تويت
عن ميراث الفن الياباني وعروضه في باريس
أسعد عرابي
تشكيل
من مجموعة شعر كونايكو: 36، عبقرية أنثوية، يوتاغاوا هيروشيج
شارك هذا المقال
حجم الخط
قد تكون عاصمة التشكيل الفرنسية اصطبغت برحيق الازدهار الاستثنائي لفنون الطباعة والحفر والموسومة باسم "الاستامب"، بسبب كثافة إعلانات معارضها الفذة على الجدران العريقة، وبسبب عروض خاصة لرائديها العريقين والأشد تأثيرًا على أعمدة تيار "الانطباعية الفرنسية" وفروعها وهما المعلمان الكبيران كاتوشيما هوكوساي (1760 - 1849 مـ) ويوتاغاوا هيروشيج (1797 - 1858 مـ). الأول في موجاته الشهيرة، رمز القصيدة الملحمية اليابانية، والثاني من خلال تصاميم 640 مروحة منجزة خلال الأعوام (1830 - 1850 مـ). يتمركز موضوع هذه المعارض حول تأثير الاستامب الياباني على الفن الفرنسي في القرن التاسع عشر برمزه لوحة الجسر الياباني لفان غوخ (وقبلها الجسر الياباني الذي بناه كلود مونيه في حديقة محترفه في قصر جفرني). بخصوص الجسر الأول، لا بد من الانعراج المغتبط إلى فيلم أكبر مخرج عالمي ياباني هو كيروساوا، الذي يخصص فصلًا كاملًا عن لوحة فان غوخ (عام 1990 مـ)، قبل أن تتحول إلى واقع اجتماعي مصور في العاصمة الإمبراطورية التراثية كيوتو، مستلهمًا من ألوانه العاطفية الصباغة المبصومة بأسلوبه السينمائي تحت عنوان أحلام (Dreams - Reves). كان من الضروري عرضه مع هذه التظاهرات في المتحف الوطني للفنون الآسيوية "غيمي". هو المخرج الذي أتحفنا سابقًا بأفلام استثنائية مثل "الساموراي السابع" و"ظل المحارب" (كاراموشا) وغيرهما.
إذا عدنا لموضوعنا الرئيسي: عروض الاستامب، نجد أنه بالإضافة إلى قصر السيراميك (كاريموشي) في حي الشانزيليزيه، ثمة صيغة البارفانات الممثلة في هذه المتاحف وتأثيره خاصة على "جماعة الأنبياء" بيير بونار وفويار (الأقرب إلى أوراق الجدران اليابانية). بحيث تتمركز هذه العروض في أبرز متحف عن الفن الآسيوي "غيمي" وأشدهم عراقة في مركز باريس الذي أسسه غيمي (1836 - 1918 مـ).
يشغل الطابق الأرضي أنواع الاستامب التي وفدت وأثرت في باريس بما فيها جناح أبرزهم وأشدهم شهرة المعلم هوكوساي الشهير بالموجة. وكان المتحف أقام لأعماله معرضًا استعاديًا قبل عدة سنوات، أما الطابق الثاني فيشغل أعمال الطباعة والحفر واللوحات للمعلم الثاني هيروشيج تحت عنوان "هيروشيج والمروحة"، لأن المعرض يحتوي على 630 مروحة يابانية دارجة صممها وصورها الفنان نفسه.
اختص بنقله والتأثر بموجاته الحلزونية وزهوره وسفنه وجسره المذكور الفنان فان غوخ بأسلوبه الهمودي المعروف كما جاء في الفيلم.
تنتمي صناعة الاستامب الرائعة إلى صلب الثقافة البوذية الشعرية اليابانية في العاصمة الإمبراطورية كيوتو ونظام فتيات الهوى (الشيفا). انتقلت العاصمة إلى طوكيو حفاظًا على معابد وعمارة وحرفيات وتقاليد ساموراي الأولى. أما الجديدة فهي عاصمة الحداثة واختراع الموبايل وأنواع عدسات التصوير والسيارات والمجاهر والعدسات وغيرها من إنتاج العبقرية الصناعية اليابانية التي تبذل 40% من اقتصادها لحماية كيوتو وعمارة معابدها الثقافية السياحية من الدرجة الأولى.
لعل أبرز هذا الحشد من العروض، هو المعرض الاستعادي للمعلم الأوسع شهرة (بعد هوكوساي) وهو يوتاغاوا هيروشيج. يعانق المعرض أكثر من تسعين عملًا كرافيكيًا، اختير من أبرز مجموعة الاستامب الياباني يملكها ميراث جورج ليسكوفيك (المتوفى عام 1868 مـ). أما الفنان فقد عاش ما بين ولادته عام 1797 مـ ووفاته عام 1858 مـ في مدينة "إيدو" المختصة بالطباعة في ذلك الوقت وهو الاسم العريق للعاصمة الحالية طوكيو. من المعروف أنه أنجز ما بين 1830 و1850 ستمئة وخمسين استامب ملصق على مروحيات تقليدية، كانت تنجز خلال صيف الأعياد البوذية فيها. لذلك توج المعرض عنوان: "هيروشيج والمروحة". أو تنتج في فترة تدعى "بعهد الملذات" ممثلة بإناث جميلات من الجيشا "فتيات الهوى" يتبرجن أمام مرآتهن في غرف الخلوات والمكياج.
نعثر في مطبوعات هيروشيج (الاستامب) على الطبيعة خارج المدينة والجسور والأنهار والجبال والطيور والحيوانات والزهور والأشجار والمزارعين والعابرين أحيانًا أخرى المراكب والأمواج. أغلبها تمثل قصائد شعرية منظومة وفق التقاليد المحلية. هي تقاليد تنتمي إلى "فترة إيدو" التي تقع بين 1603 و1868 مـ. أثرت فنيًا على جماعة بونت آفين في فرنسا: بول غوغان وسورينيه.
يقع المعرض ما بين الخامس عشر من شباط/فبراير وحتى التاسع والعشرين من أيار/ مايو من العام الراهن 2023 مـ.
أسعد عرابي
تشكيل
من مجموعة شعر كونايكو: 36، عبقرية أنثوية، يوتاغاوا هيروشيج
شارك هذا المقال
حجم الخط
قد تكون عاصمة التشكيل الفرنسية اصطبغت برحيق الازدهار الاستثنائي لفنون الطباعة والحفر والموسومة باسم "الاستامب"، بسبب كثافة إعلانات معارضها الفذة على الجدران العريقة، وبسبب عروض خاصة لرائديها العريقين والأشد تأثيرًا على أعمدة تيار "الانطباعية الفرنسية" وفروعها وهما المعلمان الكبيران كاتوشيما هوكوساي (1760 - 1849 مـ) ويوتاغاوا هيروشيج (1797 - 1858 مـ). الأول في موجاته الشهيرة، رمز القصيدة الملحمية اليابانية، والثاني من خلال تصاميم 640 مروحة منجزة خلال الأعوام (1830 - 1850 مـ). يتمركز موضوع هذه المعارض حول تأثير الاستامب الياباني على الفن الفرنسي في القرن التاسع عشر برمزه لوحة الجسر الياباني لفان غوخ (وقبلها الجسر الياباني الذي بناه كلود مونيه في حديقة محترفه في قصر جفرني). بخصوص الجسر الأول، لا بد من الانعراج المغتبط إلى فيلم أكبر مخرج عالمي ياباني هو كيروساوا، الذي يخصص فصلًا كاملًا عن لوحة فان غوخ (عام 1990 مـ)، قبل أن تتحول إلى واقع اجتماعي مصور في العاصمة الإمبراطورية التراثية كيوتو، مستلهمًا من ألوانه العاطفية الصباغة المبصومة بأسلوبه السينمائي تحت عنوان أحلام (Dreams - Reves). كان من الضروري عرضه مع هذه التظاهرات في المتحف الوطني للفنون الآسيوية "غيمي". هو المخرج الذي أتحفنا سابقًا بأفلام استثنائية مثل "الساموراي السابع" و"ظل المحارب" (كاراموشا) وغيرهما.
إذا عدنا لموضوعنا الرئيسي: عروض الاستامب، نجد أنه بالإضافة إلى قصر السيراميك (كاريموشي) في حي الشانزيليزيه، ثمة صيغة البارفانات الممثلة في هذه المتاحف وتأثيره خاصة على "جماعة الأنبياء" بيير بونار وفويار (الأقرب إلى أوراق الجدران اليابانية). بحيث تتمركز هذه العروض في أبرز متحف عن الفن الآسيوي "غيمي" وأشدهم عراقة في مركز باريس الذي أسسه غيمي (1836 - 1918 مـ).
| إلى اليمين: من مجموعة شعر كونايكو: 36، عبقرية أنثوية. وفي الصورة الثانية: المروحة الأولى: التجار الأغنياء في حي الموسيقيين، الثانية: معبد مسرحي/ يوتاغاوا هيروشيج |
اختص بنقله والتأثر بموجاته الحلزونية وزهوره وسفنه وجسره المذكور الفنان فان غوخ بأسلوبه الهمودي المعروف كما جاء في الفيلم.
تنتمي صناعة الاستامب الرائعة إلى صلب الثقافة البوذية الشعرية اليابانية في العاصمة الإمبراطورية كيوتو ونظام فتيات الهوى (الشيفا). انتقلت العاصمة إلى طوكيو حفاظًا على معابد وعمارة وحرفيات وتقاليد ساموراي الأولى. أما الجديدة فهي عاصمة الحداثة واختراع الموبايل وأنواع عدسات التصوير والسيارات والمجاهر والعدسات وغيرها من إنتاج العبقرية الصناعية اليابانية التي تبذل 40% من اقتصادها لحماية كيوتو وعمارة معابدها الثقافية السياحية من الدرجة الأولى.
| من اليمين نهر تاكينو غاوا، رسالة السنونو، هيروشيج |
نعثر في مطبوعات هيروشيج (الاستامب) على الطبيعة خارج المدينة والجسور والأنهار والجبال والطيور والحيوانات والزهور والأشجار والمزارعين والعابرين أحيانًا أخرى المراكب والأمواج. أغلبها تمثل قصائد شعرية منظومة وفق التقاليد المحلية. هي تقاليد تنتمي إلى "فترة إيدو" التي تقع بين 1603 و1868 مـ. أثرت فنيًا على جماعة بونت آفين في فرنسا: بول غوغان وسورينيه.
يقع المعرض ما بين الخامس عشر من شباط/فبراير وحتى التاسع والعشرين من أيار/ مايو من العام الراهن 2023 مـ.
| نهر فوجي كاوا، هيروشيج |