غانا (جمهوريه)
Republic of Ghana - République de Ghana
غانا (جمهورية ـ)
تقع جمهورية غانا Ghana في الغرب الأوسط من إفريقيا، مطلة على خليج غينيا بشواطئ طويلة (554 كم)، وتحدها جمهورية ساحل العاج غرباً وجمهورية توغو شرقاً وفي شمالها جمهورية بوركينا فاسو، وتقع بين خطي عرض (5 ْ ـ 11 ْ) شمالاً ضمن النطاق شبه الاستوائي ـ المداري الرطب.
مساحتها 238.5 ألف كم2، وسكانها قرابة 24 مل. ن، حسب معطيات عام 2004، وعاصمتها أكرا Accra.
التضاريس
للقاعدة الإفريقية المتبلورة أثر بارز في صياغة التضاريس تركيباً وارتفاعاً، إذ تسود في المظهر التضريسي البساطة وقلة الارتفاع، فالشواطئ البحرية قوسية قليلة التعرج، رملية حصوية تلفها بحيرات اللاغون المالحة فاصلة إياها عن ماء البحر، والجزء الأعظم من البلاد سهلي تلالي المظهر، متواضع علواً 150ـ300م، تطل في جنوب غربي البلاد هضبة أشانتي (200ـ 500م) على الساحل المنخفض (25ـ50م)، وفي أجزاء من هذه المنطقة المحاذية لجمهورية توغو ترتفع الصخور القاعدية إلى (500 ـ600م) وسطياً ممثلة بمرتفعات أكوابيم ـ توغو وأعلاها 900م.
الشمال سهلي منبسط منخفض (250ـ300م) ممثلاً في سهلي وا Wa ومامبروسي Mambrocy.
المناخ
مناخ غانا شبه استوائي جنوباً وسافاني موسمي السمات في الوسط والشمال، ووسطي الحرارة السنوي 24 ْـ 25 ْ في الجنوب و26 ْـ 27 ْ في الوسط و27 ْـ 28 ْ في الشمال، وأكثر الأشهر حرارة آذار (الشمس عامودية) 27 ْـ 28 ْ في الجنوب و30 ْـ32 ْم، في الوسط والشمال، وأبردها شهر آب 23 ْ في الجنوب و26 ْ فيما تبقى من البلاد.
الهطل جيد في كل أرجاء البلاد، مع تباين في قيم توزعه لتباين ارتفاع التضاريس والموقع من المحيط الأطلسي وطريق المنخفض الهطلي الاستوائي، وعليه يبلغ الهطل السنوي (1500ـ 2000) ملم في غربي البلاد، وفي هضبة أشانتي، ويتدنى إلى650ـ 750مم في الشرق، ثم يرتفع إلى1000ـ1200ملم في الوسط والشمال. موسمية الهطل واضحة جيداً في الوسط والشمال، إذ تمتد فترة الهطل الأساسية فيما بين آذار وتشرين الأول، بينما يسيطر الجفاف من تشرين الثاني إلى شباط، أما في الجنوب فتصادف فترتي هطل (آذار ـ تموز ـ ثم أيلول ـ تشرين الأول) وبينهما فترتا جفاف (3 ـ 4 أشهر) وتتعرض مناطق شمالي غانا ووسطها لرياح الهرمتان الجافة الحارة القادمة من الصحراء الكبرى.
المياه
شبكة المياه كثيفة نسبياً بسبب الهطل الجيد، وأهم أنهارها نهر الفولتا وطوله 1600كم، الذي يغطي بروافده الكثيرة 75% من أرض البلاد، ونظام جريانه موسمي في الشمال والوسط، إذ يتوافق زمن صبيبه الأكبر وفترة الهطل الكبرى، وفترة شحه تتزامن وموسم الجفاف، أما في الجنوب شبه الاستوائي فالصبيب السنوي أغزر.
ويعد الفولتا نهراً غزير المياه، يتكون من فرعين أساسيين: فولتا الأبيض، ويرد من شمال شرقي البلاد وفولتا الأسود المنطلق من المرتفعات الغربية القريبة من مدينة بوبو ـ ديولاسو، ويندمج الفرعان في بحيرة سد فولتا، ويعبران أراضي صخرية قاسية، ولكن ضمن مجار لحقية واسعة، وإلى الجنوب من هذا السد يتسع مجرى نهر فولتا إلى أن ينتهي في خليج غينيا مكوناً دلتا صغيرة.
لقد بُني سد عظيم عند مدينة أكوسومبو Akosombo، وهو من أكبر السدود في العالم؛ إذ يزيد طول بحيرته على400كم وبمساحة 8480كم2، وتقدر مياهها بنحو 148كم3، وهو مصدر مهم للصيد والطاقة الكهربائية، وعقدة مواصلات مائية رئيسة ومصدر لإرواء ملايين الهكتارات من الأراضي.
تقسم البلاد نباتياً إلى الأقاليم الآتية:
ـ الإقليم الجنوبي الغابي: جزؤه الجنوبي استوائي الملامح دائم الخضرة، أما الشمالي منه فهو مداري انتقالي تمتزج فيه الأشجار دائمة الخضرة والأشجار المتساقطة الأوراق في فترة الجفاف، وفي ظل الأشجار الغابية تترعرع أشجار الحمضيات والكولا والمطاط وأشجار النخيل بأنواعها المثمرة والزيتية، إضافة إلى أشجار البن والموز والأناناس.
ـ السافانا الغابية: وهي حشائش كثيفة وطويلة، تتخللها أجمات من الأشجار السافانية الجفافية،مثل الأكاسيا والباؤباب والدوم والصمغ العربي، وفي مجاري الأودية تصادف بقايا الغابات النهرية الرواقية.
ـ السافانا العادية: في الجزء الشمالي من وسط البلاد وفي شماليها، الحشائش هنا أقل كثافة والأشجار أكثر تباعداً وتسود فيها أشجار الطلح (الأكاسيا).
عند سواحل غانا تُرى غابات المانغروف متجاورة مع نباتات البحيرات المالحة (لاغون) ومع السبخات الرملية الطينية.
العالم الحيواني متنوع كثيراً، مداري واستوائي، ففي الغابات تكثر الزواحف والطيور والقردة والتماسيح، بينما تزداد الحيوانات المفترسة في السافانا والغابات المتساقطة الأوراق، ممثلة بالأسود والفهود والنمور، إضافة للضباع والكلاب المتوحشة والخنازير البرية. ومن الحيوانات العاشبة الأيائل والغزلان والأبقار والحمر المتوحشة، وكثير من القوارض والزواحف ونمل التيرميت الأبيض والطيور الجارحة، وتصادف الفيلة كذلك.
قلَّت كثيراً أعداد الحيوانات وأوجدت الدولة نظام المحميات لمنع انقراض الحيوانات، ولجعلها مركز جذب سياحي.
تربة البلاد مدارية حديدية بنية وبنية محمرة في الشمال والوسط، وتربة حمراء وحمراء مصفرة في الإقليم الغابي الجنوبي، وهي قليلة الخصوبة لشدة استثمارها، ولغزارة الهطل أثر في غسل التربة، وتنتشر في المجاري النهرية التربتان اللحقية البنية والبنية المحمرة، وفي الساحل التربة مرجية مائية مملحة بدرجات مختلفة.
السكان
التركيب العرقي: تضاعف عدد السكان 7ـ 8 مرات منذ عام 1950 (2.5 مل. ن) حتى 2004 (24 مل. ن)، وينتمي هؤلاء إلى المجموعة العرقية الزنجية ـ الكونغولية، التي تضم في غانا و الدول المجاورة الأرومات العرقية الرئيسة الآتية:
ـ أرومة كوا Kwa ـ غور Ghur ـ الماندي ـ الغرب أطلسية، وكل منها يشتمل على عديد من القبائل الكبرى.
ويُلاحظ أن أرومتي كوا، وتعرف بأكان في غانا، وأرومة غوري يشكلان أكثر من 96% من مجموعة السكان، والنسبة الباقية تضم قبائل امتداداتها الأساسية في الدول المجاورة، مما يسبب للبلاد مشكلات عرقية واجتماعية وسياسية. ويبدو من نظرة فاحصة إلى خارطة توزيع السكان أن أرومة كوا (أكان) هي الغالبة عدداً في أوساط الجنوب الغابي من البلاد، بينما تتمركز قبائل أرومة غور في الشمال، وأهم قبائلها الموسي، وتليها عدداً غورما وغروسي إضافة إلى قبائل بيسي، ويعيش في المدن الهاوسا وأكثرهم من الحرفيين وصغار التجار، والفولبي ولهم أحياء خاصة بهم. اللغة الرسمية في البلاد هي الإنكليزية، وهناك بعض اللغات المحلية التي يتكلمها أغلبية السكان.
تـوزع السكان: تعدّ غانا من بلدان إفريقيا المكتظة بالسكان، إذ تصل الكثافة المتوسطة إلى (70 ن/كم2)، ولكن الكثافة غير متجانسة في البلاد لاختلاف كميات هطل الأمطار ولانتشار الغابة وانتشار مناطق وجود مكامن الخامات المعدنية وانتشار مناطق الري، ومع ذلك تتناقص الكثافة من الجنوب الغابي للبلاد إلى الشمال السافاني الرعوي:
الجنوب الغابي 300 ـ 400 ن/كم2
الوسط الزراعي 100ـ 200 ن/كم2
الشمال الرعوي 10ـ 50 ن/كم2
وفي المدن يتمركز الأجانب من الأوربيين والإنكليز خاصة.
حركة السكان: تشهد البلاد نوعين من الهجرة، هجرة خارجية من دول الجوار، ويقدر عدد المهاجرين بثلاثة ملايين، ويعيشون في المدن ومزارع الكاكاو وسواهما، داخلية: من المناطق الريفية إلى المدن بحثاً عن حياة أفضل.
من الملاحظ أن نسبة التزايد السكاني عاليه (32في الألف) إذ تعادل الولادات (48 في الألف ناقص الوفيات 16في الألف). وعدد أفراد الأسرة كبير (5 ـ 6 أشخاص) ومتوسط الأعمار السنوي منخفض (50 رجال و53 نساء) ونسبة الشباب مرتفعة، ونسبة اليد العاملة المنتجة 30%، ونسبة الإيدز في البلاد 15%، وجل المصابين به من الفئة المنتجة.
المدن: تكثر في البلاد المدن المتوسطة والصغيرة، ولكن أعدادها تضاعف كثيراً في العقود الأخيرة بسبب النزوح من الريف، وكانت نسبة سكان المدن في الخمسينات من القرن العشرين 25% وتعادل اليوم 45%، وأهم المدن:
ـ أكرا: العاصمة، وسكانها مع الضواحي 3مل. ن تقريباً عام 2004، وهي مركز ثقافي رئيس في البلاد، وعقدة مواصلات مهمة حديدية وجوية وبحرية وتقسم إلى جزأين:
ـ إفريقي قديم بشوارعه الضيقة والمكتظة السكان.
ـ وأوربي بشوارعه العريضة وحدائقه النضرة الواسعة وأبنيته العالية.
ـ كوماسي Kumasi: تقارب المليون عدداً، وهي عقدة مواصلات وميناء بحري مهم لتصدير المعادن الثمينة والمعادن والأخشاب والكاكاو وجوز الهند، وفيها صناعات خشبية ومعامل تعليب الأسماك.
ـ سيكوندي ـ تاكورادي Sekondi- Takoradi: تبلغ نصف مليون نسمة، وتقع على البحر وتعد من الموانئ المهمة وتصدر المنتجات الزراعية الأساسية والتبغ والمعادن.
الديانة: الديانات الأساسية وثنية بدائية (50%من السكان)، ودخلت النصرانية البلاد مع قدوم الأوربيين (15ـ17%)، أما الإسلام فدخلها مع دخول المرابطين (20ـ 25%)، وتمركز في الشمال (قبائل الغور والهاوسا) وفي المدن الكبيرة الخاصة.
الاقتصاد
أكثر بلدان إفريقيا تقدُّماً اقتصادياً، غنية بزراعتها ومائها وثرواتها المعدنية، إلا أن تسلط رؤوس الأموال الأجنبية الأوربية والأمريكية على المقدرات الاقتصادية قد قلَّص من مردودها الاقتصادي الوطني، ومما زاد المشكلات الاقتصادية تذبذب أسعار المعادن والمحاصيل التصديرية (الكاكاو، موز، جوز هند) عالمياً والتباين الواضح في كميات الهطل المطرية.
للزراعة مكانة مميزة اقتصادياً، إذ تعيل 70% من السكان، وفي الصناعة (17%)، وفي مجالات الإدارة والسياحة والتجارة (32%).
تشغل المراعي السافانية والمروج الغابية (50%) من الأرض المستغلة اقتصادياً ونصيب الغابة 20ـ 25%، وللأراضي المروية والمزروعة بالأشجار المثمرة قرابة (20ـ 25%) كذلك.
تقسم البلاد زراعياً إلى ثلاثة أقاليم:
شمالي سافاني وهو مراع من الحشائش النجيلية، تُربى فيها الأبقار خاصة، ثم الماعز والأغنام، وإنتاجيتها قلقة.
الوسط السافاني الغابي: رعوي تكثر فيه الأغنام والماعز، وتنتشر فيه الزراعات البعلية (الذرة بأنواعها والدخن) والزراعات المروية (قطن، قصب سكر، أرز، ذرة، أشجار مثمرة، أناناس، كولا) وللأراضي المثمرة هنا أثر اقتصادي بارز.
الجنوب الغابي: وحرفة استثمار الغابات ذات الأخشاب الاستوائية الثمينة وأعدادها وتصنيفها هما الأساس، وتحت أشجار الغابة تنمو أشجار الحمضيات وأشجار جوز الهند والأناناس وأشجار زيت النخيل وقصب السكر والرز.
تحتضن الأرض الغابية في الجنوب خاصة ثروات معدنية مهمة بسبب الصخور القاعدية المتبلورة الغنية بالمعادن، ومن أبرز المعادن الثقيلة الحديد والنحاس والزنك والرصاص، والبوكسيت، وتشتهر غانا بإنتاج المعادن الثمينة كالذهب والفضة والألماس.
لمحة تاريخية
ظهرت في القرن الخامس عشر دويلات إقطاعية صغيرة، ومع إطلالة القرن السابع عشر جمعت هذه الدويلات في دولة مركزية واحدة هي دولة أشانتي القوية، التي قضى عليها الإنكليز تماماً واحتلوا عاصمتها كوماسي سنة 1896. وفي الواقع بدأ ظهور الأوربيين البرتغال منذ سنة 1484، وبنوا مراكز تجارية في الجنوب الساحلي، وبدؤوا بنهب ثروات الذهب والعبيد، وتلاهم كل من الهولنديين والألمان والدانماركيين والسويسريين. وظهر في عام 1631 الإنكليز على الساحة وأخذوا يتقدمون شمالاً إلى أن سيطروا على كل البلاد في نهاية القرن التاسع، وأسموها بساحل الذهب. بدأت حركات المقاومة الوطنية بالتنامي مع مطلع القرن العشرين، وتوج نضالهم بإعلان الاستقلال سنة 1957، وانضمت البلاد إلى مجموعة دول الكومونولث سنة 1960 وأضحى اسمها غانا Ghana.
غانا اسم دولة إفريقية كبيرة ظهرت ما بين القرنين الرابع والعاشر وسيطر عليها المرابطون في 1076[ر. غانا (امبراطورية ـ)] تاريخ غانا القديم مجهول عملياً وفي العصور الوسطى ضمت غانا دويلات عدة إقطاعية، وتمكن حكام دولة الأشنتي من توحيدها وتحويلها إلى دولة قوية مدت نفوذها إلى ساحل الخليج الغيني وإلى التوغو والشمال، وكانت قبائل الماندنغ تشتري الذهب من الساحل المذكور لذا أسماه الأوربيون ساحل الذهب Gold Coast.
ظهور الأوربيين؛ بدأ مع نهاية القرن الخامس عشر عندما وصل البرتغاليون في 1482 هذا الساحل، وبنوا مقراً تجارياً وفيه حمل الذهب ثم العبيد إلى أوربا والأمريكيتين وشاركهم لاحقاً في هذا الأمر الهولنديون والدنماركيون والسويسريون والألمان ثم الإنكليز، وأول حصن تجاري بناه الإنكليز في كورمانتاين سنة 1631. في عام 1844 اعترف حكام الفانتي بسلطة التاج البريطاني، وفي عام 1896مدَّ الإنكليز نفوذهم من الساحل شمالاً فدمروا دولة أشانتي واستولوا على عاصمتها كوماسي. وفي عام 1951 مدَّ الإنكليز نفوذهم شمالاً وكوَّنوا محمية ساحل الذهب التي ضمَّت غانا كاملاً.
التاريخ الحديث: تبلور خاصة ما بين الحربين الأولى والثانية؛ إذ ظهرت المقاومة الوطنية الفعلية بعيد الحرب العالمية الأولى، وتشكل المؤتمر الوطني لغربي إفريقيا ضاماً نيجيريا وساحل الذهب وغامبيا وسيراليون، وأخذت الظروف المعيشية والاقتصادية عموماً بالتدهور وازداد الوضع سوءاً بعد الحرب العالمية الثانية، وتشكل في غانا حزب قومي سنة 1947عُرف باسم (حزب مؤتمر شاطئ الذهب الاتحادي) جرت إثر انعقاده مظاهرات دموية في أكرا سنة 1948، واستدعى قادته الناشط السياسي الشاب كوامي نكروما 1909ـ 1927من بريطانيا، وكان طالب حقوق فلبى الدعوة، لكنه ما لبث أن اختلف وقادة الحزب على بعض المبادئ فانشق عنهم، فأسس سنة 1949 حزب المؤتمر الشعبي، وأخذ يطالب بالاستقلال الذاتي ودعا إلى حماية الفقراء ورعايتهم وإلى المقاومة المسالمة فاتُّهم بالشيوعية واعتقل وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
في سنة 1951 حدثت انتخابات عامة فاز فيها حزب المؤتمر الشعبي فوزاً كبيراً فأخرج نكروما من السجن وترأس حكومة سوداء وعزز موقعه السياسي في انتخابات 1954، إذ كان النجاح أكبر، وفي 6 آذار 1957 أعلن استقلال شاطئ الذهب تحت اسم «غانا» تيمناً بامبراطورية غانا التاريخية، وبدأ بالعمل على إنجاز مشروعات إصلاحية كبرى في البلاد، ولكنه خفض أسعار الكاكاو وهي الزراعة التصديرية الأولى في البلاد، فعارضه كبار التجار ومزارعو الكاكاو، وانشقوا عن حزبه، وكوَّنوا حزب حركة التحرير الوطنية بقيادة كوفي بوزياد وبرمبيه الثاني، ثم استقطب حزبان آخران حزب الشمال وحزب مؤتمر بلاد التوغو وكوَّنوا جميعاً الحزب الاتحادي، ممّا أثر بشدة في شعبية نكروما، ومع ذلك انتُخب نكروما في 1960 رئيساً للبلاد واستمر حتى 1963، وبرز نكروما زعيم تحرر إفريقي، وبزغ معه نجم أقطاب دول عدم الانحياز جمال عبد الناصر وتيتو وجواهر لال نهرو وأحمد سوكارنو. غير أن تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وظهور عداء كبير للمنحى الاشتراكي لحكومة نكروما أدى إلى قيام انقلاب عسكري سنة 1966 في أثناء غيابه في ڤييتنام واستولت القوات العسكرية على البلاد حتى 1983، وبقي نكروما في المنفى حتى وفاته في رومانيا، ونُقِلَ جثمانه إلى غانا بعد أن كان قد دفن في غينيا، وعدّ مؤخراً بطل تحرير قومي، ومنذ ذلك التاريخ بدأت البلاد تتبع سياسة اقتصادية أكثر انفتاحاً على الأسواق الرأسمالية العالمية.
شاهر جمال آغا
Republic of Ghana - République de Ghana
غانا (جمهورية ـ)
مساحتها 238.5 ألف كم2، وسكانها قرابة 24 مل. ن، حسب معطيات عام 2004، وعاصمتها أكرا Accra.
التضاريس
للقاعدة الإفريقية المتبلورة أثر بارز في صياغة التضاريس تركيباً وارتفاعاً، إذ تسود في المظهر التضريسي البساطة وقلة الارتفاع، فالشواطئ البحرية قوسية قليلة التعرج، رملية حصوية تلفها بحيرات اللاغون المالحة فاصلة إياها عن ماء البحر، والجزء الأعظم من البلاد سهلي تلالي المظهر، متواضع علواً 150ـ300م، تطل في جنوب غربي البلاد هضبة أشانتي (200ـ 500م) على الساحل المنخفض (25ـ50م)، وفي أجزاء من هذه المنطقة المحاذية لجمهورية توغو ترتفع الصخور القاعدية إلى (500 ـ600م) وسطياً ممثلة بمرتفعات أكوابيم ـ توغو وأعلاها 900م.
الشمال سهلي منبسط منخفض (250ـ300م) ممثلاً في سهلي وا Wa ومامبروسي Mambrocy.
المناخ
مناخ غانا شبه استوائي جنوباً وسافاني موسمي السمات في الوسط والشمال، ووسطي الحرارة السنوي 24 ْـ 25 ْ في الجنوب و26 ْـ 27 ْ في الوسط و27 ْـ 28 ْ في الشمال، وأكثر الأشهر حرارة آذار (الشمس عامودية) 27 ْـ 28 ْ في الجنوب و30 ْـ32 ْم، في الوسط والشمال، وأبردها شهر آب 23 ْ في الجنوب و26 ْ فيما تبقى من البلاد.
الهطل جيد في كل أرجاء البلاد، مع تباين في قيم توزعه لتباين ارتفاع التضاريس والموقع من المحيط الأطلسي وطريق المنخفض الهطلي الاستوائي، وعليه يبلغ الهطل السنوي (1500ـ 2000) ملم في غربي البلاد، وفي هضبة أشانتي، ويتدنى إلى650ـ 750مم في الشرق، ثم يرتفع إلى1000ـ1200ملم في الوسط والشمال. موسمية الهطل واضحة جيداً في الوسط والشمال، إذ تمتد فترة الهطل الأساسية فيما بين آذار وتشرين الأول، بينما يسيطر الجفاف من تشرين الثاني إلى شباط، أما في الجنوب فتصادف فترتي هطل (آذار ـ تموز ـ ثم أيلول ـ تشرين الأول) وبينهما فترتا جفاف (3 ـ 4 أشهر) وتتعرض مناطق شمالي غانا ووسطها لرياح الهرمتان الجافة الحارة القادمة من الصحراء الكبرى.
المياه
شبكة المياه كثيفة نسبياً بسبب الهطل الجيد، وأهم أنهارها نهر الفولتا وطوله 1600كم، الذي يغطي بروافده الكثيرة 75% من أرض البلاد، ونظام جريانه موسمي في الشمال والوسط، إذ يتوافق زمن صبيبه الأكبر وفترة الهطل الكبرى، وفترة شحه تتزامن وموسم الجفاف، أما في الجنوب شبه الاستوائي فالصبيب السنوي أغزر.
ويعد الفولتا نهراً غزير المياه، يتكون من فرعين أساسيين: فولتا الأبيض، ويرد من شمال شرقي البلاد وفولتا الأسود المنطلق من المرتفعات الغربية القريبة من مدينة بوبو ـ ديولاسو، ويندمج الفرعان في بحيرة سد فولتا، ويعبران أراضي صخرية قاسية، ولكن ضمن مجار لحقية واسعة، وإلى الجنوب من هذا السد يتسع مجرى نهر فولتا إلى أن ينتهي في خليج غينيا مكوناً دلتا صغيرة.
نهر فولتا الأسود |
سد أكو سمبو على نهر الفولتا |
تقسم البلاد نباتياً إلى الأقاليم الآتية:
ـ الإقليم الجنوبي الغابي: جزؤه الجنوبي استوائي الملامح دائم الخضرة، أما الشمالي منه فهو مداري انتقالي تمتزج فيه الأشجار دائمة الخضرة والأشجار المتساقطة الأوراق في فترة الجفاف، وفي ظل الأشجار الغابية تترعرع أشجار الحمضيات والكولا والمطاط وأشجار النخيل بأنواعها المثمرة والزيتية، إضافة إلى أشجار البن والموز والأناناس.
ـ السافانا الغابية: وهي حشائش كثيفة وطويلة، تتخللها أجمات من الأشجار السافانية الجفافية،مثل الأكاسيا والباؤباب والدوم والصمغ العربي، وفي مجاري الأودية تصادف بقايا الغابات النهرية الرواقية.
ـ السافانا العادية: في الجزء الشمالي من وسط البلاد وفي شماليها، الحشائش هنا أقل كثافة والأشجار أكثر تباعداً وتسود فيها أشجار الطلح (الأكاسيا).
غانا النخيل الإفريقي |
الحديقة الوطنية في غانا |
العالم الحيواني متنوع كثيراً، مداري واستوائي، ففي الغابات تكثر الزواحف والطيور والقردة والتماسيح، بينما تزداد الحيوانات المفترسة في السافانا والغابات المتساقطة الأوراق، ممثلة بالأسود والفهود والنمور، إضافة للضباع والكلاب المتوحشة والخنازير البرية. ومن الحيوانات العاشبة الأيائل والغزلان والأبقار والحمر المتوحشة، وكثير من القوارض والزواحف ونمل التيرميت الأبيض والطيور الجارحة، وتصادف الفيلة كذلك.
قلَّت كثيراً أعداد الحيوانات وأوجدت الدولة نظام المحميات لمنع انقراض الحيوانات، ولجعلها مركز جذب سياحي.
تربة البلاد مدارية حديدية بنية وبنية محمرة في الشمال والوسط، وتربة حمراء وحمراء مصفرة في الإقليم الغابي الجنوبي، وهي قليلة الخصوبة لشدة استثمارها، ولغزارة الهطل أثر في غسل التربة، وتنتشر في المجاري النهرية التربتان اللحقية البنية والبنية المحمرة، وفي الساحل التربة مرجية مائية مملحة بدرجات مختلفة.
السكان
غانا: نساء يحملن الماء |
ـ أرومة كوا Kwa ـ غور Ghur ـ الماندي ـ الغرب أطلسية، وكل منها يشتمل على عديد من القبائل الكبرى.
ويُلاحظ أن أرومتي كوا، وتعرف بأكان في غانا، وأرومة غوري يشكلان أكثر من 96% من مجموعة السكان، والنسبة الباقية تضم قبائل امتداداتها الأساسية في الدول المجاورة، مما يسبب للبلاد مشكلات عرقية واجتماعية وسياسية. ويبدو من نظرة فاحصة إلى خارطة توزيع السكان أن أرومة كوا (أكان) هي الغالبة عدداً في أوساط الجنوب الغابي من البلاد، بينما تتمركز قبائل أرومة غور في الشمال، وأهم قبائلها الموسي، وتليها عدداً غورما وغروسي إضافة إلى قبائل بيسي، ويعيش في المدن الهاوسا وأكثرهم من الحرفيين وصغار التجار، والفولبي ولهم أحياء خاصة بهم. اللغة الرسمية في البلاد هي الإنكليزية، وهناك بعض اللغات المحلية التي يتكلمها أغلبية السكان.
تـوزع السكان: تعدّ غانا من بلدان إفريقيا المكتظة بالسكان، إذ تصل الكثافة المتوسطة إلى (70 ن/كم2)، ولكن الكثافة غير متجانسة في البلاد لاختلاف كميات هطل الأمطار ولانتشار الغابة وانتشار مناطق وجود مكامن الخامات المعدنية وانتشار مناطق الري، ومع ذلك تتناقص الكثافة من الجنوب الغابي للبلاد إلى الشمال السافاني الرعوي:
الجنوب الغابي 300 ـ 400 ن/كم2
الوسط الزراعي 100ـ 200 ن/كم2
الشمال الرعوي 10ـ 50 ن/كم2
وفي المدن يتمركز الأجانب من الأوربيين والإنكليز خاصة.
حركة السكان: تشهد البلاد نوعين من الهجرة، هجرة خارجية من دول الجوار، ويقدر عدد المهاجرين بثلاثة ملايين، ويعيشون في المدن ومزارع الكاكاو وسواهما، داخلية: من المناطق الريفية إلى المدن بحثاً عن حياة أفضل.
من الملاحظ أن نسبة التزايد السكاني عاليه (32في الألف) إذ تعادل الولادات (48 في الألف ناقص الوفيات 16في الألف). وعدد أفراد الأسرة كبير (5 ـ 6 أشخاص) ومتوسط الأعمار السنوي منخفض (50 رجال و53 نساء) ونسبة الشباب مرتفعة، ونسبة اليد العاملة المنتجة 30%، ونسبة الإيدز في البلاد 15%، وجل المصابين به من الفئة المنتجة.
المدن: تكثر في البلاد المدن المتوسطة والصغيرة، ولكن أعدادها تضاعف كثيراً في العقود الأخيرة بسبب النزوح من الريف، وكانت نسبة سكان المدن في الخمسينات من القرن العشرين 25% وتعادل اليوم 45%، وأهم المدن:
ـ أكرا: العاصمة، وسكانها مع الضواحي 3مل. ن تقريباً عام 2004، وهي مركز ثقافي رئيس في البلاد، وعقدة مواصلات مهمة حديدية وجوية وبحرية وتقسم إلى جزأين:
ـ إفريقي قديم بشوارعه الضيقة والمكتظة السكان.
ـ وأوربي بشوارعه العريضة وحدائقه النضرة الواسعة وأبنيته العالية.
ـ كوماسي Kumasi: تقارب المليون عدداً، وهي عقدة مواصلات وميناء بحري مهم لتصدير المعادن الثمينة والمعادن والأخشاب والكاكاو وجوز الهند، وفيها صناعات خشبية ومعامل تعليب الأسماك.
ـ سيكوندي ـ تاكورادي Sekondi- Takoradi: تبلغ نصف مليون نسمة، وتقع على البحر وتعد من الموانئ المهمة وتصدر المنتجات الزراعية الأساسية والتبغ والمعادن.
الديانة: الديانات الأساسية وثنية بدائية (50%من السكان)، ودخلت النصرانية البلاد مع قدوم الأوربيين (15ـ17%)، أما الإسلام فدخلها مع دخول المرابطين (20ـ 25%)، وتمركز في الشمال (قبائل الغور والهاوسا) وفي المدن الكبيرة الخاصة.
الاقتصاد
أكثر بلدان إفريقيا تقدُّماً اقتصادياً، غنية بزراعتها ومائها وثرواتها المعدنية، إلا أن تسلط رؤوس الأموال الأجنبية الأوربية والأمريكية على المقدرات الاقتصادية قد قلَّص من مردودها الاقتصادي الوطني، ومما زاد المشكلات الاقتصادية تذبذب أسعار المعادن والمحاصيل التصديرية (الكاكاو، موز، جوز هند) عالمياً والتباين الواضح في كميات الهطل المطرية.
للزراعة مكانة مميزة اقتصادياً، إذ تعيل 70% من السكان، وفي الصناعة (17%)، وفي مجالات الإدارة والسياحة والتجارة (32%).
تشغل المراعي السافانية والمروج الغابية (50%) من الأرض المستغلة اقتصادياً ونصيب الغابة 20ـ 25%، وللأراضي المروية والمزروعة بالأشجار المثمرة قرابة (20ـ 25%) كذلك.
تقسم البلاد زراعياً إلى ثلاثة أقاليم:
شمالي سافاني وهو مراع من الحشائش النجيلية، تُربى فيها الأبقار خاصة، ثم الماعز والأغنام، وإنتاجيتها قلقة.
الوسط السافاني الغابي: رعوي تكثر فيه الأغنام والماعز، وتنتشر فيه الزراعات البعلية (الذرة بأنواعها والدخن) والزراعات المروية (قطن، قصب سكر، أرز، ذرة، أشجار مثمرة، أناناس، كولا) وللأراضي المثمرة هنا أثر اقتصادي بارز.
الجنوب الغابي: وحرفة استثمار الغابات ذات الأخشاب الاستوائية الثمينة وأعدادها وتصنيفها هما الأساس، وتحت أشجار الغابة تنمو أشجار الحمضيات وأشجار جوز الهند والأناناس وأشجار زيت النخيل وقصب السكر والرز.
تحتضن الأرض الغابية في الجنوب خاصة ثروات معدنية مهمة بسبب الصخور القاعدية المتبلورة الغنية بالمعادن، ومن أبرز المعادن الثقيلة الحديد والنحاس والزنك والرصاص، والبوكسيت، وتشتهر غانا بإنتاج المعادن الثمينة كالذهب والفضة والألماس.
لمحة تاريخية
ظهرت في القرن الخامس عشر دويلات إقطاعية صغيرة، ومع إطلالة القرن السابع عشر جمعت هذه الدويلات في دولة مركزية واحدة هي دولة أشانتي القوية، التي قضى عليها الإنكليز تماماً واحتلوا عاصمتها كوماسي سنة 1896. وفي الواقع بدأ ظهور الأوربيين البرتغال منذ سنة 1484، وبنوا مراكز تجارية في الجنوب الساحلي، وبدؤوا بنهب ثروات الذهب والعبيد، وتلاهم كل من الهولنديين والألمان والدانماركيين والسويسريين. وظهر في عام 1631 الإنكليز على الساحة وأخذوا يتقدمون شمالاً إلى أن سيطروا على كل البلاد في نهاية القرن التاسع، وأسموها بساحل الذهب. بدأت حركات المقاومة الوطنية بالتنامي مع مطلع القرن العشرين، وتوج نضالهم بإعلان الاستقلال سنة 1957، وانضمت البلاد إلى مجموعة دول الكومونولث سنة 1960 وأضحى اسمها غانا Ghana.
غانا اسم دولة إفريقية كبيرة ظهرت ما بين القرنين الرابع والعاشر وسيطر عليها المرابطون في 1076[ر. غانا (امبراطورية ـ)] تاريخ غانا القديم مجهول عملياً وفي العصور الوسطى ضمت غانا دويلات عدة إقطاعية، وتمكن حكام دولة الأشنتي من توحيدها وتحويلها إلى دولة قوية مدت نفوذها إلى ساحل الخليج الغيني وإلى التوغو والشمال، وكانت قبائل الماندنغ تشتري الذهب من الساحل المذكور لذا أسماه الأوربيون ساحل الذهب Gold Coast.
ظهور الأوربيين؛ بدأ مع نهاية القرن الخامس عشر عندما وصل البرتغاليون في 1482 هذا الساحل، وبنوا مقراً تجارياً وفيه حمل الذهب ثم العبيد إلى أوربا والأمريكيتين وشاركهم لاحقاً في هذا الأمر الهولنديون والدنماركيون والسويسريون والألمان ثم الإنكليز، وأول حصن تجاري بناه الإنكليز في كورمانتاين سنة 1631. في عام 1844 اعترف حكام الفانتي بسلطة التاج البريطاني، وفي عام 1896مدَّ الإنكليز نفوذهم من الساحل شمالاً فدمروا دولة أشانتي واستولوا على عاصمتها كوماسي. وفي عام 1951 مدَّ الإنكليز نفوذهم شمالاً وكوَّنوا محمية ساحل الذهب التي ضمَّت غانا كاملاً.
التاريخ الحديث: تبلور خاصة ما بين الحربين الأولى والثانية؛ إذ ظهرت المقاومة الوطنية الفعلية بعيد الحرب العالمية الأولى، وتشكل المؤتمر الوطني لغربي إفريقيا ضاماً نيجيريا وساحل الذهب وغامبيا وسيراليون، وأخذت الظروف المعيشية والاقتصادية عموماً بالتدهور وازداد الوضع سوءاً بعد الحرب العالمية الثانية، وتشكل في غانا حزب قومي سنة 1947عُرف باسم (حزب مؤتمر شاطئ الذهب الاتحادي) جرت إثر انعقاده مظاهرات دموية في أكرا سنة 1948، واستدعى قادته الناشط السياسي الشاب كوامي نكروما 1909ـ 1927من بريطانيا، وكان طالب حقوق فلبى الدعوة، لكنه ما لبث أن اختلف وقادة الحزب على بعض المبادئ فانشق عنهم، فأسس سنة 1949 حزب المؤتمر الشعبي، وأخذ يطالب بالاستقلال الذاتي ودعا إلى حماية الفقراء ورعايتهم وإلى المقاومة المسالمة فاتُّهم بالشيوعية واعتقل وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.
في سنة 1951 حدثت انتخابات عامة فاز فيها حزب المؤتمر الشعبي فوزاً كبيراً فأخرج نكروما من السجن وترأس حكومة سوداء وعزز موقعه السياسي في انتخابات 1954، إذ كان النجاح أكبر، وفي 6 آذار 1957 أعلن استقلال شاطئ الذهب تحت اسم «غانا» تيمناً بامبراطورية غانا التاريخية، وبدأ بالعمل على إنجاز مشروعات إصلاحية كبرى في البلاد، ولكنه خفض أسعار الكاكاو وهي الزراعة التصديرية الأولى في البلاد، فعارضه كبار التجار ومزارعو الكاكاو، وانشقوا عن حزبه، وكوَّنوا حزب حركة التحرير الوطنية بقيادة كوفي بوزياد وبرمبيه الثاني، ثم استقطب حزبان آخران حزب الشمال وحزب مؤتمر بلاد التوغو وكوَّنوا جميعاً الحزب الاتحادي، ممّا أثر بشدة في شعبية نكروما، ومع ذلك انتُخب نكروما في 1960 رئيساً للبلاد واستمر حتى 1963، وبرز نكروما زعيم تحرر إفريقي، وبزغ معه نجم أقطاب دول عدم الانحياز جمال عبد الناصر وتيتو وجواهر لال نهرو وأحمد سوكارنو. غير أن تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وظهور عداء كبير للمنحى الاشتراكي لحكومة نكروما أدى إلى قيام انقلاب عسكري سنة 1966 في أثناء غيابه في ڤييتنام واستولت القوات العسكرية على البلاد حتى 1983، وبقي نكروما في المنفى حتى وفاته في رومانيا، ونُقِلَ جثمانه إلى غانا بعد أن كان قد دفن في غينيا، وعدّ مؤخراً بطل تحرير قومي، ومنذ ذلك التاريخ بدأت البلاد تتبع سياسة اقتصادية أكثر انفتاحاً على الأسواق الرأسمالية العالمية.
شاهر جمال آغا