ريحاني (امين) Al-Rihani (Amin-)أديب ومفكر ومؤرخ لبناني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ريحاني (امين) Al-Rihani (Amin-)أديب ومفكر ومؤرخ لبناني

    ريحاني (امين)

    Al-Rihani (Amin-) - Al-Rihani (Amin-)

    الريحاني (أمين ـ)
    (1876 ـ1940)

    أمين الريحاني أديب ومفكر ومؤرخ لبناني، ولد في الفريكة وهي قرية صغيرة من قرى المتن الشمالي في جبل لبنان لأبوين مارونيين، وكان منذ حداثته فضولياً وشقياً ومتمرداً، لا يرضخ لإرادة ذويه، ولا يتقيد بالشعائر الدينية. لم يتلق علومه في الجامعة بل كان معلم نفسه، تعلم من الطبيعة، وتنوّر من الهجرة، واتخذ العبر من الكتب والمتاحف وغرائب الدنيا وعجائبها التي شاهدها، وكان أول أديب عربي يكتب باللغة الإنكليزية، وترجمت أعماله إلى لغات عديدة.
    تلقى الريحاني دراسته الابتدائية على يد معلم القرية في كنيسة «مار مارون» ثم انتقل إلى مدرسة نعّوم مكرزل حيث تلقى مبادئ اللغتين العربية والفرنسية والحساب والجغرافية، إلى أن سافر عام 1888 إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع عمه، ليلحق بوالده الذي سبقه إلى المهجر. أقام في نيويورك ودرس اللغة الإنكليزية والرياضيات والعلوم الطبيعية، غير أن والده احتاج إليه في متجره، فاضطر إلى ترك الدراسة، وتسلم مهمة مسك الدفاتر والمراسلة التجارية. وكان مع عمله في المتجر يتابع دروسه عبر مطالعات مكثفة في الآداب الغربية يقوم بها ليلاً، وقد شكلت هذه المطالعات الكثيرة والمنوعة أبرز أحداث حياته وجعلته يصطدم مع والده، كما أذكت مطالعاته في المسرح الإغريقي والشكسبيري هواية التمثيل عنده التي كادت تتحول إلى حرفة، فقد مثّل عام 1896 مع بعض رفاقه المغتربين الشباب مسرحية «أندروماك» لراسين[ر] و«هاملت» لشكسبير[ر]، ودفعه نجاحه في تمثيلهما إلى الالتحاق بفرقة هنري جويت التي سافر معها إلى بعض الولايات الأمريكية، غير أن الفرقة أعلنت إفلاسها، فعاد إلى والده خائب الأمل حزيناً.
    التحق الريحاني في شتاء عام 1897 بمدرسة ليلية استعداداً لدخول الجامعة ودراسة الحقوق، ولكن بعد سنة من دخوله معهد الحقوق شعر باعتلال صحته فأشار عليه الطبيب بالعودة إلى لبنان للاستشفاء في مناخه الجبلي. عاد عام 1898 والتحق بمدرسة «مار يوسف» في «قرنة شهوان» حيث علّم الإنكليزية وتعلم العربية. عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في صيف عام 1899 مزوداً بما اكتنزه من التراث العربي، ومعجباً بعقلانية أبي العلاء المعري ونزعته التحررية. عمل في متجر والده، وراح ينشر مقالاته الفكرية والاجتماعية في الصحف المهجرية ويخطب في المنتديات، وكان أول خطاب ألقاه في موضوع التسامح الديني في جمعية الشبان المارونية في نيويورك عام 1900، ندد فيه بالتعصب على اختلاف أنواعه، ورأى فيه أساس الشقاق والانقسام.
    بعد وفاة والده تولى عمه وشقيقه شؤون المتجر، وانصرف الريحاني كلياً إلى الحياة الفكرية والأدبية، وكتب مقالات تنتقد المجتمع الغربي وماديته المتطرفة إلى حد سحق الفرد نفسياً وجسدياً ومادياً، لكن الإرهاق النفسي والفكري والعاطفي اضطره لأن يغادر نيويورك عام 1904 عائداً إلى الفريكة، حاملاً معه انتصاراته الأدبية والفكرية، وخيباته الإنسانية والعاطفية، ليعتزل في قريته بين أحضان الطبيعة التي أحبها، ويتفرغ للكتابة والخطابة، وينطلق في رحلاته التي جاب فيها أقطار الوطن العربي داعياً إلى الوحدة العربية التي كانت هاجسه وشغله الشاغل وهمه الدائم، لاعتقاده بن هذه الوحدة لا يمكن أن تقوم إذا لم يتعرف العرب بعضهم بعضاً، فطاف بلدان الجزيرة العربية والعراق والمغرب، وقابل ملوكها وأمراءها، وألف من وحي هذه الرحلات كتبه التي منها «ملوك العرب» (1924) و«تاريخ نجد الحديث» (1927) و«قلب العراق» (1935) و«قلب لبنان» الذي نشر عام 1947، و«المغرب الأقصى» الذي نشر عام 1952، و«ابن سعود ونجد».
    كان الريحاني أديباً ومفكراً متعدد المواهب والنشاطات، وكتب في مختلف الأجناس الأدبية، فقد كتب في الشعر المنثور والقصة والرواية والمقالة والسيرة والرحلات والنقد ومن أهم كتبه «الريحانيات» في أربعة أجزاء و«أنتم الشعراء» (1934)، وألف في الدين والسياسة والفلسفة والتاريخ والاجتماع والاقتصاد والجغرافية، ومارس الرسم والنقد الفني. هاجم الاحتلال التركي والانتداب الفرنسي على لبنان، ودافع عن استقلال لبنان وسورية وفلسطين، وآمن بالعروبة فكتب «النكبات» و«التطرف والإصلاح» و«وجوه عربية وغربية» و«قدر فلسطين» ومؤلفات أخرى كثيرة. ترجم إلى الإنكليزية «رباعيات أبي العلاء المعري» و«المر واللبان» و«كتاب خالد» و«لزوميات أبي العلاء». وكتب عدداً كبيراً من المقالات والرسائل لكنها لم تُجمع كلها في كتب.
    أصيب الريحاني منذ عام 1907بمرض عصبي في يده اليمنى رافقه إلى آخر حياته، وتوفي في بيروت ودفن في مدفن الأسرة في الفريكة.
    عيسى فتوح
يعمل...
X