مصر (سينما في)
Egypt - Egypte
مصر (السينما في ـ)
عرفت مصر السينما باكراً إذ شهدت الإسكندرية أول عرض سينمائي في أوائل كانون الثاني/يناير عام 1896 أي بعد أيام قلائل من العرض السينمائي العالمي الأول الذي جرى في باريس.
يختلف النقاد والمؤرخون السينمائيون حول أول فيلم مصري روائي طويل تم إنتاجه، وإن كان أغلبهم يعد فيلم «ليلى» فاتحة الإنتاج السينمائي المصري، الذي بدأ بإخراجه المخرج التركي وداد عرفي، وأكمله الممثل ستيفان روستي، وأنتجته ومثلته عزيزة أمير، وعرض عام 1927. في تلك الفترة نفسها عُرض فيلم روائي طويل آخر هو فيلم «قبلة في الصحراء» من إخراج الأخوين بدر وإبراهيم لاما، ولكنه لم يحظ بالنجاح الذي لاقاه فيلم «ليلى». وقد سبق هذين الفيلمين عدد من الأفلام الروائية القصيرة شارك فيها سينمائيون مصريون وأجانب مثل: «شرف البدوي» و«الزهور القاتلة» و«نحو الهاوية». كذلك قدم الرائد السينمائي المصري محمد بيومي عدداً من الأفلام القصيرة مثل: «الباشكاتب» مثل فيه ممثلون من فرقة أمين عطا الله المسرحية، وصوّر الفيلم الروائي الطويل «في بلاد توت عنخ آمون» الذي أخرجه فيكتور روسيتو وعُرِض عام 1923، ولكن هذا الفيلم اختفى ولم يكتشف إلا في أواخر القرن العشرين. من أهم الأفلام المصرية التي عرفتها المرحلة الصامتة فيلم «زينب» الذي أخرجه محمد كريم عام 1930 عن أول رواية مصرية تنشر، وهي من تأليف محمد حسين هيكل.
عرفت مصر السينما الناطقة متأخرة قليلاً عبر أفلام مثل: «تحت ضوء القمر» لشكري ماضي (1930) و«أنشودة الفؤاد» لماريو فولبي و«أولاد الذوات» لمحمد كريم، وكلاهما من إنتاج عام 1932. وقد وسع دخول الصوت في السينما القاعدة الجماهيرية لهذا الفن الناشئ، فقد جذب شرائح الأميين الذين لا يستطيعون قراءة اللوحات (العنوانات) المكتوبة في الأفلام الصامتة، وشد إليه كذلك الجمهور المحب للأغاني والموسيقى، ولاسيما بعد أن قدم المطربون المعروفون إسهاماً كبيراً للسينما المصرية في السنوات الخمس عشرة الأولى من حياة السينما الناطقة.
تم تأسيس «استوديو مصر السينمائي»، عام 1935، الذي كان فيلم «وداد» للمخرج فريتز كرامب باكورة إنتاجه، ثم قدم بعده عدداً من الأفلام البارزة أهمها فيلم «العزيمة» (1939) للمخرج كمال سليم، ويعد هذا الفيلم من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، والخطوة الكبيرة الأولى لها على طريق السينما الواقعية، وقد لاقى الفيلم لدى عرضه نجاحاً هائلاً.
من المخرجين المهمين الذين عرفتهم السينما المصرية في العقد الرابع من القرن العشرين: محمد كريم الذي قدم عدداً من الأفلام الغنائية لمحمد عبد الوهاب مثل: «الوردة البيضاء» (1933) و«دموع الحب» (1935)، و«يوم سعيد» (1940) وغيرها. وتوجو مزراحي الذي قدم «الكوكايين» (1930) و«أولاد مصر» (1933) و«سلامة» (1945) وغيرها. وأحمد جلال الذي أخرج الفيلم الخيالي العلمي «عيون ساحرة» (1933) والفيلم التاريخي «شجرة الدر» (1935). وأحمد بدرخان الذي قدم عدداً من الأفلام الغنائية مثل: «نشيد الأمل» (1937) و«دنانير» (1940) لأم كلثوم، و«انتصار الشباب» (1940) لفريد الأطرش وأسمهان.
تصاعد الإنتاج السينمائي المصري في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها ليبلغ ما بين خمسين وستين فيلماً في العام، وذلك بسبب دخول شريحة جديدة من المستثمرين ميدان الإنتاج السينمائي هم أثرياء الحرب.
عرفت السينما المصرية بعد ثورة 1952 مرحلة جديدة تميزت ببروز مخرجين جدد ينهجون نهجاً واقعياً في صنع أفلامهم، وينذرون فنهم لتجسيد هموم الناس البسطاء وآلامهم، بعد أن كانت أحداث أغلب الأفلام تدور في أروقة القصور الأرستقراطية. وأبرز هؤلاء: صلاح أبو سيف الذي قدم فيلم «الأسطى حسن» (1952) و«ريا وسكينة» (1953) و«الفتوة» (1957). ويوسف شاهين الذي أخرج: «صراع في الوادي» (1954) و«باب الحديد» و«جميلة» عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد؛ وكلاهما من إنتاج عام 1958. وكمال الشيخ في «حياة أو موت» (1954) و«أرض الأحلام» (1957). وتوفيق صالح في «درب المهابيل» (1955). ومع ذلك ظلت الميلودراما والكوميديا والأفلام الغنائية هي السائدة في الإنتاج السينمائي المصري. وقد تميزت تلك الفترة بنشاط نجوم كوميديين كبار مثل نجيب الريحاني وماري منيب وعبد السلام النابلسي وإسماعيل ياسين وبشارة واكيم وزينات صدقي وحسن فايق وغيرهم.
في تلك الفترة أيضاً رسخت السينما المصرية انتشارها وحضورها لدى جمهور السينما في بقية البلدان العربية، وكذلك في البلدان ذات الجاليات العربية الكبيرة لدرجة أن بعض الصالات فيها كانت تختص بعرض الأفلام المصرية وحدها، وأضحت صناعة السينما أحد مصادر الدخل القومي الأساسية للاقتصاد المصري.
في عام 1959 تم تأسيس المعهد العالي للسينما الذي عني بتخريج كوادر مؤهلة في مختلف الاختصاصات السينمائية من سيناريو وإخراج وتمثيل وغيرها، وبلغ عدد دور العرض الناشطة في ذلك العام نحو أربعمئة دار. وتم إنشاء المؤسسة العامة للسينما عام 1963، وهي مؤسسة حكومية، سبق ذلك ورافقه تأميم العديد من المرافق السينمائية أو التي تعتمد عليها صناعة السينما من بنوك ومصارف واستوديوهات وشركات توزيع ودور عرض وغيرها، وقد استمرت هذه المؤسسة في عملها حتى عام 1971.
من أهم الأفلام التي قدمتها المؤسسة العامة للسينما:
«الناصر صلاح الدين» (1963) ليوسف شاهين، إنتاج مشترك مع آسيا، و«الحرام» (1965) لبركات عن قصة ليوسف إدريس، و«القاهرة 30» (1966) لصلاح أبو سيف، و«البوسطجي» (1968) لحسين كمال، و«يوميات نائب في الأرياف» (1969) لتوفيق صالح عن رواية لتوفيق الحكيم، و«شيء من الخوف» (1969) لحسين كمال، و«الأرض» (1969) ليوسف شاهين عن رواية لعبد الرحمن الشرقاوي، و«المومياء» (1970) لشادي عبد السلام، والذي عُدَّ لدى عرضه حدثاً فنياً متميزاً في تاريخ السينما المصرية والعربية عموماً، و«زوجتي والكلب» (1971) لسعيد مرزوق.
بعد حرب تشرين التحريرية برزت أفلام متفاوتة السوية الفنية حول هذه الحرب وبطولات الجنود المصريين فيها مثل: «الرصاصة لا تزال في جيبي» لحسام الدين مصطفى، و«الوفاء العظيم» لحلمي رفلة، و«بدور» لنادر جلال، و«أبناء الصمت» لمحمد راضي، وجميعها أنتجت عام 1974. وبرزت في السبعينيات أيضاً أفلام تنتمي إلى تيار السينما السياسية، منها: «على من نطلق الرصاص» لكمال الشيخ، و«الكرنك» لعلي بدرخان عن قصة لنجيب محفوظ، و«العصفور» و«عودة الابن الضال» ليوسف شاهين، و«المذنبون» لسعيد مرزوق، و«طائر الليل الحزين» ليحيى العلمي وغيرها.
في عام 1979 وقع الرئيس أنور السادات معاهدة سلام منفردة مع إسرائيل، مما نجم عنه مقاطعة الدول العربية للأفلام المصرية؛ وقد أدى هذا إلى انكماش واضح في الإنتاج السينمائي المصري. ولكن سرعان ما برزت فورة إنتاجية جديدة أطلق عليها اسم (أفلام المقاولات) وهي أفلام ذات ميزانيات ضئيلة ومستوى فني متواضع تُصنع وتعبأ في شرائط الفيديو لتباع في بعض الدول العربية الغنية التي تفتقد دور السينما. وقد وصل الإنتاج السينمائي المصري بفضل هذه الموجة إلى 95 فيلماً عام 1986، وهو أعلى رقم تصل إليه السينما المصرية عبر تاريخها. ولكن هذه الموجة لم تدم طويلاً، إذ بدأ الإنتاج ينخفض مجدداً حتى وصل عام 1997 إلى 16 فيلماً فقط، وانخفض عدد دور العرض أيضاً ليصل في أواسط التسعينيات إلى ما يقارب 150 دار عرض.
لم يضعف التيار الواقعي بتصفية القطاع العام السينمائي، وإنما نشأ جيل جديد حاول أن يقدم رؤيته لمشكلات المجتمع المصري وقضاياه، وهكذا صنع مخرجو الجيل التالي أفلاماً متميزة، فأخرج علي بدرخان «المواجهة»، وخيري بشارة «الطوق والأسوارة»، ورأفت الميهي «للحب قصة أخيرة»، ومحمد راضي «الناس والجن»، وعلي عبد الخالق «شادر السمك»، ومحمد خان «عودة مواطن»، وعاطف الطيب «البريء»، وبشير الديك «الطوفان»، ويوسف فرنسيس «عصفور من الشرق»، وداود عبد السيد فيلم «الكيت كات» عن رواية لإبراهيم أصلان (نال الجائزة الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي 1991)، ورضوان الكاشف «عرق البلح» (1999)، وأسامة فوزي «جنة الشياطين» (الجائزة الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي 1999)، وهاني خليفة «سهر الليالي» (2003)، ومروان حامد «عمارة يعقوبيان» (2006).
ينشط في مصر عدد من المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية أهمها:
المهرجان القومي للسينما التسجيلية، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي، ومهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي لسينما الطفل، والمهرجان القومي للسينما المصرية.
محمود عبد الواحد
Egypt - Egypte
مصر (السينما في ـ)
عرفت مصر السينما باكراً إذ شهدت الإسكندرية أول عرض سينمائي في أوائل كانون الثاني/يناير عام 1896 أي بعد أيام قلائل من العرض السينمائي العالمي الأول الذي جرى في باريس.
يختلف النقاد والمؤرخون السينمائيون حول أول فيلم مصري روائي طويل تم إنتاجه، وإن كان أغلبهم يعد فيلم «ليلى» فاتحة الإنتاج السينمائي المصري، الذي بدأ بإخراجه المخرج التركي وداد عرفي، وأكمله الممثل ستيفان روستي، وأنتجته ومثلته عزيزة أمير، وعرض عام 1927. في تلك الفترة نفسها عُرض فيلم روائي طويل آخر هو فيلم «قبلة في الصحراء» من إخراج الأخوين بدر وإبراهيم لاما، ولكنه لم يحظ بالنجاح الذي لاقاه فيلم «ليلى». وقد سبق هذين الفيلمين عدد من الأفلام الروائية القصيرة شارك فيها سينمائيون مصريون وأجانب مثل: «شرف البدوي» و«الزهور القاتلة» و«نحو الهاوية». كذلك قدم الرائد السينمائي المصري محمد بيومي عدداً من الأفلام القصيرة مثل: «الباشكاتب» مثل فيه ممثلون من فرقة أمين عطا الله المسرحية، وصوّر الفيلم الروائي الطويل «في بلاد توت عنخ آمون» الذي أخرجه فيكتور روسيتو وعُرِض عام 1923، ولكن هذا الفيلم اختفى ولم يكتشف إلا في أواخر القرن العشرين. من أهم الأفلام المصرية التي عرفتها المرحلة الصامتة فيلم «زينب» الذي أخرجه محمد كريم عام 1930 عن أول رواية مصرية تنشر، وهي من تأليف محمد حسين هيكل.
عرفت مصر السينما الناطقة متأخرة قليلاً عبر أفلام مثل: «تحت ضوء القمر» لشكري ماضي (1930) و«أنشودة الفؤاد» لماريو فولبي و«أولاد الذوات» لمحمد كريم، وكلاهما من إنتاج عام 1932. وقد وسع دخول الصوت في السينما القاعدة الجماهيرية لهذا الفن الناشئ، فقد جذب شرائح الأميين الذين لا يستطيعون قراءة اللوحات (العنوانات) المكتوبة في الأفلام الصامتة، وشد إليه كذلك الجمهور المحب للأغاني والموسيقى، ولاسيما بعد أن قدم المطربون المعروفون إسهاماً كبيراً للسينما المصرية في السنوات الخمس عشرة الأولى من حياة السينما الناطقة.
تم تأسيس «استوديو مصر السينمائي»، عام 1935، الذي كان فيلم «وداد» للمخرج فريتز كرامب باكورة إنتاجه، ثم قدم بعده عدداً من الأفلام البارزة أهمها فيلم «العزيمة» (1939) للمخرج كمال سليم، ويعد هذا الفيلم من أهم كلاسيكيات السينما المصرية، والخطوة الكبيرة الأولى لها على طريق السينما الواقعية، وقد لاقى الفيلم لدى عرضه نجاحاً هائلاً.
من المخرجين المهمين الذين عرفتهم السينما المصرية في العقد الرابع من القرن العشرين: محمد كريم الذي قدم عدداً من الأفلام الغنائية لمحمد عبد الوهاب مثل: «الوردة البيضاء» (1933) و«دموع الحب» (1935)، و«يوم سعيد» (1940) وغيرها. وتوجو مزراحي الذي قدم «الكوكايين» (1930) و«أولاد مصر» (1933) و«سلامة» (1945) وغيرها. وأحمد جلال الذي أخرج الفيلم الخيالي العلمي «عيون ساحرة» (1933) والفيلم التاريخي «شجرة الدر» (1935). وأحمد بدرخان الذي قدم عدداً من الأفلام الغنائية مثل: «نشيد الأمل» (1937) و«دنانير» (1940) لأم كلثوم، و«انتصار الشباب» (1940) لفريد الأطرش وأسمهان.
تصاعد الإنتاج السينمائي المصري في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها ليبلغ ما بين خمسين وستين فيلماً في العام، وذلك بسبب دخول شريحة جديدة من المستثمرين ميدان الإنتاج السينمائي هم أثرياء الحرب.
عرفت السينما المصرية بعد ثورة 1952 مرحلة جديدة تميزت ببروز مخرجين جدد ينهجون نهجاً واقعياً في صنع أفلامهم، وينذرون فنهم لتجسيد هموم الناس البسطاء وآلامهم، بعد أن كانت أحداث أغلب الأفلام تدور في أروقة القصور الأرستقراطية. وأبرز هؤلاء: صلاح أبو سيف الذي قدم فيلم «الأسطى حسن» (1952) و«ريا وسكينة» (1953) و«الفتوة» (1957). ويوسف شاهين الذي أخرج: «صراع في الوادي» (1954) و«باب الحديد» و«جميلة» عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد؛ وكلاهما من إنتاج عام 1958. وكمال الشيخ في «حياة أو موت» (1954) و«أرض الأحلام» (1957). وتوفيق صالح في «درب المهابيل» (1955). ومع ذلك ظلت الميلودراما والكوميديا والأفلام الغنائية هي السائدة في الإنتاج السينمائي المصري. وقد تميزت تلك الفترة بنشاط نجوم كوميديين كبار مثل نجيب الريحاني وماري منيب وعبد السلام النابلسي وإسماعيل ياسين وبشارة واكيم وزينات صدقي وحسن فايق وغيرهم.
في تلك الفترة أيضاً رسخت السينما المصرية انتشارها وحضورها لدى جمهور السينما في بقية البلدان العربية، وكذلك في البلدان ذات الجاليات العربية الكبيرة لدرجة أن بعض الصالات فيها كانت تختص بعرض الأفلام المصرية وحدها، وأضحت صناعة السينما أحد مصادر الدخل القومي الأساسية للاقتصاد المصري.
في عام 1959 تم تأسيس المعهد العالي للسينما الذي عني بتخريج كوادر مؤهلة في مختلف الاختصاصات السينمائية من سيناريو وإخراج وتمثيل وغيرها، وبلغ عدد دور العرض الناشطة في ذلك العام نحو أربعمئة دار. وتم إنشاء المؤسسة العامة للسينما عام 1963، وهي مؤسسة حكومية، سبق ذلك ورافقه تأميم العديد من المرافق السينمائية أو التي تعتمد عليها صناعة السينما من بنوك ومصارف واستوديوهات وشركات توزيع ودور عرض وغيرها، وقد استمرت هذه المؤسسة في عملها حتى عام 1971.
من أهم الأفلام التي قدمتها المؤسسة العامة للسينما:
«الناصر صلاح الدين» (1963) ليوسف شاهين، إنتاج مشترك مع آسيا، و«الحرام» (1965) لبركات عن قصة ليوسف إدريس، و«القاهرة 30» (1966) لصلاح أبو سيف، و«البوسطجي» (1968) لحسين كمال، و«يوميات نائب في الأرياف» (1969) لتوفيق صالح عن رواية لتوفيق الحكيم، و«شيء من الخوف» (1969) لحسين كمال، و«الأرض» (1969) ليوسف شاهين عن رواية لعبد الرحمن الشرقاوي، و«المومياء» (1970) لشادي عبد السلام، والذي عُدَّ لدى عرضه حدثاً فنياً متميزاً في تاريخ السينما المصرية والعربية عموماً، و«زوجتي والكلب» (1971) لسعيد مرزوق.
بعد حرب تشرين التحريرية برزت أفلام متفاوتة السوية الفنية حول هذه الحرب وبطولات الجنود المصريين فيها مثل: «الرصاصة لا تزال في جيبي» لحسام الدين مصطفى، و«الوفاء العظيم» لحلمي رفلة، و«بدور» لنادر جلال، و«أبناء الصمت» لمحمد راضي، وجميعها أنتجت عام 1974. وبرزت في السبعينيات أيضاً أفلام تنتمي إلى تيار السينما السياسية، منها: «على من نطلق الرصاص» لكمال الشيخ، و«الكرنك» لعلي بدرخان عن قصة لنجيب محفوظ، و«العصفور» و«عودة الابن الضال» ليوسف شاهين، و«المذنبون» لسعيد مرزوق، و«طائر الليل الحزين» ليحيى العلمي وغيرها.
في عام 1979 وقع الرئيس أنور السادات معاهدة سلام منفردة مع إسرائيل، مما نجم عنه مقاطعة الدول العربية للأفلام المصرية؛ وقد أدى هذا إلى انكماش واضح في الإنتاج السينمائي المصري. ولكن سرعان ما برزت فورة إنتاجية جديدة أطلق عليها اسم (أفلام المقاولات) وهي أفلام ذات ميزانيات ضئيلة ومستوى فني متواضع تُصنع وتعبأ في شرائط الفيديو لتباع في بعض الدول العربية الغنية التي تفتقد دور السينما. وقد وصل الإنتاج السينمائي المصري بفضل هذه الموجة إلى 95 فيلماً عام 1986، وهو أعلى رقم تصل إليه السينما المصرية عبر تاريخها. ولكن هذه الموجة لم تدم طويلاً، إذ بدأ الإنتاج ينخفض مجدداً حتى وصل عام 1997 إلى 16 فيلماً فقط، وانخفض عدد دور العرض أيضاً ليصل في أواسط التسعينيات إلى ما يقارب 150 دار عرض.
لم يضعف التيار الواقعي بتصفية القطاع العام السينمائي، وإنما نشأ جيل جديد حاول أن يقدم رؤيته لمشكلات المجتمع المصري وقضاياه، وهكذا صنع مخرجو الجيل التالي أفلاماً متميزة، فأخرج علي بدرخان «المواجهة»، وخيري بشارة «الطوق والأسوارة»، ورأفت الميهي «للحب قصة أخيرة»، ومحمد راضي «الناس والجن»، وعلي عبد الخالق «شادر السمك»، ومحمد خان «عودة مواطن»، وعاطف الطيب «البريء»، وبشير الديك «الطوفان»، ويوسف فرنسيس «عصفور من الشرق»، وداود عبد السيد فيلم «الكيت كات» عن رواية لإبراهيم أصلان (نال الجائزة الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي 1991)، ورضوان الكاشف «عرق البلح» (1999)، وأسامة فوزي «جنة الشياطين» (الجائزة الذهبية في مهرجان دمشق السينمائي 1999)، وهاني خليفة «سهر الليالي» (2003)، ومروان حامد «عمارة يعقوبيان» (2006).
ينشط في مصر عدد من المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية أهمها:
المهرجان القومي للسينما التسجيلية، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي، ومهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي لسينما الطفل، والمهرجان القومي للسينما المصرية.
محمود عبد الواحد