حمد (قاسم)
Ibn Mohammad (Al-Qasim-) - Ibn Mohammad (Al-Qasim-)
ابن محمد (القاسم ـ)
(967ـ 1029هـ/1559ـ 1619م)
الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد اليمني الزيدي، مؤسس دولة الإمامة في اليمن الحديث، ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالبt، ولد في بني مديخة من بلاد الشرف جنوب مدينة صعدة، تلقى علومه الأولى ومبادئ المذهب الزيدي على شيوخ عصره، وفي مقدمتهم الإمام الحسن بن علي المؤيدي 1024هـ/1615م إلى أن بلغ رتبة الاجتهاد. وحينما ألقي القبض على أستاذه الإمام الحسن (إمام الزيدية في عصره) ونفي إلى إصطنبول من قبل العثمانيين دعا القاسم إلى إمامته سنة 1006هـ/1597م في عهد الوالي العثماني حسن باشا 1580- 1604م، وأعلن الثورة على العثمانيين من مركز دعوته في إقليم القارة شمالي اليمن؛ مستغلاً سوء سيرة بعض ولاة العثمانيين وشيوع مظاهر الفسق والفجور بين الجنود، إلى جانب الضرائب الباهظة التي فرضها الولاة على الأهالي، والتي تجاوزت في كثير من الأحيان قدرة اليمنيين على دفعها، وقد استجابت القبائل اليمنية للنداء الذي وجهه القاسم لرؤسائها، وعمت الاضطرابات مدينتي حجة وصعدة، وتمكن أتباعه من التغلب على الحامية العثمانية هناك، وامتد لهيب الثورة إلى جهات مدينة خمر شمال صنعاء، ومني العثمانيون بهزائم متتالية بأكثر من جهة ، لكن السلطان العثماني محمد الثالث 1595- 1603م أمد واليه على اليمن بقوات إضافية انضم إليها بعض القوى اليمنية المناوئة للقاسم، وتمكنت مجتمعة من إخماد جذوة الثورة، واضطر القاسم إلى اللجوء إلى جبال برط - أقصى شمال شرقي اليمن - وبالغ العثمانيون في ملاحقته وملاحقة أتباعه حتى كاد أن يغادر إلى العراق للإقامة في البصرة، غير أن وقوف بعض القبائل إلى جانبه ومساندتها له جعلته يعود إلى ملاقاة العثمانيين، وكان التصميم هذه المرة على دحرهم ملء إهابه، واستطاع بعد عدة جولات من أن يحقق انتصارات كبيرة على جيوشهم التي كان يقودها واحد من أشهر ولاتهم «جعفر باشا» (1607- 1616م)، الذي اضطر إلى إبرام صلح مع الإمام اعترف له بسيطرته على المنطقة الشمالية من بلاد اليمن.
في عام 1022هـ/1613م استغل الإمام القاسم الأزمة التي شجرت بين الوالي جعفر باشا ونائبه عبد الله شلبي، فنقض الصلح المعقود مع العثمانيين متذرعاً باعتداءات جنودهم على الأهالي، واستطاع أن يستولي على بعض الحصون في جهات الشمال، ومنها كان يشن غاراته على تجمعات الجنود العثمانيين فانسحب أغلبهم منها، ولم يسع الوالي الجديد محمد باشا (1616- 1621) سوى أن يوقع مع الإمام معاهدة صلح جديدة سنة 1028هـ/1619م نصت على أن تكون السيادة للإمام على جميع المناطق التي يسيطر عليها, وبتوقيع هذا الصلح تكون ثورة الإمام قطعت شوطاً كبيراً عَبْرَ فرض نفوذها على معظم أجزاء الهضبة اليمنية, ومهدت بالتالي إلى وضع الأسس الأولى للدولة القاسمية الزيدية التي استمرت حتى قيام الثورة اليمنية المعاصرة سنة 1962م، ومع أن الإمام القاسم توفي سنة 1029هـ/1620م، فإن أبناءه التسعة استمروا من بعده بمحاربة العثمانيين إلى أن تمكنوا من إخراجهم من اليمن في عهد ولده المؤيد بالله محمد[ر] سنة 1046هـ/1636م، وفي عهد ولده الثاني المتوكل على الله إسماعيل الذي حكم البلاد ما يزيد على ثلاثة وثلاثين عاماً، تم توحيد كافة أجزاء البلاد من صعدة في الشمال إلى عدن في الجنوب ضمن دولة واحدة، وهي المرة الأولى التي تتحد فيها كل مناطق اليمن عبر التاريخ.
مصطفى الخطيب
Ibn Mohammad (Al-Qasim-) - Ibn Mohammad (Al-Qasim-)
ابن محمد (القاسم ـ)
(967ـ 1029هـ/1559ـ 1619م)
الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد اليمني الزيدي، مؤسس دولة الإمامة في اليمن الحديث، ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالبt، ولد في بني مديخة من بلاد الشرف جنوب مدينة صعدة، تلقى علومه الأولى ومبادئ المذهب الزيدي على شيوخ عصره، وفي مقدمتهم الإمام الحسن بن علي المؤيدي 1024هـ/1615م إلى أن بلغ رتبة الاجتهاد. وحينما ألقي القبض على أستاذه الإمام الحسن (إمام الزيدية في عصره) ونفي إلى إصطنبول من قبل العثمانيين دعا القاسم إلى إمامته سنة 1006هـ/1597م في عهد الوالي العثماني حسن باشا 1580- 1604م، وأعلن الثورة على العثمانيين من مركز دعوته في إقليم القارة شمالي اليمن؛ مستغلاً سوء سيرة بعض ولاة العثمانيين وشيوع مظاهر الفسق والفجور بين الجنود، إلى جانب الضرائب الباهظة التي فرضها الولاة على الأهالي، والتي تجاوزت في كثير من الأحيان قدرة اليمنيين على دفعها، وقد استجابت القبائل اليمنية للنداء الذي وجهه القاسم لرؤسائها، وعمت الاضطرابات مدينتي حجة وصعدة، وتمكن أتباعه من التغلب على الحامية العثمانية هناك، وامتد لهيب الثورة إلى جهات مدينة خمر شمال صنعاء، ومني العثمانيون بهزائم متتالية بأكثر من جهة ، لكن السلطان العثماني محمد الثالث 1595- 1603م أمد واليه على اليمن بقوات إضافية انضم إليها بعض القوى اليمنية المناوئة للقاسم، وتمكنت مجتمعة من إخماد جذوة الثورة، واضطر القاسم إلى اللجوء إلى جبال برط - أقصى شمال شرقي اليمن - وبالغ العثمانيون في ملاحقته وملاحقة أتباعه حتى كاد أن يغادر إلى العراق للإقامة في البصرة، غير أن وقوف بعض القبائل إلى جانبه ومساندتها له جعلته يعود إلى ملاقاة العثمانيين، وكان التصميم هذه المرة على دحرهم ملء إهابه، واستطاع بعد عدة جولات من أن يحقق انتصارات كبيرة على جيوشهم التي كان يقودها واحد من أشهر ولاتهم «جعفر باشا» (1607- 1616م)، الذي اضطر إلى إبرام صلح مع الإمام اعترف له بسيطرته على المنطقة الشمالية من بلاد اليمن.
في عام 1022هـ/1613م استغل الإمام القاسم الأزمة التي شجرت بين الوالي جعفر باشا ونائبه عبد الله شلبي، فنقض الصلح المعقود مع العثمانيين متذرعاً باعتداءات جنودهم على الأهالي، واستطاع أن يستولي على بعض الحصون في جهات الشمال، ومنها كان يشن غاراته على تجمعات الجنود العثمانيين فانسحب أغلبهم منها، ولم يسع الوالي الجديد محمد باشا (1616- 1621) سوى أن يوقع مع الإمام معاهدة صلح جديدة سنة 1028هـ/1619م نصت على أن تكون السيادة للإمام على جميع المناطق التي يسيطر عليها, وبتوقيع هذا الصلح تكون ثورة الإمام قطعت شوطاً كبيراً عَبْرَ فرض نفوذها على معظم أجزاء الهضبة اليمنية, ومهدت بالتالي إلى وضع الأسس الأولى للدولة القاسمية الزيدية التي استمرت حتى قيام الثورة اليمنية المعاصرة سنة 1962م، ومع أن الإمام القاسم توفي سنة 1029هـ/1620م، فإن أبناءه التسعة استمروا من بعده بمحاربة العثمانيين إلى أن تمكنوا من إخراجهم من اليمن في عهد ولده المؤيد بالله محمد[ر] سنة 1046هـ/1636م، وفي عهد ولده الثاني المتوكل على الله إسماعيل الذي حكم البلاد ما يزيد على ثلاثة وثلاثين عاماً، تم توحيد كافة أجزاء البلاد من صعدة في الشمال إلى عدن في الجنوب ضمن دولة واحدة، وهي المرة الأولى التي تتحد فيها كل مناطق اليمن عبر التاريخ.
مصطفى الخطيب