نحن البشر غالبًا ما نرغب بالاعتقاد بأن الواقع هو مكان مستقر، حيث العديد من الأشياء تبقى في نفس المكان ما لم نرغب في تحريكها لمكان آخر. في الواقع إذا نظرت إلى الماء على المستوى الجزيئي فسيبدو لك كمجموعة من الجراء تتكدّس في بيت كلب، من خلال اهتزاز الجزيات وتصارعها معًا من أجل الحصول على مكان. حينما يكون هناك بخار ماء في الهواء، سوف تصطدم جزيئات الماء بالأسطح وتلتصق بها، ما يجعل ظاهرة التكثيف تظهر بوضوح خارج كوب المشروب البارد في اليوم الحارّ الرطب، والعكس كذلك حينما يكون الهواء جافًا فإن جزيئات الماء في كوب الماء يمكنها أن تصطدم بجزيئات الهواء التي تحوم في الأنحاء وتلتصق بها، تسمى تلك العملية التبخير.
إذا كان الهواء أكثر جفافًا فعدد الجزيئات الذي ينتقل من الماء ويلتصق بجزيئات الهواء سيكون أكثر من تلك التي ستلتصق بخارج الكوب. بمرور الوقت سيستمر الماء في فقدان العديد من الجزيئات بالتصاقها بجزيئات الهواء إلى أن يفرغ الكوب من الماء في نهاية العملية.
قدرة الجزيئات على الانتقال من الماء والالتصاق بجزيئات الهواء يسمى “ضغط البخار”، لأن انتقال الجزيئات يبذل نوعًا من القوة مثل تلك التي يبذلها أي غاز أو جسم صلب عند ضغطه على شيء ما. السوائل المختلفة لديها ضغط بخار مختلف. سائل مثل الأسيتون -مزيل طلاء الأظافر- لديه ضغط بخار عالٍ جدًا، مما يعني سهولة تبخّره والتصاقه بجزيئات الهواء. زيت الزيتون على النقيض، لديه ضغط بخار منخفض لذلك لا يتبخّر منه الكثير في درجة حرارة الغرفة.