غانيبت (انخل)
Ganivet (Angel-) - Ganivet (Angel-)
غانيبِت (أنخِل ـ)
(1865 ـ 1898)
أنخِل غانيبِت إي غارثيا Angel Ganivet y Garcia روائي وكاتب مقالات إسباني، ولد في غرناطة لأسرة مثقفة ومرفهة مادياً، مما منحه الفرصة للحصول على تعليم جيد فأتقن خمس لغات. عمل ملحقاً في القنصلية الإسبانية في آنتڤرب Antwerp البلجيكية، وفي هلسنكي عاصمة فنلندا، وكذلك في ريغا Riga عاصمة لاتڤيا Latvia التابعة آنذاك إلى روسيا القيصرية، حيث انتحر غرقاً في نهر دڤينا Dvina لإصابته بمرض عضال، وبسبب صدمة عاطفية أيضاً.
يُعد غانيبت مع ميغِل دي أونامونو M. de Unamuno الممهدين الرئيسيين لـ «جيل عام 1898». أما الناقد الأدبي أثورين Azorín الذي أطلق في كتاباته تسمية «جيل عام 1898» على مجموعة من المثقفين والأدباء الإسبان عند منعطف القرن التاسع عشر نحو العشرين، فيرى أن غانيبت أحد دعامات هذا الجيل الذي يضم مثلاً خوسِه أورتيغا وبيو باروخا وبيثنتِه إيبانيث ورامون باييه أنكلان وأنطونيو مَشادو وميغل مَشادو. وقد أسهم هذا الجيل بمؤلفاته في الحرب الإسبانية ـ الأمريكية في إحياء إسبانيا جديدة بالاعتماد على خصائص شعبها وإمكاناتها الداخلية واستلهام تراثها العريق. وعلى الرغم من قِصر حياة غانيبت فقد ترك لأمته الإسبانية خمسة مؤلفات فكرية وأدبية لافتة ومهمة في إطار هدف «جيل عام 1898».
إن أهم أعمال غانيبت مقالته الفلسفية الثقافية الموسعة «إسبانيا: فكرها ومكانتها: Idearium español» ت(1897) التي يحلل فيها مزاج الشعب الإسباني وطباعه والمقدمات التاريخية التي أدت نتائجها إلى وضعه السياسي الحالي، ويرى فيها أن للعرب تأثيراً مهماً في تكوين إسبانيا، ويتوصل إلى أن أمته قد عانت بما يكفي حالة شلل الإرادة، وآن لها أن تخرج منها، بأن تنفضها عن نفسها، بالوعي الجديد المنفتح على التراث الأصيل والفكر المتحرر من قيود التقاليد البالية. إلى جانب ذلك نشر غانيبت رواية «غزو مملكة المايا مـن قبل آخـر الغزاة الإسبان بيو سـيد» La conquista del reino de Maya por el ultimo conquistador español Pio Cid ت(1897) ذات الحكاية الخيالية، وتقع فيها مملكة المايا في وسط إفريقيا، حيث يحاول الأوربيون أن يربطوا الزنوج بالعصر طبقاً للمفاهيم الغربية. في العام التالي نشر غانيبت روايته الثانية «أعمال بيو سيد الخلاق الذي لا يكل ولا يمل» Los trabajos del infatigable creador Pío Cid، ولا علاقة بين الروايتين سوى تشابه اسم في الشخصية الرئيسية. وتدور أحداث الرواية الأخيرة في إسبانيا المعاصرة وتعالج حالة اللامبالاة المتجذرة على الصعيد القومي وتدعو إلى انبعاث خلاَّق جديد. وكتب غانيبت مسرحية شعرية وحيدة بعنوان «نحات روحه» El escultor de su alma نُشرت بعد وفاته عام 1904، وهي ذات طابع صوفي تستوحي في بنيتها المسرحيات الدينية الإسبانية من نوع «قداس القربان المقدس» Autossacramentales التي كانت تعرض في العصر الذهبي Siglo de oro، ويشابه بطلها في تطوره الفكري والديني ـ الأخلاقي شخصية سيغسموندو Segismundo في مسرحية «الحياة حلم» لكالديرون دي لا باركا. أما آخر أعماله فهي «رسائل من فنلندا» Cartas Finlandesas التي نشرت عام 1905، ويُقَدِّمُ المؤلف فيها مقارنة مستفيضة وعميقة بين طبيعة الحياة والشخصية الإسكندناڤية والإسبانية.
نبيل الحفار
Ganivet (Angel-) - Ganivet (Angel-)
غانيبِت (أنخِل ـ)
(1865 ـ 1898)
أنخِل غانيبِت إي غارثيا Angel Ganivet y Garcia روائي وكاتب مقالات إسباني، ولد في غرناطة لأسرة مثقفة ومرفهة مادياً، مما منحه الفرصة للحصول على تعليم جيد فأتقن خمس لغات. عمل ملحقاً في القنصلية الإسبانية في آنتڤرب Antwerp البلجيكية، وفي هلسنكي عاصمة فنلندا، وكذلك في ريغا Riga عاصمة لاتڤيا Latvia التابعة آنذاك إلى روسيا القيصرية، حيث انتحر غرقاً في نهر دڤينا Dvina لإصابته بمرض عضال، وبسبب صدمة عاطفية أيضاً.
يُعد غانيبت مع ميغِل دي أونامونو M. de Unamuno الممهدين الرئيسيين لـ «جيل عام 1898». أما الناقد الأدبي أثورين Azorín الذي أطلق في كتاباته تسمية «جيل عام 1898» على مجموعة من المثقفين والأدباء الإسبان عند منعطف القرن التاسع عشر نحو العشرين، فيرى أن غانيبت أحد دعامات هذا الجيل الذي يضم مثلاً خوسِه أورتيغا وبيو باروخا وبيثنتِه إيبانيث ورامون باييه أنكلان وأنطونيو مَشادو وميغل مَشادو. وقد أسهم هذا الجيل بمؤلفاته في الحرب الإسبانية ـ الأمريكية في إحياء إسبانيا جديدة بالاعتماد على خصائص شعبها وإمكاناتها الداخلية واستلهام تراثها العريق. وعلى الرغم من قِصر حياة غانيبت فقد ترك لأمته الإسبانية خمسة مؤلفات فكرية وأدبية لافتة ومهمة في إطار هدف «جيل عام 1898».
إن أهم أعمال غانيبت مقالته الفلسفية الثقافية الموسعة «إسبانيا: فكرها ومكانتها: Idearium español» ت(1897) التي يحلل فيها مزاج الشعب الإسباني وطباعه والمقدمات التاريخية التي أدت نتائجها إلى وضعه السياسي الحالي، ويرى فيها أن للعرب تأثيراً مهماً في تكوين إسبانيا، ويتوصل إلى أن أمته قد عانت بما يكفي حالة شلل الإرادة، وآن لها أن تخرج منها، بأن تنفضها عن نفسها، بالوعي الجديد المنفتح على التراث الأصيل والفكر المتحرر من قيود التقاليد البالية. إلى جانب ذلك نشر غانيبت رواية «غزو مملكة المايا مـن قبل آخـر الغزاة الإسبان بيو سـيد» La conquista del reino de Maya por el ultimo conquistador español Pio Cid ت(1897) ذات الحكاية الخيالية، وتقع فيها مملكة المايا في وسط إفريقيا، حيث يحاول الأوربيون أن يربطوا الزنوج بالعصر طبقاً للمفاهيم الغربية. في العام التالي نشر غانيبت روايته الثانية «أعمال بيو سيد الخلاق الذي لا يكل ولا يمل» Los trabajos del infatigable creador Pío Cid، ولا علاقة بين الروايتين سوى تشابه اسم في الشخصية الرئيسية. وتدور أحداث الرواية الأخيرة في إسبانيا المعاصرة وتعالج حالة اللامبالاة المتجذرة على الصعيد القومي وتدعو إلى انبعاث خلاَّق جديد. وكتب غانيبت مسرحية شعرية وحيدة بعنوان «نحات روحه» El escultor de su alma نُشرت بعد وفاته عام 1904، وهي ذات طابع صوفي تستوحي في بنيتها المسرحيات الدينية الإسبانية من نوع «قداس القربان المقدس» Autossacramentales التي كانت تعرض في العصر الذهبي Siglo de oro، ويشابه بطلها في تطوره الفكري والديني ـ الأخلاقي شخصية سيغسموندو Segismundo في مسرحية «الحياة حلم» لكالديرون دي لا باركا. أما آخر أعماله فهي «رسائل من فنلندا» Cartas Finlandesas التي نشرت عام 1905، ويُقَدِّمُ المؤلف فيها مقارنة مستفيضة وعميقة بين طبيعة الحياة والشخصية الإسكندناڤية والإسبانية.
نبيل الحفار