مصطفي (ابراهيم)
Mustafa (Ibrahim-) - Mustafa (Ibrahim-)
مصطفى (إبراهيم ـ)
(1904 ـ 1968)
إبراهيم مصطفى واحد من أبرز المصارعين في العالم. ولد في مدينة الإسكندرية ودرس في مدارسها وتميز بين أقرانه بقوته البدنية. وظهر ميله إلى رياضة المصارعة مبكراً وبدأ التدرب عليها في الثانية عشرة من عمره في نادي الجامك الأرمني بالإسكندرية الذي كان قريباً من ورشة النجارة التي كان يعمل فيها في حي القرامدة. وظل هكذا حتى اكتشفه الأمير عباس حليم الذي أبدى إعجابه الكبير به فنقله إلى النادي الأولمبي وتابع رعايته هناك إلى أن أصبح بطل مصر لوزن خفيف الثقيل عام 1924. وفي العام نفسه وصل إلى مصر مدرب المصارعة الإيطالي الشهير أوبالدو بيانكي ليستلم مهام تدريب المنتخب القومي، فلفت انتباهه المصارع إبراهيم مصطفى فضمَّه إلى المنتخب القومي ووضع له برنامجاً تدريبياً خاصاً، ودفع به لتمثيل مصر في دورة الألعاب الأولمبية عام 1924 في باريس، وهي أول دورة أولمبية تشارك فيها مصر واحتل إبراهيم المركز الرابع وكان بذلك أول مصري وعربي وإفريقي يحصل على هذا المركز.
عاد إبراهيم مصطفى إلى مصر ليخضع لبرنامج تدريبي مكثف برعاية المدرب الإيطالي؛ استمر أربع سنوات كاملة، بهدف الاشتراك في دورة أمستردام الأولمبية عام 1928، ثم سافر ضمن البعثة المصرية وكان في أحسن حالاته البدنية والفنية ففاز على المصارع تلو الآخر إلى أن وصل إلى المباراة مع البطل الفنلندي يللين الذي كان قد هزمه في الألعاب الأولمبية السابقة فاستطاع إبراهيم الفوز عليه والثأر لنفسه ليلاقي البطل الألماني ريجز في مباراة قوية جداً خرج منها فائزاً بالمركز الأول، وقامت ملكة هولندا بتتويجه بالميدالية الذهبية وكان بذلك أول مصري وعربي يحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.
ومما يزيد في أهمية هذا الإنجاز أن مصر لم تحصل في جميع الدورات الأولمبية التي شاركت فيها منذ أولمبياد باريس حتى أولمبياد أثينا عام 2004 إلا على سبع ميداليات ذهبية في مئة عام، وكان هو صاحب أول ميدالية فيها بل إنه أول وآخر مصري في القرن العشرين يحصل على ميدالية ذهبية أولمبية في المصارعة.
ومما حز في نفس هذا البطل أنه لم يلق التكريم اللائق حين عاد إلى مصر بعد هذا الإنجاز حيث كان أقصى تكريم قدمه إليه مدير بلدية الإسكندرية هو تعيينه في وظيفة فرّاش (مُستَخدَم) في مكتبه، وكان عندما يجتمع في مكتبه مع كبار الشخصيات كان يدق الجرس ليأتي إليه إبراهيم ليعرفهم عليه؛ مما حدا إبراهيم على تقديم استقالته ليتخلص من هذه المواقف المهينة، ثم عمل مدرباً للمصارعة في النادي الأولمبي وشارك في أولمبياد عام 1936 ولم يحقق أي إنجاز، فأعلن اعتزاله المصارعة، وتفرغ لتدريب منتخب مصر مدة 30 عاماً، وتخرج على يديه عشرات المصارعين الأبطال. كما تولى تدريب منتخب لبنان فترة قصيرة قدم فيها عشرات المصارعين المتميزين إلى لبنان.
شارك إبراهيم في الدورة الأولمبية في المكسيك عام 1968 بصفته مدرباً لمنتخب مصر، ومن غرائب القدر أن يموت ويفارق الحياة بالسكتة القلبية في فراشه هناك في أثناء الأولمبياد في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر فقامت نخبة من رياضيي العالم بتشييعه في الأولمبياد، وقد أُعيد جثمانه إلى مصر حيث دفن في بلدته. وتكريماً له قرر الاتحاد المصري للمصارعة تنظيم دورة دولية سنوية إحياءً لذكراه تحمل اسمه يشارك فيها نخبة من مصارعي العالم.
عمر الحريري
Mustafa (Ibrahim-) - Mustafa (Ibrahim-)
مصطفى (إبراهيم ـ)
(1904 ـ 1968)
إبراهيم مصطفى واحد من أبرز المصارعين في العالم. ولد في مدينة الإسكندرية ودرس في مدارسها وتميز بين أقرانه بقوته البدنية. وظهر ميله إلى رياضة المصارعة مبكراً وبدأ التدرب عليها في الثانية عشرة من عمره في نادي الجامك الأرمني بالإسكندرية الذي كان قريباً من ورشة النجارة التي كان يعمل فيها في حي القرامدة. وظل هكذا حتى اكتشفه الأمير عباس حليم الذي أبدى إعجابه الكبير به فنقله إلى النادي الأولمبي وتابع رعايته هناك إلى أن أصبح بطل مصر لوزن خفيف الثقيل عام 1924. وفي العام نفسه وصل إلى مصر مدرب المصارعة الإيطالي الشهير أوبالدو بيانكي ليستلم مهام تدريب المنتخب القومي، فلفت انتباهه المصارع إبراهيم مصطفى فضمَّه إلى المنتخب القومي ووضع له برنامجاً تدريبياً خاصاً، ودفع به لتمثيل مصر في دورة الألعاب الأولمبية عام 1924 في باريس، وهي أول دورة أولمبية تشارك فيها مصر واحتل إبراهيم المركز الرابع وكان بذلك أول مصري وعربي وإفريقي يحصل على هذا المركز.
عاد إبراهيم مصطفى إلى مصر ليخضع لبرنامج تدريبي مكثف برعاية المدرب الإيطالي؛ استمر أربع سنوات كاملة، بهدف الاشتراك في دورة أمستردام الأولمبية عام 1928، ثم سافر ضمن البعثة المصرية وكان في أحسن حالاته البدنية والفنية ففاز على المصارع تلو الآخر إلى أن وصل إلى المباراة مع البطل الفنلندي يللين الذي كان قد هزمه في الألعاب الأولمبية السابقة فاستطاع إبراهيم الفوز عليه والثأر لنفسه ليلاقي البطل الألماني ريجز في مباراة قوية جداً خرج منها فائزاً بالمركز الأول، وقامت ملكة هولندا بتتويجه بالميدالية الذهبية وكان بذلك أول مصري وعربي يحرز ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.
ومما يزيد في أهمية هذا الإنجاز أن مصر لم تحصل في جميع الدورات الأولمبية التي شاركت فيها منذ أولمبياد باريس حتى أولمبياد أثينا عام 2004 إلا على سبع ميداليات ذهبية في مئة عام، وكان هو صاحب أول ميدالية فيها بل إنه أول وآخر مصري في القرن العشرين يحصل على ميدالية ذهبية أولمبية في المصارعة.
ومما حز في نفس هذا البطل أنه لم يلق التكريم اللائق حين عاد إلى مصر بعد هذا الإنجاز حيث كان أقصى تكريم قدمه إليه مدير بلدية الإسكندرية هو تعيينه في وظيفة فرّاش (مُستَخدَم) في مكتبه، وكان عندما يجتمع في مكتبه مع كبار الشخصيات كان يدق الجرس ليأتي إليه إبراهيم ليعرفهم عليه؛ مما حدا إبراهيم على تقديم استقالته ليتخلص من هذه المواقف المهينة، ثم عمل مدرباً للمصارعة في النادي الأولمبي وشارك في أولمبياد عام 1936 ولم يحقق أي إنجاز، فأعلن اعتزاله المصارعة، وتفرغ لتدريب منتخب مصر مدة 30 عاماً، وتخرج على يديه عشرات المصارعين الأبطال. كما تولى تدريب منتخب لبنان فترة قصيرة قدم فيها عشرات المصارعين المتميزين إلى لبنان.
شارك إبراهيم في الدورة الأولمبية في المكسيك عام 1968 بصفته مدرباً لمنتخب مصر، ومن غرائب القدر أن يموت ويفارق الحياة بالسكتة القلبية في فراشه هناك في أثناء الأولمبياد في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر فقامت نخبة من رياضيي العالم بتشييعه في الأولمبياد، وقد أُعيد جثمانه إلى مصر حيث دفن في بلدته. وتكريماً له قرر الاتحاد المصري للمصارعة تنظيم دورة دولية سنوية إحياءً لذكراه تحمل اسمه يشارك فيها نخبة من مصارعي العالم.
عمر الحريري