مرصفي (سيد علي)
Al-Marsafi (Said ibn Ali-) - Al-Marsafi (Said ibn Ali-)
المرصـفي (سيد بن علي ـ)
(…ـ 1349هـ/… ـ 1931م)
سيد بن علي المرصفي، لغوي أديب، من علماء الأزهر، ولد في قرية مرصفا بريف مصر، وهي بالقرب من بنها (محافظة القليوبية)، وهذا هو الراجح، غير أنّ بعضهم يذكر أنه ولد بدرب «الركراكي» بباب البحر بالقاهرة.
تعلّم في كتّاب والده الشيخ علي، فحفظ القرآن الكريم، وقد عني به والده عناية كبيرة، وحين بلغ الخامسة عشرة دخل الأزهر، تدرج في حلقات الدروس، وانتفع بكتب الأزهر،وكان من مشايخه الشيخ عبد الرحمن بن محمد الشربيني (ت 1326هـ) الذي ولي مشيخة الأزهر بين عامي 1322-1324هـ فكان يجالسه الساعات بحثاً في اللغة وأسرارها.
ومن أشياخه: الشيخ المبلط، والشيخ عبد الهادي نجا الأبياري (ت 1305هـ) الذي كان يميل إلى الأدب، بينما كان شيخه الشربيني يميل إلى اللغة، فاجتمع لديه أهم المناهل في اللغة والأدب، فغرف منهما دواوين الأدب وأسرار اللغة.
وممن أثّر في ثقافته جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، وقد أوكل إليه الأخير- بعد أن تولى عضوية مجلس إدارة الأزهر - تدريس الأدب واللغة بالأزهر، فانكبّ المرصفي على أمهات كتب الأدب واللغة، وحفظ كثيراً من دواوين الشعراء، وإن نجاحه في التدريس جعله من كبار العلماء بالأزهر، وأستاذ اللغة؛ إذ خرّج عدداً لا يحصى من أفاضل الكتّاب والأدباء.
وكان يوصي تلامذته بحفظ الشعر قائلاً: «تعلّموا الشعر، فإن لم تكونوا شعراء تكونوا لغويين».
شارك في الثورة العرابية، واعتقل، فكان لهذا أثر في حياته وثقافته، فآثر العزلة، وتوجّه للقراءة.
كان المرصفي محباً للعربية، يدلّ على ذلك أنه تولى تدريس اللغة بالأزهر إلى أن نالت منه الشيخوخة، وكسرت ساقه، فاعتكف بمنزله بالقاهرة، وظلّ الطلبة يقبلون عليه، فكان يعقد الدروس في منزله إلى أن وافته المنية.
له عدد من الكتب، منها: «رغبة الآمل من كتاب الكامل»، وهو مطبوع في ثمانية أجزاء، وهو شرح لكامل المبرد، و«أسرار الحماسة»، وهو مطبوع، وله ديوان مخطوط يجمع طائفة ضخمة من شعره الذي قاله في مختلف مراحل حياته، ومن شعره ما اشتهر باسم «القصيدة المرصفية»، وهي قصيدة تدعو المصريين للثورة والاتحاد ضد الإنجليز، وقد كتبها عندما شارك في ثورة عرابي باشا[ر]، وتقع في سبعة وسبعين بيتاً، وهي مطبوعة، جاء في آخرها:
يا آل مصر تنبهوا فمــن الذي
يرضى بذلّ في الخليقة أنكدِ
يا آل مصر علمتموا ما حلّ في
هند وتونس من بلاءٍ سرمـدِ
ومن قصائده المعروفة تلك التي سماها «ثامنة المعلقات» مدح بها شيخه الشربيني حين تولى مشيخة الأزهر، وقد عارض فيها قصيدة طرفة، على أنّ كثيراً من شعره قد ضاع.
ومن منظوماته: «تحفة العهد الجديد في الفقه والتوحيد»، و«الدر الذي انسجم على لامية العجم».
ولمّا كان المرصفي من كبار مدرسي الأزهر فقد كان له منهج خاص في دراسة النص الأدبي ونقده، يتلخص في الترجمة لأصحاب النصوص والآثار، وإيضاح المناسبات التي صاحبت أقوالهم، والاهتمام بها بعد قراءة النص كمدخل لابدّ منه لدراسة النص الأدبي ونقده، ثم دراسة النص لإيضاح مبناه ومعناه بدراسة ألفاظه نحواً وصرفاً، وما يعطيه من المعاني، وكان يؤثر معنى على آخر، أو يفضّل عبارة على أخرى، ومرجع ذلك إنما يعود إلى ذوقه الأدبي واللغوي، وقد استطاع أن يكوّن منهجاً يقوم على تصويب للنصوص والآثار من حيث الراوي أو القائل أو الشارح.
محمد موعد
Al-Marsafi (Said ibn Ali-) - Al-Marsafi (Said ibn Ali-)
المرصـفي (سيد بن علي ـ)
(…ـ 1349هـ/… ـ 1931م)
سيد بن علي المرصفي، لغوي أديب، من علماء الأزهر، ولد في قرية مرصفا بريف مصر، وهي بالقرب من بنها (محافظة القليوبية)، وهذا هو الراجح، غير أنّ بعضهم يذكر أنه ولد بدرب «الركراكي» بباب البحر بالقاهرة.
تعلّم في كتّاب والده الشيخ علي، فحفظ القرآن الكريم، وقد عني به والده عناية كبيرة، وحين بلغ الخامسة عشرة دخل الأزهر، تدرج في حلقات الدروس، وانتفع بكتب الأزهر،وكان من مشايخه الشيخ عبد الرحمن بن محمد الشربيني (ت 1326هـ) الذي ولي مشيخة الأزهر بين عامي 1322-1324هـ فكان يجالسه الساعات بحثاً في اللغة وأسرارها.
ومن أشياخه: الشيخ المبلط، والشيخ عبد الهادي نجا الأبياري (ت 1305هـ) الذي كان يميل إلى الأدب، بينما كان شيخه الشربيني يميل إلى اللغة، فاجتمع لديه أهم المناهل في اللغة والأدب، فغرف منهما دواوين الأدب وأسرار اللغة.
وممن أثّر في ثقافته جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، وقد أوكل إليه الأخير- بعد أن تولى عضوية مجلس إدارة الأزهر - تدريس الأدب واللغة بالأزهر، فانكبّ المرصفي على أمهات كتب الأدب واللغة، وحفظ كثيراً من دواوين الشعراء، وإن نجاحه في التدريس جعله من كبار العلماء بالأزهر، وأستاذ اللغة؛ إذ خرّج عدداً لا يحصى من أفاضل الكتّاب والأدباء.
وكان يوصي تلامذته بحفظ الشعر قائلاً: «تعلّموا الشعر، فإن لم تكونوا شعراء تكونوا لغويين».
شارك في الثورة العرابية، واعتقل، فكان لهذا أثر في حياته وثقافته، فآثر العزلة، وتوجّه للقراءة.
كان المرصفي محباً للعربية، يدلّ على ذلك أنه تولى تدريس اللغة بالأزهر إلى أن نالت منه الشيخوخة، وكسرت ساقه، فاعتكف بمنزله بالقاهرة، وظلّ الطلبة يقبلون عليه، فكان يعقد الدروس في منزله إلى أن وافته المنية.
له عدد من الكتب، منها: «رغبة الآمل من كتاب الكامل»، وهو مطبوع في ثمانية أجزاء، وهو شرح لكامل المبرد، و«أسرار الحماسة»، وهو مطبوع، وله ديوان مخطوط يجمع طائفة ضخمة من شعره الذي قاله في مختلف مراحل حياته، ومن شعره ما اشتهر باسم «القصيدة المرصفية»، وهي قصيدة تدعو المصريين للثورة والاتحاد ضد الإنجليز، وقد كتبها عندما شارك في ثورة عرابي باشا[ر]، وتقع في سبعة وسبعين بيتاً، وهي مطبوعة، جاء في آخرها:
يا آل مصر تنبهوا فمــن الذي
يرضى بذلّ في الخليقة أنكدِ
يا آل مصر علمتموا ما حلّ في
هند وتونس من بلاءٍ سرمـدِ
ومن قصائده المعروفة تلك التي سماها «ثامنة المعلقات» مدح بها شيخه الشربيني حين تولى مشيخة الأزهر، وقد عارض فيها قصيدة طرفة، على أنّ كثيراً من شعره قد ضاع.
ومن منظوماته: «تحفة العهد الجديد في الفقه والتوحيد»، و«الدر الذي انسجم على لامية العجم».
ولمّا كان المرصفي من كبار مدرسي الأزهر فقد كان له منهج خاص في دراسة النص الأدبي ونقده، يتلخص في الترجمة لأصحاب النصوص والآثار، وإيضاح المناسبات التي صاحبت أقوالهم، والاهتمام بها بعد قراءة النص كمدخل لابدّ منه لدراسة النص الأدبي ونقده، ثم دراسة النص لإيضاح مبناه ومعناه بدراسة ألفاظه نحواً وصرفاً، وما يعطيه من المعاني، وكان يؤثر معنى على آخر، أو يفضّل عبارة على أخرى، ومرجع ذلك إنما يعود إلى ذوقه الأدبي واللغوي، وقد استطاع أن يكوّن منهجاً يقوم على تصويب للنصوص والآثار من حيث الراوي أو القائل أو الشارح.
محمد موعد