وأنا أتأمل رواق الأعمدة في صورة المنزل الدمشقي العريق. شدني ذلك الاحساس بأني لست أمام صورة للمكان. وإنما في المكان نفسه، لقوة الإحساس بالعمق -البعد الثالث، و بفضاء اللوحة عامة. ولو انها وضعت في إطار نافذة داخلية لمبنى لظن من سيراها انه أمامه فسحة خارجية فسيحة. لا أمام صورة على درجة عالية من الاتقان.
هي واحدة من بضع صور شارك بها الفنان الضوئي القدير أنطون مزاوي في معرض المحامين الفنانين الذي استضافته صالة الشعب قبل أيام قليلة. وكانت في واقع الحال على قدر كبير من السحر والجاذبية والاتقان، شأنها في ذلك شأن جميع لوحاته المصورة باختلاف مواضيعها وحالاتها، التي شاهدناها في معارضه الفردية و مشاركاته في المعارض الجماعية. حيث لم يكن بينها يوما صورة ضعيفة. أو تفتقر لمبرر العرض القوي.
انطوان مزاوي أعطى للصورة الحق بأن توصف لوحة.