«شهر الصُنّاع» في دبي ترسخ ثقافة الإبداع المستدام
من برامج مصنع الأعمال الخشبية اليابانية القديمة في «تشكيل» | تصوير: إبراهيم صادق
المصدر:
- دبي - رشا عبد المنعم
التاريخ: 07 يونيو 2023
ت +ت -الحجم الطبيعي
تسهم مبادرة «شهر الصناع»، التي نظمتها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، واختتمت فعالياتها 28 مايو الماضي، في تكوين علاقات مستدامة بين القطاع الإبداعي والمصنعين والموردين في الإمارات انطلاقاً من إمارة دبي، عبر تسليط الضوء على أهمية قطاع التصنيع في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وحضور بيئة تكاملية مبتكرة للمواهب ورواد الأعمال، وأصحاب المشاريع والشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الاستفادة من معطيات المنصة الإلكترونية «ميك ووركس- الإمارات» كونها المنصة الوحيدة والأولى التابعة لشبكة «ميك ووركس» خارج أوروبا، لضمان استدامتها وقيمتها المتزايدة كونها مصدراً للمعلومات، وهو ما يتناغم مع أهداف دبي الرامية إلى تحفيز منظومة التصنيع والتصدير الإبداعي المحلية، وتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للفنون والثقافة والإبداع.
منصة الحرفيين
والجدير بالذكر أن اتفاقية الشراكة بين «دبي للثقافة» ومركز «تشكيل» تعمل على تنمية وتطوير بيانات المنصة الإلكترونية للتصنيع والإنتاج «ميك ووركس- الإمارات»، وتوسيع قاعدة البيانات والملفات الشخصية الخاصة بالمصنعين المحليين والموردين، التي تضم حالياً أكثر من 20 شركة تعمل في التصاميم الخشبية والجلدية والطباعة والسيراميك والمجوهرات وغيرها، من بينها 10 شركات تتخذ من «منطقة القوز الإبداعية» مقراً لها، وستدعم هذه الشراكة الصناع الناشئين والمنشآت الصغيرة والمشاريع متناهية الصغر، من خلال تمكينهم من الترويج لأعمالهم وخدماتهم على نطاق واسع، كما سيتم تنظيم سلسلة سنوية من ورش العمل التدريبية، والجلسات النقاشية للمصنعين والموردين وأصحاب المواهب الإبداعية ورواد الأعمال، حيث تبين الإحصاءات أن معدل مشاهدات صفحات البوابة يصل إلى 3000 أسبوعياً.
وبحسب اتفاقية الشراكة سيتم خلال السنوات الخمس المقبلة إضافة أكثر من 150 ملفاً للمصنعين والموردين العاملين في دبي، والإمارات إلى البوابة الإلكترونية.
وفي ما يتعلق بالإسهامات المعرفية، التي تقدمها «شهر الصناع» في بناء مجتمع فني إبداعي في منطقة القوز الإبداعية، ويمهد لحضور أعمال فنانين جدد في المنطقة تقول خلود خوري، مديرة إدارة المشاريع والفعاليات في «دبي للثقافة»: يحظى أصحاب المواهب الإبداعية ورواد الأعمال والمستثمرون في دبي برعاية كبيرة من قبل الجهات المعنية بالقطاع الثقافي والفني، وعلى رأسها «دبي للثقافة»، التي تسعى عبر مبادراتها ومشاريعها، ومن بينها «شهر الصناع» إلى مساعدتهم في خلق قيمة اقتصادية لإبداعاتهم ومنتجاتهم، ما يسهم في توفير بيئة مبتكرة ومرنة قادرة على تحفيز قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، ودعم تأسيس المشاريع الإبداعية الجديدة في دبي.
فرص استثمارية
وترى خلود أن منطقة القوز الإبداعية أسهمت بما توفره من خدمات ومرافق متكاملة تلبي متطلبات المبدعين وأصحاب المواهب ورواد الأعمال، في بناء مجتمعات إبداعية وفنية متكاملة، كما عملت على إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع والمنصات المبتكرة، التي تسهم في دعم وتعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي تحقيقاً لرؤية دبي الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً ثقافياً عالمياً، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب، وعلى مدار الوقت نجحت دبي- ولا تزال- في جذب آلاف المبدعين والفنانين ورواد الأعمال، الذين أسسوا مشروعاتهم في «منطقة القوز الإبداعية»، مستفيدين من الموارد والفرص الاستثمارية والتسهيلات والبيئة المحفزة على الابتكار والإبداع ضمنها.
بيئة إبداعية مستدامة
وحول أهمية «شهر الصناع» في تحقيق مستهدفات استراتيجية الإمارة للاقتصاد الإبداعي، إلى جانب إبراز دور منطقة القوز الإبداعية تقول خوري: شكلت «شهر الصناع» مبادرة مبتكرة أطلقتها «دبي للثقافة» دعماً للصُنَّاع الناشئين وأصحاب المواهب ورواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بهدف تمكينهم من ترويج أعمالهم وخدماتهم على نطاق واسع، إلى جانب تطوير وتنمية قدرات الصُنَّاع ورواد الأعمال التقنية وتحفيز التعاون في ما بينهم، عبر تقوية الروابط بين مبدعي التصنيع وإنشاء شبكات قادرة على تأسيس حاضنة لهم، ويأتي ذلك لتعريف مجتمع الصُنَّاع بأفضل الممارسات العالمية في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وضمان تفاعلهم مع الأعمال التجارية في منطقة القوز الإبداعية.
وتؤكد خلود خوري أن «دبي للثقافة» تسعى من خلال هذا الشهر، الذي نظمته بالتعاون مع «السركال للاستشارات»، و«ميك ووركس- الإمارات»، و«كولاب» إلى تسهيل التواصل بين أعضاء المجتمع الإبداعي وشركات التصنيع والإنتاج في الإمارات، والإضاءة على قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي، وما تمتلكه «منطقة القوز الإبداعية» من موارد وفرص استثمارية يمكن للصُنَّاع الاستفادة منها.
وتتابع خوري: بلا شك فإن هذه المبادرة وغيرها من المبادرات والفعاليات، التي تدعم الفنون البصرية ومساراتها الاقتصادية وتعزز وتترجم رؤية دبي في بناء المناطق الإبداعية المستقبلية ومواصلة ترسيخ مكانة الإمارة وجهة حاضنة للإبداع في المنطقة والعالم.