الجريمة والعقاب 

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجريمة والعقاب 

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	1686151826028.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	79.0 كيلوبايت 
الهوية:	119717
    الرواية الخالدة لدوستويفسكي التي نجد فيها الحياة القذرة المتشبعة التي يحياها الناس في المدينة . فيها الغرف الضيقة والأزقة التي يدب فيها الناس كالنمل . في كل مكان نجد الحقارة والقذارة ! . ولكننا نجد أيضا الأسرار الغامضة التي هي كنه هذه الحياة فهذا الطالب المسكين رسكولينكوف يذوق آلام البؤس في غرفته كأنها السجن ، وتتعذب كبرياؤه لقلة الوسائل المادية في يده وهو يبحث بفكرته عن وسيلة للخلاص .
    هذه الحياة المليئة بالآمال ، القوية بالشباب ، يقف في سبيلها أمر ضئيل هو شيء من المال يبدأ به حياته . ومع ذلك يقولون إن في العالم عدلاً شاملاً ! وهذه جارته عجوز تجمع المال من الربا وتكنزه لا لتحقق به غرضاً من أغراض الحياة ، ولا لتحدث فيها حدثا ، بل تجمع المال لمجرد الحرص فهل هي جديرة بهذا المال ؟ مع أن في جوارها هذا الشاب البائس الذي يريد نفع نفسه ولكنه عاجز عن كل شيء إذ يعوزه المال ؟ ماذا يكون لو انقض على هذه العجوز فانتزع بيديه أنفاسها ثم استحوذ على مالها أليس ذلك حلالا ؟ هل يتردد الشخص في فعل ذلك إذا كان قوياً ؟

    على ذلك تخطى راسكولينكوف حدود الفكرة إلى العمل . وسلك مسلك الرجل القوي . فقتل المرأة . ولكن هل كان قوياً حقاً حين قتلها مع انه سار إلى فعلته كما لو أن أحداً يجره إليها دون أن يستطيع المقاومة .

    ثم بعد الجريمة لماذا نراه يخفي المال المسروق لا عن أعين الناس فقط بل عن نفسه ؟ لماذا نراه يهرب من الناس من غير
    أن يقتفي أثره أحد ثم ينتهي به الأمر إلى أن يسلم نفسه لرجال الشرطة ، ويرضى النفي إلى اسیبریا عن طيبة خاطر ؟
    أراد «رسکولنیکوف » بفعلته أن يضمن المال والحياة الكاملة المطلقة ، البعيدة عن عوامل تثقلها ، وتدني صاحبها من القبر ، البعيدة عن الفاقة والمرض . حياة تجعل من الإنسان
    بشراً ممتازاً إذ يقول رسكولينكوف في تفكيره (لم أقتل لأساعد أما فإن هذا السبب حقير ، لم أقتل کی أحصل على وسائل مادية للإنسانية . كل هذا حقير ، إني قتلت فقط من أجل نفسي من أجل رغبتي وحدها قتلت... لقد دفعني أمر آخر رغبت عندئذ أن أعرفه بأسرع وسيلة : ما إذا كنت حشرة حقيرة كسائر الناس أم أني رجل ! هل أستطيع أن أحمل نفسي على أمر أم لا؟ هل أستطيع أن أنتزع السلطة أم لا ؟ هل أنا مخلوق يرتعش خوفا أم ماذا ؟ رسكولينكوف إذن يطمح في أن يكون الرجل الممتاز الذي وصفه « نيتشه » ولكن إذا كانت جريمته هي التي تجعل منه رجلا ممتازة فما هذا الشقاء الذي عاش فيه بعد أن نفذ فعلته ، لماذا نراه يرتعش كلما اقترب منه إنسان أو شبح ؟

    وتبقى هنالك الكثير من التساؤلات في هذه الرواية التي لم نجد لها جواباً واضحاً . واعتقد أن السبب يكمن في الإنسان نفسه ذالك المخلوق العجيب ماذا يريد ؟
يعمل...
X