تطور علم الخرائط تطور الخرائط عبر العصور لعبت الخرائط دورًا مُهمًا في تاريخ البشرية، وقد رتبت أبرز الأحداث والمواقع عبر التاريخ بطريقة مُنظمة سهلت دراسة العصور السابقة، فالخرائط واحدة من أكثر الأمور التي اهتم بها الإنسان منذ القدم؛ فمِنذُ عصور ما قبل التاريخ اهتم الإنسان برسم الطُرق ومواقع النجوم ومناطق الصيد والاتجاهات داخل الكهوف وعلى العظام وكُل ما يكان يُمكن النقش والرسم عليه، وهذه الطُرق تطورت عبر العصور والحضارات المُختلفة سواء بشكل بسيط أو موسع.
العصر القديم والعصر البرونزي وُجِدَت في الأناضول (تركيا حاليًا) في عام 1963م خريطة يُعتقد أنها أقدم الخرائط في التاريخ، إذ تعود للفترة ما بين 6100-6300 قبل الميلاد؛ وهذه الخريطة عِبارة عن لوحة جدارية كهفية كبيرة، يبلغ عرضها قُرابة 2.74 متر، والمرسوم في الخارطة يُمثل بُركانًا وثمانين منزلًا، وبالرغم من هذا التصور يوجد نظريات تنفي أن يكون المقصود بركان ومنازل؛ بل جلد نمر ومربعات ذات تصميم هندسي تُعبر عن أشكال مُعينة.
الحضارة البابلية رُسمت أول خريطة في التاريخ على ألواح طينية في بابل القديمة عام 600 قبل الميلاد، وكانت الخريطة على شكل نجمة تبلغ أبعادها حوالي (12 * 8) سم، وكانت تصور العالم كقُرص مسطح مُحاط بالمُحيطات والماء، ورُسم بالخريطة نهر الفُرات ومدينة بابل كمركز للكون، كما أظهرت مُدينتي آشور وسوسة على شكل نقاط دائرية صغيرة.
صورت الخريطة الكثير من أراضي العالم القديم، ووصفت الأراضي البعيدة المجهولة بأنها مأهولة بالوحوش الأسطورية، ومع ذلك كان في الخريطة الكثير من المعلومات الجُغرافية الصحيحة
الحضارة الفرعونية ركزت خرائط الحضارة الفرعونية على رسم الأشكال الهندسية والمواقع، وعلى المعارك الفرعونية وتمجيد حضارتهم، وفي الحقيقة لم يجد العلماء خرائط مصرية فرعونية قديمة ذات قيمة كبيرة، إذ ركز الفراعنة على رسم الإنجازات والقوانين على جدار المعابد والبنايات الضخمة، ووجد العلماء العديد من الخرائط المرسومة على الجدران واللفائف أحدها يعود لعام 1400 قبل الميلاد، ووجِدَت خريطة أخرى تعود لعام 1150 قبل الميلاد.
الحضارة اليونانية تُعد الحضارة اليونانية أكثر الحضارات القديمة تطورًا في مجالات العِلم والفلسفة، وهي من الحضارات التي ساعدت على تطوير وفهم طُرق رسم الخرائط، وقد أجرى العُلماء والجغرافيين اليونانيين العديد من الأبحاث على علم الخرائط، وطوروا طريقة رسم شكل الأرض ومناطقها السُكانية، ورسم أقطار الأرض ومناطقها المناخية؛ على سبيل المثال كان أناكسيماندر أول من رسم خريطة معروفة وصحيحة للعالم القديم، كما قال فيثاغورس أن الأرض كروية الشكل وغير مُسطحة، وكذلك قام اليونانيين بالتكهن بمُحيط الأرض بشكل علمي.
من أشهر العلماء والجغرافيين اليونانيين الذي رسموا وطوروا علم الخرائط:
إراتوستينس. أناكسيماندر. فيثاغورس. هيرودوت. سترابو. الحضارة الرومانية شهد العصر الروماني تطورات كبيرة في علم الخرائط وبشكل خاص في الرسومات الإدارية والعسكرية، وتطوير الخرائط الحدودية وشبكات الطرق؛ وكان السبب الرئيسي في ذلك حاجة الإمبراطورية الرومانية للسيطرة على أراضيها المُترامية بالجوانب السياسية والعسكرية والمالية والاقتصادية، وقد استند الرومان في علم الخرائط إلى خريطة بطليموس التي أشار فيها لخطوط الطول والعرض، ويُرجح أن هذه الخريطة من الأمور الجوهرية التي ساهمت بتوسع نفوذ الإمبراطورية الرومانية.
الحضارة الإسلامية زاد الطلب على الخرائط منذ ألف عام بسبب انتشار التجارة والملاحة العالمية، فقام الجغرافيون والبحارة المسلمين بإنشاء الخرائط الجديدة واستخدموا الأسطرلاب لذلك، إذ قام البيروني برسم خريطة بإسقاطات دقيقة عام 995م، كما قدَّم تقنيات لقياس الأرض والمسافات عليها باستخدام التثليث مما ساهم في تطوير الخرائط بعد أعوام. حسب البيروني لاختلافات في خطوط الطول والعرض بين مناطق مُختلفة للعالم في كتابه المازودي، وأوجد حساب لنصف قُطر الكرة الأرضية وهو 6339.6 كم، وحوى الكتاب كذلك على جدول يُعطي إحداثيات 600 مكان حول العالم. وقدَّم الإدريسي الجغرافي المُسلم خريطة أكثر دقة وشمولية للكُرة الأرضية في عام 1154م، وعلى أساس خريطته رُسمت الكثير من الخرائط في المُستقبل. العصور الوسطى خلال العصور الوسطى الأولى واصل العُلماء والجُغرافيون المسلمون الهيمنة على علم الخرائط ورسمها، وواصلوا تسجيل مُلاحظاتهم والمعارف المُكتسبة خلال رحلاتهم البحرية للتجارة، وكان أشهر الجغرافيين المُسلمين الذين أُخذ علمهم الجُغرافي في العصور الوسطى: ابن بطوطة والإدريسي.
تطور عِلم رسم الخرائط في أوروبا بدءًا في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت مابا موندي (بالإنجليزية:Mappa Mundi) أول خريطة موثوقة في العصور الوسطى الأوروبية، وهذه الخريطة كانت مدورة الشكل تتوسطها مدينة القدس، وفيها الكثير من الدلالات والإشارات لمناطق العالم القديم، وأما الخريطة الثانية التي انتشرت بأوروبا كانت للراهب فرا ماورو عام 1450م، وهي واحدة من أفضل الخرائط التي رُسمت في العصور الوسطى، وأكثر ما يُميزها أن الجنوب كان بأعلى الخريطة، ولكنها كانت خريطة دقيقة توصف المناطق الصحيحة في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
عصور النهضة رافق التطور في كافة العلوم والأدبيات في عصور النهضة تطور هائل ونقلة نوعية في رسم الخرائط بداية من القرن السادس عشر الميلادي، وأصبح هنالك حاجة مُلحة للخرائط بعد التوسع التجاري والاستعماري للعالم الجديد، فأنشأ البحار الإسباني خوان دي لا كوزا أول الخرائط المُتضمنة للقارتين الأمريكيتين.
لكن التطور الحقيقي في رسم الخرائط كان لجيراردوس مركاتور عام 1569م، ثُم أبراهام أورتيليوس عام 1570م، وتميزت خرائطهم بأنهم جعلوا الأرض مُستديرة، ورسموا خطوط الطول ودوائر العرض بشكل صحيح على الخريطة (بالرغم من وجود مشاكل في خطوط الطول القديمة المُستقيمة)، وفي عام 1602م قام الكاهن ماتيو ريتش برسم خريطة دقيقة للعالم باللغة الصينية تُظهر الأمريكيتين، وفيها الصين مركز للعالم.
الخلاصة: رسمت مئات الخرائط في العصور القديمة والوسطى والحديثة، وما ميز غالبية الخرائط القديمة تركيزها على المنطقة الجُغرافية التي عاش فيها الجغرافي الذي صمم الخريطة، ولوحظ هذا الأمر في خرائط الحضارات المُختلفة، سواء البابلية أو المصرية، أو حضارات العصور الوسطى والحديثة الاستعمارية، ولكن مع الانحياز للمنطقة الجغرافية كانت لهذه الخرائط فائدة عَمت على عصر رسم الخريطة أو في السنوات اللاحقة، أكانت فائدة للتجار أو المسافرين أو الجغرافيين. تطور أشكال الخرائط عبر العصور تطورت عبر العصور التاريخية أشكال رسم الخريطة، وظهرت مئات من الخرائط في العالم القديم والحديث؛ أبرزها:خرائط بطليموس. خريطة الإدريسي. خريطة مارتن فالدسميلر. خريطة هالفورد ماكندر. خرائط الجوجل إيرث الحديثة. خرائط بطليموس اشتهر بطليموس (بالإنجليزية:Ptolemy) كعالم فلك وجُغرافي ولد عام 100م، وهو يوناني عاش في الإسكندرية في العصر الروماني، وقام بطليموس بجمع الكتيبات والخرائط التي رسمها بخريطة واحدة مُتقنة بالمُقارنة بالخرائط القديمة في حوالي عام 150م.
وقد ابتكر بطليموس طريقتين لتسجيل ورسم خطوط الطول ودوائر العرض كحدث تاريخي سُجل لأول مرة باسم بطليموس، وقد امتدت المساحة الجغرافية التي غطتها خريطته من جزر شتلاند في الشمال إلى منابع النيل في الجنوب ومن جزر الكناري في الغرب إلى الصين وجنوب شرق آسيا .
خريطة الإدريسي درس الإدريسي العلوم الجغرافية في جامعة قُرطبة، وسافر خلال حياته لأعوام طويلة حول البحر الأبيض ومناطق العالم القديم، وفي عام 1138م ذهب للبلاط الصقلي، وعمل على إنشاء وتصميم خريطة حديثة للعالم، وعلى مدار 15 عام من السفر وإجراء المقابلات اعتمد خريطة للعالم، وكانت خريطته دقيقة جدًا ومُميزة، قسم فيها العالم لسبع مناطق جغرافية مُختلفة.
تميزت هذه الخريطة بترتيبه الجغرافي للعالم من الشمال للجنوب، واضعًا مدينة مكة كمركز للأرض، كما بين كروية الأرض، وحسب محيط الأرض والذي بلغ 37015 كم، وهو رقم قريب من محيطها الفعلي والذي يبلغ 40074 كم.
خريطة مارتن فالدسميلر ظهرت خريطة مارتن فالدسميلر(بالإنجليزية:Martin Waldseemüller) في بدايات عصور النهضة، وهي خريطة دقيقة للعالم قام برسمها الألماني مارتن فالدسميلر عام 1507م، والهدف منها توثيق وتحديث المناطق الجغرافية الجديدة المُستكشفة في بدايات القرن السادس عشر الميلادي، وتم جمع هذه الخريطة بين عامي 1501م-1502م خلال رحلات أمريكو فسبوتشي لاستكشاف العالم الجديد (القارة الأمريكية الشمالية والجنوبية والجزر المُحيطة بهما).[٩] وأكثر ما يُميز هذه الخريطة أنها بينت العالم الجديد كأرض مُنفصلة، وكانت أول خريطة مطبوعة تصوِّر المُحيط الهادئ بشكل مُنفصل عن باقي بقاع الأرض، لذا غيرت هذه الخريطة الانطباع السائد على أن الأرض مُقسمة فقط لثلاث قارات؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا.
خريطة هالفورد ماكندر صممَّ المُخترع والسياسي والمستكشف الأكاديمي السير هالفورد ماكيندر (بالإنجليزية: Halford Mackinder) خريطة حديثة للعالم عام 1904م في كتابه الشهير المحيط الجغرافي للتاريخ، وكان أساس رسم خريطته الرحلات والحملات التي قام بها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، حيث تسلق جبل كينيا في عام 1899م خلال هذه الرحلات، وقد أثرت خرائط ماكندر على السياسة العالمية أكثر من تأثيرها على عِلم الجغرافيا؛ فقد أوضح أن آسيا الوسطى هي المنطقة المحورية في العالم، ومن يُسيطر عليها ينجح بالسيطرة على باقي العالم.
بسبب أفكار السير هالفورد ماكيندر ونظراته للجغرافيا تأثر العديد من المُفكرين والسياسيين؛ أبرزهم: جورج أورويل عندما كتب روايته 1984. السياسي هنري كيسنجر. السياسي زبيغنيو بريجنسكي. الجوجل إيرث تطورت التكنولوجيا بشكل مُتسارع أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، ففي عام 2001م تأسست شركة البرمجيات Keyhole، Inc في مدينة ماونتن فيو في كاليفورنيا بالولايات المُتحدة الأمريكية، واستحوذت شركة جوجل على الشركة عام 2004م، وبوساطة القمر الصناعي Keyhole الذي أطلقته الشركة أسس نظام الخرائط العالمي الجوجل إيرث (بالإنجليزية: Google Earth). تطورَّت خرائط الجوجل إيرث عبر الزمن، وأصبحت تملك الكثير من الإضافات، وتحولت من مُجرد خريطة عادية لخريطة تدعم التصوير ثلاثي الأبعاد، وتحوي صور ومعلومات كثيرة عن المواقع والمتاجر المُختلفة، ويُمكن الوصول إلى البرمجية عبر أجهزة الكمبيوتر وكافة الأجهزة الإلكترونية عبر مواقع الويب.
الخلاصة فكًَر الإنسان منذُ القدم بطريقة بسيطة للاستدلال على المناطق، ومعرفة مواقع الصيد والقُرى والمُدن سواء كانت صديقة أو من الأعداء، وكان الرحالة والتجار الأوائل يرسمون الخرائط بأي وسيلة تتوفر لديهم؛ من الحجارة أو الرمال لتوضيح المعالم الرئيسية التي مروا منها، حتى لا يتوهوا عنها، ومع تطور المُدن والدول أصبح رسم الخرائط والدلالة على الاتجاهات أمر مُلح وضروري، وفي سنواتنا الأخيرة ومع التطور التكنولوجي الهائل تمكنت البشرية من إيجاد خرائط إلكترونية يُمكن استخدامها بكُل سهولة بواسطة غالبية الأجهزة الإلكترونية.
العصر القديم والعصر البرونزي وُجِدَت في الأناضول (تركيا حاليًا) في عام 1963م خريطة يُعتقد أنها أقدم الخرائط في التاريخ، إذ تعود للفترة ما بين 6100-6300 قبل الميلاد؛ وهذه الخريطة عِبارة عن لوحة جدارية كهفية كبيرة، يبلغ عرضها قُرابة 2.74 متر، والمرسوم في الخارطة يُمثل بُركانًا وثمانين منزلًا، وبالرغم من هذا التصور يوجد نظريات تنفي أن يكون المقصود بركان ومنازل؛ بل جلد نمر ومربعات ذات تصميم هندسي تُعبر عن أشكال مُعينة.
الحضارة البابلية رُسمت أول خريطة في التاريخ على ألواح طينية في بابل القديمة عام 600 قبل الميلاد، وكانت الخريطة على شكل نجمة تبلغ أبعادها حوالي (12 * 8) سم، وكانت تصور العالم كقُرص مسطح مُحاط بالمُحيطات والماء، ورُسم بالخريطة نهر الفُرات ومدينة بابل كمركز للكون، كما أظهرت مُدينتي آشور وسوسة على شكل نقاط دائرية صغيرة.
صورت الخريطة الكثير من أراضي العالم القديم، ووصفت الأراضي البعيدة المجهولة بأنها مأهولة بالوحوش الأسطورية، ومع ذلك كان في الخريطة الكثير من المعلومات الجُغرافية الصحيحة
الحضارة الفرعونية ركزت خرائط الحضارة الفرعونية على رسم الأشكال الهندسية والمواقع، وعلى المعارك الفرعونية وتمجيد حضارتهم، وفي الحقيقة لم يجد العلماء خرائط مصرية فرعونية قديمة ذات قيمة كبيرة، إذ ركز الفراعنة على رسم الإنجازات والقوانين على جدار المعابد والبنايات الضخمة، ووجد العلماء العديد من الخرائط المرسومة على الجدران واللفائف أحدها يعود لعام 1400 قبل الميلاد، ووجِدَت خريطة أخرى تعود لعام 1150 قبل الميلاد.
الحضارة اليونانية تُعد الحضارة اليونانية أكثر الحضارات القديمة تطورًا في مجالات العِلم والفلسفة، وهي من الحضارات التي ساعدت على تطوير وفهم طُرق رسم الخرائط، وقد أجرى العُلماء والجغرافيين اليونانيين العديد من الأبحاث على علم الخرائط، وطوروا طريقة رسم شكل الأرض ومناطقها السُكانية، ورسم أقطار الأرض ومناطقها المناخية؛ على سبيل المثال كان أناكسيماندر أول من رسم خريطة معروفة وصحيحة للعالم القديم، كما قال فيثاغورس أن الأرض كروية الشكل وغير مُسطحة، وكذلك قام اليونانيين بالتكهن بمُحيط الأرض بشكل علمي.
من أشهر العلماء والجغرافيين اليونانيين الذي رسموا وطوروا علم الخرائط:
إراتوستينس. أناكسيماندر. فيثاغورس. هيرودوت. سترابو. الحضارة الرومانية شهد العصر الروماني تطورات كبيرة في علم الخرائط وبشكل خاص في الرسومات الإدارية والعسكرية، وتطوير الخرائط الحدودية وشبكات الطرق؛ وكان السبب الرئيسي في ذلك حاجة الإمبراطورية الرومانية للسيطرة على أراضيها المُترامية بالجوانب السياسية والعسكرية والمالية والاقتصادية، وقد استند الرومان في علم الخرائط إلى خريطة بطليموس التي أشار فيها لخطوط الطول والعرض، ويُرجح أن هذه الخريطة من الأمور الجوهرية التي ساهمت بتوسع نفوذ الإمبراطورية الرومانية.
الحضارة الإسلامية زاد الطلب على الخرائط منذ ألف عام بسبب انتشار التجارة والملاحة العالمية، فقام الجغرافيون والبحارة المسلمين بإنشاء الخرائط الجديدة واستخدموا الأسطرلاب لذلك، إذ قام البيروني برسم خريطة بإسقاطات دقيقة عام 995م، كما قدَّم تقنيات لقياس الأرض والمسافات عليها باستخدام التثليث مما ساهم في تطوير الخرائط بعد أعوام. حسب البيروني لاختلافات في خطوط الطول والعرض بين مناطق مُختلفة للعالم في كتابه المازودي، وأوجد حساب لنصف قُطر الكرة الأرضية وهو 6339.6 كم، وحوى الكتاب كذلك على جدول يُعطي إحداثيات 600 مكان حول العالم. وقدَّم الإدريسي الجغرافي المُسلم خريطة أكثر دقة وشمولية للكُرة الأرضية في عام 1154م، وعلى أساس خريطته رُسمت الكثير من الخرائط في المُستقبل. العصور الوسطى خلال العصور الوسطى الأولى واصل العُلماء والجُغرافيون المسلمون الهيمنة على علم الخرائط ورسمها، وواصلوا تسجيل مُلاحظاتهم والمعارف المُكتسبة خلال رحلاتهم البحرية للتجارة، وكان أشهر الجغرافيين المُسلمين الذين أُخذ علمهم الجُغرافي في العصور الوسطى: ابن بطوطة والإدريسي.
تطور عِلم رسم الخرائط في أوروبا بدءًا في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت مابا موندي (بالإنجليزية:Mappa Mundi) أول خريطة موثوقة في العصور الوسطى الأوروبية، وهذه الخريطة كانت مدورة الشكل تتوسطها مدينة القدس، وفيها الكثير من الدلالات والإشارات لمناطق العالم القديم، وأما الخريطة الثانية التي انتشرت بأوروبا كانت للراهب فرا ماورو عام 1450م، وهي واحدة من أفضل الخرائط التي رُسمت في العصور الوسطى، وأكثر ما يُميزها أن الجنوب كان بأعلى الخريطة، ولكنها كانت خريطة دقيقة توصف المناطق الصحيحة في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
عصور النهضة رافق التطور في كافة العلوم والأدبيات في عصور النهضة تطور هائل ونقلة نوعية في رسم الخرائط بداية من القرن السادس عشر الميلادي، وأصبح هنالك حاجة مُلحة للخرائط بعد التوسع التجاري والاستعماري للعالم الجديد، فأنشأ البحار الإسباني خوان دي لا كوزا أول الخرائط المُتضمنة للقارتين الأمريكيتين.
لكن التطور الحقيقي في رسم الخرائط كان لجيراردوس مركاتور عام 1569م، ثُم أبراهام أورتيليوس عام 1570م، وتميزت خرائطهم بأنهم جعلوا الأرض مُستديرة، ورسموا خطوط الطول ودوائر العرض بشكل صحيح على الخريطة (بالرغم من وجود مشاكل في خطوط الطول القديمة المُستقيمة)، وفي عام 1602م قام الكاهن ماتيو ريتش برسم خريطة دقيقة للعالم باللغة الصينية تُظهر الأمريكيتين، وفيها الصين مركز للعالم.
الخلاصة: رسمت مئات الخرائط في العصور القديمة والوسطى والحديثة، وما ميز غالبية الخرائط القديمة تركيزها على المنطقة الجُغرافية التي عاش فيها الجغرافي الذي صمم الخريطة، ولوحظ هذا الأمر في خرائط الحضارات المُختلفة، سواء البابلية أو المصرية، أو حضارات العصور الوسطى والحديثة الاستعمارية، ولكن مع الانحياز للمنطقة الجغرافية كانت لهذه الخرائط فائدة عَمت على عصر رسم الخريطة أو في السنوات اللاحقة، أكانت فائدة للتجار أو المسافرين أو الجغرافيين. تطور أشكال الخرائط عبر العصور تطورت عبر العصور التاريخية أشكال رسم الخريطة، وظهرت مئات من الخرائط في العالم القديم والحديث؛ أبرزها:خرائط بطليموس. خريطة الإدريسي. خريطة مارتن فالدسميلر. خريطة هالفورد ماكندر. خرائط الجوجل إيرث الحديثة. خرائط بطليموس اشتهر بطليموس (بالإنجليزية:Ptolemy) كعالم فلك وجُغرافي ولد عام 100م، وهو يوناني عاش في الإسكندرية في العصر الروماني، وقام بطليموس بجمع الكتيبات والخرائط التي رسمها بخريطة واحدة مُتقنة بالمُقارنة بالخرائط القديمة في حوالي عام 150م.
وقد ابتكر بطليموس طريقتين لتسجيل ورسم خطوط الطول ودوائر العرض كحدث تاريخي سُجل لأول مرة باسم بطليموس، وقد امتدت المساحة الجغرافية التي غطتها خريطته من جزر شتلاند في الشمال إلى منابع النيل في الجنوب ومن جزر الكناري في الغرب إلى الصين وجنوب شرق آسيا .
خريطة الإدريسي درس الإدريسي العلوم الجغرافية في جامعة قُرطبة، وسافر خلال حياته لأعوام طويلة حول البحر الأبيض ومناطق العالم القديم، وفي عام 1138م ذهب للبلاط الصقلي، وعمل على إنشاء وتصميم خريطة حديثة للعالم، وعلى مدار 15 عام من السفر وإجراء المقابلات اعتمد خريطة للعالم، وكانت خريطته دقيقة جدًا ومُميزة، قسم فيها العالم لسبع مناطق جغرافية مُختلفة.
تميزت هذه الخريطة بترتيبه الجغرافي للعالم من الشمال للجنوب، واضعًا مدينة مكة كمركز للأرض، كما بين كروية الأرض، وحسب محيط الأرض والذي بلغ 37015 كم، وهو رقم قريب من محيطها الفعلي والذي يبلغ 40074 كم.
خريطة مارتن فالدسميلر ظهرت خريطة مارتن فالدسميلر(بالإنجليزية:Martin Waldseemüller) في بدايات عصور النهضة، وهي خريطة دقيقة للعالم قام برسمها الألماني مارتن فالدسميلر عام 1507م، والهدف منها توثيق وتحديث المناطق الجغرافية الجديدة المُستكشفة في بدايات القرن السادس عشر الميلادي، وتم جمع هذه الخريطة بين عامي 1501م-1502م خلال رحلات أمريكو فسبوتشي لاستكشاف العالم الجديد (القارة الأمريكية الشمالية والجنوبية والجزر المُحيطة بهما).[٩] وأكثر ما يُميز هذه الخريطة أنها بينت العالم الجديد كأرض مُنفصلة، وكانت أول خريطة مطبوعة تصوِّر المُحيط الهادئ بشكل مُنفصل عن باقي بقاع الأرض، لذا غيرت هذه الخريطة الانطباع السائد على أن الأرض مُقسمة فقط لثلاث قارات؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا.
خريطة هالفورد ماكندر صممَّ المُخترع والسياسي والمستكشف الأكاديمي السير هالفورد ماكيندر (بالإنجليزية: Halford Mackinder) خريطة حديثة للعالم عام 1904م في كتابه الشهير المحيط الجغرافي للتاريخ، وكان أساس رسم خريطته الرحلات والحملات التي قام بها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، حيث تسلق جبل كينيا في عام 1899م خلال هذه الرحلات، وقد أثرت خرائط ماكندر على السياسة العالمية أكثر من تأثيرها على عِلم الجغرافيا؛ فقد أوضح أن آسيا الوسطى هي المنطقة المحورية في العالم، ومن يُسيطر عليها ينجح بالسيطرة على باقي العالم.
بسبب أفكار السير هالفورد ماكيندر ونظراته للجغرافيا تأثر العديد من المُفكرين والسياسيين؛ أبرزهم: جورج أورويل عندما كتب روايته 1984. السياسي هنري كيسنجر. السياسي زبيغنيو بريجنسكي. الجوجل إيرث تطورت التكنولوجيا بشكل مُتسارع أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، ففي عام 2001م تأسست شركة البرمجيات Keyhole، Inc في مدينة ماونتن فيو في كاليفورنيا بالولايات المُتحدة الأمريكية، واستحوذت شركة جوجل على الشركة عام 2004م، وبوساطة القمر الصناعي Keyhole الذي أطلقته الشركة أسس نظام الخرائط العالمي الجوجل إيرث (بالإنجليزية: Google Earth). تطورَّت خرائط الجوجل إيرث عبر الزمن، وأصبحت تملك الكثير من الإضافات، وتحولت من مُجرد خريطة عادية لخريطة تدعم التصوير ثلاثي الأبعاد، وتحوي صور ومعلومات كثيرة عن المواقع والمتاجر المُختلفة، ويُمكن الوصول إلى البرمجية عبر أجهزة الكمبيوتر وكافة الأجهزة الإلكترونية عبر مواقع الويب.
الخلاصة فكًَر الإنسان منذُ القدم بطريقة بسيطة للاستدلال على المناطق، ومعرفة مواقع الصيد والقُرى والمُدن سواء كانت صديقة أو من الأعداء، وكان الرحالة والتجار الأوائل يرسمون الخرائط بأي وسيلة تتوفر لديهم؛ من الحجارة أو الرمال لتوضيح المعالم الرئيسية التي مروا منها، حتى لا يتوهوا عنها، ومع تطور المُدن والدول أصبح رسم الخرائط والدلالة على الاتجاهات أمر مُلح وضروري، وفي سنواتنا الأخيرة ومع التطور التكنولوجي الهائل تمكنت البشرية من إيجاد خرائط إلكترونية يُمكن استخدامها بكُل سهولة بواسطة غالبية الأجهزة الإلكترونية.