محفوظ (فواد)
Mahfouz (Fuad-) - Mahfouz (Fuad-)
محفوظ (فؤاد ـ)
(1900ـ نحو 1976)
فؤاد بن محفوظ بن الشيخ شعبان، موسيقي وعازف عود سوري، ولد في معرّة النعمان وتوفي في دمشق. نزح والده من بلدة إدلب إلى بلدة معرة النعمان، الواقعتان حينذاك في محافظة حلب شمالي الجمهورية العربية السورية. وكان والده يملك صوتاً جميلاً، عليماً بالأنغام وأصول الإيقاع، مما أهّله ليكون منشداً للقصائد والموشحات في الأذكار، إلى جانب معرفته بالرقص الشيخاني. ومع أنه مارس مهنة الغناء في الحفلات الدنيوية، إلا أنه منع ابنه فؤاد من سلوك الطريق نفسه. قال فؤاد محفوظ عن هذا الأمر: «معارضة أهلي لميولي الغنائية والموسيقية لم تحل بيني وبين ما أصبو إليه، فتابعت الاستماع وتلقي الدروس إلى أن توفرت لدي المؤهلات لممارسة المهنة».
عمل محفوظ في يفاعته في بعض الأعمال اليدوية، ثم عمل مع فرق عدة عازف عود، منها فرقة تضم أفراداً من العرب والأتراك، ثم قرر أن يدرس الموسيقى على أصولها، واتجه إلى حلب تحقيقاً لهدفه، ويقول في هذا الصدد: «أساتذتي الذين تلقيت عليهم المعرفة الموسيقية العملية والفنية سنة 1917 هم: الشيخ علي الدرويش[ر] أستاذ علم النوتة وتحليل المقامات، وعمر البطش[ر] أستاذ الموشحات، ومعلم العود سيساك. إنني أعترف بفضل هؤلاء المعلمين الذين تلقيت على أيديهم هذا الفن ولي الفخر».
انتقل فؤاد محفوظ في الحرب العالمية الثانية مع عائلته إلى دمشق ليتابع عمله في مسارحها، وقد اتخذ من بيته مكاناً لتعليم آلة العود والموسيقى. وكانت ابنته أمينة محفوظ شعبان قد درست على يديه ودخلت الوسط الفني مطربة، ولها تسجيلات عديدة في إذاعة دمشق. وكان محفوظ يفخر أنه عمل مدة خمس وأربعين سنة على المسارح مع أفضل المطربين.
ويذكر صميم الشريف أن محفوظ أحب آلة (النشأة كار) أي العود الصغير، ولم يلبث أن أصبح من أعلام العزف عليها.
ذاع صيت فؤاد محفوظ موسيقياً كبيراً منذ أن انتسب إلى أحد النوادي الموسيقية. وعمل في البدء في فرقة يقودها المؤلف الموسيقي توفيق الصباغ[ر]، وبعد عودة الصباغ إلى حلب استلم محفوظ رئاسة الفرقة. وقد عُين أستاذاً لآلة العود في المعهد الموسيقي الذي أعيد افتتاحه في سنة 1950. وأسس نقابة للموسيقيين في دمشق وأصبح نقيباً لها مدة سنتين. وترأس فرقة الإذاعة، ثم تنقل بين وظائف عدة قبل أن يستقر أميناً لمكتبة الإذاعة السورية.
تم اختيار فؤاد محفوظ عضواً في لجنة الموسيقى التابعة للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب؛ التي كانت تضم في عضويتها كبار الموسيقيين في سورية، وقدَّم لتلك اللجنة عدة مقترحات مهمة منها: رفض قبول (ربع الصوت المعدل Tempered) الذي كان يتبناه عدد من موسيقيي مصر، تطوير آلتي العود والناي إلى جانب الآلات الموسيقية العربية عامة، واستنباط عائلات لكل منها، وإحياء الآلات العربية المهملة كالطنبور، والسنطور.
من عطاءات محفوظ الفنية المتعددة:
ألَّف في قالب السماعي من مقامات الصبا، والعراق، والحسيني عشيران، ومن مقامات أخرى [ر. العربية (الموسيقى-)]، كما ألَّف في قالب اللونغا قطعاً موسيقية كثيرة من مقامات عدة، وله مقطوعة تحمل اسم «فانتازي راست». إضافة إلى ذلك، ألَّف مقطوعات راقصة تحمل العنوانات التالية: «دلع»، و«الزنبقة»، و«فرحة»، إلى جانب تأليفه مقطوعات أخرى تحمل كل منها عنواناً مستقلاً، منها: «ذكرى»، و«نسيم الصباح»، و«أجواء الملحن». كما ألَّف لحناً واحداً حماسياً «مارش الوثبة». وألف على إيقاع البوليرو Bolero الراقص مقطوعة تحمل اسم «بوليرو الرجاء»، وألَّف كذلك في قالب الموشح، وفي قالب الدور المصري.
ومن مؤلفاته النظرية:
كتاب في «تعليم العود» طبع مرات عديدة، كان يضيف إليه في كل طبعة جديدة، مع تعديل بعض مواده. وفي العام 1952 أصدر سلسلة من النشرات بعنوان «الثقافة الموسيقية» بالتعاون مع محمد النحاس (زميله في تدريس آلة العود في المعهد الموسيقي). وكانت تلك النشرات تتضمن موضوعات موسيقية، تاريخية ونظرية وعملية، تهدف إلى وضع منهاج لتدريس آلة العود حيث تتوزع على سنوات الدراسة الأربع، وكان المعهد يصدرها باسميهما. غير أن هذه النشرات فقدت.
جمع محفوظ في كتاب آخر كثيراً من الأغاني التراثية، والأغاني التي تدخل في باب الذاكرة الشعبية والمأثورات folklor. يقول في كلمته التي قدَّم بها الجزء الأول من الكتاب: «كان علي أن أستمع إلى تلك الأغنيات من مصادرها الموثوقة، ولم أكتف بمصدر واحد للأغنية الواحدة، بل بعدة مصادر حتى إذا توفرت لدي الثقة بأن ما استمعت إليه، هو الأصل، سجلته ودونته».
انصب تكريم نقابة الفنانين السوريين لفؤاد محفوظ على الأثر الذي تركته مؤلفاته، وقد ورد في التكريم: «تتلمذ على يديه كثير من الفنانين الموسيقيين الذين يعيشون بيننا».
جميل ولاية
Mahfouz (Fuad-) - Mahfouz (Fuad-)
محفوظ (فؤاد ـ)
(1900ـ نحو 1976)
فؤاد بن محفوظ بن الشيخ شعبان، موسيقي وعازف عود سوري، ولد في معرّة النعمان وتوفي في دمشق. نزح والده من بلدة إدلب إلى بلدة معرة النعمان، الواقعتان حينذاك في محافظة حلب شمالي الجمهورية العربية السورية. وكان والده يملك صوتاً جميلاً، عليماً بالأنغام وأصول الإيقاع، مما أهّله ليكون منشداً للقصائد والموشحات في الأذكار، إلى جانب معرفته بالرقص الشيخاني. ومع أنه مارس مهنة الغناء في الحفلات الدنيوية، إلا أنه منع ابنه فؤاد من سلوك الطريق نفسه. قال فؤاد محفوظ عن هذا الأمر: «معارضة أهلي لميولي الغنائية والموسيقية لم تحل بيني وبين ما أصبو إليه، فتابعت الاستماع وتلقي الدروس إلى أن توفرت لدي المؤهلات لممارسة المهنة».
عمل محفوظ في يفاعته في بعض الأعمال اليدوية، ثم عمل مع فرق عدة عازف عود، منها فرقة تضم أفراداً من العرب والأتراك، ثم قرر أن يدرس الموسيقى على أصولها، واتجه إلى حلب تحقيقاً لهدفه، ويقول في هذا الصدد: «أساتذتي الذين تلقيت عليهم المعرفة الموسيقية العملية والفنية سنة 1917 هم: الشيخ علي الدرويش[ر] أستاذ علم النوتة وتحليل المقامات، وعمر البطش[ر] أستاذ الموشحات، ومعلم العود سيساك. إنني أعترف بفضل هؤلاء المعلمين الذين تلقيت على أيديهم هذا الفن ولي الفخر».
انتقل فؤاد محفوظ في الحرب العالمية الثانية مع عائلته إلى دمشق ليتابع عمله في مسارحها، وقد اتخذ من بيته مكاناً لتعليم آلة العود والموسيقى. وكانت ابنته أمينة محفوظ شعبان قد درست على يديه ودخلت الوسط الفني مطربة، ولها تسجيلات عديدة في إذاعة دمشق. وكان محفوظ يفخر أنه عمل مدة خمس وأربعين سنة على المسارح مع أفضل المطربين.
ويذكر صميم الشريف أن محفوظ أحب آلة (النشأة كار) أي العود الصغير، ولم يلبث أن أصبح من أعلام العزف عليها.
ذاع صيت فؤاد محفوظ موسيقياً كبيراً منذ أن انتسب إلى أحد النوادي الموسيقية. وعمل في البدء في فرقة يقودها المؤلف الموسيقي توفيق الصباغ[ر]، وبعد عودة الصباغ إلى حلب استلم محفوظ رئاسة الفرقة. وقد عُين أستاذاً لآلة العود في المعهد الموسيقي الذي أعيد افتتاحه في سنة 1950. وأسس نقابة للموسيقيين في دمشق وأصبح نقيباً لها مدة سنتين. وترأس فرقة الإذاعة، ثم تنقل بين وظائف عدة قبل أن يستقر أميناً لمكتبة الإذاعة السورية.
تم اختيار فؤاد محفوظ عضواً في لجنة الموسيقى التابعة للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب؛ التي كانت تضم في عضويتها كبار الموسيقيين في سورية، وقدَّم لتلك اللجنة عدة مقترحات مهمة منها: رفض قبول (ربع الصوت المعدل Tempered) الذي كان يتبناه عدد من موسيقيي مصر، تطوير آلتي العود والناي إلى جانب الآلات الموسيقية العربية عامة، واستنباط عائلات لكل منها، وإحياء الآلات العربية المهملة كالطنبور، والسنطور.
من عطاءات محفوظ الفنية المتعددة:
ألَّف في قالب السماعي من مقامات الصبا، والعراق، والحسيني عشيران، ومن مقامات أخرى [ر. العربية (الموسيقى-)]، كما ألَّف في قالب اللونغا قطعاً موسيقية كثيرة من مقامات عدة، وله مقطوعة تحمل اسم «فانتازي راست». إضافة إلى ذلك، ألَّف مقطوعات راقصة تحمل العنوانات التالية: «دلع»، و«الزنبقة»، و«فرحة»، إلى جانب تأليفه مقطوعات أخرى تحمل كل منها عنواناً مستقلاً، منها: «ذكرى»، و«نسيم الصباح»، و«أجواء الملحن». كما ألَّف لحناً واحداً حماسياً «مارش الوثبة». وألف على إيقاع البوليرو Bolero الراقص مقطوعة تحمل اسم «بوليرو الرجاء»، وألَّف كذلك في قالب الموشح، وفي قالب الدور المصري.
ومن مؤلفاته النظرية:
كتاب في «تعليم العود» طبع مرات عديدة، كان يضيف إليه في كل طبعة جديدة، مع تعديل بعض مواده. وفي العام 1952 أصدر سلسلة من النشرات بعنوان «الثقافة الموسيقية» بالتعاون مع محمد النحاس (زميله في تدريس آلة العود في المعهد الموسيقي). وكانت تلك النشرات تتضمن موضوعات موسيقية، تاريخية ونظرية وعملية، تهدف إلى وضع منهاج لتدريس آلة العود حيث تتوزع على سنوات الدراسة الأربع، وكان المعهد يصدرها باسميهما. غير أن هذه النشرات فقدت.
جمع محفوظ في كتاب آخر كثيراً من الأغاني التراثية، والأغاني التي تدخل في باب الذاكرة الشعبية والمأثورات folklor. يقول في كلمته التي قدَّم بها الجزء الأول من الكتاب: «كان علي أن أستمع إلى تلك الأغنيات من مصادرها الموثوقة، ولم أكتف بمصدر واحد للأغنية الواحدة، بل بعدة مصادر حتى إذا توفرت لدي الثقة بأن ما استمعت إليه، هو الأصل، سجلته ودونته».
انصب تكريم نقابة الفنانين السوريين لفؤاد محفوظ على الأثر الذي تركته مؤلفاته، وقد ورد في التكريم: «تتلمذ على يديه كثير من الفنانين الموسيقيين الذين يعيشون بيننا».
جميل ولاية