سنوات السينما المصرية
النزول للواقع والابتعاد عن الدخان
فيلم «على من نطلق الرصاص؟»
تقديم رحيم الحلي
ليس عيباً ان تتناول السينما مواضيع الحب والغرام واحلام الانسان ، لكن السينما المصرية حلقت كثيرا في عالم وردي منفصل عن الواقع واشتغلت طويلاً في عالم بعيد عن حياة الناس لتعيد وتجتر قصص العشق والغرام والقبلات الساخنة واستعراض الاجساد شبه العارية ، لكن السينما المصرية شهدت محاولات للخروج من السذاجة السينمائية من ناحية تكرار تلك القصص والتصوير في الفيلات والشقق الفارهة لتدخل بحذر الى الواقع الاجتماعي خاصة بعد هزيمة 5 حزيران 1967 والصراع بين اعمدة السلطة ، فقد استفاقت الناس على وقع الانهيار العسكري الكبير ومقتل عشرات الالاف من الجنود وتدمير المنشأت العسكرية الأمر الذي يشابه حالة انهيار احد العمارات الشعبية في الفيلم بسبب فساد الشركة التي قامت بالبناء فتسببت بموت سكان تلك البنايات المنهارة ، في الواقع يجري اتهام بعض المسؤولين العسكريين لتحميلهم مسؤولية الهزيمة العسكرية وفي الفيلم يقوم مدير الشركة الفاسدة بتحميل مسؤولية انهيار تلك العمارات على احد المهندسين.
و رغم حالة الخوف والرعب التي يعيشها الانسان في ظل حكم الشعارات الثورية البراقة والمحذورات السياسية التي تتهم المثقف والفنان الذي ينتقد الواقع السياسي الذي تفوح منه رائحة الفساد بانه شيوعي ومحرض سياسي ومرتبط بالسفارات الاجنبية ، لكن مع نهاية حكم عبد الناصر وارتخاء قبضة "صلاح نصر" استطاعت السينما المصرية ان تخطو خطوات صغيرة ولكنها شجاعة في تقديم سينما واقعية تحلل اسباب الفقر وانتشاره وتحدد مسؤولية السلطة في حماية الفاسدين الذين لاينهبون الاموال العامة فقط بل ويتسببون في قتل الناس ، في فيلم على من نطلق النار الذي اخرجه "كمال الشيخ" عام 1975 وكتب قصته "رأفت الميهي" يطلق مصطفى "محمود ياسين" النار على رشدي بك "جميل راتب" رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المسئولة عن الإسكان الشعبي، ويهرب من الشركة ، وأثناء خروجه من باب المؤسسة تصدمه سيارة فيقع على جانب الطريق، تنقل سيارة الإسعاف المصابان إلى أحد المستشفيات، يفتح وكيل النيابة عادل "عزت العلايلي" باب التحقيقات، ويعمل على جمع الأدلة حول ظروف وكيفية القتل وعلاقة القاتل بالقتيل.
نجح المخرج كمال الشيخ في ادارة العمل ومعالجة القصة سينمائيا بطريقة مشوقة ليس فيها ملل في عرض احداث الفيلم ليكشف تفاصيل الجريمة وكواليسها مع ان الفلم يحاول ان يفهمنا بان السلطة قد اعتقلت المسؤول الفاسد والقاتل وهو امر مستبعد وغير واقعي ولكن المخرج اراد بتلك النهاية محاولة تبرئته من الايحاءات السياسية التي بلاشك ستدفع الرقابة الى منع الفلم .
النزول للواقع والابتعاد عن الدخان
فيلم «على من نطلق الرصاص؟»
تقديم رحيم الحلي
ليس عيباً ان تتناول السينما مواضيع الحب والغرام واحلام الانسان ، لكن السينما المصرية حلقت كثيرا في عالم وردي منفصل عن الواقع واشتغلت طويلاً في عالم بعيد عن حياة الناس لتعيد وتجتر قصص العشق والغرام والقبلات الساخنة واستعراض الاجساد شبه العارية ، لكن السينما المصرية شهدت محاولات للخروج من السذاجة السينمائية من ناحية تكرار تلك القصص والتصوير في الفيلات والشقق الفارهة لتدخل بحذر الى الواقع الاجتماعي خاصة بعد هزيمة 5 حزيران 1967 والصراع بين اعمدة السلطة ، فقد استفاقت الناس على وقع الانهيار العسكري الكبير ومقتل عشرات الالاف من الجنود وتدمير المنشأت العسكرية الأمر الذي يشابه حالة انهيار احد العمارات الشعبية في الفيلم بسبب فساد الشركة التي قامت بالبناء فتسببت بموت سكان تلك البنايات المنهارة ، في الواقع يجري اتهام بعض المسؤولين العسكريين لتحميلهم مسؤولية الهزيمة العسكرية وفي الفيلم يقوم مدير الشركة الفاسدة بتحميل مسؤولية انهيار تلك العمارات على احد المهندسين.
و رغم حالة الخوف والرعب التي يعيشها الانسان في ظل حكم الشعارات الثورية البراقة والمحذورات السياسية التي تتهم المثقف والفنان الذي ينتقد الواقع السياسي الذي تفوح منه رائحة الفساد بانه شيوعي ومحرض سياسي ومرتبط بالسفارات الاجنبية ، لكن مع نهاية حكم عبد الناصر وارتخاء قبضة "صلاح نصر" استطاعت السينما المصرية ان تخطو خطوات صغيرة ولكنها شجاعة في تقديم سينما واقعية تحلل اسباب الفقر وانتشاره وتحدد مسؤولية السلطة في حماية الفاسدين الذين لاينهبون الاموال العامة فقط بل ويتسببون في قتل الناس ، في فيلم على من نطلق النار الذي اخرجه "كمال الشيخ" عام 1975 وكتب قصته "رأفت الميهي" يطلق مصطفى "محمود ياسين" النار على رشدي بك "جميل راتب" رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المسئولة عن الإسكان الشعبي، ويهرب من الشركة ، وأثناء خروجه من باب المؤسسة تصدمه سيارة فيقع على جانب الطريق، تنقل سيارة الإسعاف المصابان إلى أحد المستشفيات، يفتح وكيل النيابة عادل "عزت العلايلي" باب التحقيقات، ويعمل على جمع الأدلة حول ظروف وكيفية القتل وعلاقة القاتل بالقتيل.
نجح المخرج كمال الشيخ في ادارة العمل ومعالجة القصة سينمائيا بطريقة مشوقة ليس فيها ملل في عرض احداث الفيلم ليكشف تفاصيل الجريمة وكواليسها مع ان الفلم يحاول ان يفهمنا بان السلطة قد اعتقلت المسؤول الفاسد والقاتل وهو امر مستبعد وغير واقعي ولكن المخرج اراد بتلك النهاية محاولة تبرئته من الايحاءات السياسية التي بلاشك ستدفع الرقابة الى منع الفلم .