أنواع الأغراض الشعرية نَظَم العرب الشعر في كل ما أدركته حواسهم، وكل ما خطر في نفوسهم من أغراضه وفنونه الكثيرة، وكان النسيب بداية الأغراض الشعرية عندهم، ويسمّى التشبيب أو التغزل، ويمكننا تعريف الأغراض الشعرية، كما يأتي:
المدح هو الثناء على كل صاحب شأن، بما يُستحسن من الأخلاق النفيسة، ومنها: رجاحة العقل، والعفّة، والعدل، والشجاعة، والعدل، والإحسان، فكل هذه الصفات عريقة في الممدوح وقومه، وشاع المدح كثيرًا في السابق، عندما اتخذ الكثير من الشعراء المدح بابًا للرزق والتكسّب، ومن أوائل المُدّاح: زهير بن أبي سُلمى، والنابغة الذبياني، والأعشى.
ومثال على المدح: قول العباس في مدح الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم: وَأَنتَ لَمّا وُلِدتَ أَشرَقَتِ ال :::أَرضُ وَضاءَت بِنورِكَ الأُفُقُ مِن قَبلِها طِبتَ في الظِلالِ وَفي :::مُستَودَعٍ حَيثُ يُخصَفُ الوَرَقُ الفخر ارتبط هذا الغرض الشعري منذ العصر الجاهلي، بالحروب والمعارك والعصبيات القبليّة، ومن هذا الفخر ما يأتي فرديًا، كأن يفخر الشاعر بنفسه وبطولات، وأخلاقه، وحسبه ونسبه وموهبته الشعريّة، ومنه ما يكون فخرًا جماعيًا، إذ يفخر الشاعر ببطولات فرد بعينه، أو قبيلة، أو مجموعة من الأشخاص، ولكن في العصر العباس اختفى موضوع الفخر الذاتي، وتحوّل إلى الفخر الديني، أو الفخر الجماعي.
ومثال على الفخر قول عنترة بن شداد: ولقد ذكرتك والرماح نواهلٌ :::مني وبيض الهند تقطّر من دمي فَوددت تقبيل السيوف لأنها :::لمعت كبارق ثغرك المتبسم
الرثاء هو نوع من المديح للشخص ولكن بعد موته، وهو بعكس المدح الذي هو ثناء على الشخص في حال حياته، فالرثاء هو الثناء على الشخص بعد موته، وتعديد مآثره، وخصاله الحميدة، والتعبير عن الفجيعة فيه شعرًا، ورثاؤه يكون صادرًا عن عاطفة صادقة، فيها جميع معاني التفجّع، والحسرة، واللوعة، والأسى، وأسف يفيض بحرارة الحزن، ومرارة الألم.
ومثال على الرثاء قصيدة أبي البقاء الرندي: لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ :::فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ :::مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ :::وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ الهجاء هو عكس المديح، ففيه ينزع الشاعر الصفات الحميدة والفضائل من الشخص المهجو، وقد جرت فطرة العرب على التفاخر، بالأحساب، والأنساب، والتنافس في ميادين الفضائل، التي تُعلي من شأنهم وترفع من ذكرهم بين القبائل. ولم يكن الشاعر يستخدم السباب والكلمات الفاحشة في هجائه، فيما عدا بعض قصائد العصر الجاهلي، وقد انصب الهم الأول في هجائهم على سلب الأخلاق والمناقب الحميدة من المهجو.
ومثال على الرثاء قصيدة أبي البقاء الرندي: لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ :::فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ :::مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ :::وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ الهجاء هو عكس المديح، ففيه ينزع الشاعر الصفات الحميدة والفضائل من الشخص المهجو، وقد جرت فطرة العرب على التفاخر، بالأحساب، والأنساب، والتنافس في ميادين الفضائل، التي تُعلي من شأنهم وترفع من ذكرهم بين القبائل.
ومثال على الهجاء، قول الشاعر الفرزدق في قبيلة جرير: فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني :::كَأَنَّ أَباها نَهشَلٌ أَو مُجاشِعُ أَتَفخَرُ أَن دَقَّت كُلَيبٌ بِنَهشَلٍ :::وَما مِن كُلَيبٍ نَهشَلٌ وَالرَبائِعُ الغزل كان الغزل والنسيب من أهم أركان القصيدة العربيّة، وكان لا ينفكّ عنها بأي حالٍ من الأحوال، وقد أدرج العرب في افتتاح قصائدهم: الغزل النسيب، والوقوف على الأطلال وآثار الدّيار، فتغنوا بمفاتن المرأة ومحاسنها، وشبّبوا بآلام الحب ونار البُعد، واكتووا بلوعة وألم الهجر والفراق، وتمنوا القرب والوصل من الحبيب.وقد استخدم الشعراء العرب في ذلك الأقوال الفاحشة والعفيفة، وعكس هذا الغزل مكانة المرأة في نفس الشاعر العربي، والمساحة الكبيرة التي استولت عليها في أشعارهم منذ القِدم.
ومثال على الغزل، قول قيس بن الملوّح: تُباكِرُ أَم تَروحُ غَداً رَواحا :::وَلَن يَسطيعَ مَرتَهَن بَراحا سَقيمٌ لا يُصابُ لَهُ دَواءُ :::أَصابَ الحُبُّ مَقلَتَهُ فَناحا الوصف وهو غرض أصيل من الأغراض الشعريّة، تعود جذوره إلى العصر الجاهلي، ولا تكاد تخلو أيّ قصيدة جاهليّة منه، فقد غَلَبَ على شعرهم، خاصة الشعراء الجاهليين، غرضًا ضمن قصائدهم، فوصفوا الطبيعة الحيّة من ظباء، وإبل، ووعول، وبقر، وحُمر وحشيّة، وقد امتزج الوصف في كل أغراض الشعر التي عرفها العرب، لذا لم يكن هذا الغرض قائمًا في حد ذاته منذ العصر الجاهلي.
ومثال على الوصف قول كشاجم أبو الفتح محمود بن الحسين: كأن النيل حين أتى بمصرٍ :::وفاضَ بها وكسرَت التَرَاع وأحدق بالقرى من كل وجهٍ :::سماواتٌ كواكبها ضياعٌ.
المدح هو الثناء على كل صاحب شأن، بما يُستحسن من الأخلاق النفيسة، ومنها: رجاحة العقل، والعفّة، والعدل، والشجاعة، والعدل، والإحسان، فكل هذه الصفات عريقة في الممدوح وقومه، وشاع المدح كثيرًا في السابق، عندما اتخذ الكثير من الشعراء المدح بابًا للرزق والتكسّب، ومن أوائل المُدّاح: زهير بن أبي سُلمى، والنابغة الذبياني، والأعشى.
ومثال على المدح: قول العباس في مدح الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم: وَأَنتَ لَمّا وُلِدتَ أَشرَقَتِ ال :::أَرضُ وَضاءَت بِنورِكَ الأُفُقُ مِن قَبلِها طِبتَ في الظِلالِ وَفي :::مُستَودَعٍ حَيثُ يُخصَفُ الوَرَقُ الفخر ارتبط هذا الغرض الشعري منذ العصر الجاهلي، بالحروب والمعارك والعصبيات القبليّة، ومن هذا الفخر ما يأتي فرديًا، كأن يفخر الشاعر بنفسه وبطولات، وأخلاقه، وحسبه ونسبه وموهبته الشعريّة، ومنه ما يكون فخرًا جماعيًا، إذ يفخر الشاعر ببطولات فرد بعينه، أو قبيلة، أو مجموعة من الأشخاص، ولكن في العصر العباس اختفى موضوع الفخر الذاتي، وتحوّل إلى الفخر الديني، أو الفخر الجماعي.
ومثال على الفخر قول عنترة بن شداد: ولقد ذكرتك والرماح نواهلٌ :::مني وبيض الهند تقطّر من دمي فَوددت تقبيل السيوف لأنها :::لمعت كبارق ثغرك المتبسم
الرثاء هو نوع من المديح للشخص ولكن بعد موته، وهو بعكس المدح الذي هو ثناء على الشخص في حال حياته، فالرثاء هو الثناء على الشخص بعد موته، وتعديد مآثره، وخصاله الحميدة، والتعبير عن الفجيعة فيه شعرًا، ورثاؤه يكون صادرًا عن عاطفة صادقة، فيها جميع معاني التفجّع، والحسرة، واللوعة، والأسى، وأسف يفيض بحرارة الحزن، ومرارة الألم.
ومثال على الرثاء قصيدة أبي البقاء الرندي: لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ :::فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ :::مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ :::وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ الهجاء هو عكس المديح، ففيه ينزع الشاعر الصفات الحميدة والفضائل من الشخص المهجو، وقد جرت فطرة العرب على التفاخر، بالأحساب، والأنساب، والتنافس في ميادين الفضائل، التي تُعلي من شأنهم وترفع من ذكرهم بين القبائل. ولم يكن الشاعر يستخدم السباب والكلمات الفاحشة في هجائه، فيما عدا بعض قصائد العصر الجاهلي، وقد انصب الهم الأول في هجائهم على سلب الأخلاق والمناقب الحميدة من المهجو.
ومثال على الرثاء قصيدة أبي البقاء الرندي: لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ :::فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ :::مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ :::وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ الهجاء هو عكس المديح، ففيه ينزع الشاعر الصفات الحميدة والفضائل من الشخص المهجو، وقد جرت فطرة العرب على التفاخر، بالأحساب، والأنساب، والتنافس في ميادين الفضائل، التي تُعلي من شأنهم وترفع من ذكرهم بين القبائل.
ومثال على الهجاء، قول الشاعر الفرزدق في قبيلة جرير: فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيبٌ تَسُبُّني :::كَأَنَّ أَباها نَهشَلٌ أَو مُجاشِعُ أَتَفخَرُ أَن دَقَّت كُلَيبٌ بِنَهشَلٍ :::وَما مِن كُلَيبٍ نَهشَلٌ وَالرَبائِعُ الغزل كان الغزل والنسيب من أهم أركان القصيدة العربيّة، وكان لا ينفكّ عنها بأي حالٍ من الأحوال، وقد أدرج العرب في افتتاح قصائدهم: الغزل النسيب، والوقوف على الأطلال وآثار الدّيار، فتغنوا بمفاتن المرأة ومحاسنها، وشبّبوا بآلام الحب ونار البُعد، واكتووا بلوعة وألم الهجر والفراق، وتمنوا القرب والوصل من الحبيب.وقد استخدم الشعراء العرب في ذلك الأقوال الفاحشة والعفيفة، وعكس هذا الغزل مكانة المرأة في نفس الشاعر العربي، والمساحة الكبيرة التي استولت عليها في أشعارهم منذ القِدم.
ومثال على الغزل، قول قيس بن الملوّح: تُباكِرُ أَم تَروحُ غَداً رَواحا :::وَلَن يَسطيعَ مَرتَهَن بَراحا سَقيمٌ لا يُصابُ لَهُ دَواءُ :::أَصابَ الحُبُّ مَقلَتَهُ فَناحا الوصف وهو غرض أصيل من الأغراض الشعريّة، تعود جذوره إلى العصر الجاهلي، ولا تكاد تخلو أيّ قصيدة جاهليّة منه، فقد غَلَبَ على شعرهم، خاصة الشعراء الجاهليين، غرضًا ضمن قصائدهم، فوصفوا الطبيعة الحيّة من ظباء، وإبل، ووعول، وبقر، وحُمر وحشيّة، وقد امتزج الوصف في كل أغراض الشعر التي عرفها العرب، لذا لم يكن هذا الغرض قائمًا في حد ذاته منذ العصر الجاهلي.
ومثال على الوصف قول كشاجم أبو الفتح محمود بن الحسين: كأن النيل حين أتى بمصرٍ :::وفاضَ بها وكسرَت التَرَاع وأحدق بالقرى من كل وجهٍ :::سماواتٌ كواكبها ضياعٌ.