مدرج
Amphitheatre - Amphithéâtre
المدرَّج
على الرغم من أن كلمة مدرج دائري amphitheatre يونانية الأصل، إلا أن الابتكار المعماري يعود إلى أصول إتروسكية - كمْبانية Etrusco- Campanian (حضارة يونانية في إيطاليا) لتلبية حاجات الترفية والتسلية، ومن ثم فهو ليس مكاناً لعرض المسرحيات، بل لصراع المجالدين بعضهم مع بعض أو مع الوحوش المفترسة، ومن ثم لا يُستخدم للمستديرة هنا مصطلح orchestra (مكان الرقص) وإنما arena (حلبة). وحلبات المصارعة والملاكمة الحديثة ما هي إلا استمرار لتلك التقاليد ولذلك الشكل الذي بات اليوم مربعاً وليس مستديراً.
يعد مدرَّج theatron مسرح ديونيسوس[ر] Dionysos النموذج الأول للمدرجات تاريخياً. يقع هذا المدرج في تجويف على المنحدر الجنوبي لهضبة الأكروبوليس Acropolis في أثينا، ويرقى إلى القرن السادس قبل الميلاد. يعود منشأ المكان إلى تخطيط مساحة مستديرة وتمهيدها، قطرها نحو 18م يتوزع فيها الراقصون والمغنون وفرقة موسيقية وممثلون يقدمون معاً طقساً/عرضاً مرتبطاً بعبادة ديونيسوس إله الخصب والمسرح. يوجد في منتصف المساحة المستديرة شكل معين محدد ببلاطات ملونة بالأسود والأبيض thimele، في وسطه مذبح للإله يبارك الكهنة فيه قرابين حيوانية تُقَدَّم لجمهور المشاهدين كي يتطهروا، إذ لا يجوز لمدنَّس أن يحضر الطقس/العرض. وإيثاراً لمشاهدةٍ أوضح لتفاصيل العرض صار الجمهور يمهد لنفسه أمكنةً للجلوس في تجويف المنحدر الذي يحيط بنصف المستديرة. وفي عام 534 ق.م قدّم التراجيدي الأول ثِسْبيس Thespis على عربته عند طرف المستديرة المقابل للجمهور في المدرج مسرحيته الأولى، فتولدت من ذلك فكرة المنصة/الكالوس skene (كلمة skene تعني باليونانية خيمة) حيث يظهر الممثل على سطح العربة/المنصة ليقدم شخصية ما بزي وقناع ما، ثم يغيب تحت العربة/الكالوس ليغير الزي والقناع كي يظهر على السطح مجدداً في دور شخصية أخرى، ما أدى إلى بناء المنصة الأولى من الخشب، وبسبب انهيارها إبان عروض المسابقات في عام 500ق.م، اتخذت الدولة قراراً بتشييد مرافق المكان (المدرج والمستديرة والمنصة) من الحجر. ومع تطور الكتابة الدرامية وتعقد مشاهدها واحتياجاتها التقانية، كما تجلت في مسرحيات أسخيلوس[ر] Aiskhulos وسفوكلِس[ر] Sophoklês وأوريبيدس[ر] Euripidês وأريستوفانِس[ر] Aristophanês؛ أخذ مهندسو بناء المنصة بحسبانهم ضرورة تنفيذ كل الحيل السمعية البصرية الضرورية لتحقيق متطلبات النص في العرض. وقد تألف بناء المنصة من المنصة نفسها بطول 18م وعمق 6م وهي تتصل بأربع درجات بالمستديرة التي فقدت نصفها، بسبب تراجع وظيفتها الدرامية، ويرتفع في عمق المنصة وعلى جانبيها ثلاثة جدران تمثل واجهة قصر، بحيث باتت المنصة بين الجدران الثلاثة كعلبة مستطيلة، ضلعها الطويل الثاني مفتوح على نصف المستديرة/الأوركسترا وعلى المدرج/التياترون. أما التقانات التي زوِّد بها البناء فهي: عتلة الآلهة mechané لهبوط الآلهة من السماء إلى الأرض وبالعكس، المصعد والمهبط Charon anapiesma لصعود آلهة الجحيم من العالم السفلي إلى عالم البشر وعودتها، اللسان المدولب ekkyklema الذي يتقدم عبر بوابة القصر على المنصة لتُعرض عليه آثار الجرائم التي ارتُكبت داخل القصر، لوحة إشارة البرق للتنبيه على وقوع عاصفة، طبول الحصى لتقليد صوت الرعد، الستائر المرسومة والملونة التي تُسدل على واجهة جدار القصر لتغيير خلفية المشهد، قطع الديكور الثلاثية الوجوه التي تدور حول محاورها لتساعد على توليد حالة المنظور مع الستائر.
وعبر المراحل اللاحقة صار مسرح ديونيسوس نموذجاً معمارياً يحتذى في كثير من أشباهه في اليونان وروما وآسيا الصغرى وسورية الكبرى وشمالي إفريقيا. ومن أشهر مسارح هذا النموذج مسرح بِرغامون Pergamon في تركيا ومسرح البتراء الذي حُفر مدرجه في الصخر كسائر أبنية الحضارة النبطية، ومسرح عمان في وسط المدينة، مع وجود بعض الفوارق بين النماذج المتعددة، وذلك بحسب طبيعة المنحدر الذي بُني فيه المدرج وحجمه، وبحسب تطور الفن المعماري في بناء المنصة/السكينة، وضرورات ما يقدمه المكان من عروض مسرحية، أو استعراضات دعائية سياسية، أو حفلات مجالدة بين العبيد والحيوانات المفترسة، لتسلية العامة وإلهائها عن التدخل في شؤون الوطن والسلطة.
يتألف النموذج الثاني من مكونات النموذج الأول نفسها في تطورها الأخير؛ إلا أنه وحدة معمارية شُيِّدت مستقلة عن أي منحدر طبيعي، بحيث تم التعويض هندسياً عما يوفره منحدر الهضبة. وأبرز صرح معماري من هذا النموذج هو مسرح مدينة سبراطة Sabratha الليبية ومسارح جبلة وتدمر وشهبا وبصرى في سورية، ومسرح قرطاج في تونس. لكن هذه الصروح كانت تستخدم للاجتماعات والاحتفالات الدعائية وحفلات المنوعات، وأخيراً لبعض العروض المسرحية.
يختلف النموذج الثالث المتمثل في مسرح مدينة برينِه Priene وما شابهه من المرحلة المقدونية عن النموذج الأول بشكل بناء السكينِة وتفاصيلها، إذ صار أكثر تلاؤماً مع متطلبات الكوميديا (الملهاة) الجديدة لموضوعاتها التي صارت تهتم بالإنسان العادي في حياته الخاصة، وللسبب نفسه استبعدت تقانات عتلة الآلهة والمصعد والمهبط، أما الأجزاء الأخرى فقد بقيت على حالها.
أما مسرح أورانج Orange في جنوبي فرنسا والذي يمثل النموذج الرابع، فهو يتميز من النموذج الثاني معمارياً بفخامته وزيناته المفرطة ووسائل الترفيه وإمكانية تغطيته لحماية الجمهور الراقي من عوامل الطقس، وإضاءته بكمٍ من المشاعل والشموع ذات العواكس بحيث يمكن مشاهدة العرض ليلاً. وقد زوِّدت سلالم المدرج بأنابيب يخرج منها رذاذ ماءٍ معطر لإنعاش المشاهدين. كما وجدت في ممرات المدرج فتحات أُدليت فيها براميل خشبية مشدودة تساعد على توزيع الصوت. أما رائعته، فهي واجهة القصر ذات الطوابق الثلاثة والمؤلفة من عدد لا يحصى من الأعمدة والنوافذ والتماثيل المنحوتة من أنواع الرخام الملون. وقد زوِّد المسرح بأكثر التقانات المسرحية تطوراً، استعداداً لتقديم أي نوع من العروض المسرحية أو الاحتفالات الرسمية وحفلات المنوعات الصاخبة لجمهور النخبة.
والمدرج الدائري هو النموذج الخامس الذي انتشر في جميع أنحاء امبراطورية روما من إنكلترا إلى إفريقيا ومن شرقي أوربا إلى غربيها. وأقدمها هو الموجود في مدينة بومبي Pompeii ويعود إلى عام 80ق.م، وكذلك في ڤيرونا Verona وكابوا Capua في القرن الأول للميلاد. تتشابه هذه المدرجات الدائرية من حيث توزيع أماكن جلوس الجمهور اجتماعياً، بدءاً من القيصر أو من بمنزلته، مروراً بالحاشية والأثرياء، وانتهاء بالنساء في الصفوف العليا. كما تتشابه في تجهيز ما تحت الحلبة من غرفٍ للمجالدين وأقفاصٍ للحيوانات ومتاهة labyrinth معقدة ومصاعد ومهابط وأفخاخ متنوعة لمفاجأة المجالدين، وغالباً ما تكون الحلبة بيضوية الشكل بقطر يساوي 60×90م وسطياً.
أما الكولوسيوم Colosseum (بمعنى الهائل الحجم)، فهو النموذج السادس، بخصوصية عمارته لأنه مدرج دائري احتفالي على مستوى الامبراطورية وبالبذخ الكبير على صعيد مادة العمارة والتزيينات والتقانات. تبلغ مساحة حلبته 188× 156م، ويتسع مدرجه لخمسين ألف مشاهد، ويبلغ ارتفاعه 48.5م. بُني في روما في عهد الامبراطورين فِسْباسيان Vespasian وتيتوس Titus بين الأعوم 70- 82م، ولاحقاً استكمل الامبراطور دوميتيان Domitian بناء الطابق الرابع والأخير وأعمال سقفه المتحرك لحماية الجمهور من أشعة الشمس. يستنتج من الوثائق أن الأروقة المتسعة ما بين الطوابق كانت معرضاً مذهلاً للوحات لا متناهية العدد، تمثل تاريخ روما وتستوحي الأساطير والحكايات البطولية. وكانت أعمدة الأروقة من أفخر أنواع المرمر وأرضيتها من أندر الرخام. كانت تقام فيه سباقات العربات القاتلة ومباريات القنص والمجالدة والصراع مع الحيوانات المفترسة. ويحتوي الكولسيوم على العناصر الآتية:
- صفوف المقاعد المتدرجة Gradins حيث يجلس المشاهدون. وقد درس المهندس الروماني مشكلة المرور بعناية كبيرة ووجد لها الحل المناسب.
- الحلبة الأرضية المغطاة بالرمل حيث يقوم المجالدون مجبرين أو مستأجرين بمصارعة بعضهم بعضاً، أو بمقاتلة الحيوانات والوحوش، أو صراع هذه الحيوانات والوحوش ضد بعضها، إضافة إلى المشاهد الدرامية واستعراض الحيوانات والوحوش المستوردة من مختلف أقطار العالم.
- الكواليس Coulisses: تقع الكواليس تحت الحلبة ودرجات المدرج، وتبدو كأنها كهوف تضم أقفاص الحيوانات والوحوش المستوردة، وغرفاً مخصصة للمجالدين.
ومن الجدير بالذكر أن مدرج الجم في تونس الذي يتميز بضخامته وروعة عمارته يمكن مقارنته بالكولوسيوم. له شكل بيضوي طول محوره الكبير 162م وطول محوره الصغير 118م، ويتألف من أربعة طوابق ذات مداميك كبيرة.
والنموذج السابع والأخير هو المدرج المعروف باسم نوماخيا nomachia والمخصص لعرض المعارك البحرية في روما الامبراطورية. وكان الطرفان المتحاربان إما أسرى حرب، أو محكومين بالموت قضائياً، والجائزة فوز المنتصر بحريته. وقد أقيم أول بناء من هذا النوع عام 46 ق.م بإشراف يوليوس قيصر[ر] Julius Caesar، وكانت المعركة المتخيلة بين سفن فرعونية وأخرى من مدينة صور. وفي العام الثاني قبل الميلاد أشرف الامبراطور أغسطس[ر] Augustus على معركة بين أثينيين وفرس في بناء أقامه قرب نهر التيبر. ويروى أن المعركة التي أشرف عليها الامبراطور كلاوديوس Claudius عام 52م قد شاركت فيها مئة سفينة و19000 بحار.
وبقي هذا النموذج خصوصية إيطالية، لم تنتشر إلى المستعمرات.
نبيل الحفار
Amphitheatre - Amphithéâtre
المدرَّج
على الرغم من أن كلمة مدرج دائري amphitheatre يونانية الأصل، إلا أن الابتكار المعماري يعود إلى أصول إتروسكية - كمْبانية Etrusco- Campanian (حضارة يونانية في إيطاليا) لتلبية حاجات الترفية والتسلية، ومن ثم فهو ليس مكاناً لعرض المسرحيات، بل لصراع المجالدين بعضهم مع بعض أو مع الوحوش المفترسة، ومن ثم لا يُستخدم للمستديرة هنا مصطلح orchestra (مكان الرقص) وإنما arena (حلبة). وحلبات المصارعة والملاكمة الحديثة ما هي إلا استمرار لتلك التقاليد ولذلك الشكل الذي بات اليوم مربعاً وليس مستديراً.
مدرج مسرح ديونيسوس |
مسرح برغامون في تركيا |
يتألف النموذج الثاني من مكونات النموذج الأول نفسها في تطورها الأخير؛ إلا أنه وحدة معمارية شُيِّدت مستقلة عن أي منحدر طبيعي، بحيث تم التعويض هندسياً عما يوفره منحدر الهضبة. وأبرز صرح معماري من هذا النموذج هو مسرح مدينة سبراطة Sabratha الليبية ومسارح جبلة وتدمر وشهبا وبصرى في سورية، ومسرح قرطاج في تونس. لكن هذه الصروح كانت تستخدم للاجتماعات والاحتفالات الدعائية وحفلات المنوعات، وأخيراً لبعض العروض المسرحية.
يختلف النموذج الثالث المتمثل في مسرح مدينة برينِه Priene وما شابهه من المرحلة المقدونية عن النموذج الأول بشكل بناء السكينِة وتفاصيلها، إذ صار أكثر تلاؤماً مع متطلبات الكوميديا (الملهاة) الجديدة لموضوعاتها التي صارت تهتم بالإنسان العادي في حياته الخاصة، وللسبب نفسه استبعدت تقانات عتلة الآلهة والمصعد والمهبط، أما الأجزاء الأخرى فقد بقيت على حالها.
مسرح أورانج في جنوبي فرنسا |
والمدرج الدائري هو النموذج الخامس الذي انتشر في جميع أنحاء امبراطورية روما من إنكلترا إلى إفريقيا ومن شرقي أوربا إلى غربيها. وأقدمها هو الموجود في مدينة بومبي Pompeii ويعود إلى عام 80ق.م، وكذلك في ڤيرونا Verona وكابوا Capua في القرن الأول للميلاد. تتشابه هذه المدرجات الدائرية من حيث توزيع أماكن جلوس الجمهور اجتماعياً، بدءاً من القيصر أو من بمنزلته، مروراً بالحاشية والأثرياء، وانتهاء بالنساء في الصفوف العليا. كما تتشابه في تجهيز ما تحت الحلبة من غرفٍ للمجالدين وأقفاصٍ للحيوانات ومتاهة labyrinth معقدة ومصاعد ومهابط وأفخاخ متنوعة لمفاجأة المجالدين، وغالباً ما تكون الحلبة بيضوية الشكل بقطر يساوي 60×90م وسطياً.
أما الكولوسيوم Colosseum (بمعنى الهائل الحجم)، فهو النموذج السادس، بخصوصية عمارته لأنه مدرج دائري احتفالي على مستوى الامبراطورية وبالبذخ الكبير على صعيد مادة العمارة والتزيينات والتقانات. تبلغ مساحة حلبته 188× 156م، ويتسع مدرجه لخمسين ألف مشاهد، ويبلغ ارتفاعه 48.5م. بُني في روما في عهد الامبراطورين فِسْباسيان Vespasian وتيتوس Titus بين الأعوم 70- 82م، ولاحقاً استكمل الامبراطور دوميتيان Domitian بناء الطابق الرابع والأخير وأعمال سقفه المتحرك لحماية الجمهور من أشعة الشمس. يستنتج من الوثائق أن الأروقة المتسعة ما بين الطوابق كانت معرضاً مذهلاً للوحات لا متناهية العدد، تمثل تاريخ روما وتستوحي الأساطير والحكايات البطولية. وكانت أعمدة الأروقة من أفخر أنواع المرمر وأرضيتها من أندر الرخام. كانت تقام فيه سباقات العربات القاتلة ومباريات القنص والمجالدة والصراع مع الحيوانات المفترسة. ويحتوي الكولسيوم على العناصر الآتية:
- صفوف المقاعد المتدرجة Gradins حيث يجلس المشاهدون. وقد درس المهندس الروماني مشكلة المرور بعناية كبيرة ووجد لها الحل المناسب.
- الحلبة الأرضية المغطاة بالرمل حيث يقوم المجالدون مجبرين أو مستأجرين بمصارعة بعضهم بعضاً، أو بمقاتلة الحيوانات والوحوش، أو صراع هذه الحيوانات والوحوش ضد بعضها، إضافة إلى المشاهد الدرامية واستعراض الحيوانات والوحوش المستوردة من مختلف أقطار العالم.
- الكواليس Coulisses: تقع الكواليس تحت الحلبة ودرجات المدرج، وتبدو كأنها كهوف تضم أقفاص الحيوانات والوحوش المستوردة، وغرفاً مخصصة للمجالدين.
ومن الجدير بالذكر أن مدرج الجم في تونس الذي يتميز بضخامته وروعة عمارته يمكن مقارنته بالكولوسيوم. له شكل بيضوي طول محوره الكبير 162م وطول محوره الصغير 118م، ويتألف من أربعة طوابق ذات مداميك كبيرة.
والنموذج السابع والأخير هو المدرج المعروف باسم نوماخيا nomachia والمخصص لعرض المعارك البحرية في روما الامبراطورية. وكان الطرفان المتحاربان إما أسرى حرب، أو محكومين بالموت قضائياً، والجائزة فوز المنتصر بحريته. وقد أقيم أول بناء من هذا النوع عام 46 ق.م بإشراف يوليوس قيصر[ر] Julius Caesar، وكانت المعركة المتخيلة بين سفن فرعونية وأخرى من مدينة صور. وفي العام الثاني قبل الميلاد أشرف الامبراطور أغسطس[ر] Augustus على معركة بين أثينيين وفرس في بناء أقامه قرب نهر التيبر. ويروى أن المعركة التي أشرف عليها الامبراطور كلاوديوس Claudius عام 52م قد شاركت فيها مئة سفينة و19000 بحار.
وبقي هذا النموذج خصوصية إيطالية، لم تنتشر إلى المستعمرات.
نبيل الحفار