مراهنات (العاب)
Sports Betting - Pari sportif
المراهنات (ألعاب ـ)
ألعاب المراهنات sports betting نشاط يعتمد على توقّع نتيجة حدث رياضي ما والمراهنة عليه بمبلغ مالي، ويتفاوت قبول هذا النشاط وقانونيته من دولة إلى أخرى، ففي حين يعدّ عملاً قانونياً ومهنة محترمة في بعض الدول الأوربية؛ خصوصاً إنكلترا التي تعد من أعرق الدول في هذا المجال؛ يعدّ عملاً مخالفاً للقانون في كثير من الدول الأخرى. ويصر المؤيدون على أنها هواية محببة لعشاق الرياضة تزيد من تعلقهم باللعبة؛ في حين يخشى المعارضون لها، من انحراف نزاهة الألعاب الرياضية خصوصاً مع المحاولات العديدة الموثّقة للتلاعب بالنتائج في رياضات المحترفين والهواة على حد سواء.
شهدت المراهنات الرياضية نمواً كبيراً في الولايات المتحدة في العقود الثلاثة الأخيرة؛ لتصير من أكثر أنواع المراهنات نمواً على الإطلاق، سواء المشروعة منها أو غير المشروعة، وقد ساعدت على ذلك النهضة الإعلامية الكبيرة وتوافر فرص متابعة الأنشطة الرياضية لشريحة عريضة جداً من المشاهدين. وأحدث ما يميز هذه الظاهرة هو انتشار المراهنات عبر شبكة الإنترنت التي شهدت نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، على الرغم من عدم شرعيتها قانونياً حتى اليوم، وما يميز هذه الطريقة هو أنها يمكن أن تدار من أي مكان في العالم، فمعظم هذه المواقع تدار من خارج أوربا والولايات المتحدة، وتصعب السيطرة عليها.
أنواع المراهنات الرياضية
تتم المراهنات القانونية المنظمة عبر مكاتب المراهنات الرياضية المعتمدة bookmakers المنتشرة في معظم دول العالم، أما في الدول التي تحرم فيها هذه المهنة؛ فتتم المراهنات عبر مكاتب غير شرعية أو عبر شبكة الإنترنت وعادة ما تتقاضى هذه المكاتب عمولة تقدر بعشرة في المئة من مبالغ المراهنات الخاسرة وتعتمد المكاتب عادة أحد نوعين للمراهنات:
النوع الأول؛ ويدعى المباشر straight-up وتعتمده معظم المكاتب في أوربا وآسيا ويصلح لمعظم الرياضات، مثل كرة القدم وكرة اليد والرياضات الفردية كالملاكمة. في هذا النوع يحدد مسبقاً احتمال فوز أحد الفريقين على الآخر، فمثلاً إذا كانت فرصة فوز الفريق (أ) على الفريق (ب) هي 2 إلى 1، فهذا يعني أن المراهنين على الفريق (أ) سيحصلون على مرة ونصف المبلغ الذي راهنوا به في حال فوز هذا الفريق، في حين يحصل المراهنون على الفريق (ب) (الأقل فرصة بالفوز) على ثلاثة أضعاف المبلغ الذي راهنوا به في حال انتصاره.
في بعض الألعاب وعند تفاوت المستوى يكون احتمال فوز الفريق الأضعف ضئيلاً للغاية، مثل كرة السلّة والبيسبول، ويصبح النمط المباشر للمراهنات غير ملائم؛ مما دفع إلى استحداث النوع الآخر للمراهنات؛ وهو الانتشار النقطي point spread، ويقتصر هذا النوع تقريباً على أمريكا الشمالية، وفي هذا النمط يحدد مسبقاً توقع نتيجة المباراة مع فارق النقاط المتوقع، ويحصل المراهنون على الفريق المرجح للفوز على ضعف ما راهنوا عليه في حال فوز هذا الفريق بفارق نقاط أكثر من المتوقع له، ويفوز المراهنون على الفريق الأقل فرصة بالمبلغ نفسه في حال فوزه أو خسارته بفارق نقاط أقل من المتوقع، مع اقتطاع ما يعادل نسبة عشرة بالمئة دائماً من المراهنات الخاسرة عمولة للمكتب. وكمثال على ذلك كانت التوقعات تشير إلى فوز الفريق (أ) على الفريق (ب) بفارق 12 نقطة في مباراة لكرة السلة فتتوفر الاحتمالات الآتية:
1- إذا فاز (أ) على (ب) بفارق أكبر من 12 نقطة ينال المراهنون على (أ) 90 وحدة مالية من عملة الدولة المعنية عن كل 100 راهنوا بها، ويخسر المراهنون على (ب) كل مبالغهم.
2- إذا فاز (ب) على (أ) بأي فارق ينال المراهنون على (ب) 90 وحدة مالية من عملة الدولة المعنية عن كل 100 راهنوا بها، ويخسر المراهنون على (أ) كل مبالغهم.
3- إذا فاز (أ) على (ب) بفارق أقل من 12 نقطة يعامل (ب) تماماً كما لو كان فائزاً، وينال المراهنون على (ب) 90 وحدة مالية من عملة الدولة المعنية عن كل 100 راهنوا بها، ويخسر المراهنون على (أ) كل مبالغهم.
4- إذا فاز (أ) على (ب) بفارق يساوي بالضبط 12 نقطة لا يعدّ أيّ من الطرفين رابحاً، وتنص القوانين الأمريكية في هذه الحالة أن على مكتب المراهنات أن يعيد لكل مشترك مبلغه كاملاً؛ مما يعني حرمان المكتب من العمولة التي كان سيتقاضاها من الخاسر، وهذا ما دفع معظم المكاتب إلى وضع فارق نقاط يحتوي على أنصاف النقطة، مما يعني استحالة وقوع هذا الاحتمال عملياً.
تقدم مكاتب المراهنات الحديثة إضافة للمراهنات التقليدية التي ذُكرت خيارات عدة يمكن ذكرها باختصار منها:
- المراهنات الافتراضية proposition bets كالمراهنة على مجموع الأهداف أو النقاط المسجلة في المباراة الواحدة أو في الشوط الواحد، أو توقع نتيجة المباراة بالأرقام، والمراهنة على عدد الأهداف التي سيسجلها لاعب معين، أو على أن أحد اللاعبين سيسجل نقاطاً أكثر من غيره.
- يمكن ربط المراهنات parlays من 2 حتى 12 رهاناً عادة، حيث يشترك المراهن بأكثر من رهان، في حال خسارته لإحداها يخسر كل الرهانات، في حين في حال فوزه بها كلها ينال مبلغاً كبيراً قد يصل إلى عشرة أضعاف ما كان سيفوز به عن كل رهان.
- المراهنات المستقبليةfuture wagers حول فوز فريق معين بالبطولة أو أن يكون لاعب ما هدافاً لكأس العالم وغير ذلك، وغالباً ما تكون عائدات هذه المراهنات كبيرة للغاية، ويذكر أن من راهن على فوز اليونان ببطولة أوربا لكرة القدم قبيل انطلاقها عام 2004 حصل على 250 ضعف المبلغ الذي راهن به، إذ كانت اليونان تعد من الفرق الأقل فرصة للفوز.
عمل مكاتب المراهنات
يعتقد معظم الناس أن مكاتب المراهنات تحاول أن تحقق أكبر مقدار ممكن من التوازن بين الطرفين بحيث تحصل منهما على مبالغ متساوية تجعل احتمال خسارة المكتب معدومة ونسبة ربحه ثابتة مهما كانت نتيجة المباراة، لكن واقع الأمر وبهدف تحقيق أكبر ربح ممكن يعمد بعض المكاتب إلى المخاطرة بتعديل نسبها عن النسب الأقرب احتمالاً للوقوع، فمثلاً إذا كان المكتب يعلم أن معظم المراهنين سيراهنون على فريق معين بغض النظر عن احتمال فوزه؛ فإنه يعمد إلى رفع سعر الرهان على هذا الفريق، حتى إن بعض المكاتب تعتمد أرقاماً مختلفة لمجموعات معينة من المشتركين تبعاً لخبرتها السابقة في التعامل معهم.
فضائح المراهنات الرياضية
ارتبطت مهنة المراهنات تاريخياً بشخصيات مشبوهة عبر الجريمة المنظمة أو المافيا التي كانت تستخدمها وسيلة لغسيل الأموال أو الربح غير المشروع عن طريق التلاعب بنتائج المباريات؛ إما بالتواطؤ مع الحكام أو اللاعبين؛ وإما بالضغط عليهم وتهديدهم، و لهذا تعمد المنظمات الرياضية الرسمية إلى فصل نشاطها عن المراهنات الرياضية تماماً ومحاربة أي نشاط للتلاعب بنتيجة حدث رياضي، ومع هذا فلا يخلو التاريخ الحديث من بعض هذه الأفعال.
في العام 2000 أوقف الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ثمانية لاعبين من فريق أتلانتا Atlanta وخمسة من فريق بستويس Pistoiese بتهم تتعلق بالتلاعب بنتيجة مباراة من الدور الأول للكأس، حيث انتهى الشوط الأول لهذه المباراة بهدف وحيد لأتلانتا، وعادله بستويس في الدقائق الأخيرة للمباراة، وكانت مكاتب المراهنات قد تلقت مراهنات بمبالغ مريبة على نتيجة هذه المباراة توقعت نتيجة الشوط الأول 1-0 والمباراة 1-1.
في نهاية العام 2004 أثيرت الشكوك حول مباراة بانيونيوس Panionios ودينامو تبيليسي Dinamo Tbilisi في كأس الاتحاد الأوربي UEFA Cup بعد أن تلقت مكاتب المراهنات الإنكليزية بين شوطي المباراة مراهنات كبيرة على فوز الفريق اليوناني بنتيجة 5 -2، وهو الذي كان متأخراً بهدف، وبالفعل أسفرت المباراة عن فوز الفريق اليوناني وبهذه النتيجة بالضبط. أنكر الفريقان أي تهم تتعلق بالتلاعب ومازال التحقيق مفتوحاً في محاولة لإثبات تورط أحد الأطراف.
في عام 2005 أحال الاتحاد الألماني لكرة القدم DFB الحكم روبرت هويزر Robert Hoyzer إلى التحقيق بعد الشك في المراهنات الكبيرة على مباراة هامبورغ Hamburger SV وباديربورن Paderborn التي كان يقودها في الدور الأول لكأس ألمانيا بكرة القدم. في هذه المباراة تقدم هامبورغ بهدفين قبل أن يقوم الحكم بطرد لاعبه مبينزاMpenza بعد قيامه بمخالفة عدّها كثيرون لا تستحق هذه العقوبة، ثم احتسب ضربتي جزاء مشكوكاً بصحتهما لباديربورن الذي فاز مع نهاية المباراة بأربعة أهداف لهدفين. اعترف هويزر لاحقاً بالتلاعب بنتيجة هذه المباراة إضافة لعدة مباريات أخرى، وحكم عليه بالسجن سنتين وخمسة أشهر، وأرسل الاتحاد الأوربي لكرة القدم محققاً إلى أثينا للتحقيق في احتمال ربط هذه الفضيحة بفضيحة مباراة دينامو وبانيونيوس في بطولة الاتحاد الأوربي، وقد تمّ إثبات أن المتعهد الكرواتي الذي دفع لهويزز مقابل التلاعب بالنتائج له ضلع أيضاً في تلك المباراة.
وسيم شمس
Sports Betting - Pari sportif
المراهنات (ألعاب ـ)
ألعاب المراهنات sports betting نشاط يعتمد على توقّع نتيجة حدث رياضي ما والمراهنة عليه بمبلغ مالي، ويتفاوت قبول هذا النشاط وقانونيته من دولة إلى أخرى، ففي حين يعدّ عملاً قانونياً ومهنة محترمة في بعض الدول الأوربية؛ خصوصاً إنكلترا التي تعد من أعرق الدول في هذا المجال؛ يعدّ عملاً مخالفاً للقانون في كثير من الدول الأخرى. ويصر المؤيدون على أنها هواية محببة لعشاق الرياضة تزيد من تعلقهم باللعبة؛ في حين يخشى المعارضون لها، من انحراف نزاهة الألعاب الرياضية خصوصاً مع المحاولات العديدة الموثّقة للتلاعب بالنتائج في رياضات المحترفين والهواة على حد سواء.
شهدت المراهنات الرياضية نمواً كبيراً في الولايات المتحدة في العقود الثلاثة الأخيرة؛ لتصير من أكثر أنواع المراهنات نمواً على الإطلاق، سواء المشروعة منها أو غير المشروعة، وقد ساعدت على ذلك النهضة الإعلامية الكبيرة وتوافر فرص متابعة الأنشطة الرياضية لشريحة عريضة جداً من المشاهدين. وأحدث ما يميز هذه الظاهرة هو انتشار المراهنات عبر شبكة الإنترنت التي شهدت نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، على الرغم من عدم شرعيتها قانونياً حتى اليوم، وما يميز هذه الطريقة هو أنها يمكن أن تدار من أي مكان في العالم، فمعظم هذه المواقع تدار من خارج أوربا والولايات المتحدة، وتصعب السيطرة عليها.
أنواع المراهنات الرياضية
تتم المراهنات القانونية المنظمة عبر مكاتب المراهنات الرياضية المعتمدة bookmakers المنتشرة في معظم دول العالم، أما في الدول التي تحرم فيها هذه المهنة؛ فتتم المراهنات عبر مكاتب غير شرعية أو عبر شبكة الإنترنت وعادة ما تتقاضى هذه المكاتب عمولة تقدر بعشرة في المئة من مبالغ المراهنات الخاسرة وتعتمد المكاتب عادة أحد نوعين للمراهنات:
النوع الأول؛ ويدعى المباشر straight-up وتعتمده معظم المكاتب في أوربا وآسيا ويصلح لمعظم الرياضات، مثل كرة القدم وكرة اليد والرياضات الفردية كالملاكمة. في هذا النوع يحدد مسبقاً احتمال فوز أحد الفريقين على الآخر، فمثلاً إذا كانت فرصة فوز الفريق (أ) على الفريق (ب) هي 2 إلى 1، فهذا يعني أن المراهنين على الفريق (أ) سيحصلون على مرة ونصف المبلغ الذي راهنوا به في حال فوز هذا الفريق، في حين يحصل المراهنون على الفريق (ب) (الأقل فرصة بالفوز) على ثلاثة أضعاف المبلغ الذي راهنوا به في حال انتصاره.
في بعض الألعاب وعند تفاوت المستوى يكون احتمال فوز الفريق الأضعف ضئيلاً للغاية، مثل كرة السلّة والبيسبول، ويصبح النمط المباشر للمراهنات غير ملائم؛ مما دفع إلى استحداث النوع الآخر للمراهنات؛ وهو الانتشار النقطي point spread، ويقتصر هذا النوع تقريباً على أمريكا الشمالية، وفي هذا النمط يحدد مسبقاً توقع نتيجة المباراة مع فارق النقاط المتوقع، ويحصل المراهنون على الفريق المرجح للفوز على ضعف ما راهنوا عليه في حال فوز هذا الفريق بفارق نقاط أكثر من المتوقع له، ويفوز المراهنون على الفريق الأقل فرصة بالمبلغ نفسه في حال فوزه أو خسارته بفارق نقاط أقل من المتوقع، مع اقتطاع ما يعادل نسبة عشرة بالمئة دائماً من المراهنات الخاسرة عمولة للمكتب. وكمثال على ذلك كانت التوقعات تشير إلى فوز الفريق (أ) على الفريق (ب) بفارق 12 نقطة في مباراة لكرة السلة فتتوفر الاحتمالات الآتية:
1- إذا فاز (أ) على (ب) بفارق أكبر من 12 نقطة ينال المراهنون على (أ) 90 وحدة مالية من عملة الدولة المعنية عن كل 100 راهنوا بها، ويخسر المراهنون على (ب) كل مبالغهم.
2- إذا فاز (ب) على (أ) بأي فارق ينال المراهنون على (ب) 90 وحدة مالية من عملة الدولة المعنية عن كل 100 راهنوا بها، ويخسر المراهنون على (أ) كل مبالغهم.
3- إذا فاز (أ) على (ب) بفارق أقل من 12 نقطة يعامل (ب) تماماً كما لو كان فائزاً، وينال المراهنون على (ب) 90 وحدة مالية من عملة الدولة المعنية عن كل 100 راهنوا بها، ويخسر المراهنون على (أ) كل مبالغهم.
4- إذا فاز (أ) على (ب) بفارق يساوي بالضبط 12 نقطة لا يعدّ أيّ من الطرفين رابحاً، وتنص القوانين الأمريكية في هذه الحالة أن على مكتب المراهنات أن يعيد لكل مشترك مبلغه كاملاً؛ مما يعني حرمان المكتب من العمولة التي كان سيتقاضاها من الخاسر، وهذا ما دفع معظم المكاتب إلى وضع فارق نقاط يحتوي على أنصاف النقطة، مما يعني استحالة وقوع هذا الاحتمال عملياً.
تقدم مكاتب المراهنات الحديثة إضافة للمراهنات التقليدية التي ذُكرت خيارات عدة يمكن ذكرها باختصار منها:
- المراهنات الافتراضية proposition bets كالمراهنة على مجموع الأهداف أو النقاط المسجلة في المباراة الواحدة أو في الشوط الواحد، أو توقع نتيجة المباراة بالأرقام، والمراهنة على عدد الأهداف التي سيسجلها لاعب معين، أو على أن أحد اللاعبين سيسجل نقاطاً أكثر من غيره.
- يمكن ربط المراهنات parlays من 2 حتى 12 رهاناً عادة، حيث يشترك المراهن بأكثر من رهان، في حال خسارته لإحداها يخسر كل الرهانات، في حين في حال فوزه بها كلها ينال مبلغاً كبيراً قد يصل إلى عشرة أضعاف ما كان سيفوز به عن كل رهان.
- المراهنات المستقبليةfuture wagers حول فوز فريق معين بالبطولة أو أن يكون لاعب ما هدافاً لكأس العالم وغير ذلك، وغالباً ما تكون عائدات هذه المراهنات كبيرة للغاية، ويذكر أن من راهن على فوز اليونان ببطولة أوربا لكرة القدم قبيل انطلاقها عام 2004 حصل على 250 ضعف المبلغ الذي راهن به، إذ كانت اليونان تعد من الفرق الأقل فرصة للفوز.
عمل مكاتب المراهنات
يعتقد معظم الناس أن مكاتب المراهنات تحاول أن تحقق أكبر مقدار ممكن من التوازن بين الطرفين بحيث تحصل منهما على مبالغ متساوية تجعل احتمال خسارة المكتب معدومة ونسبة ربحه ثابتة مهما كانت نتيجة المباراة، لكن واقع الأمر وبهدف تحقيق أكبر ربح ممكن يعمد بعض المكاتب إلى المخاطرة بتعديل نسبها عن النسب الأقرب احتمالاً للوقوع، فمثلاً إذا كان المكتب يعلم أن معظم المراهنين سيراهنون على فريق معين بغض النظر عن احتمال فوزه؛ فإنه يعمد إلى رفع سعر الرهان على هذا الفريق، حتى إن بعض المكاتب تعتمد أرقاماً مختلفة لمجموعات معينة من المشتركين تبعاً لخبرتها السابقة في التعامل معهم.
فضائح المراهنات الرياضية
ارتبطت مهنة المراهنات تاريخياً بشخصيات مشبوهة عبر الجريمة المنظمة أو المافيا التي كانت تستخدمها وسيلة لغسيل الأموال أو الربح غير المشروع عن طريق التلاعب بنتائج المباريات؛ إما بالتواطؤ مع الحكام أو اللاعبين؛ وإما بالضغط عليهم وتهديدهم، و لهذا تعمد المنظمات الرياضية الرسمية إلى فصل نشاطها عن المراهنات الرياضية تماماً ومحاربة أي نشاط للتلاعب بنتيجة حدث رياضي، ومع هذا فلا يخلو التاريخ الحديث من بعض هذه الأفعال.
في العام 2000 أوقف الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ثمانية لاعبين من فريق أتلانتا Atlanta وخمسة من فريق بستويس Pistoiese بتهم تتعلق بالتلاعب بنتيجة مباراة من الدور الأول للكأس، حيث انتهى الشوط الأول لهذه المباراة بهدف وحيد لأتلانتا، وعادله بستويس في الدقائق الأخيرة للمباراة، وكانت مكاتب المراهنات قد تلقت مراهنات بمبالغ مريبة على نتيجة هذه المباراة توقعت نتيجة الشوط الأول 1-0 والمباراة 1-1.
في نهاية العام 2004 أثيرت الشكوك حول مباراة بانيونيوس Panionios ودينامو تبيليسي Dinamo Tbilisi في كأس الاتحاد الأوربي UEFA Cup بعد أن تلقت مكاتب المراهنات الإنكليزية بين شوطي المباراة مراهنات كبيرة على فوز الفريق اليوناني بنتيجة 5 -2، وهو الذي كان متأخراً بهدف، وبالفعل أسفرت المباراة عن فوز الفريق اليوناني وبهذه النتيجة بالضبط. أنكر الفريقان أي تهم تتعلق بالتلاعب ومازال التحقيق مفتوحاً في محاولة لإثبات تورط أحد الأطراف.
في عام 2005 أحال الاتحاد الألماني لكرة القدم DFB الحكم روبرت هويزر Robert Hoyzer إلى التحقيق بعد الشك في المراهنات الكبيرة على مباراة هامبورغ Hamburger SV وباديربورن Paderborn التي كان يقودها في الدور الأول لكأس ألمانيا بكرة القدم. في هذه المباراة تقدم هامبورغ بهدفين قبل أن يقوم الحكم بطرد لاعبه مبينزاMpenza بعد قيامه بمخالفة عدّها كثيرون لا تستحق هذه العقوبة، ثم احتسب ضربتي جزاء مشكوكاً بصحتهما لباديربورن الذي فاز مع نهاية المباراة بأربعة أهداف لهدفين. اعترف هويزر لاحقاً بالتلاعب بنتيجة هذه المباراة إضافة لعدة مباريات أخرى، وحكم عليه بالسجن سنتين وخمسة أشهر، وأرسل الاتحاد الأوربي لكرة القدم محققاً إلى أثينا للتحقيق في احتمال ربط هذه الفضيحة بفضيحة مباراة دينامو وبانيونيوس في بطولة الاتحاد الأوربي، وقد تمّ إثبات أن المتعهد الكرواتي الذي دفع لهويزز مقابل التلاعب بالنتائج له ضلع أيضاً في تلك المباراة.
وسيم شمس