كوكباني () Al al-Kawkabani - Al al-Kawkabani
الكوكباني (آل ـ)
أسرة يمانية اشتهرت بالعلم والفضل والأدب والكياسة والإمارة؛ من نسل المتوكل على الله يحيى شرف الدين الحسني الكوكباني (ت965هـ) أحد أئمة الزيدية، يعود نسبهم إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، ذاع صيتهم، وعلا شأنهم في كوكبان غربي صنعاء، حتى اعتلوا إمارة كوكبان، وتوارثوا العلم والإمارة والحظوة فيها.
أنجبت الأسرة كثيراً من الأعيان والشعراء، لا يكاد فرد في هذه الأسرة يخلو من صنعة الشعر والأدب، أو حلّة الرياسة. من أشهر فضلائهم وأعيانهم:
الحسين بن عبد القـادر بن النـاصر بن عبد الـرب بن علي بن شـمس الـدين بن الإمـام شـرف الدين الكوكباني (1061-1112هـ/1651-1700م):
نشأ بكوكبان، ونهل من أفاضل علمائها؛ كالسيد محمد بن إبراهيم الحسني، والقاضي محمد بن الحسن الحيمي الشامي. حقق العلوم، وألم بالطب، واشتغل بالشعر والأدب، فبرع فيه.
ولي إمارة (كوكبان) إثر وفاة أبيه عبد القادر (ت1097هـ)، فقام الحسين بأعباء الولاية فحسنت سيرته، وظل عليها حتى وفاة الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله إسماعيل من السنة نفسها، فدعا أخوه يوسف بن المتوكل لنفسه بالإمامة، لكن الحسين كان يرى نفسه أجدر بها؛ فتلقب بالمتوكل على الله - أيضاً- واعتمد بيعة أهل بلاده وأهل ظفار له بالإمامة؛ إلا أن الأمر آل إلى الناصر محمد بن المهدي أحمد.
لم يستكن الحسين لذلك، فأراد التحالف مع خاله الأمير علي بن أحمد بن الإمام القاسم صاحب صعدة، لكن بيعة الناصر محمد سبقته إليها؛ ففر لاجئاً إلى مكة، وبقي فيها إلى أن أُصِلح ما بينه وبين الناصر محمد؛ فعاد أميراً لدى خاله علي بن أحمد الذي قام سنة 1102هـ بالتوسع وحصار صنعاء خارجاً على الناصر محمد، وأمَّرَ الحسين على كوكبان، وحجة، والسودة وما يتبعها، فجهّز الناصر سنة 1103هـ ولده إسماعيل لقمع تمرد علي بن أحمد وابن أخته الحسين الكوكباني، فأغرى الناصر محمد الحسين باستبقائه في إمارة كوكبان على أن يرزح تحت لواء ابنه إسماعيل، فاغترّ الحسين بذلك، وحضر إلى إسماعيل الذي أودَعَهُ في سجن صنعاء سنة 1104هـ، فلبث فيه حتى سنة 1110هـ ، ثم أطلق، فخرج إلى حدة بني شهاب (من أعمال صنعاء) حيث توفي بها، ودفن في حصن شبام بكوكبان بوصية منه.
ومن نظمه البديع:
ما أعجبَ الحب يشتاقُ العميدُ إلى
ظبيِ الصريم وقد أرداه بالحدق!
يا ورديَ الخدِّ دَع إنكار قتل فتىً
ما قطُّ أبقت له عيناك من رمق
في خدك الشفق القاني بدا وعلى
قتل الحسين دليل حمرة الشفق
وقد جمع له أحد أخوته ديوان شعره.
أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد القادر (1122-1181هـ/1710-1767م):
الحافظ الملقب بصفي الدين، ولد ونشأ في كوكبان شبام في حجر أبيه، أخذ عن الحافظ محمد بن زيد بن محمد في كوكبان النحو والصرف والبيان، كما تعلم الفقه والحديث والتفسير من السيد صلاح بن يحيى الخطيب الشبامي، والفقيه عبد الله القاعي، والحافظ عبد القادر بن أحمد الكوكباني وغيرهم.
ولّي إمرة كوكبان في مقتبل العمر في حياة أبيه، وخلفه في أوقات غيبته، وكان زاهداً عالماً عاملاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ناصحاً لأبيه، أحسن إدارة كوكبان -وكانت تابعة للمنصور بالله الحسين بن قاسم- فغدت أجلّ مساكن اليمن، وكان على خير مع المنصور بالله الحسين بن قاسم إذ أرسل إليه ستمئة أسير بعد نصره في المعركة التي جرت بينه وبين قبائل بكيل من ذي حسين.
وبعد وفاة المنصور بالله 1161هـ، دعا أحمد بن محمد لنفسه بالإمامة، وتلقب بالمؤيد بالله لوثوقه بكتبٍ وصلت إليه من جماعة من أهل صنعاء، فوقعت بينه وبين المهدي بن المنصور بالله حروب ومعارك كثيرة، ولم يستقر الصلح بين الطرفين حتى سنة 1162هـ على شروط بينهما، وبقيت أمور بلاده له. حاول المهدي استمالة أخيه إبراهيم للانقلاب عليه سنة 1163هـ؛ لكنه فشل، وأُوْدِعَ في السجن.
وكان في إمرته حليماً محمود السيرة، صلباً في دينه، لا يأخذ من رعيته إلا الزكاة والفطرة، يرى من واقع تجربة الجباية في مدن اليمن أن المكوس لا تؤدي إلا إلى نقصان مردود الجباية العام.
له العديد من المسائل والمراجعات الفقهية مع السيد محمد بن إسماعيل، وينسب إليه كتاب «طب السمر في أوقات السهر».
جُمع نظمه في كراسة لطيفة مسماة «سلافة النشوة»، منها:
ثغرُ ذا الدهر لمـا أن تبسـم لي
عن موقفٍ حفل بالملـح والطُّرف
وأصبحت شجـر الأفراح يـانعةً
بكـل ملتقـطٍ منهـا ومقتطـف
ولاح بالفجر تحت الليل حين بدا
من مالكي وجهه في جعده الوحَِفِ
وتوفي في كوكبان، وصارت الإمارة لأخيه عبد القادر.
عبد الله بن عيسى بن محمد بن الحسين بن عبد القادر (1175-1224هـ/1762-1809م):
المؤرخ والأديب، نشأ في حجر والده في كوكبان، وتوفي فيها، أخذ العلم عن أبيه وعن العديد من العلماء، مثل عبد القادر بن أحمد، والسيد علي بن محمد بن علي الكوكباني، والحسين بن عبد الله الكبسي، وغيرهم كثير.
برع في علم الحديث، والأدب، وعلم الآلات، فغدا من أعيان علماء اليمن، وقد كان له العديد من الرسائل والمراجعات مع محمد بن علي الشوكاني (ت 1205هـ) في الفقه.
وقد ترك العديد من المؤلفات مثل كتاب «الحدائق، المطلعة من زهور أبناء العصر»؛ وهو مخطوط ترجم فيه لمعاصريه من أدباء اليمن وشعرائها، وله أيضاً «اللواحق بالحدائق»؛ وهو تتمة للكتاب الأول، خطه في مجلد ضخم محفوظ في المكتبة المتوكلية بصنعاء، وله في ترجمة جده كتاب يدعى «شمامة الخاطر»، وكتاب مختصر في ترجمة والده، و«خلع العذار في ريحان العذار»، و«رسالة في تحريم الزكاة على بني هاشم»، وله ديوان من نظمه.
وقد كان عبد الله عاقلاً رصين الكلام جيد الفهم، يقول عنه الشوكاني في كتابه «نشر العرف»: (لم يخلف مثله بعده ولا من يقاربه).
من نظمه:
أعرستُ فابتسم الزمانُ العابسُ
وتعزتِ الثكلـى وعـزَّ البائسُ
رشَّ الغمامُ فروضَت أرجاؤُنا
وشدا الحمامُ فمادَ غصنٌ مايسُ
وتبسَّمت زهرُ الربيعِ ورتَّقت
أحداقُهـا فمـدقِّقٌ ومقـايـسُ
الحسن بن عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد بن الحسين بن عبد القادر (1179-1265هـ/1765-1849م)
المؤرخ الحافظ الأديب، ولد بكوكبان، وتوفي فيها، أخذ القراءات عن عبد القادر بن أحمد، وأخذ عن علي بن محمد الكوكباني النحو، وعن الحسين ابن عبد الله الكبسي الصرف، وعلم البيان عن القاضي علي بن هادي، والتجويد عن يحيى بن صالح الشهاري، كما أخذ عن الفقيه يحيى ابن أحمد بن زيد الشامي وغيرهم.
كان ذكياً مهذباً مشتغلاً بالطاعات، كثير الذكر، صوّاماً قوّاماً، ذا إقبالٍ كبيرٍ على العلوم؛ فطالع الشعر، وبحث في شروح الأدب، وراجع في غريب لغة العرب وفتش عن المعاني وعن مشكلات المباني، طارح العديد من علماء عصره، مثل علي بن إبراهيم الأمير والسيد يوسف بن إبراهيم والسيد محسن بن عبد الكريم بن إسحاق.
من مؤلفاته «المواهب السنية والفواكه الجنية من أغصان الشجرة المهدوية والمتوكلية»؛ وهو مجلدان، ثانيهما مخطوط في جامع صنعاء قص فيه سير آل جده الإمام المهدي أحمد بن يحيى وجده الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين ومن آزرهم، واتصل بهم، وله مجموعة رسائل تسمى «الشهب السيارة»، وله نظم بديع، جمع شعره الحميني في ديوان سماه «الحسن المصان عن أنباء الزمان»، وجمع ما له من الإنشاء في كتاب سماه «الشهب السيارة من الكتب المختارة».
من نظمه :
أتحسـبُ أني في المحبـة بـاقيـاً
أذوبُ من الهجرِ الطويل وأجزعُ
وإنَّ بقلبـي مـن فراقـكَ لـوعـةً
يذل لها القلب العصيُّ ويخضـع
لعمرُكَ مـا في القلب مثقـالُ حبـةٍ
من الحب يثنيني إليك ويرجـعُ
ومـا أنت أهـلاً أن يُحـبَّ وإنمـا
يحب الذي للخَلقِ والخُلُقِ يجمع
ألـم ترَ ما قد قيـلَ في النفـس أولاً
وذلـك قـول لا يـردُّ ويدفـع
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكن
إليه بوجهٍ آخرَ الدهـر ترجـع
وهذا البيت الأخير من قصيدة لأوس بن حجر.
جواد معين ترجمان
الكوكباني (آل ـ)
أسرة يمانية اشتهرت بالعلم والفضل والأدب والكياسة والإمارة؛ من نسل المتوكل على الله يحيى شرف الدين الحسني الكوكباني (ت965هـ) أحد أئمة الزيدية، يعود نسبهم إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، ذاع صيتهم، وعلا شأنهم في كوكبان غربي صنعاء، حتى اعتلوا إمارة كوكبان، وتوارثوا العلم والإمارة والحظوة فيها.
أنجبت الأسرة كثيراً من الأعيان والشعراء، لا يكاد فرد في هذه الأسرة يخلو من صنعة الشعر والأدب، أو حلّة الرياسة. من أشهر فضلائهم وأعيانهم:
الحسين بن عبد القـادر بن النـاصر بن عبد الـرب بن علي بن شـمس الـدين بن الإمـام شـرف الدين الكوكباني (1061-1112هـ/1651-1700م):
نشأ بكوكبان، ونهل من أفاضل علمائها؛ كالسيد محمد بن إبراهيم الحسني، والقاضي محمد بن الحسن الحيمي الشامي. حقق العلوم، وألم بالطب، واشتغل بالشعر والأدب، فبرع فيه.
ولي إمارة (كوكبان) إثر وفاة أبيه عبد القادر (ت1097هـ)، فقام الحسين بأعباء الولاية فحسنت سيرته، وظل عليها حتى وفاة الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله إسماعيل من السنة نفسها، فدعا أخوه يوسف بن المتوكل لنفسه بالإمامة، لكن الحسين كان يرى نفسه أجدر بها؛ فتلقب بالمتوكل على الله - أيضاً- واعتمد بيعة أهل بلاده وأهل ظفار له بالإمامة؛ إلا أن الأمر آل إلى الناصر محمد بن المهدي أحمد.
لم يستكن الحسين لذلك، فأراد التحالف مع خاله الأمير علي بن أحمد بن الإمام القاسم صاحب صعدة، لكن بيعة الناصر محمد سبقته إليها؛ ففر لاجئاً إلى مكة، وبقي فيها إلى أن أُصِلح ما بينه وبين الناصر محمد؛ فعاد أميراً لدى خاله علي بن أحمد الذي قام سنة 1102هـ بالتوسع وحصار صنعاء خارجاً على الناصر محمد، وأمَّرَ الحسين على كوكبان، وحجة، والسودة وما يتبعها، فجهّز الناصر سنة 1103هـ ولده إسماعيل لقمع تمرد علي بن أحمد وابن أخته الحسين الكوكباني، فأغرى الناصر محمد الحسين باستبقائه في إمارة كوكبان على أن يرزح تحت لواء ابنه إسماعيل، فاغترّ الحسين بذلك، وحضر إلى إسماعيل الذي أودَعَهُ في سجن صنعاء سنة 1104هـ، فلبث فيه حتى سنة 1110هـ ، ثم أطلق، فخرج إلى حدة بني شهاب (من أعمال صنعاء) حيث توفي بها، ودفن في حصن شبام بكوكبان بوصية منه.
ومن نظمه البديع:
ما أعجبَ الحب يشتاقُ العميدُ إلى
ظبيِ الصريم وقد أرداه بالحدق!
يا ورديَ الخدِّ دَع إنكار قتل فتىً
ما قطُّ أبقت له عيناك من رمق
في خدك الشفق القاني بدا وعلى
قتل الحسين دليل حمرة الشفق
وقد جمع له أحد أخوته ديوان شعره.
أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد القادر (1122-1181هـ/1710-1767م):
الحافظ الملقب بصفي الدين، ولد ونشأ في كوكبان شبام في حجر أبيه، أخذ عن الحافظ محمد بن زيد بن محمد في كوكبان النحو والصرف والبيان، كما تعلم الفقه والحديث والتفسير من السيد صلاح بن يحيى الخطيب الشبامي، والفقيه عبد الله القاعي، والحافظ عبد القادر بن أحمد الكوكباني وغيرهم.
ولّي إمرة كوكبان في مقتبل العمر في حياة أبيه، وخلفه في أوقات غيبته، وكان زاهداً عالماً عاملاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ناصحاً لأبيه، أحسن إدارة كوكبان -وكانت تابعة للمنصور بالله الحسين بن قاسم- فغدت أجلّ مساكن اليمن، وكان على خير مع المنصور بالله الحسين بن قاسم إذ أرسل إليه ستمئة أسير بعد نصره في المعركة التي جرت بينه وبين قبائل بكيل من ذي حسين.
وبعد وفاة المنصور بالله 1161هـ، دعا أحمد بن محمد لنفسه بالإمامة، وتلقب بالمؤيد بالله لوثوقه بكتبٍ وصلت إليه من جماعة من أهل صنعاء، فوقعت بينه وبين المهدي بن المنصور بالله حروب ومعارك كثيرة، ولم يستقر الصلح بين الطرفين حتى سنة 1162هـ على شروط بينهما، وبقيت أمور بلاده له. حاول المهدي استمالة أخيه إبراهيم للانقلاب عليه سنة 1163هـ؛ لكنه فشل، وأُوْدِعَ في السجن.
وكان في إمرته حليماً محمود السيرة، صلباً في دينه، لا يأخذ من رعيته إلا الزكاة والفطرة، يرى من واقع تجربة الجباية في مدن اليمن أن المكوس لا تؤدي إلا إلى نقصان مردود الجباية العام.
له العديد من المسائل والمراجعات الفقهية مع السيد محمد بن إسماعيل، وينسب إليه كتاب «طب السمر في أوقات السهر».
جُمع نظمه في كراسة لطيفة مسماة «سلافة النشوة»، منها:
ثغرُ ذا الدهر لمـا أن تبسـم لي
عن موقفٍ حفل بالملـح والطُّرف
وأصبحت شجـر الأفراح يـانعةً
بكـل ملتقـطٍ منهـا ومقتطـف
ولاح بالفجر تحت الليل حين بدا
من مالكي وجهه في جعده الوحَِفِ
وتوفي في كوكبان، وصارت الإمارة لأخيه عبد القادر.
عبد الله بن عيسى بن محمد بن الحسين بن عبد القادر (1175-1224هـ/1762-1809م):
المؤرخ والأديب، نشأ في حجر والده في كوكبان، وتوفي فيها، أخذ العلم عن أبيه وعن العديد من العلماء، مثل عبد القادر بن أحمد، والسيد علي بن محمد بن علي الكوكباني، والحسين بن عبد الله الكبسي، وغيرهم كثير.
برع في علم الحديث، والأدب، وعلم الآلات، فغدا من أعيان علماء اليمن، وقد كان له العديد من الرسائل والمراجعات مع محمد بن علي الشوكاني (ت 1205هـ) في الفقه.
وقد ترك العديد من المؤلفات مثل كتاب «الحدائق، المطلعة من زهور أبناء العصر»؛ وهو مخطوط ترجم فيه لمعاصريه من أدباء اليمن وشعرائها، وله أيضاً «اللواحق بالحدائق»؛ وهو تتمة للكتاب الأول، خطه في مجلد ضخم محفوظ في المكتبة المتوكلية بصنعاء، وله في ترجمة جده كتاب يدعى «شمامة الخاطر»، وكتاب مختصر في ترجمة والده، و«خلع العذار في ريحان العذار»، و«رسالة في تحريم الزكاة على بني هاشم»، وله ديوان من نظمه.
وقد كان عبد الله عاقلاً رصين الكلام جيد الفهم، يقول عنه الشوكاني في كتابه «نشر العرف»: (لم يخلف مثله بعده ولا من يقاربه).
من نظمه:
أعرستُ فابتسم الزمانُ العابسُ
وتعزتِ الثكلـى وعـزَّ البائسُ
رشَّ الغمامُ فروضَت أرجاؤُنا
وشدا الحمامُ فمادَ غصنٌ مايسُ
وتبسَّمت زهرُ الربيعِ ورتَّقت
أحداقُهـا فمـدقِّقٌ ومقـايـسُ
الحسن بن عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد بن الحسين بن عبد القادر (1179-1265هـ/1765-1849م)
المؤرخ الحافظ الأديب، ولد بكوكبان، وتوفي فيها، أخذ القراءات عن عبد القادر بن أحمد، وأخذ عن علي بن محمد الكوكباني النحو، وعن الحسين ابن عبد الله الكبسي الصرف، وعلم البيان عن القاضي علي بن هادي، والتجويد عن يحيى بن صالح الشهاري، كما أخذ عن الفقيه يحيى ابن أحمد بن زيد الشامي وغيرهم.
كان ذكياً مهذباً مشتغلاً بالطاعات، كثير الذكر، صوّاماً قوّاماً، ذا إقبالٍ كبيرٍ على العلوم؛ فطالع الشعر، وبحث في شروح الأدب، وراجع في غريب لغة العرب وفتش عن المعاني وعن مشكلات المباني، طارح العديد من علماء عصره، مثل علي بن إبراهيم الأمير والسيد يوسف بن إبراهيم والسيد محسن بن عبد الكريم بن إسحاق.
من مؤلفاته «المواهب السنية والفواكه الجنية من أغصان الشجرة المهدوية والمتوكلية»؛ وهو مجلدان، ثانيهما مخطوط في جامع صنعاء قص فيه سير آل جده الإمام المهدي أحمد بن يحيى وجده الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين ومن آزرهم، واتصل بهم، وله مجموعة رسائل تسمى «الشهب السيارة»، وله نظم بديع، جمع شعره الحميني في ديوان سماه «الحسن المصان عن أنباء الزمان»، وجمع ما له من الإنشاء في كتاب سماه «الشهب السيارة من الكتب المختارة».
من نظمه :
أتحسـبُ أني في المحبـة بـاقيـاً
أذوبُ من الهجرِ الطويل وأجزعُ
وإنَّ بقلبـي مـن فراقـكَ لـوعـةً
يذل لها القلب العصيُّ ويخضـع
لعمرُكَ مـا في القلب مثقـالُ حبـةٍ
من الحب يثنيني إليك ويرجـعُ
ومـا أنت أهـلاً أن يُحـبَّ وإنمـا
يحب الذي للخَلقِ والخُلُقِ يجمع
ألـم ترَ ما قد قيـلَ في النفـس أولاً
وذلـك قـول لا يـردُّ ويدفـع
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكن
إليه بوجهٍ آخرَ الدهـر ترجـع
وهذا البيت الأخير من قصيدة لأوس بن حجر.
جواد معين ترجمان