الصور المركبة بين الفن والتقنية .. مجلة فن التصوير اللبنانية _ ع٥٣

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصور المركبة بين الفن والتقنية .. مجلة فن التصوير اللبنانية _ ع٥٣

    الصور المركبة بين الفن والتقنية

    دايفيد هوكين يقول أنه لم يبدأ باستعمال الصورة كمساعد للذاكرة إلا عام ١٩٦٨ .
    وقبل أن يباشر بالرسم كان ياخذ عشرات الأفلام للموضوع المراد رسمه أو للديكور من مفروشات او جدران ، بالإضافة الى الوجوه ، الأيدي ، بعض التعابير والحركات والأوضاع .
    ويضيف أنه لم يضخ بطريقة الصورة الواقعية بل استعمل الصورة فقط لتنشيط ذاكرته ، وبعد ذلك اشتری کامیرا اخرى وقرر إعتماد عدسة أكبر .
    كان هوكين يطمح من وراء هذه الطريقة الى إدراك مساحة الغرفة كاملة ، أو حتى الأشخاص من النظرة الأولى ، ولكن النتيجة كانت مقيتة وشعر بالخطا الكبير . وهذه النتيجة ليست بسبب الإنحناءات والالتواءات بل لان العين البشرية لا تلتقط أبدأ مثل هذه المجموعة من الصور بنظرة واحدة ، وشعر أن صوره تفتقر إلى الواقعية والحيوية ، وانه بحاجة إلى هيكل أو إطار نظري لموضوعه ، ولكي يحصل على رؤية أكثر عمقاً ، اعتمد طريقة أخذ عدة صور للشخص الواحد ، أو للحركة الواحدة ، ومن عدة زوايا اي عن قرب وعن بعد ، وبعد ذلك قام بصفها الواحدة قرب الأخرى فلم تؤلف الا نوعاً من الأحجية ، واللقطات غير المفهومة .
    وكان هدفة في البداية الحصول على رؤية عامة للموضوع الذي يبدو له أكثر وضوحاً ، و أكثر قرباً إلى الحقيقة ، لكنه لاحظ بسرعة أن هذه الملصقات خالية من أي مضمون .
    وحين قام بجمع خمسة نماذج رأى أن من الضروري تاملها خمس مرات أكثر .

    وبدا له أن الصورة الكلاسيكية تنقصها الواقعية في دوام الحركة فهي لا تستطيع ان تنقل
    إلا لمحة ماخوذة من جزء من الثانية ولكن منذ فترة وجيزة إستطاع التوصل الى نتيجة مهمة وهي ان كل شيء يتأثر بالوقت الذي نخصصه لانجاز الصورة - فإذا كان رصف النماذج المصورة غير واضح ـ أي إذا لم تكن هذه النماذج معبرة الواحدة بالنسبة الى الأخرى - تبدو كأحجية أمام أعيننا وعندها لا نستطيع ان تلقي عليها ولو نظرة خاطفة .
    وقد أدرك هوكين في ذلك اليوم أنه استطاع حل مشكلته ، وفهم أن هذه الملصقات تتطلب بعض الانتباه والتمهل حتى نفهمها جيداً . وهنا تكمن إعادة خلق النظرة الانسانية ، التي لا تستطيع ابدأ أن تلتقط مجموعة من الصور ، بل تلمح بلمسات سرية أو خفية ، لكنها غير قابلة لان تفصل عن بعضها ، وهي قادرة على أن تزيد معرفتنا بالعالم الذي يحيطنا ويتابع هوكين - عندما أرى شخصاً ما فإن مئات التأثيرات الفورية لـحظة بلحظة تتضافر في تفكيري حتى تعطيني فكرة شاملة وواضحة عن طبع هذا الشخص ، وهذا عجيب ... تصوروا أنني بدلا من ان أحلل هذه التأثيرات في تفكيري لأتمكن من تكوين صورة عنها ، اراه كله دفعة واحدة و . اسجنه ، في نظرة واحدة باردة .

    عندما تموت المغامرة ، نصبح كما لو أننا نشاهد صورة فوتوغرافية معدومة الحياة ، بينما الصورة في الحقيقة ليست اكثر من مساعد للمخيلة ، وعلينا أن نميز بينها وبين الفن والتقنية ووسيلة التعبير ، كما أن استعمال آلة التصوير لا يتعلق ، لا بالفن ولا بالتقنية ولا الحرفية ولا التسلية ، فهي ليست إلا وسيطاً مدهشاً مساعداً للرسم .
    يضيف هوكين :
    - إنها تجعلني أشعر كما لو أنني أنتمي إلى ثقافة ما وحيث أن القلم لا يفيد الا بوضع النقاط ، وفجاة تمنحني هذه الآلة القدرة على فهم هذه الخطوط ، وتجعلني أشعر بالحرية وبشكل خاص فإن فرح المشاهدة هو الذي قادني إلى هذه الملصقات ، وادركت مدى إرتباط التفكير بالنظر ومدى ارتباطه بترتيب المشاهد التي تلتقطها العين والتي يقوم الدماغ بترجمتها لتعطي معنى واضحاً ومفهوما .
    فمنظوراتنا العامة تقسم في الحقيقة الى ملايين المنظورات الجزئية ، تلعب الذاكرة فيها الدور الحاسم في عملية الإدراك .
    و اكبر غلط في مفهوم الفن في القرن العشرين يتاتى من موقف الأكثرية والنقاد منهم بشكل خاص ، حيث يدعون أن . التكعيبية . - إسلوب في الرسم والنحت تمثل فيه الأشياء بمكعبات و أشكال هندسية أخرى - يجب أن توصل حتما إلى التجريد ، لكن العكس هو الصحيح فالتكعيبية تستوحي افكارها من الواقع إذا هذا الإدعاء ليس إلا محاولة لاسترجاع مركز الرسام التصويري .

    وقد قيل أن التصوير يجعل الرسم التصويري مبتذلا ، فما كان من اصحاب المدرسة التكعيبية الأ ان وجهوا انتقاداً كان بمثابة رد على إدعاءات النقاد ، فقد برهنوا أن بعض المنظورات ومنها حقيقة الإدراك الانساني - لا يمكن أن يعبر عنها بالصورة ، وأن عيني ويدي المصور فقط تستطيع أن تدركها .
    وكان بنتيجة الانجازات الأولى لـ « بيكاسو . و . براك ، أن ظهرت اتجاهات عديدة ، كان التجريد احدها . لكن الغريب ان التكعيب أثر بالفنانين التجريديين منذ بداية الثلاثينات وحتى الخمسينات .
    غير أنه لم يلق اهتماماً من قبل الفنانين الواقعيين ، بل يمكننا القول أنه ظل مجهولا من قبلهم وليس أمامنا الا الرجوع الى التكعيبية ، فما زال لديه الكثير لنتعلمه منه .
    ويوضح هوكين هنا قائلاً كثيراً ما اتهمت بانني اعطيت تفسيراً خاطئاً ، وهذه سذاجة فانا اعتقد أن الوقت هو وقت الأسلوب التكعيبي .

    وهذا ما يفسر أن ظهور هذه الحركة في السنوات التي تلت انتشار الصورة لم يكن مجرد صدفة عندما بدأت هذه الملصقات كنت أتبع قاعدة جامدة : - لا تقطع النيجاتيف . وقد بدا الأمر مهما بالنسبة لي لتنفيذ مشروعي : فببعض اللمسات على الصورة ، قليل فقط من الحياة يبقى سجين الإطار بينما الباقي منها يتأرجح على هواه . وقد كنت مهتما بضبط الصورة لان متعة النظر هي في التعبير عن المساحة والشكل ، ولكن ما كان يهمني أكثر هو وصف الحركة في الجو وبما أن الألوان تبهت على الملصقات لأنه ما من شيء يستطيع أن يقاوم الزمن ، كذلك تخف شهرة الفنان ولا يستطيع أن يقوم بأي شيء حيال هذا الأمر وهكذا فإن الخطوط لها ما للألوان من أهمية في هذه الملصقات .
    لكن فئة من الناس لم تقدر عملي ابدأ . ورداً عليهم أبديت رأيي في هذا الأمر وشرحت وجهة نظري وهي أن هذا العمل ليس الا متعة مجردة للعين⏹

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣٠-٠٥-٢٠٢٣ ١٥.١٠ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	128.7 كيلوبايت 
الهوية:	120710 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣٠-٠٥-٢٠٢٣ ١٥.١١_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	163.5 كيلوبايت 
الهوية:	120711 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣٠-٠٥-٢٠٢٣ ١٥.١٢ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	129.0 كيلوبايت 
الهوية:	120712 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣٠-٠٥-٢٠٢٣ ١٥.١٣_1.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	131.1 كيلوبايت 
الهوية:	120713

  • #2
    Photomontages between art and technology

    David Hawkin says he didn't start using the image as a memory aid until 1968.
    And before he started drawing, he used to take dozens of films of the subject to be painted or the decoration of furniture or walls, in addition to faces, hands, some expressions, movements and postures.
    He adds that he did not pump in a realistic way, but rather used the image only to stimulate his memory, and after that he bought another camera and decided to adopt a larger lens.
    Hawkin had hoped behind this method to realize the entire space of the room, or even the people at first sight, but the result was distasteful and he felt a great mistake. This result is not because of the bends and twists, but rather because the human eye never captures such a group of images at a single glance, and he felt that his images lack realism and vitality, and that he needed a structure or a theoretical framework for his subject, and in order to obtain a more in-depth view, he adopted the method of taking several images For one person, or for one movement, and from several angles, i.e. near and far, and then he lined them up, one near the other, and it only constituted a kind of puzzle, and incomprehensible shots.
    His aim at the beginning was to obtain a general view of the subject that seemed to him clearer and closer to the truth, but he quickly noticed that these posters were devoid of any content.
    And when he collected five examples, he thought it necessary to look at them five times more.

    It seemed to him that the classic picture lacks realism in the continuity of movement, as it cannot be conveyed
    Except for a glimpse taken from a fraction of a second, but a short time ago he was able to reach an important result, which is that everything is affected by the time that we allocate to complete the image - if the paving of the photographed models is not clear - that is, if these models are not expressive one in relation to the other - it looks like a puzzle in front of Our eyes and then we can not throw them even a glimpse.
    Hawkin realized on that day that he was able to solve his problem, and he understood that these posters require some attention and slowdown so that we can understand them well. And here lies the re-creation of the human view, which can never capture a set of images, but hints at secret or hidden touches, but it is inseparable from each other, and it is able to increase our knowledge of the world that surrounds us. Hokken continues - when I see someone, hundreds of The immediate effects, moment by moment, combine in my thinking to give me a comprehensive and clear idea of ​​the nature of this person. Lock him up, in one cold look.

    When the adventure dies, it becomes as if we are watching a lifeless photograph, when in fact the photograph is nothing more than an aid to the imagination, and we must distinguish between it and art, technique, and means of expression, just as the use of the camera is not related, neither to art, nor to technique, nor to craftsmanship, nor to entertainment. It is nothing but an amazing aid to painting.
    Hawken adds:
    - It makes me feel as if I belong to a culture, and since the pen is only useful for putting points, and suddenly this machine gives me the ability to understand these lines, and makes me feel free, especially the joy of watching is what led me to these posters, and I realized how much thinking is related to looking And the extent to which it relates to the arrangement of the scenes captured by the eye and which the brain translates to give a clear and understandable meaning.
    Our general perspectives are in fact divided into millions of partial perspectives, in which memory plays the decisive role in the perception process.
    And the biggest mistake in the concept of art in the twentieth century comes from the position of the majority and critics in particular, as they claim that. Cubism. - A style in painting and sculpture in which things are represented by cubes and other geometric shapes - It must inevitably lead to abstraction, but the opposite is true.

    It has been said that photography makes pictorial drawing vulgar, so the owners of the Cubist school were only to criticize it, which was a response to the critics' claims, as they proved that some perspectives, including the reality of human perception - cannot be expressed in the image, and that only the eyes and hands of the photographer can you realize it.
    It was the result of Picasso's first achievements. And . Barak, if many trends appeared, abstraction was one of them. But the strange thing is that cubism influenced abstract artists from the beginning of the thirties until the fifties.
    However, he was not paid attention by the realist artists, rather we can say that he remained unknown to them, and we have no choice but to return to Cubism, as he still has a lot to learn from him.
    Hawkin explains here, saying, "I have often been accused of giving a wrong interpretation, and this is naive, because I believe that the time is the time for the Cubist style."

    This explains that the emergence of this movement in the years that followed the spread of the image was not just a coincidence. When I started these posters, I was following a rigid rule: - Do not cut the negatives. And it seemed important to me to carry out my project: with some touches on the picture, only a little bit of life remains imprisoned in the frame while the rest of it swings at whim. I was interested in adjusting the picture because the joy of looking is in the expression of space and shape, but what I was most interested in was the description of movement in the atmosphere, and since the colors fade on the posters because nothing can resist time, the artist’s fame also diminishes and he cannot do anything. About this matter, and so on, the lines have the same importance as the colors in these posters.
    But a group of people never appreciated my work. In response to them, I expressed my opinion on this matter and explained my point of view, which is that this work is nothing but pure pleasure for the eye⏹

    تعليق

    يعمل...
    X