غزالي (محمد)
Al-Ghazali (Mohammad-) - Al-Ghazali (Mohammad-)
الغزالي (محمد ـ)
(1335ـ 1416هـ/1917ـ 1996م)
هو محمد الغزالي بن أحمد السقا، ولد في قرية نكلا العنب، مركز «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة بمصر. حفظ القرآن الكريم في «كتَّاب القرية» وهو ابن عشر سنوات، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، والتحق بمعهد الإسكندرية الديني، وحصل على الثانوية، وتخرج من كلية أصول الدين بالأزهر عام 1941م، وحصل على درجة التخصص في الدعوة والإرشاد عام 1943م من كلية اللغة العربية بالأزهر، توفي في الرياض، ودفن في البقيع سنة 1996م.
كان داعية إسلامية بارزاً وجريئاً، وجذاب الحديث، ومتفوقاً في التوجيه والفكر والخطابة والمحاضرة طوال حياته، عمل أميناً لسرِّ مجلة «الدعوة» بمصر، واشتغل في الوظائف الدينية والخطابة والتدريس في الأزهر وغيره، وعيّن وكيلاً لوزارة الأوقاف المصرية، ودرّس في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وشارك في تطوير كلية الشريعة بقطر، وفي إنشاء جامعة الأمير عبد القادر الجزائري في قسنطينة بالجزائر، وكان مديراً لها وأستاذاً فيها، وحضر مئات الندوات والمؤتمرات العالمية، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية وناقشها.
وترأس المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة، ومُنِحَ جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام، وأعلى وسام من جمهورية الجزائر، وجوائز أخرى. كان ذا خلق عال، وشفافية، سخي الدمع والخوف من الله تعالى، صبوراً حليماً، وقوراً مهيباً، عفيف اللسان، محبوباً من الجماهير، غيوراً على حرمات الإسلام، حزيناً أشد الحزن على آلام الأمة الإسلامية ومآسيها وجراحها في فلسطين وغيرها.
تميز بتجديد أسلوب الدعوة إلى الإسلام، ومنهجها، والعناية بغاياتها الكبرى، والتبسيط لمبادئها وقيمها ورسالتها العالمية، وبيان مدى حيويتها وفاعليتها في إنقاذ المسلمين والبشرية قاطبة من آفات الضياع والانحراف وضلال العقيدة وشذوذ الفكر، معتمداً على هدي القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية والفقه الإسلامي والأخلاق الإسلامية، ولاسيما سمو الوجدان والعاطفة والضمير، متخذاً الحوار الموضوعي مع الآخرين أساساً، وموجهاً إلى ضرورة إصلاح السياسة، وتطوير الاقتصاد، وتحقيق التقدم الحضاري، وجعل الحضارة الحديثة متصلة بالله غير ملحدة، ومؤكدة أنها: حضارة الحرية والتسامح والانفتاح والسلام والأمن والرفاه والمساواة والعدالة، وذلك مع العمل على وحدة المسلمين وأفكارهم. كان أحد رموز الصحوة الإسلامية التي تجمع المسلمين قاطبة والمدارس الإسلامية في مظلة الفكر المعتدل الجامع بين الفقه والحديث والتصوف الأصيل غير المنحرف، والبعد عن البدع والخرافة، وإذكاء روح العبادة وحسن المعاملة، ونقاء العقول والقلوب من كل ألوان الشرك الظاهر والخفي، وجعل الأخوة الإسلامية فوق الخلافات الفرعية، والرؤية الحضارية الشمولية فوق الرؤى الجزئية أو الحزبية، والتعاون الصادق بين الحكام مع المحكومين، وجميع المثقفين.
كان سلفي العقيدة، حنفي المذهب، ويجل أئمة المذاهب كلهم، ويعتمد في بيان العقيدة على القرآن الكريم الذي يخاطب العقل الرشيد والفطرة السليمة، ويلفت النظر إلى الكون والإنسان والحياة والتاريخ، وعلى العلم الحديث في مختلف عوامل الكون من أفلاك وجماد ونبات وحيوان وإنسان وذرة وفضاء.
يعدّ رجل القرآن حيث صنّف كتباً عدة حوله، والسنة عنده المصدر الثاني للإسلام، وشعاره المشهور: «كما أنه لا فقه بغير الحديث، فلا حديث بغير فقه»، ويحترم نظام الحجاب الإسلامي مع القول بجواز كشف الوجه والكفين عند أمن الفتنة، ويسوي بين دية الرجل والمرأة، ويترخص في بعض حالات الغناء والموسيقى، ويجيز عمل المرأة بشروط وضمانات. ويرفض ظاهرة «العفاريت» وتسلطهم على بعض الناس، ويدعو إلى التخلص من ظاهرة الفقر، وإلى تربية النفس على العزة والكرامة، وإلى محاربة الفساد، ويتمنى اعتدال الحضارة الغربية، ويقاوم الشيوعية والعلمانية والتنصير.
من آثاره العلمية وتصانيفه نحو ستين كتاباً منها: «الإسلام والأوضاع الاقتصادية»، «الإسلام والاستبداد السياسي»، «الإسلام والطاقات المعطلة»، «تأملات في الدين والحياة»، «التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام»، «أزمة الشورى في المجتمعات العربية والإسلامية»، «الاستعمار: أحقاد وأطماع»، «التفسير الموضوعي للقرآن الكريم»، «حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة»، «خلق المسلم»، «سر تأخر العرب والمسلمين»، «عقيدة المسلم»، «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»، «قذائف الحق»، «كفاح دين»، «كيف نفهم الإسلام»، «المحاور الخمسة للقرآن الكريم»، «المسلمون يستقبلون القرن الخامس عشر» أي الهجري، «مع الله، دراسات في الدعوة والدعاة»، «من هنا نعلم»، «100سؤال عن الإسلام» جزآن، «هموم داعية»، «جدد حياتك»، «هذا ديننا».
هذا بالإضافة إلى عشرات المحاضرات والأحاديث الإذاعية والتلفازية في العالم الإسلامي.
وهبه الزحيلي
Al-Ghazali (Mohammad-) - Al-Ghazali (Mohammad-)
الغزالي (محمد ـ)
(1335ـ 1416هـ/1917ـ 1996م)
هو محمد الغزالي بن أحمد السقا، ولد في قرية نكلا العنب، مركز «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة بمصر. حفظ القرآن الكريم في «كتَّاب القرية» وهو ابن عشر سنوات، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، والتحق بمعهد الإسكندرية الديني، وحصل على الثانوية، وتخرج من كلية أصول الدين بالأزهر عام 1941م، وحصل على درجة التخصص في الدعوة والإرشاد عام 1943م من كلية اللغة العربية بالأزهر، توفي في الرياض، ودفن في البقيع سنة 1996م.
كان داعية إسلامية بارزاً وجريئاً، وجذاب الحديث، ومتفوقاً في التوجيه والفكر والخطابة والمحاضرة طوال حياته، عمل أميناً لسرِّ مجلة «الدعوة» بمصر، واشتغل في الوظائف الدينية والخطابة والتدريس في الأزهر وغيره، وعيّن وكيلاً لوزارة الأوقاف المصرية، ودرّس في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وشارك في تطوير كلية الشريعة بقطر، وفي إنشاء جامعة الأمير عبد القادر الجزائري في قسنطينة بالجزائر، وكان مديراً لها وأستاذاً فيها، وحضر مئات الندوات والمؤتمرات العالمية، وأشرف على عشرات الرسائل العلمية وناقشها.
وترأس المجلس العلمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة، ومُنِحَ جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام، وأعلى وسام من جمهورية الجزائر، وجوائز أخرى. كان ذا خلق عال، وشفافية، سخي الدمع والخوف من الله تعالى، صبوراً حليماً، وقوراً مهيباً، عفيف اللسان، محبوباً من الجماهير، غيوراً على حرمات الإسلام، حزيناً أشد الحزن على آلام الأمة الإسلامية ومآسيها وجراحها في فلسطين وغيرها.
تميز بتجديد أسلوب الدعوة إلى الإسلام، ومنهجها، والعناية بغاياتها الكبرى، والتبسيط لمبادئها وقيمها ورسالتها العالمية، وبيان مدى حيويتها وفاعليتها في إنقاذ المسلمين والبشرية قاطبة من آفات الضياع والانحراف وضلال العقيدة وشذوذ الفكر، معتمداً على هدي القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية والفقه الإسلامي والأخلاق الإسلامية، ولاسيما سمو الوجدان والعاطفة والضمير، متخذاً الحوار الموضوعي مع الآخرين أساساً، وموجهاً إلى ضرورة إصلاح السياسة، وتطوير الاقتصاد، وتحقيق التقدم الحضاري، وجعل الحضارة الحديثة متصلة بالله غير ملحدة، ومؤكدة أنها: حضارة الحرية والتسامح والانفتاح والسلام والأمن والرفاه والمساواة والعدالة، وذلك مع العمل على وحدة المسلمين وأفكارهم. كان أحد رموز الصحوة الإسلامية التي تجمع المسلمين قاطبة والمدارس الإسلامية في مظلة الفكر المعتدل الجامع بين الفقه والحديث والتصوف الأصيل غير المنحرف، والبعد عن البدع والخرافة، وإذكاء روح العبادة وحسن المعاملة، ونقاء العقول والقلوب من كل ألوان الشرك الظاهر والخفي، وجعل الأخوة الإسلامية فوق الخلافات الفرعية، والرؤية الحضارية الشمولية فوق الرؤى الجزئية أو الحزبية، والتعاون الصادق بين الحكام مع المحكومين، وجميع المثقفين.
كان سلفي العقيدة، حنفي المذهب، ويجل أئمة المذاهب كلهم، ويعتمد في بيان العقيدة على القرآن الكريم الذي يخاطب العقل الرشيد والفطرة السليمة، ويلفت النظر إلى الكون والإنسان والحياة والتاريخ، وعلى العلم الحديث في مختلف عوامل الكون من أفلاك وجماد ونبات وحيوان وإنسان وذرة وفضاء.
يعدّ رجل القرآن حيث صنّف كتباً عدة حوله، والسنة عنده المصدر الثاني للإسلام، وشعاره المشهور: «كما أنه لا فقه بغير الحديث، فلا حديث بغير فقه»، ويحترم نظام الحجاب الإسلامي مع القول بجواز كشف الوجه والكفين عند أمن الفتنة، ويسوي بين دية الرجل والمرأة، ويترخص في بعض حالات الغناء والموسيقى، ويجيز عمل المرأة بشروط وضمانات. ويرفض ظاهرة «العفاريت» وتسلطهم على بعض الناس، ويدعو إلى التخلص من ظاهرة الفقر، وإلى تربية النفس على العزة والكرامة، وإلى محاربة الفساد، ويتمنى اعتدال الحضارة الغربية، ويقاوم الشيوعية والعلمانية والتنصير.
من آثاره العلمية وتصانيفه نحو ستين كتاباً منها: «الإسلام والأوضاع الاقتصادية»، «الإسلام والاستبداد السياسي»، «الإسلام والطاقات المعطلة»، «تأملات في الدين والحياة»، «التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام»، «أزمة الشورى في المجتمعات العربية والإسلامية»، «الاستعمار: أحقاد وأطماع»، «التفسير الموضوعي للقرآن الكريم»، «حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة»، «خلق المسلم»، «سر تأخر العرب والمسلمين»، «عقيدة المسلم»، «السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث»، «قذائف الحق»، «كفاح دين»، «كيف نفهم الإسلام»، «المحاور الخمسة للقرآن الكريم»، «المسلمون يستقبلون القرن الخامس عشر» أي الهجري، «مع الله، دراسات في الدعوة والدعاة»، «من هنا نعلم»، «100سؤال عن الإسلام» جزآن، «هموم داعية»، «جدد حياتك»، «هذا ديننا».
هذا بالإضافة إلى عشرات المحاضرات والأحاديث الإذاعية والتلفازية في العالم الإسلامي.
وهبه الزحيلي