انتشر على مواقع الانترنت خلال اليومين الماضيين، فيديو مزعوم للمخرج الأمريكي الشهير ستانلي كوبريك. الفيديو هو عبارة عن مقابلة أجريت معه قبل أيام من وفاته عام 1999 يعترف فيها بمشاركته مع وكالة الفضاء الأمريكية في تزوير فيديو الهبوط على القمر، و أن الانسان لم تطأ له قدم هناك.
هذا أحد روابط الخبر: الرابط هنا
نحن في أنا أصدق العلم، سنقوم بالرد على هذا الفيديو، تفنيده و تعريته من أساساته. الرد سيكون مقسمًا الى جزئين. الجزء الأول يتمحور حول الأدلة على هبوط الانسان على القمر، أما الجزء الثاني فسيتناول الفيديو المزعوم.
1- الأدلة الرسمية التي نشرت على الهبوط
مع كل عملية هبوط كانت وكالة الفضاء الأمريكية تنشر العديد من الفيديوهات و التسجيلات التي تظهر نجاح العملية. لن نقوم بنشر روابطها للرد على الفيديو لأنها لن تقدم أي جديدٍ، خاصة أن الفيديو المزعوم يقول بأنها مفبركة.
2- في 18 يونيو من العام 2009، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مسبار فضائيًا يدور حول القمر من على ارتفاع 31 ميلًا، يقوم بالتقاط صور عالية الدقة لسطحه. من هذه الصور، مجموعة تبين بوضوح أماكن هبوط رحلات أبولو التي حملت 12 رائد فضاء على سطح القمر، كما تبين الآثار التي تركتها أقدامهم و الآثار التي خلفتها المركبات التي استعملوها.
هذه الصورة على سبيل المثال مأخوذة لموقع هبوط رحلة أبولو 17، اخترناها عشوائيًا.
للمزيد من الصور حول باقي الرحلات يمكنكم زيارة الرابط التالي: اضغط هنا
3- قد يقول بعض مصدقي نظرية المؤامرة أن هذه الصور مصدرها ناسا التي قامت بالتزوير المزعوم. فمن زور الفيديوهات و التسجيلات، لن يصعب عليه تزوير صور. حسنٌ، سأقوم بسرد بعض الأدلة التي وفرتها مصادر مستقلة.
أ- عام 2008 قام المسبار الياباني سيلين بالتقاط صور للأماكن التي أوردتها ناسا بصورها عن القمر. صور ناسا تظهر مركباتها السيارة على سطح القمر خلال رحلة أبولو 15 عام 1971. هذا ما سنورده في الصورة الأولى، أما الصورة الثانية فستكون ملتقطة من المسبار الياباني سيلين، يظهر بوضوح نفس المنطقة، نفس التضاريس و نفس التفاصيل.
مصدر هذه النقطة هنا
ب- المستكشف الهندي تشاندرايان 1 الذي دار حول القمر بين عامي 2008 و 2009، لم يتمتع بنفس الدقة في الصور التي زودتنا بها سيلين اليابانية، لكن صوره أظهرت تغيرات في لون و نمط التربة في أماكن الهبوط، و بعد دراسة مجسامية steroscopic لها تبين بما لا يقبل الشك أن المركبات الأمريكية هبطت بالفعال في تلك النقطة.
المصدر
ج- المسبار الصيني تغيير 2 الذي أطلق عام 2010، قام بالتقاط صور عالية الدقة للقمر، و على الرغم من أن الصور لم تنشر جميعها، الا أن العلماء الصينيين أكدوا أنهم وجدوا آثارًا لهبوط الانسان في موقع هبوط رحلة أبولو 15
مصدر المسبار الصيني تغيير 2
هذه الأدلة ليست كل شيء. هناك العشرات من الأدلة التي نشرت نتيجة أبحاث مدرسية و جامعية أجريت طوال العقود التي تلت هبوط الانسان على القمر، لن نقوم بنشرها لكثرتها، و نكتفي بهذا القدر الأكثر من كافٍ.
4- اجتمع طلاب وباحثون من مختلف أنحاء العالم في مؤتمر “سيجراف – Siggraph” المختصّ بالجرافيكا الحاسوبيّة وسبل التّواصل بين الحاسوب والإنسان. في المؤتمر، عرض طلاّب من جامعتي دارتماوث وكاليفورنيا في بيركلي برنامجًا بإستطاعته تمييز الصور المزيّفة من الصّور الحقيقية عن طريق معاينة توزع الظلال مقارنة بمصدر الضوء. (الصورة الشهيرة لباز ألدرين على القمر عبرت الإختبار، بالطبع).
الأبحاث السّابقة أظهرت أنّ البشر ليست لديهم القدرات لرصد عدم التّناسق في توزّع الظّلال في الصّور الفوتوغرافيّة، ممّا يعني أنّ المزوّرين لن يكون بإستطاعتهم إتقان التّزوير تمامًا في كثيرٍ من الأحيان. ولذلك برنامج مثل هذا بإمكانه أن يُعيد الثّقة في الصّور الفوتوغرافيّة الحقيقيّة في زمانٍ يسهل فيه التّلاعب بالصّور والمواد المصوّرة.
جميع الصور الملتقطة لرحلات الفضاء نجحت في الاختبار دون أي استثناء.
5- الرد الذي نشرناه سابقًا على أشهر مغالطات وادعاءات أصحاب نظريات المؤامرة بشأن هبوط الانسان على القمر:
بعد عرض هذه الأدلة، ننتقل الآن الى موضوع الفيديو المزعوم:
لنبدأ بتحليل الفيديو نقطة بنقطة:
1- الفيديو المزعوم و بحسب قول ناشريه، عمره 16 عامًأ و نيف، التقط قبل وفاة المخرج الشهير بأيام قليلة ولم ينشر الا بعد وفاته ب15 عامًا. هم يقولون بأنهم كانوا ملزمين باتفاق يمنعهم من نشره قبل انقضاء 15 عامًا. الآن فيديو بهذه الأهمية، ألم يكن لينشر فور انقضاء المدة المتفق عليها؟ لماذا الانتظار عامًا اضافيًا؟ أم أن الموضوع مجرد خطأ حسابي وقع به أصحاب الفيديو؟
2- بالحديث عن الأخطاء، قام صانع الأفلام ت. باتريك موراي بنشر اعلان على الموقع الالكتروني الذي أعطي الحق بنشر المقابلة. هذا الاعلان يقول ان مصورًا مجهولًا قام باجراء مقابلة في مايو من العام 1999 مع المخرج كوبريك يعترف فيه بالمشاركة بتحضير الفيديو المزور كجزء من كذبة ناسا حول الهبوط على القمر. للأسف، نسي صاحب هذا الاعلان أن كوبريك توفي في 7 مارس، أي قبل شهرين من التاريخ المزعوم. و هذه هي صورة الاعلان :
3- حسنًا، سيأتي من يقول بأن هذا الخطأ ربما كان املائيًا و أنه لا يعني أن كوبريك لم يجر المقابلة. و هنا سنقوم بإعطائكم فيديو لكلمة ألقاها كوبريك، يمكن لأي هاوٍ من خلاله التمييز بأن الرجل في الفيديو ليس كوبريك، إنما هو مجرد ممثل مأجور.
4- إضافة لهذا كله، في احدى نسخ الفيديو قبل التعديل، يرتكب مجري المقابلة هفوة قاتلة، هي الضربة القاضية لصحة الفيديو. يقوم المصور بالتوجه كلاميًا ل”كوبريك المزعوم” بإسم توم ! و هذا هو الفيديو، في الدقيقة الرابعة عشر والثانية العشرة !
https://www.youtube.com/watch?v=KPHR...ature=youtu.be
5- بيان مزعوم باسم متحدث رسمي نيابة عن أرملة كوبريك قال: “هذه المقابلة مجرة كذبة، كوبريك لم يجر أي مقابلة مع موراي او أي شخص آخر، وأن القصة مختلقة و غير صحيحة”
لم يتسن لنا الحصول على مصدر لهذا التصريح لذلك وجب علينا التنويه !
بعد كل ما ذكر، عزيزي القارئ العربي، تكثر الأثاويل والأكاذيب التي يروج لها أصحاب نظريات المؤامرة، و نحن في أنا أصدق العلم ملتزمون بتعرية هذه الأكاذيب التي تهدف للإساءة الى العلم، بينما هي في الواقع لا تسيء إلا لأصحابها.
هنا نريد أن نشير و بأسف الى أن العديد من وسائل الاعلام العالمية عمومًا و خاصة العربية، تسعد بنشر هكذا أخبار، دون التأكد من صحتها، أو على الرغم من ادراكهم لصحتها.
سأختم مقالتي هذه بكلمتين:
1- للمؤسسات الاعلامية التي تنشر هكذا نوع من الأخبار: ان كنت تعرف فتلك مصيبة، و ان كنت لا تعرف فالمصيبة أكبر
2- لأصحاب هذه الأكاذيب: اكذب، ثم اكذب ثم اكذب، فلا بد أن يصدق الناس في النهاية. هذا مبدؤكم !
هذا أحد روابط الخبر: الرابط هنا
نحن في أنا أصدق العلم، سنقوم بالرد على هذا الفيديو، تفنيده و تعريته من أساساته. الرد سيكون مقسمًا الى جزئين. الجزء الأول يتمحور حول الأدلة على هبوط الانسان على القمر، أما الجزء الثاني فسيتناول الفيديو المزعوم.
1- الأدلة الرسمية التي نشرت على الهبوط
مع كل عملية هبوط كانت وكالة الفضاء الأمريكية تنشر العديد من الفيديوهات و التسجيلات التي تظهر نجاح العملية. لن نقوم بنشر روابطها للرد على الفيديو لأنها لن تقدم أي جديدٍ، خاصة أن الفيديو المزعوم يقول بأنها مفبركة.
2- في 18 يونيو من العام 2009، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مسبار فضائيًا يدور حول القمر من على ارتفاع 31 ميلًا، يقوم بالتقاط صور عالية الدقة لسطحه. من هذه الصور، مجموعة تبين بوضوح أماكن هبوط رحلات أبولو التي حملت 12 رائد فضاء على سطح القمر، كما تبين الآثار التي تركتها أقدامهم و الآثار التي خلفتها المركبات التي استعملوها.
هذه الصورة على سبيل المثال مأخوذة لموقع هبوط رحلة أبولو 17، اخترناها عشوائيًا.
للمزيد من الصور حول باقي الرحلات يمكنكم زيارة الرابط التالي: اضغط هنا
3- قد يقول بعض مصدقي نظرية المؤامرة أن هذه الصور مصدرها ناسا التي قامت بالتزوير المزعوم. فمن زور الفيديوهات و التسجيلات، لن يصعب عليه تزوير صور. حسنٌ، سأقوم بسرد بعض الأدلة التي وفرتها مصادر مستقلة.
أ- عام 2008 قام المسبار الياباني سيلين بالتقاط صور للأماكن التي أوردتها ناسا بصورها عن القمر. صور ناسا تظهر مركباتها السيارة على سطح القمر خلال رحلة أبولو 15 عام 1971. هذا ما سنورده في الصورة الأولى، أما الصورة الثانية فستكون ملتقطة من المسبار الياباني سيلين، يظهر بوضوح نفس المنطقة، نفس التضاريس و نفس التفاصيل.
مصدر هذه النقطة هنا
ب- المستكشف الهندي تشاندرايان 1 الذي دار حول القمر بين عامي 2008 و 2009، لم يتمتع بنفس الدقة في الصور التي زودتنا بها سيلين اليابانية، لكن صوره أظهرت تغيرات في لون و نمط التربة في أماكن الهبوط، و بعد دراسة مجسامية steroscopic لها تبين بما لا يقبل الشك أن المركبات الأمريكية هبطت بالفعال في تلك النقطة.
المصدر
ج- المسبار الصيني تغيير 2 الذي أطلق عام 2010، قام بالتقاط صور عالية الدقة للقمر، و على الرغم من أن الصور لم تنشر جميعها، الا أن العلماء الصينيين أكدوا أنهم وجدوا آثارًا لهبوط الانسان في موقع هبوط رحلة أبولو 15
مصدر المسبار الصيني تغيير 2
هذه الأدلة ليست كل شيء. هناك العشرات من الأدلة التي نشرت نتيجة أبحاث مدرسية و جامعية أجريت طوال العقود التي تلت هبوط الانسان على القمر، لن نقوم بنشرها لكثرتها، و نكتفي بهذا القدر الأكثر من كافٍ.
4- اجتمع طلاب وباحثون من مختلف أنحاء العالم في مؤتمر “سيجراف – Siggraph” المختصّ بالجرافيكا الحاسوبيّة وسبل التّواصل بين الحاسوب والإنسان. في المؤتمر، عرض طلاّب من جامعتي دارتماوث وكاليفورنيا في بيركلي برنامجًا بإستطاعته تمييز الصور المزيّفة من الصّور الحقيقية عن طريق معاينة توزع الظلال مقارنة بمصدر الضوء. (الصورة الشهيرة لباز ألدرين على القمر عبرت الإختبار، بالطبع).
الأبحاث السّابقة أظهرت أنّ البشر ليست لديهم القدرات لرصد عدم التّناسق في توزّع الظّلال في الصّور الفوتوغرافيّة، ممّا يعني أنّ المزوّرين لن يكون بإستطاعتهم إتقان التّزوير تمامًا في كثيرٍ من الأحيان. ولذلك برنامج مثل هذا بإمكانه أن يُعيد الثّقة في الصّور الفوتوغرافيّة الحقيقيّة في زمانٍ يسهل فيه التّلاعب بالصّور والمواد المصوّرة.
جميع الصور الملتقطة لرحلات الفضاء نجحت في الاختبار دون أي استثناء.
5- الرد الذي نشرناه سابقًا على أشهر مغالطات وادعاءات أصحاب نظريات المؤامرة بشأن هبوط الانسان على القمر:
بعد عرض هذه الأدلة، ننتقل الآن الى موضوع الفيديو المزعوم:
لنبدأ بتحليل الفيديو نقطة بنقطة:
1- الفيديو المزعوم و بحسب قول ناشريه، عمره 16 عامًأ و نيف، التقط قبل وفاة المخرج الشهير بأيام قليلة ولم ينشر الا بعد وفاته ب15 عامًا. هم يقولون بأنهم كانوا ملزمين باتفاق يمنعهم من نشره قبل انقضاء 15 عامًا. الآن فيديو بهذه الأهمية، ألم يكن لينشر فور انقضاء المدة المتفق عليها؟ لماذا الانتظار عامًا اضافيًا؟ أم أن الموضوع مجرد خطأ حسابي وقع به أصحاب الفيديو؟
2- بالحديث عن الأخطاء، قام صانع الأفلام ت. باتريك موراي بنشر اعلان على الموقع الالكتروني الذي أعطي الحق بنشر المقابلة. هذا الاعلان يقول ان مصورًا مجهولًا قام باجراء مقابلة في مايو من العام 1999 مع المخرج كوبريك يعترف فيه بالمشاركة بتحضير الفيديو المزور كجزء من كذبة ناسا حول الهبوط على القمر. للأسف، نسي صاحب هذا الاعلان أن كوبريك توفي في 7 مارس، أي قبل شهرين من التاريخ المزعوم. و هذه هي صورة الاعلان :
3- حسنًا، سيأتي من يقول بأن هذا الخطأ ربما كان املائيًا و أنه لا يعني أن كوبريك لم يجر المقابلة. و هنا سنقوم بإعطائكم فيديو لكلمة ألقاها كوبريك، يمكن لأي هاوٍ من خلاله التمييز بأن الرجل في الفيديو ليس كوبريك، إنما هو مجرد ممثل مأجور.
4- إضافة لهذا كله، في احدى نسخ الفيديو قبل التعديل، يرتكب مجري المقابلة هفوة قاتلة، هي الضربة القاضية لصحة الفيديو. يقوم المصور بالتوجه كلاميًا ل”كوبريك المزعوم” بإسم توم ! و هذا هو الفيديو، في الدقيقة الرابعة عشر والثانية العشرة !
https://www.youtube.com/watch?v=KPHR...ature=youtu.be
5- بيان مزعوم باسم متحدث رسمي نيابة عن أرملة كوبريك قال: “هذه المقابلة مجرة كذبة، كوبريك لم يجر أي مقابلة مع موراي او أي شخص آخر، وأن القصة مختلقة و غير صحيحة”
لم يتسن لنا الحصول على مصدر لهذا التصريح لذلك وجب علينا التنويه !
بعد كل ما ذكر، عزيزي القارئ العربي، تكثر الأثاويل والأكاذيب التي يروج لها أصحاب نظريات المؤامرة، و نحن في أنا أصدق العلم ملتزمون بتعرية هذه الأكاذيب التي تهدف للإساءة الى العلم، بينما هي في الواقع لا تسيء إلا لأصحابها.
هنا نريد أن نشير و بأسف الى أن العديد من وسائل الاعلام العالمية عمومًا و خاصة العربية، تسعد بنشر هكذا أخبار، دون التأكد من صحتها، أو على الرغم من ادراكهم لصحتها.
سأختم مقالتي هذه بكلمتين:
1- للمؤسسات الاعلامية التي تنشر هكذا نوع من الأخبار: ان كنت تعرف فتلك مصيبة، و ان كنت لا تعرف فالمصيبة أكبر
2- لأصحاب هذه الأكاذيب: اكذب، ثم اكذب ثم اكذب، فلا بد أن يصدق الناس في النهاية. هذا مبدؤكم !