(خلاف بين ام كلثوم ورياض السنباطي بسبب اغنيه الاطلال وتمسك السنباطي برأيه وماذا فعلت الست بعدها)
. وقعت أم كلثوم على قصيدة الأطلال، قصيدة الحب الطويلة التي تتألف من 134 بيتاً،
اختارت السيدة أم كلثوم برفقة الموسيقار السنباطي 32 بيتاً منها ليقوم بتلحين أغنية وصفت بأنها أجمل أغنية في تاريخ الغناء العربي.
بعد جلسات طويلة بين الست ورياض السنباطي، للتحضير لأغنية الأطلال، حيث كانا على أتم انسجام وتفاهم، حول اللحن واختيار أبيات القصيدة، وتم تحديد موعد لانطلاقة الأغنية،
وبسبب خشية أم كلثوم عدم قدرتها على أداء اللحن بطبقته العالية التي كان قد وضعها السنباطي، طلبت من الأخير أن يغير في طبقة اللحن، أو يعيد تغيير لحن المقطع الأخير، قائلة: (الطبقة عالية يا رياض، عايزاك تعدلها) مما أثار استياء وغضب السنباطي الشهير بكبريائه لا سيما بعد تاريخ طويل من الألحان العظيمة التي قدمها، فرفض التعديل والتدخل في تفاصيل عمله، وتشبثت هي برأيها فغضب الموسيقار وحمل عوده وذهب لبيته البعيد، لينعزل وهو سيد العزلة، إثر ذلك الخلاف شهوراً وشهورا.
فتأخرت الأغنية ثلاثة سنوات، حيث أصرعلى موقفه، رافضاً كل محاولات الصلح، معللاً ذلك بخبرته ومعرفته العميقة بصوت أم كلثوم، ووضع سيدة الغناء العربي أمام خيارين، إما أن تقبل الأغنية كما هي، أو أنه سيعتذر عن تلحين القصيدة،
فما كان بعد كل تلك السنوات من السيدة أم كلثوم، سوى القبول والموافقة على غناء القصيدة،
وتم تقديم الحفل أول مرة في سينما قصر النيل عام 1966، ليلقى ترحيباً غير مسبوق وإشادة كبيرة من النقاد والفنانين، بذلك العمل العبقري، الذي هز العالم العربي من المحيط إلى الخليج، حتى أن بعد انتهاء حفلتها الأولى، في الثالثة صباحاً، طلبت من سائقها الذهاب لبيت السنباطي مخالفة كل قواعدها الصارمة، في الوقت الذي كان في السنباطي قد انتهى من سماع أغنيتها على الراديو، فتفاجئ بحضورها في ذلك الوقت المتأخر. جاءت لتشكره، بحضورها الشخصي كنوع من الاعتذار لتقول له: شكراً لقد كنت على حق.