هل للبعد البؤري للعدسة تأثير في عمق الميدان ؟
رغم ما يعتقده الكثيرون من أن للبعد البؤري للعدسة أثراً مباشراً في عمق الميدان ، إلا أنه في الواقع لا يعدو أن يكون عاملا غير مباشر تحركه العوامل الأخرى المسئولة أولا وأخيراً عن زيادة العمق أو نقصه . ونبحث ذلك فيا يلى حتى يبدو لنا تماماً الدور الثانوي الذي يقوم به .
ولعل هناك عذراً لمن يظنون أن للبعد البؤري للعدسة تأثيراً أصيلا مباشراً في عمق الميدان ، إذ لو استخدمنا في آلة تصوير واحدة عدستين على التوالى الأولى ذات بعد بؤرى قصير ، والثانية ذات بعد بؤرى طويل ، وكان البعد بين العدسة والجسم الذي ضبطت عليه المسافة ٢٠٠ سم في الحالتين وكان الرقم البؤري ثابتاً ( مثلا ٤ f) فى الحالتين أيضاً ، لوجدنا مثلا عند استخدام العدسة ذات البعد البؤرى الطويل أن عمق الميدان في هذه الحالة يبدأ من بعد ١٨٠ سم من العدسة وينتهى على بعد ۲۲۰ سم منها
( أى أن عمق الميدان يشغل ٤٠ سم) .
أما عند استخدام العدسة ذات البعد البؤري القصير فيبدأ العمق من نقطة تبعد بمقدار ١٥٠ سم من العدسة و تنتهى على بعد ٢٥٠ سم منها مثلا . ( أي أن عمق الميدان سوف يشغل حينئذ ١٠٠ سم ) .
ولو أنه قد يبدو من هذه المشاهدة لأول وهلة أن عمق الميدان يتوقف أساساً على البعد البؤري للعدسة فيقل إذا كانت العدسة طويلة البعد البؤرى، ويزيد لو كان بعدها البؤرى قصيراً ، إلا أنه قد ثبت حسابياً أن ليس للبعد البؤري للعدسة أي تأثير مباشر فى عمق الميدان. أما القول الصحيح بهذا الصدد فهو أن كلا من الرقم البؤري للعدسة وبعدها البؤرى هما العاملان اللذان يتحكمان معاً في عمق الميدان. وحيث أن قطر فتحة الديا فراجم ( أى قطر فتحة البعد البؤرى العدسة الفعلية التي ينفذ الضوء خلالها هو حاصل قسمة ) فانه يمكن الرقم البؤرى القول أن قطر فتحة الديا فراجم هو العامل المباشر الذي يؤثر في عمق الميدان . ولو زاد البعد البؤري طولا مع ثبات الرقم البؤرى فلا بد أن يتسع قطر فتحة الديا فراجم فيقل عمق الميدان، فيظن أن طول البعد البؤري هو العامل الذي نتج عنه نقص عمق الميدان، وهذا اعتقاد خاطى.. والصحيح هو أن اتساع قطر فتحة الديا فراجم هو المؤثر المباشر الذى أدى إلى نقص العمق ، بدليل أنه لو استخدمنا في آلة التصوير واحدة عدستين على التوالى وكان البعد البؤرى للأولى ١٢ سم، وكانت الثانية ذات بعد بؤرى قدره ٨ سم فقط ، وثبتنا الرقم - البؤرى في الحالتين مثل ٤ أ ، فمن المؤكد أننا نجد زيادة في عمق الميدان في الصورة التي استعملت فيها العدسة ذات البعد البؤرى الأقصر. وهنا يتبادر إلى الذهن أن هذه النتيجة لم تترتب إلا عن قصر البعد البؤرى ، ولكن لو قمنا بحساب قطر فتحة الديا فراجم في الحالتين لوجدنا الآتى :
قطر فتحة الديا فراجم في العدسة الأولى = ١٢ سم / ٤ f = ٣ سم .
قطر فتحة الديا فراجم في العدسة الثانية = ٨ سم / ٤ f = ٢ سم .
٠ يمكن القول أخيراً أن ضيق قطر فتحة الديا فراجم في العدسة الثانية هو السبب الأول الذى أزاد من عمق الميدان ، ولم يكن لبعدها البؤرى أى تأثير أصلا .
وتأييداً لتلك النتيجه نضرب مثلا بحالة تصوير موضوع معين بعدستين كما يلى :
( أ ) الأولى ذات بعد بؤرى قدره ١٦ سم ورقمها البؤرى ٨ f أى أن قطر فتيحة الديا فراجم فيها = ٢ سم .
(ب) والثانية ذات بعد بؤرى قدره ٤ سم ورقمها البؤرى ٢ f أى أن قطر فتحة الديا فراجم فيها = ٢ سم | أيضاً .
فعندئذ لا بد أن يتساوى عمق الميدان في الحالتين، إذ أن قطر فتحة الديا فراجم واحد في الحالتين رغم الاختلاف الكبير في البعد البؤري للعدستين .
أثر البعد البؤري في نسبة تكبير صورة الجسم على السلبية وتأثير ذلك فى عمتى الميدان .
علمنا فيما سبق أن البعد بين الجسم والعدسة يؤثر في درجة تكبير الصورة Magnification أي هو يؤثر على المساحة النسبية التي تشغلها صورة الجسم على الفيلم أو على الزجاج المصنفر ( فتزيد المساحة النسبية التي تشغلها الصورة على السلبية ( أى تزيد نسبة التكبير ) كلما اقترب الجسم نحو العدسة ، وهذا في حد ذاته أمر يترتب عليه أن يزيد قطر دائرة الاختلاط . فيقل عمق الميدان كلما قل بعد الجسم عن العدسة ، وبالعكس يزيد العمق كلما بعد الجسم الذى ضبطت عليه المسافة عن العدسة .
وهنا نرى أن البعد البؤري للعدسة . يقوم بدور ظاهرى . إذ من شأن البعد البؤري أن يؤثر أيضا فى نسبة التكبير أي يؤثر في المساحة النسبية التي تشغلها صورة الجسم على الفيلم فتزيد نسبة تكبير الصورة كلما طال البعد البؤرى ، وتبعا لزيادة نسبة التكبير يزيد قطر دوائر الاختلاط فيقل عمق الميدان ، فيتبادر إلى الذهن أن نقص عمق الميدان مانأتى إلا عن استخدام عدسة ذات بعد بؤرى طويل . ومن الجانب الآخر لو أن التصوير قد تم بعدسة ذات بعد بؤرى أقصر لترتب على ذلك أن تقل المساحة النسبية التي تشغلها صورة الجسم على السلبية ( أى تقل درجة التكبير فينقص قطر دوائر الاختلاط فيزيد عمق الميدان، وعندئذ نعز و هذه الزيادة فى عمق الميدان إلى أننا قد استخدمنا عدسة ذات بعد بؤرى قصير او هذا خطأ . وتأييداً لهذا القول نضرب مثلا بحالة ما إذا قمنا بتصوير مبنى ارتفاعه . أمتار ( بواسطة آلة تصوير خلفها زجاج مصنفر) صورتين متتاليتين، الأولى بواسطة عدسة قصيرة البعد البؤري، والثانية بواسطة عدسة طويلة البعد البؤرى ... فإذا كان مكان آلة التصوير ثابتا في الحالتين فعندئذ ستشاهد على الزجاج المصنفر صورتين مختلفتين في الحالتين :
( أ ) فاذا فرضنا أن صورة المبنى ستشغل على الزجاج المصنفر ه سم في حالة استخدام العدسة القصيرة البعد البؤرى، أى أن مقياس النقل = ٥ / ٥٠٠ = ١ : ٥٠
(ب) و أن صورته ستشغل على الزجاج المصنفر ١٠ سم في حالة استخدام العدسة الطويلة البعد البؤرى ، أى أن مقياس النقل عندئذ = ١٠ / ٥٠٠ = ١ : ٥٠
فبالمقارنة بين عمق الميدان فى الحالة الأولى والعمق في الثانية ، تتبين زيادة في العمق في حالة استخدام العدسة ذات البعد البؤرى الأقصر، مما . ا يدعو الكثيرين إلى الاعتقاد بأن هذا العمق مانتج إلا عن استخدام تلك العدسة ذات البعد البؤرى الأقصر ... وهذا خطأ، والصحيح أن هذا الإختلاف في عمق الميدان لم ينتج إلا عن اختلاف فى مقياس النقل ، بدليل أنه لو حركنا آلة التصوير إلى خلف ( ولا تزال عليها العدسة ذات البعد البؤرى الطويل ) حتى يصل طول صورة المبنى على الزجاج المصنفر إلى ٥ سم أيضا (أى حتى يصبح ه مقياس النقل . = ١ : ١٠٠ أيضاً ) لوجدنا أن عمق الميدان سوف يتساوى في الحالتين تماماً طالما أن قطر فتحة الديا فراجم ثابت في الحالتين . و من ثم نستخلص مما تقدم أن عمق الميدان يزيد كلما قلت نسبة التكبير . ونظراً لأن نسبة التكبير ( أو مقياس النقل ) يتوقف على عاملين هما : البعد البؤري للعدسة والبعد بين الجسم والعدسة ، فإنه يمكن القول بأن عمق الميدان يرتبط ارتباطاً مباشراً بنسبة التكبير وارتباطاً غير مباشر بكلا العاملين السابقين.
رغم ما يعتقده الكثيرون من أن للبعد البؤري للعدسة أثراً مباشراً في عمق الميدان ، إلا أنه في الواقع لا يعدو أن يكون عاملا غير مباشر تحركه العوامل الأخرى المسئولة أولا وأخيراً عن زيادة العمق أو نقصه . ونبحث ذلك فيا يلى حتى يبدو لنا تماماً الدور الثانوي الذي يقوم به .
ولعل هناك عذراً لمن يظنون أن للبعد البؤري للعدسة تأثيراً أصيلا مباشراً في عمق الميدان ، إذ لو استخدمنا في آلة تصوير واحدة عدستين على التوالى الأولى ذات بعد بؤرى قصير ، والثانية ذات بعد بؤرى طويل ، وكان البعد بين العدسة والجسم الذي ضبطت عليه المسافة ٢٠٠ سم في الحالتين وكان الرقم البؤري ثابتاً ( مثلا ٤ f) فى الحالتين أيضاً ، لوجدنا مثلا عند استخدام العدسة ذات البعد البؤرى الطويل أن عمق الميدان في هذه الحالة يبدأ من بعد ١٨٠ سم من العدسة وينتهى على بعد ۲۲۰ سم منها
( أى أن عمق الميدان يشغل ٤٠ سم) .
أما عند استخدام العدسة ذات البعد البؤري القصير فيبدأ العمق من نقطة تبعد بمقدار ١٥٠ سم من العدسة و تنتهى على بعد ٢٥٠ سم منها مثلا . ( أي أن عمق الميدان سوف يشغل حينئذ ١٠٠ سم ) .
ولو أنه قد يبدو من هذه المشاهدة لأول وهلة أن عمق الميدان يتوقف أساساً على البعد البؤري للعدسة فيقل إذا كانت العدسة طويلة البعد البؤرى، ويزيد لو كان بعدها البؤرى قصيراً ، إلا أنه قد ثبت حسابياً أن ليس للبعد البؤري للعدسة أي تأثير مباشر فى عمق الميدان. أما القول الصحيح بهذا الصدد فهو أن كلا من الرقم البؤري للعدسة وبعدها البؤرى هما العاملان اللذان يتحكمان معاً في عمق الميدان. وحيث أن قطر فتحة الديا فراجم ( أى قطر فتحة البعد البؤرى العدسة الفعلية التي ينفذ الضوء خلالها هو حاصل قسمة ) فانه يمكن الرقم البؤرى القول أن قطر فتحة الديا فراجم هو العامل المباشر الذي يؤثر في عمق الميدان . ولو زاد البعد البؤري طولا مع ثبات الرقم البؤرى فلا بد أن يتسع قطر فتحة الديا فراجم فيقل عمق الميدان، فيظن أن طول البعد البؤري هو العامل الذي نتج عنه نقص عمق الميدان، وهذا اعتقاد خاطى.. والصحيح هو أن اتساع قطر فتحة الديا فراجم هو المؤثر المباشر الذى أدى إلى نقص العمق ، بدليل أنه لو استخدمنا في آلة التصوير واحدة عدستين على التوالى وكان البعد البؤرى للأولى ١٢ سم، وكانت الثانية ذات بعد بؤرى قدره ٨ سم فقط ، وثبتنا الرقم - البؤرى في الحالتين مثل ٤ أ ، فمن المؤكد أننا نجد زيادة في عمق الميدان في الصورة التي استعملت فيها العدسة ذات البعد البؤرى الأقصر. وهنا يتبادر إلى الذهن أن هذه النتيجة لم تترتب إلا عن قصر البعد البؤرى ، ولكن لو قمنا بحساب قطر فتحة الديا فراجم في الحالتين لوجدنا الآتى :
قطر فتحة الديا فراجم في العدسة الأولى = ١٢ سم / ٤ f = ٣ سم .
قطر فتحة الديا فراجم في العدسة الثانية = ٨ سم / ٤ f = ٢ سم .
٠ يمكن القول أخيراً أن ضيق قطر فتحة الديا فراجم في العدسة الثانية هو السبب الأول الذى أزاد من عمق الميدان ، ولم يكن لبعدها البؤرى أى تأثير أصلا .
وتأييداً لتلك النتيجه نضرب مثلا بحالة تصوير موضوع معين بعدستين كما يلى :
( أ ) الأولى ذات بعد بؤرى قدره ١٦ سم ورقمها البؤرى ٨ f أى أن قطر فتيحة الديا فراجم فيها = ٢ سم .
(ب) والثانية ذات بعد بؤرى قدره ٤ سم ورقمها البؤرى ٢ f أى أن قطر فتحة الديا فراجم فيها = ٢ سم | أيضاً .
فعندئذ لا بد أن يتساوى عمق الميدان في الحالتين، إذ أن قطر فتحة الديا فراجم واحد في الحالتين رغم الاختلاف الكبير في البعد البؤري للعدستين .
أثر البعد البؤري في نسبة تكبير صورة الجسم على السلبية وتأثير ذلك فى عمتى الميدان .
علمنا فيما سبق أن البعد بين الجسم والعدسة يؤثر في درجة تكبير الصورة Magnification أي هو يؤثر على المساحة النسبية التي تشغلها صورة الجسم على الفيلم أو على الزجاج المصنفر ( فتزيد المساحة النسبية التي تشغلها الصورة على السلبية ( أى تزيد نسبة التكبير ) كلما اقترب الجسم نحو العدسة ، وهذا في حد ذاته أمر يترتب عليه أن يزيد قطر دائرة الاختلاط . فيقل عمق الميدان كلما قل بعد الجسم عن العدسة ، وبالعكس يزيد العمق كلما بعد الجسم الذى ضبطت عليه المسافة عن العدسة .
وهنا نرى أن البعد البؤري للعدسة . يقوم بدور ظاهرى . إذ من شأن البعد البؤري أن يؤثر أيضا فى نسبة التكبير أي يؤثر في المساحة النسبية التي تشغلها صورة الجسم على الفيلم فتزيد نسبة تكبير الصورة كلما طال البعد البؤرى ، وتبعا لزيادة نسبة التكبير يزيد قطر دوائر الاختلاط فيقل عمق الميدان ، فيتبادر إلى الذهن أن نقص عمق الميدان مانأتى إلا عن استخدام عدسة ذات بعد بؤرى طويل . ومن الجانب الآخر لو أن التصوير قد تم بعدسة ذات بعد بؤرى أقصر لترتب على ذلك أن تقل المساحة النسبية التي تشغلها صورة الجسم على السلبية ( أى تقل درجة التكبير فينقص قطر دوائر الاختلاط فيزيد عمق الميدان، وعندئذ نعز و هذه الزيادة فى عمق الميدان إلى أننا قد استخدمنا عدسة ذات بعد بؤرى قصير او هذا خطأ . وتأييداً لهذا القول نضرب مثلا بحالة ما إذا قمنا بتصوير مبنى ارتفاعه . أمتار ( بواسطة آلة تصوير خلفها زجاج مصنفر) صورتين متتاليتين، الأولى بواسطة عدسة قصيرة البعد البؤري، والثانية بواسطة عدسة طويلة البعد البؤرى ... فإذا كان مكان آلة التصوير ثابتا في الحالتين فعندئذ ستشاهد على الزجاج المصنفر صورتين مختلفتين في الحالتين :
( أ ) فاذا فرضنا أن صورة المبنى ستشغل على الزجاج المصنفر ه سم في حالة استخدام العدسة القصيرة البعد البؤرى، أى أن مقياس النقل = ٥ / ٥٠٠ = ١ : ٥٠
(ب) و أن صورته ستشغل على الزجاج المصنفر ١٠ سم في حالة استخدام العدسة الطويلة البعد البؤرى ، أى أن مقياس النقل عندئذ = ١٠ / ٥٠٠ = ١ : ٥٠
فبالمقارنة بين عمق الميدان فى الحالة الأولى والعمق في الثانية ، تتبين زيادة في العمق في حالة استخدام العدسة ذات البعد البؤرى الأقصر، مما . ا يدعو الكثيرين إلى الاعتقاد بأن هذا العمق مانتج إلا عن استخدام تلك العدسة ذات البعد البؤرى الأقصر ... وهذا خطأ، والصحيح أن هذا الإختلاف في عمق الميدان لم ينتج إلا عن اختلاف فى مقياس النقل ، بدليل أنه لو حركنا آلة التصوير إلى خلف ( ولا تزال عليها العدسة ذات البعد البؤرى الطويل ) حتى يصل طول صورة المبنى على الزجاج المصنفر إلى ٥ سم أيضا (أى حتى يصبح ه مقياس النقل . = ١ : ١٠٠ أيضاً ) لوجدنا أن عمق الميدان سوف يتساوى في الحالتين تماماً طالما أن قطر فتحة الديا فراجم ثابت في الحالتين . و من ثم نستخلص مما تقدم أن عمق الميدان يزيد كلما قلت نسبة التكبير . ونظراً لأن نسبة التكبير ( أو مقياس النقل ) يتوقف على عاملين هما : البعد البؤري للعدسة والبعد بين الجسم والعدسة ، فإنه يمكن القول بأن عمق الميدان يرتبط ارتباطاً مباشراً بنسبة التكبير وارتباطاً غير مباشر بكلا العاملين السابقين.
تعليق