الكوثري (محمد زاهد) فقيه، جدلي، محدث، متكلم، مؤرخ، عارف باللغات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكوثري (محمد زاهد) فقيه، جدلي، محدث، متكلم، مؤرخ، عارف باللغات

    كوثري (محمد زاهد) Al-Kawthari (Muhammad Zahid-) - Al-Kawthari (Muhammad Zahid-)
    الكوثري (محمد زاهد ـ)

    (1296 ـ 1371هـ/1879 ـ 1952م)



    محمد زاهد بن الحسن بن علي الكوثري: جركسي الأصل، فقيه حنفي، جدلي، محدث، متكلم، مؤرخ، عارف باللغات العربية والتركية والفارسية والجركسية، مشارك في بعض العلوم له اشتغال بالأدب والسير.

    وُلد، ونشأ في قرية حسن أفندي من أعمال (دوزجة) بشرقي إصطنبول، وتلقى مبادئ العلوم على والده وعلى عدد من شيوخ دوزجة، وفي عام 1311هـ انتقل إلى اصطنبول، وتفقَّه في جامع (الفاتح)، فقرأ فيه على الشيخ إبراهيم حقي الأكيني، والشيخ علي زين العابدين الألصوني، والشيخ حسن القسطموني، والشيخ يوسف التِكْوَشي، وغيرهم، وتقدم لامتحان العالمية في اصطنبول، فنالها سنة 1325هـ.

    درَّس في جامع الفاتح، وتولى رئاسة مجلس التدريس فيه؛ ووكالة المشيخة الإسلامية في الإشراف على العلم والعلماء والمدارس، وعُيِّن أستاذاً في جامعة اصطنبول ومعهد التخصص في معرفة أسماء الكتب وموضوعاتها وتراجم مؤلفيها، وذلك حتى أوائل الحرب العالمية الأولى.

    عندما قويت شوكة الاتحادّيين في تركيا أظهر الكوثري معارضته لخططهم تجاه عدد من القضايا التي تمسّ الأمور الشرعية والتدريس، فاضطهدوه، ثم لما تولوا زمام الأمور في تركيا أرادوا اعتقاله، فرحل عن اصطنبول متجهاً إلى مصر.

    بقي الكوثري في القاهرة شهوراً، ثمّ رحل إلى دمشق عن طريق بيروت، فأقام بدمشق نحو السنة، لقي فيها الشيخ بدر الدين الحسني[ر] وطبقته من علماء دمشق، ثم رجع إلى مصر عن طريق فلسطين، فنزل بمدرسة محمد بك أبي الذهب بالقاهرة شمالي الأزهر، وفي سنة 1347هـ رحل ثانية إلى دمشق، ونزل بجامع فتحي بحي القيمرية، لازم فيها المكتبة الظاهرية، واستفاد بما فيها من ذخائر المخطوطات والكتب، وبعد سنة من إقامته فيها عاود الرحلة إلى مصر ثانية حيث استقر في القاهرة، وعمل موظفاً في دار المحفوظات، وأحضر أهله إليها.

    أخذ عنه العلم عدد كبير من الطلاب في اصطنبول ودمشق والقاهرة، من أشهرهم: أحمد خيري المصري، وعبد الفتاح أبو غدّة الحلبي، وحسام الدين القدسي، وعزت العطار الحسيني، ومحمد إبراهيم الختني المدني، ومحمد رشاد عبد المطّلب، وغيرهم.

    تكاثرت عليه الأمراض في سنوات حياته الأخيرة وضعف جسمه وبصره، ولكنه بقي سليم الحواس قوي الذاكرة، فلم يترك التأليف والكتابة والمذاكرة العلمية مع من يحضر إليه، وبقي على حاله تلك إلى أن تُوفِّي بالقاهرة عن خمس وسبعين سنة. ودفن بقرب قبر أبي العباس الطوسي المتكلم الشهير.

    للكوثري مؤلفات كثيرة تزيد على الخمسين عدّاً، من أشهرها «المدخل العام لعلوم القرآن» في مجلدين، وهو أهم مؤلفاته، لكنه فُقِد، و«الاستبصار في التَّحدُّث عن الجبر والاختيار»؛ ناقش فيه ما ذهب إليه الشيخ مصطفى صبري في كتابه «موقف البشر تحت سلطان القدر»، و«الإشفاق على أحكام الطلاق» ناقش فيه (نظام الطلاق) الذي وضعه الشيخ أحمد شاكر، و«تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب» ردَّ فيه على الخطيب البغدادي صاحب تاريخها، و«النكت الطريفة في التَّحدُّث عن ردود ابن أبي شيبة على أبي حنيفة»، و«مجموعة رسائل في تراجم أئمة الحنفية»؛ زفر، وأبي يوسف القاضي، ومحمد بن الحسن الشيباني، والحسن بن زياد، ومحمد بن شجاع الثلجي، والطحاوي، وبدر الدين العيني، و«مقالات الكوثري» نحو مئة مقالة جمعها تلميذه أحمد خيري، وله تعليقات كثيرة على بعض المطبوعات في أيامه؛ في الفقه والحديث والرجال.

    بديع السيد اللحام
يعمل...
X