بطاقة شكر واعترافات
1
اسمحوا لي ان أبدأ بالشكر لكل الأصدقاء والصديقات والأهل والأحباء ، الذين مروا بما اصطلح عليه على أنه يوم مولدي ، بورودهم وعطورهم وحلوياتهم ( وكان بعضها افتراضيا وشهيا !! ) وكلماتهم الطيبة وتمنياتهم الخيرة .
انهمرت مشاعركم النبيلة ، وكلماتكم الطيبة ، في قلبي فأسعدته ، وفي دمي فأنعشته ، وفي عقلي فزادت مساحة الأمل فيه .
هذا الحب هو رصيدي الوحيد الذي كومته في خزائني .
كم أنا مدين لكم جميعاً ! .
هذا النبل والوفاء فيكم يليق بكم وكثير علي .
ومع أني أمجد التواضع واعتبره قيمة القيم وذمة الذمم ، إلا أنه خانني هذه المرة وهرب . فشعرت بزهو صداقتكم وفيض كرمكم فاغتبطت نفسي وثملت روحي بتلك المحبة وكدت ، من وهج اشعاعها، أن أمشي في الأرض مرحا لا تكاد قدماي تلامس الأرض ؛ أكان شيطاني يهمس فيا : " تبا للتواضع أحياناً " ؟ .
لست أدري .
2
انصافا للحقيقة ليس 10 / 6 هو يوم مولدي .
لا أحد في قريتنا اهتم لمولدي من الناحية التوثيقية. ولا أحد استطاع تحديده على وجه اليقين ، بما في ذلك أبي وأمي وأخوتي المولودون قبلي .
وهكذا اعتباطا عشت ونموت ، واعتباطا دخلت مدرسة القرية مع من دخلوا اعتباطا أيضًا ، معتمدين على تقديرات تتعلق بالطول والحجم ورغبة الأهل . ومن يومها وأنا أصارع الحياة وتجهماتها المتدفقة .
3
عندما كان رجال القرية ونساؤها يتسامرون في أماسي القرية العذبة ، ويطرح السؤال :
متى ولد ابنك أو بنتك ؟؟
كانت الأجوبة تأتي لتربط ولادتنا نحن البشر بأحداث ، كانت على مايبدو ، أكثر اهمية منا :
يقول قائل : ولد فلان في " عز دين " تلك الثلجة الكبيرة التي دامت أربعين يوماً .
ويصرح آخر : ولد ابني بعيد ولادة عجل أم صافي بيوم واحد .
ويهمس ثالث : ولدت وضحة في نفس اليوم الذي أكل الضبع بعض فخذ حمارنا الأعرج .
وتفاخر امرأة : ولدتها في الربيع تحت شجرة التوت بعيد قطاف بعضا من أوراقها لإطعام عنزتي وعدت بها وحيدة إلى البيت .
وتهمس أخرى : ولدته في جورعة الحصاد ، وأنا عائدة إلى البيت . كاد أن يغادر بطني قبل أن أصل إلى البيت .
وقس على ذلك يا سيدي .
أقر الآن بأن الإعتراف الأخير كان لأمي . في الحصاد ولدت إذن .
4
عندما وقفت في واشنطن أمام تلك العاملة الشقراء المكلفة بإعطائي هوية الإقامة في usa ، سألتني بتأدب ملفت :
- متى ولدت ؟ ، وجرى الحوار كما يلي :
- 1952
- أريد تاريخا دقيقا يتضمن اليوم والشهر.؟
- لا أعرفه على وجه الدقة .
- عليك أن تحدد .
- ما هو تاريخ اليوم ؟
- نحن في العاشر من الشهر السادس
- سجلي إذن 10 / 6 .
وهكذا صار لي يوم ميلاد ، يرغمني الفيسبوك والمحبون على تذكره والاحتفاء بهم وبه .
5
الذين يمررون أيامهم ، دون توثيق ، أو يمحونها تجاهلا أو لامبالاة ، أو خشية من أمر ما ، سيكذبون في سرد وقائعها ، كما اضطررت أن أفعل .
هذا حدث أيضاً ، ولازال بعضه يحدث عند تداول تاريخا شفويا على ألسنة رواة لا يمكن الاعتماد على ذاكرتهم وحدها .
ألا ترى معي أن الكثير من تاريخنا مدجج بأساطير الكتبة غير المعايشين لايقاعاته الحقيقية ؟
6
اغفروا لي الإطالة
محبتي لكم جميعاً .
______________
مكرر لأن السنوات تعيد دورتها.
ولا شيء جديد في حياتنا.