أبو زرارة، مصعب بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو زرارة، مصعب بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري

    مصعب عبد رحمن عوف

    Mus’ab ibn Abdul Rahman ibn Auf - Mus’ab ibn Abdul Rahman ibn Auf

    مصعب بن عبد الرحمن بن عوف
    (… ـ 64هـ/… ـ 683م)

    أبو زرارة، مصعب بن عبد الرحمن ابن عوف الزهري، أمّه أمّ حريث من سبي بهراء من قضاعة. كان ثقة قليل الحديث، استعمله مروان بن الحكم في زمن معاوية على شرطه، وولاّه قضاءه بالمدينة، وكان شديداً على المريب، وكان ولاة المدينة هم الذين يختارون القضاة ويولّونهم، وفيه يقول ابن قيس الرقيّات:
    حالَ دونَ الهوى ودو
    نَ سُرى اللَّيل مصعبُ
    وسياطٌ على أَكُــــ
    فِّ الـرِّجـالِ تُقلَّـبُ
    وكان أهل المدينة قبل عمل مصعب يقتل بعضهم بعضاً، فلمّا وُلِّي قسا عليهم وجلدهم، وهدم الدور، ففزع الناس من ذلك وشكوه إلى مروان، فكاد يعزله، فدخل عليه المسور بن مخرمة، فقال له مروان: ألا ترى ما يشكو الناس من مصعب بن عبد الرحمن؟ فقال المسور:
    ليس بهذا من سياقٍ عتْبُ
    يمشي القطوفُ وينامُ الركبُ
    فلم يزل على شرطه حتّى مات معاوية، وقدم عمرو بن سعيد والياً ليزيد بن معاوية، فولّى مصعباً الشرط، ثمّ أمره بهدم دور بني هاشم ومن كان في حيّزهم والشدّة عليهم، وبهدم دور بني أسد بن عبد العزّى والشدّة عليهم، حين خرج الحسين بن عليّ وعبد الله بن الزبير، وأبيا بيعة يزيد، فقال له مصعب: أيّها الأمير، إنّه لا ذنب لهؤلاء، ولست أفعل. قال: انتفخ سحرك يا بن أمّ حريث، إليَّ سيفنا؟ فرمى بالسيف وخرج عنه، ولحق بابن الزبير، فخرج مع مصعب بن الزبير والمختار بن أبي عبيد فوقفوا على مسلحة للحصين بين نمير، فهاجموها، وباتوا يقاتلونهم، فأصبحوا وقد قتلوا من أهل الشام مئة رجل، وكان قتلى مصعب بن عبد الرحمن يعرفون بوثبات كان يثبهنّ، ذرع كلّ وثبة ثنتا عشرة ذراعاً، وكان لا يخفى جرح سيفه، ومصعب من أشدّ الناس بطشاً، وأشجعهم قلباً، ورجع ذات مرّة من الميدان وإنّ سيفه لمنحنٍ، فجعل يقول:
    إنّا لنورِدُها بيضاً ونُصدِرُها
    حمراً فيها انحناءٌ بعدَ تقويمِ
    وقد أصاب مصعباً سهم فقتله، فرثاه رجل من جذام، فقال:
    للهِ عينـا مـَنْ رأى مثلَ مصعبٍ
    أعفَّ وأقضَى بالكتابِ وأفهما
    وقالُوا: أصابَتْ مصعباً بعضَُ نبْلِهم
    فعزَّ علينا مَنْ أُصيبَ وعزَّما
    شـدَّ أبـو بكـرٍ الرُّكـنَ شـدَّةً
    أبتْ للحصينِ أنْ يُطاعَ فيغرما
    شـدَّ امرئٍ لـم يدخلِ الذُّلُ قلبَهُ
    ولمْ يكُ أعمَى مَنْ هدَى اللهُ أبكما
    ولمّا مات مصعب بن عبد الرحمن بن عوف والمسور بن مخرمة، أظهر عبد الله بن الزبير الدعاء لنفسه، وبايعه الناس بالخلافة، وكان قبل ذلك يريهم أنّ الأمر شورى بينهم، وكان شعاره قبل أن يموت المسور ومصعب: لا حكم إلاّ لله. وكانت وفاة مصعب بن عبد الرحمن بمكّة.
    عبد الكريم عيد الحشاش

يعمل...
X