتشرون من اليس سبرينغ بسباقات الزوارق فيها ، مروراً بداروين وانديتها ، إلى هامبتي دو باب النائية بما تتميز به من مرح .
هكذا هي المنطقة التي يدعـوهـا غـانـثـر دايتشمـان منطقتـه . عندما جاءهـا بخلفيتـه التقنية من موطنه ألمانيا عام ١٩٧١ ، وجـد غائٹر عمـلا كجيولوجي في ال ( BHP ) ، أكبر شركة للمناجم والنفط والفولاذ في أوستراليا .
وهذا ذهب به الى كل انحاء القارة الا انه تعلق بحب المنطقة الشمالية اكثر ما تعلق ، كان في باديء الأمر يصطحب كاميرا لتسجيل عينـات صخرية لمهنته ، وشرعـان ما ابتاع معدات اقترانية من مينولتا ، حيث ان ازدياد انجذابه لهذه المنطقة دفعه الى التقاط كل ما يستطيعه في وقت فراغه ، مضت على ذلك ثلاث سنوات و إذ باغراءات الصور تكسب المنافسة ، فتحول الى مصور فوتوغرافي مستقل ، حيث يقول :
- احمل في جيبي ۲۰۰۰ دولار ، ومعي زوجة مستعدة لدعمي !
على أن غـانـثـر هـذا الذي يتميز بمـعـرفـة فوتوغرافية أساسية ومقدرة طبيعية ، ثابر على تطوير أساليبه الفوتوغرافية الذاتية بمهارة .
ويقول غائٹر :
ـ مـا زلت خلال السنوات الثلاث الماضية مقتصراً تقـريبـاً على استعمـال كـامـيـرتي ( 700 - X ) . أولاهما سقطت في المـاء المـالح مرتين بينمـا انـا على زورق لإلتقاط سـمـك القرش ؛ كما أنها تحملت حـرارة ٥٢ درجـة منوية ـ ١٢٦ درجة فهرنهايت ـ من الصحراء . وعواصف غبار كثيف الى حد لا يصدق - أثارته طائرات هليوكبتر تلاحق ثيران - البافلو ، في منطقة شديدة الجفاف - كما أنها التقطت ١٠٠ الف اطار وهي بصحبتي في تجوالات بلغت ۷۸ الف كيلومتر حول أوستراليا في سيارة ، ولم أعمد إلى لفها اطلاقاً .
وتابع يقول :
- إنني اقضي أربعة أشهر من السنة ملتقطاً الصور الفوتوغرافية في الادغال ، لكنني لم امس الا السطح بعد .. فالجمال هناك كثير جدا .
عمله على مر السنين وصل الى ما يوازي 35 ألف طبعة سلايد رئيسية يعتبرها المجموعة الأكثر شمولا للمنطقة الشمالية على الاطلاق . من هذه المجموعة يعمل غـانثر على تأمين العديد من المطبوعات والمنظمات بالصور دون ان يتوقف عن اضـافـة المـزيـد صـوره الفوتوغرافية نجدها في كتابه الذي يحمـل عنوان - منطقتي » ( My Territory ) الذي صدر عام 1983 ، وكتب أخرى ستنشرها ، ريغبي » و ، اديلايد ،، أضف إلى هذا انه ينشر كل عام عادة مقالات فوتوغرافية للمجلة الألمانية شتيـرن » . كمـا كـان لـه غـلاف في مجلة . تایم . . وتحصل صور غانٹر باستمرار على تقدير من المؤسسة الأوسترالية للتصوير الفوتوغرافي ، كما كان احد اسرع من حصل على عضوية هذه المؤسسة . ليس عجبا إذن ان يطلب منه اصطحاب المصور الفوتوغرافي الشهير بيت تيرنير في تجواله حول آيرزروك وقد نجحت رحلتهما معا كل النجاح ⏹
تحقيق خاص من Mionolta
تعليق