الكُميت بن معروف الأسدي(شاعر بدوي)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكُميت بن معروف الأسدي(شاعر بدوي)

    كميت معروف اسدي

    Al-Kummayt ibn Ma’ruf al-Asadi - Al-Kummayt ibn Ma’ruf al-Asadi

    الكُميت بن معروف الأسدي
    (…ـ 60هـ/… ـ 680م)

    أبو أيوب، الكميت بن معروف بن الكميت بن ثعلبة الفقعسي الأسدي الشاعر المخضرم، أدرك النبي r وأسلم ولم يلقه. وعرف بالكميت الأوسط لتوسطه في الزمن بين جده الشاعر الكميت بن ثعلبة وبين الكميت بن زيد الأسدي الشاعر الأموي المشهور. وذهب أهل الأدب إلى أنه أشعرهم قريحة، وإن كان ابن زيد أكثرهم شعراً وتصرفاً. وقد وضعه ابن سلام في الطبقة العاشرة من شعراء الجاهلية، وهي طبقة خاصة بالمخضرمين الذين عاشوا الجاهلية والإسلام.
    كان الكميت بن معروف شاعراً بدوياً معرقاً في الشعر، جده وأبوه وأخوه وابنه شعراء، وكانت أمه سعدة بنت مزيد بن خيثمة بن نوفل شاعرة، لها شعر تعاتبه فيه على زواجه ممن لا تناسبه، وشعر ترثيه فيه بعد موته. وأخوه خيثمة أعشى بني أسد شاعر، له شعر في رثائه أيضاً. وابنه معروف ابن الكميت شاعر كذلك. في حديث المصادر عنه اضطراب كبير وخلط بينه وبين جدّه، فبعضها يذهب إلى أنه مخضرم، وأن جده شاعر جاهلي وبعضها الآخر ينفي عنه ذلك وينسب الخضرمة إلى جده الكميت بن ثعلبة، وقد يرجع هذا الاضطراب إلى معاصرته لجده، فأدرك جده الإسلام وهو متقدم في العمر، وأدرك الكميت ابن معروف الإسلام وهو في مقتبل العمر، فتوفي في حدود سنة ستين للهجرة. وحدث اضطراب أيضاً في نسب بعض الشعر إليه وإلى جده، وربما كان تماثل اسمي الشاعرين وانتماؤهما القبلي الواحد وراء هذا الاضطراب. لم تذكر المصادر شيئاً عن حياته غير وصفه بالبدوي، وهذا يعني أنه عاش مع قومه بني أسد في البادية، ولم ينتقل للعيش في الحاضرة على الرغم من إدراكه الدولة الأموية.
    وما بقي من شعره يظهره شاعراً قبلياً، يشارك في خصومات قومه مع القبائل بسيفه ولسانه، ويحرص على قيم المروءة العربية ويتغنى بتوافرها عنده وعند قومه، وقد ظهر أثر الإسلام ظهوراً يسيراً في شعره، وأبدى ميلاً نحو الحكمة، وشارك في الوصف والغزل على طريقة الجاهليين. لا يختلف شعره عن الشعر الجاهلي في قوته ومتانته، فعلى أسلوبه رونق وجمال وصنعة شعرية موفقة تنم عن مقدرة شعرية وموهبة أصيلة، صقلها حفظه لشعر السابقين ومشاركته في المناقضات القبلية، وعيشه في ظل الإسلام، لذلك كان الغريب قليلاً في شعره، فاختار المغنون بعضه ولحنوه، مثل الصوت الذي صنعه معبد على بيئته:
    نزل المشيب فما له تحويل
    ومضى الشباب فما إليه سـبيل
    ولقد أُراني والشباب يقودني
    ورداؤه حَسنٌ علــيّ جميـل
    وقيل: إن له ديواناً مفرداً، لكنه لم يصلنا، وجُمع شعره ونُشر ضمن كتاب «شعراء مقلون». ومن مشهور شعره في المناقضات القبلية ما استشهد به على أن أثر السيف يمحو أثر الكلام، وهو قوله:
    خذوا العقل إن أعطاكم القوم عقلكم
    وكونوا كمـن سـيم الهوان فأربعا
    فلا تكثروا فيـه الضجاج فإنـه
    محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا
    ومن شعره الدال على أسلوبه، قوله في الوصف والغزل:
    أنارٌ بدت بين المُسَنّاة والحِمى
    لعينيكِ أم بـرقٌ مـن الليل لامِعُ
    فإن يك بَرْقَاً فهو برقُ مَخيلةٍ
    لهـا ريّقٌ لـم يُخلفِ الشّيْمَ رائعُ
    وإن تكُ ناراً فهي نارٌ تشبّها
    قُلوصٌ وتزهاها الرياحُ الزعازِعُ
    وما مُغزِلٌ أدماءُ مَرْتَعُ طِفْلهِا
    أَراكٌ وسِـدْرٌ بالمِراضَيْن يـانِعُ
    بأحْسَنَ منها يومَ قالت لتِرْبِها
    سَليهِ يخبّرْنا متـى هـو راجِعُ
    فقلت لها: واللهِ ما من مسافرٍ
    يُحيط لـه علمٌ بمـا اللهُ صانع
    محمود سالم محمد
يعمل...
X