اشلاقيات
Selachii - Selachii
الأشلاقيات
الأشلاقيات Selachii (وتسمى أيضاً جانبيات الثقوب Pleurotremata لأن شقوقها الغلصمية توجد على جانبي الجسم) أسماك [ر] غضروفية بحرية فقط، لاحمة، بعضها شرس لدرجة قد يهاجم معها الإنسان. كان يطلق هذا الاسم على كل الأسماك الغضروفية، أما اليوم فيخصص اسم الأشلاقيات لأسماك القرش الحديثة فقط (رتيبة الأشلاقيات Selachoidei)، من رتبة قرشيات الشكل Selachiformes، صفيف صفيحيات الغلاصم Elasmobranchii، صف الأسماك الغضروفية Chondrychthyes.
صفاتها وبنيتها
للأشلاقيات أشكال مميزة، فللقرش Shark شكل انسيابي يعكس رشاقته في السباحة، فهو ينتقل في المحيطات بحثاً عن غذائه مضطراً إلى الحركة الدائمة ليتجنب الغرق، ذلك أنه لا يملك المثانة الهوائية التي تملكها الأسماك العظمية والتي تنظم بوساطتها عملية الغوص. ولبعض أنواع القرش، مثل القرش الملائكي angel shark، شكل مفلطح، فهو في مظهره وسط بين القرش والشِفنين ray.
أما الشفنين وأقرانه فقد انبسطت زعانفها الصدرية وتوسعت واتحدت مع الرأس وكوّنت معه قرصاً يمتد تحته الجسم إلى ذيل يشبه السوط يزيد طوله أحياناً على قطر الرأس. ويتناسب هذا الشكل المفلطح مع بيئة هذه الحيوانات القاعية التي تدفن نفسها في الرمل. ويصل القطر الأكبر في رأس الشفنين الشيطان manta ray إلى سبعة أمتار. وهذا الحيوان قادر على القفز خارج الماء ورمي نفسه ثانية محدثاً دوياً هائلاً. أما بعض الأنواع فلا يزيد طوله على 14 سم.
ويتكون هيكل الأشلاقيات من مادة غضروفية (ليس فيه نسيج عظمي) تتألف من خلايا دائرية متوزعة ضمن مادة مرنة تحتوي على مادة سكرية متعددة السُكَّريد، وألياف مولدة للغراء (كولاجينية). وهيكل الأشلاقيات لا يحوي أي أوعية دموية كما يحويها هيكل الأسماك العظمية.
وأسنان الأشلاقيات حادة وتتبدل بسرعة. وهناك ثلاثة أنواع رئيسة من الأسنان: أسنان مثلثة، كأسنان القرش الأبيض الكبير great white shark تتلاءم مع عملية القطع التي تقوم بها، وأسنان رفيعة كأسنان القرش الأسقمري scomber shark، وأسنان مسطحة للطحن كما هي الحال في بعض أنواع فصيلة كلاب البحر Triakidae.
وتغطي جسم الأشلاقيات حراشف منغرسة في الجلد تسمى الحراشف اللوحية placoid لها بنية أسنان الفقاريات [ر]، إذ إنها تتألف من لب يحيط به عاج تغطيه طبقة رقيقة من الميناء.
وتتميز الأشلاقيات من الأسماك العظمية بأن غلاصمها بدائية، ولكل منها فتحته الخاصة. فالقرش له من 5 إلى 7 فتحات غلصمية على كل جانب خلف الرأس (جانبيات الثقوب)، في حين يوجد صف مزدوج من هذه الفتحات على الوجه السفلي لجسم الشفنين (سفليات الثقوب).
ولبعض أسماك القرش مُتَنَفَّس spiracle خلف العين مباشرة، هو فوهة تنفسية مُخْتَزلة، لها أهمية خاصة في الشفنين الذي يلازم القاع، وهي توجد على ظهره مزودة بصمام لمنع الرجوع ينفتح وينغلق مع تنفس الحيوان.
وأمعاء الأشلاقيات قصيرة نسبياً. ولهذا فهي مزودة من الداخل بدسام حلزوني يزيد من المساحة الفعالة في عملية امتصاص الغذاء، إذ يحتوي على 45 لفة متداخلة يمر فيها الطعام.
وتنعدم المثانة الهوائية في هذه الحيوانات، ولا يحتاج الشفنين وأقرانه لمثل هذه المثانة لأنها حيوانات تلازم القاع. أما القرش الذي يتجول في أعماق مختلفة فلا بد له من وسيلة لتنظيم غوصه، لذلك يقوم بعض أنواعه بابتلاع الهواء، ومن ثم ينظم انطلاقه إلى الخارج بحسب العمق. ولبعض الأنواع الموجودة في أعماق متوسطة كبد كبيرة الحجم تحتوي على كمية كبيرة من الزيت (أخف من الماء)، فهو يعمد إلى تنظيم كمية الزيت في الكبد وفقاً للعمق الذي هو فيه.
وللقرش حاسة شم قوية. أما حاستا النظر والسمع فضعيفتان. كما توجد على رأسه ووجهه أعضاء حسية صغيرة تساعد الحيوان على استشعار الاهتزازات المائية والتغيرات في جريان الماء، ينتهي كل منها بفتحة دقيقة خارج الجسم، وتؤدي في الداخل إلى أنبوب شعري يمتد تحت الجلد حتى الذيل، وينفتح إلى الخارج بقنوات دقيقة تتفرع على مسافات محدودة على طول الجسم. وهي بذلك تماثل الخط الجانبي في الأسماك العظمية. ولهذه الأعضاء ـ في منطقة الرأس ـ جيوبٌ عميقة تدعى جيوب لورِنْزيني Lorenzini، وهي أقنية ممتلئة بمادة هلامية حساسة بالصدمات الكهربائية وتغيرات الحرارة والضغط.
الشكل (1) الشفنين الشيطان في شكل تخطيطي |
الشكل (2) الشفنين الشيطان وهو طائر فوق سطح البحر |
حياتها
الأشلاقيات حيوانات لاحمة، فهي تتغذى بالأسماك والرخويات[ر] والقشريات[ر] وقنافذ البحر والحبّار وبعض القاعيات. وبإمكان القرش أيضاً التقاط الطيور البحرية والسلاحف وبعض الحيوانات البرية، ويمكن أن يتغذى بالإنسان. ومن المعروف أن وجود الدم في الماء يدفع القرش إلى «هيجان التغذي feeding frenzy» لدرجة أن جَرْح أحد أفراد القرش يوقعه فريسة أقرانه. كما أن أكبر أنواع القرش (القرش الحوت whale shark والقرش المتشمِّس basking shark) وكذلك أكبر أنواع الشفنين (الشفنين الشيطان) تتغذى على أصغر الحيوانات المتمثلة بالعوالق الحيوانية (الشكلان 1 و2).
ويتكاثر القرش بعملية تزاوج يكون الإلقاح فيها داخلياً. فلقد تحول جزء من الزعنفة الحوضية في الذكور إلى مشابك claspers (أو myxopterygia) تحتوي على أخدود تنتقل فيه النطاف. كما يوجد للمشبك عقفة يتثبت بوساطتها على مِذْرق (مقذرة) cloaca الأنثى في أثناء الاقتران، وقد يلف الذكر جسمه على جسم الأنثى كما يفعل كلب البحر، أو يكتفي بالالتصاق المباشر كما تفعل القروش الكبيرة.
وتُغَطى البيضة بغلاف قرني في الأنواع البيوضة، مثل القرش القرني horn shark والقرش الحوت ومعظم أنواع القرش القطة cat shark. وهذا الغلاف القرني قد يكون له مِحْلاق طويل tendril.
أما معظم أنواع القرش الأخرى فتغلِّف بيوضها بقشرة رقيقة، وتنتقل بعدها إلى الرحم حيث تفقس ويكمل الجنين تطوره، ثم يولد (الأنواع البيوضة الولودة). أما في حال الأنواع الولودة، مثل بعض أنواع القرش الرمادي gray shark أو المطرقي hammerhead shark فإن الجنين يبقى داخل الرحم مدة طويلة، ولذلك يحتاج إلى تغذية توفرها إفرازات الرحم أو بعض الترتيبات المشيمية.
فوائدها ومضارها
الشكل (3) قرش أبو مطرقة |
الشكل (4) القرش الببر |
ويهاجم الإنسانَ 27-35 نوعاً (من أصل 250) من أسماك القرش. ويحتل القرش الأبيض الكبير المرتبة الأولى في الخطورة إلى درجة أنه يسمى آكل البشر. وهو ذو حجم هائل، يصل إلى 12م، وطباع شرسة. ويهاجم قرش الـ«ماكو mako» المراكب والقوارب