قصيدة: لي لغةٌ تَشربُ من جرارِ القرى...!
شعر: مسلم الطعان
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!
لي لغةٌ...،
في طفولةِ مسافاتي
كنتُ:
أتوّجسُ حينَ أجوبُ مجاهلَها
وأنا ظمأٌ:
لهمسةِ حرفٍ قرويِّ المعنى والطينْ
اذ تسقيني جرارُ قراها:
من شهدِ معينِ الكلمات
ومن عناقيدِ قواريرِ المعنى:
تصّبُ اللغةُ بأقداحِ الليل
خمراً من همساتِ الطينْ
منذ نعومةِ مسافاتي:
وانا اعبثُ مبتهجاً بأغصانِ الطينْ
أبحثُ عن معنى لوجودي المغروسِ هناك
وقربَ شجيراتِ التكّي الأحمر
كنتُ أدوّنُ في خارطةِ الطفلِ القرويِّ
حدودَ مسافاتِ المعنى
وأرسمُ بأقلامِ الحلمِ الطينيِّ:
بيوتَ الماءْ
وأنا المائيُّ النائمُ فوقَ سريرِ مواويل الماءْ
حينَ أغنّي ينامُ الليلُ
وتشرقُ من شدوي شمسُ المعنى
وتفّزُ عصافيرُ الصبحِ بريشٍ عطريِّ
وحينَ أغنّي:
أستنطقُ حنينَ الأغصانِ لصوتٍ:
يوقظُ في الأوراقِ دموعَ المعنى
لي لغةٌ...،
أدخلُها كراهبِ ديرٍ يتوَّسلُ:
بالضوءِ المغروسِ بطينِ الكلماتِ
كي ينفضَ غبارَ مسافاتِ الصمتِ
ويدحرَ بعصا الصوتِ:
قطعانَ ظلالِ الظلمة....!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!
الاثنين المصادف/5/6/2017
الساعة الثامنة والنصف صباحا
الكوفة