مدغشقر
Madagascar - Madagascar
مـدغشقر
تقع جزيرة مدغشقر Madagascar أقصى الجنوب الشرقي لسواحل القارة الإفريقية، في الجزء الغربي من المحيط الهندي. وتتألف من جزيرة كبيرة ومجموعة من الجزر الصغيرة، تمتد بين خطي عرض 12 ْ و30 َ 25 ْ جنوب خط الاسـتواء، وبين خطي طول 20 َ 43 ْ و30 َ 50 ْ شرق غرينتش. يجاورها في الشـمال الغربي جزر القمر، وفي الغرب يفصلها المحيط بمسـافة 400كم عن شـواطئ جمهوريـة موزامبيق Mozambique. وهي رابـع أضخم جـزيرة في العالم من حيث المسـاحة التي تبلغ 587041 كم2 بامتداد لأراضيها يصل إلى 1580كم من الشـمال إلى الجنوب، الذي يمر به مدار الجدي عند مدينة تولياري Toliary. وأقصاه من الشرق إلى الغرب ما يقارب 571كم، ويصل طول سواحلها إلى 4180كم.
لمحة تاريخية:
أظهرت بعض اللقى الحجرية في مدغشـقر أن تـاريخ سكنى الجزيرة يرجع إلى ألفي عام مضى، حيث تتالت الهجرات الإندونيسـية إليها بشـكل موجات بشـرية أقامت في مناطق الهضبة، في حين اسـتقر المهاجرون العرب والإفريقيون في مناطقها الساحلية.
وفي عام 1810 أعلن ملكها راداما الأول Radama I تحريم تجارة الرقيق الخارجية، وسمح للحملات التبشيرية والتجارية الفرنسية والإنكليزية بدخول البلاد وفًتْح المدارس وإقامة الكنائس، ومع زيادة النفوذ الفرنسي بدأ الصراع بين سكان البلاد المارينيين والقوات الفرنسية التي بسطت سيطرتها على الجزيرة وأعلنتها مستعمرة فرنسية عام 1896 واستمرت محاولات الزعماء المارينيين في المطالبة باسـتقلال البلاد، واندلعت ثورة مسـلحة ضد الفرنسيين عام 1947، اسـتمرت مدة عامين، أعطت بعدها فرنسـا بعض الصلاحيات المالية للحكومة القائمة إلى أن حصلت البلاد على الاستقلال التام بتاريخ 26 حزيران/يونيو عام 1960 وأصبح الرئيس فيليبر تزيرانانا Philibert Tsiranana أول رئيس لجمهورية مالاغاسـي، واسـتمر في الحكم حتى أُرغم على الاسـتقالة نتيجة الاحتجاجات الشعبية التي قامت ضده عام 1972، وانتقلت بعدها مقاليد الحكم إلى العسـكريين عام 1975، من خلال تولي ديدييه راتسيراكا Didier Ratsiraka السلطة، وتغيَّر اسم الدولة إلى جمهورية مدغشقر. وسعت الحكومة بعد ذلك إلى إحكام سيطرتها على النشاطات الاقتصادية التي كانت تحت إدارة وملكيـة الفرنسيين والأجانب ويتولى اليوم حكم البلاد الرئيس مارك رافالوماناناMarc Ravalomanana وهو رجل أعمال ثري ونائب رئيسـة الكنيسة البروتستنتية في مدغشـقر، ويتمتع بشعبية كبيرة في العاصمة والمدن المحيطة بها، ويسعى مع حكومته إلى تطوير البلاد ورفع مستوى الحياة المعيشية للسكان والحد من انتشار الأمية والأمراض الخطيرة المعدية مثل الملاريا والإيدز التي تزيد من وفيات الأطفال والشباب كل عام.
الجغرافيا الطبيعية:
تتصف جزيرة مدغشـقر بمظهرها الهضبي وشـدة تضرسها. ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقاليم تضريسية: الهضبة الوسطى: وتشغل مساحات واسعة من الجزيرة وبارتفاعات مختلفة تراوح بين 600-1200م في أكثر أجزائها. ففي الجانب الشرقي يضيق السهل الساحلي وترتفع الهضبة ارتفاعاً مباشراً، وتكثر جنادل الأنهار وتتخللها الأحواض والأودية النهرية العميقة، بينما تظهر على السطح مناطق الصخور البركانية وبقايا الجبال الالتوائية. وتبرز فوق الهضبة كتل جبلية عدة مثل قمة جبل ماروموكوترو Maromokotro في الشمال 2876م وقمة أنكاراترا Ankaratra في الوسط 2642م وفي المنطقة الجنوبية الشرقية يرتفع جبل بوبي Boby إلى 2658م كما تكثر المنخفضات ذات الأصل الانكساري والتي تشغلها بعض البحيرات مثل بحيرة ألاوترا Alaotra.
أما السهل الساحلي الشرقي فيمتد بعرض يقارب 50كم ويمتاز باستقامته وخلوه من الخلجان، باستثناء خليجي أنتونجيلا Antongila ودييغو سواريز Diego Suarez في الشمال. وفي السهل الساحلي الغربي المتسع يتشكل العديد من الدلتات النهرية نتيجة ترسيب الحمولات النهرية. وتكثر في شمال هذا السهل الخلجان والرؤوس نتيجة تعرضه لانكسارات وحركات عنيفة أدت إلى اختلاف مظاهره .
يتميز مناخ جزيرة مدغشـقر بتنوعه على الرغم من انتمائه إلى المناخ المداري الـذي تغلب عليه صفة المداري البحري الحار والرطب، لكنه يكون معتدل في منطقـة الهضبة الداخلية. وتخضع الجزيرة لسيطرة الضغط المنخفض الاستوائي صيفاً وما يرافقه من أمطار استوائية، إضافة إلى تعرضها للرياح التجارية شـتاءً المؤدية إلى هطول الأمطار في جميع أرجائها وخاصة في جزئها الشمالي الشرقي الذي يتلقى كمية من الأمطار تزيد على 2500مم، كما في تاماتاف Tamatave ن3100مم، وتنخفض في الهضبة الوسطى لتراوح بين 1000- 2500مم، كما في العاصمة أنتاناناريفو Antananarivo ن1370مم، حيث معدل الأيام الماطرة فيها 155 يوماً في السنة، في حين تنخفض كمية المطر في القسم الجنوبي، والجنوبي الغربي من الجزيرة إلى 500مم، ليظهر فيها فصل الجفاف بوضوح. وتساعد كمية الأمطار الغزيرة على تشكيل شبكة مائية واسعة توفر جريان عدد من الأنهار التي تخترق الهضبة مشكلة أودية عميقة في شطرها الشرقي مثل نهري مانانارا Mananara ومانغورو Mangoro، وفي الشمال الغربي ينحدر تدريجياً نهر صوفيا Sofia ونهرا بتسيبوكا Betsiboka وإيكوبا Ikopa في الوسـط، وأنهار مانيا Mania ومانغوكي Mangoky وأونيلاهي Onilahy في الجنوب الغربي.
تعدّ المنخفضات الغربية الأكثر حرارة في فصل الصيف (شباط/فبراير) حيث يزيد متوسطها على 26.7 ْم، في حين ينخفض في الساحل الشـرقي إلى 26.1 ْم، وفي وسط الهضبة يسجل معدل العاصمة أنتاناناريفو 21 ْم لينخفض شتاء إلى 14.5 ْم في شهر تموز/يوليو، فيما يقابله 18.3 ْم في المنطقة الشـرقية من الجزيرة. ويكون الجو دافئاً في المناطق الشمالية الغربية بمعدل يزيد على 24 ْم للشهر نفسه. وتتعرض الجزيرة للأعاصير المدارية العنيفة Hurricanes التي تصيب العديد من جزر المحيط الهندي، وتؤدي إلى حدوث أضرار جسيمة فيها.
وتؤدي عمليات إبادة الغابات - لزراعة الأراضي والحصول على الخشـب - إلى تناقص مسـاحة النبات الطبيعي، وإزالة الحماية الطبيعية للتربة التي تحملها السـيول باتجاه المحيط. وتنمو الغابات الاستوائية في المنطقة السـاحلية والسـفوح الشـرقية للهضبة، وتقل كثافتها في المرتفعات التي تزيد على 800م، حيث تنمو نباتات السافانا القصيرة، وتنتشر النباتات الشوكية في الجهة الجنوبية من الجزيرة التي يقل فيها معدل الأمطار. ويعتمد سكان الجزيرة على تربية الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما توجد العديد من الحيوانات البرية كالأسود والفهود والحمر الوحشية والغزلان، والقرود من فصيلة الليمور.
الجغرافية البشرية:
بلغ عدد سكان مدغشقر نحو 15.5 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2004، وبلغت الكثافة السكانية فيها 26.3 ن/كم2، ومعدل النمو السكاني نحو 28 في الألف. ويعيش 75% من السكان في المناطق الريفية و25% في التجمعات الحضرية.
يتحدر أصل سكان الجزيرة من مجموعتين بشريتين: الأولى ذات أصول إفريقية، تعد الجزء الأكبر من السـكان وتعيش في الأقاليم السـاحلية، وتتحدر المجموعة الثانية من أصول ماليزية وهندية وعربية، يعيش معظمهم في المرتفعات الوسطى والجنوبية. ويسـود النظام القبلي المجتمع المالاغاسي Malagasy، حيث تعدّ قبائل الهوفا Hova والبتسيليو Betsileo أكبر هذه القبائل، وتعيش في الهضبـة، وتقطن قبيلة الأنتالاروترس في الشمال الغربي، وفي الغرب قبائل المرينا Merina وزنوج البانتو Bantu، وفي الجنوب قبيلتا الماهافالي Mahafaly والفيزو Vezo. كما يقطن الجزيرةَ خليطٌٌّ من الفرنسيين والأجانب يزيد عددهم على مئة ألف نسمة، يعيش معظمهم في العاصمة والمدن الرئيسية. ويقوم في الجزيرة تنافس سياسي على السلطة بين القبائل ذات الأصول الإفريقية، والقبائل المارينية Merina الآسيوية الأصل التي تتمتع بمستوى معيشي أفضل ونسبة أكبر من التعليم بين أبناء البلاد.
من أهم المدن في الجزيرة أنتاناناريفو وهي العاصمة، ومدينة أنتسيراب Antsirabe وفيانارانتسوا Fianarantsoa، وجميعها تقع وسط الهضبة. ومـن المدن السـاحليـة أنتسيرانانا Antsiranana في الشمال، وميناء توماسينا Toamasina على الساحل الشرقي وتاولانارو Taolanaro في الجنوب، ومدينة ماهاجانغا Mahajanga التي تعد من أهم الموانئ على الشاطئ الغربي للجزيرة.
في عام 1972 جُعلت اللغة المالاغاسية اللغة الرسمية في البلاد بدلاً من الفرنسية التي أعيد اعتبارها لغة ثانية عام 1986 لأهميتها في التعليم. كما يتحدث المالاغاسيون لغة الهوفا ولهجات محلية أخرى.
يعتنق 41% من سكان الجزيرة الديانة المسيحية، ويقدر المسلمون بنحو 7% من مجموع السكان، في حين ترتبط عبادات بقية السكان ـ وغالبيتهم من قبائل المنطقة الساحلية ـ بالمعتقدات الإفريقية المحلية التي تمارس العادات والطقوس الدينية المتوارثة وتقديم القرابين.
الجغرافية الاقتصادية:
تعدّ الزراعة والرعي المصدرين الأساسين لعمل 80% من سكان الجزيرة، ويعد الأرز المصدر الأسـاسي للغذاء في مدغشقر، حيث وصل استهلاك الشخص الواحد منه نحو140كغ سنوياً حسب إحصائيات عام 2000 وبلغت كمية الأرز لعام 2004 ما يزيد على 2.8 مليون طن. ولمدغشقر تاريخ طويل في إنتاج الأرز خـارج آسيا، حيث يعتمد إنتاجه على الري والأمطار، وتستمر زراعته في الأراضي المنخفضة والمتوسطة لثلاثة مواسم في السنة. وتوجد مصاطب الأرز على امتداد الطرق بين العاصمة ومدينة أنتسيراب شمالي الجزيرة، كما تنتشـر زراعته في غالبية مناطق الهضبة وعلى السـاحل الشـرقي، وفي الأراضي المتوسطة والمنخفضة في الجانب الغربي من الجزيرة، والذي تنتشر فيه أيضاً زراعة الذرة والموز والبطاطا الحلوة وقصب السكر. وتتصدر محاصيل البن والفانيلا الطبيعية والقرنفل أهمية أولى في الصادرات الزراعية.
أما الصناعة فتقتصر على دباغة الجلود وتكرير السكر، وتعليب اللحوم والخضار، وصناعة المنسوجات والإسمنت وتكريـر النفط. كـما يختص التعدين باستخراج الفحم الحجري والبوكسيت والغرافيت والكروم والملح، والأحجار شبه الثمينة والكوارتز.
تعد مدغشقر واحدة من أفقر دول العالم حسب تقرير التنمية لعام 2004 حيث بلغ إجمالي الدخل القومي للفرد الواحد نحو 290 دولاراً لعام 2003. ويعيش 70% من سكانها تحت خط الفقر، وتتجاوز نسبة الأمية فيها 60% من مجموع سكان الجزيرة.
أما الصادرات الزراعية والمواد الخام فإن معظمها يتجه نحو فرنسا، وجزءاً إلى اليابان والولايات المتحدة، وتستورد البلاد غالبية احتياجاتها من روسيا وألمانيا وبعض الدول العربية.
وترتبط مدن الجزيرة الرئيسية مع العاصمة بشبكة من الطرق المعبدة، في حين تسود الطرق الترابية غالبية المناطق الريفية التي يتعذر سير العربات والمركبات عليها مع هطل الأمطار، وخاصة في المناطق الجبلية الوعرة. وتؤمن شركة الطيران المحلية الانتقال إلى معظم مناطق الجزيرة من خلال مطار العاصمة وما يزيـد على 25 مطاراً محلياً.
أما العملة المتداولة في البلاد فهي الفرنك المالاغاسي.
رياض الصيداوي
Madagascar - Madagascar
مـدغشقر
لمحة تاريخية:
أظهرت بعض اللقى الحجرية في مدغشـقر أن تـاريخ سكنى الجزيرة يرجع إلى ألفي عام مضى، حيث تتالت الهجرات الإندونيسـية إليها بشـكل موجات بشـرية أقامت في مناطق الهضبة، في حين اسـتقر المهاجرون العرب والإفريقيون في مناطقها الساحلية.
وفي عام 1810 أعلن ملكها راداما الأول Radama I تحريم تجارة الرقيق الخارجية، وسمح للحملات التبشيرية والتجارية الفرنسية والإنكليزية بدخول البلاد وفًتْح المدارس وإقامة الكنائس، ومع زيادة النفوذ الفرنسي بدأ الصراع بين سكان البلاد المارينيين والقوات الفرنسية التي بسطت سيطرتها على الجزيرة وأعلنتها مستعمرة فرنسية عام 1896 واستمرت محاولات الزعماء المارينيين في المطالبة باسـتقلال البلاد، واندلعت ثورة مسـلحة ضد الفرنسيين عام 1947، اسـتمرت مدة عامين، أعطت بعدها فرنسـا بعض الصلاحيات المالية للحكومة القائمة إلى أن حصلت البلاد على الاستقلال التام بتاريخ 26 حزيران/يونيو عام 1960 وأصبح الرئيس فيليبر تزيرانانا Philibert Tsiranana أول رئيس لجمهورية مالاغاسـي، واسـتمر في الحكم حتى أُرغم على الاسـتقالة نتيجة الاحتجاجات الشعبية التي قامت ضده عام 1972، وانتقلت بعدها مقاليد الحكم إلى العسـكريين عام 1975، من خلال تولي ديدييه راتسيراكا Didier Ratsiraka السلطة، وتغيَّر اسم الدولة إلى جمهورية مدغشقر. وسعت الحكومة بعد ذلك إلى إحكام سيطرتها على النشاطات الاقتصادية التي كانت تحت إدارة وملكيـة الفرنسيين والأجانب ويتولى اليوم حكم البلاد الرئيس مارك رافالوماناناMarc Ravalomanana وهو رجل أعمال ثري ونائب رئيسـة الكنيسة البروتستنتية في مدغشـقر، ويتمتع بشعبية كبيرة في العاصمة والمدن المحيطة بها، ويسعى مع حكومته إلى تطوير البلاد ورفع مستوى الحياة المعيشية للسكان والحد من انتشار الأمية والأمراض الخطيرة المعدية مثل الملاريا والإيدز التي تزيد من وفيات الأطفال والشباب كل عام.
الجغرافيا الطبيعية:
منظر جوي للغابات الصخرية المسماة تسنغي Tsingi التي تعد سمة بارزة في مدغشقر |
أما السهل الساحلي الشرقي فيمتد بعرض يقارب 50كم ويمتاز باستقامته وخلوه من الخلجان، باستثناء خليجي أنتونجيلا Antongila ودييغو سواريز Diego Suarez في الشمال. وفي السهل الساحلي الغربي المتسع يتشكل العديد من الدلتات النهرية نتيجة ترسيب الحمولات النهرية. وتكثر في شمال هذا السهل الخلجان والرؤوس نتيجة تعرضه لانكسارات وحركات عنيفة أدت إلى اختلاف مظاهره .
يتميز مناخ جزيرة مدغشـقر بتنوعه على الرغم من انتمائه إلى المناخ المداري الـذي تغلب عليه صفة المداري البحري الحار والرطب، لكنه يكون معتدل في منطقـة الهضبة الداخلية. وتخضع الجزيرة لسيطرة الضغط المنخفض الاستوائي صيفاً وما يرافقه من أمطار استوائية، إضافة إلى تعرضها للرياح التجارية شـتاءً المؤدية إلى هطول الأمطار في جميع أرجائها وخاصة في جزئها الشمالي الشرقي الذي يتلقى كمية من الأمطار تزيد على 2500مم، كما في تاماتاف Tamatave ن3100مم، وتنخفض في الهضبة الوسطى لتراوح بين 1000- 2500مم، كما في العاصمة أنتاناناريفو Antananarivo ن1370مم، حيث معدل الأيام الماطرة فيها 155 يوماً في السنة، في حين تنخفض كمية المطر في القسم الجنوبي، والجنوبي الغربي من الجزيرة إلى 500مم، ليظهر فيها فصل الجفاف بوضوح. وتساعد كمية الأمطار الغزيرة على تشكيل شبكة مائية واسعة توفر جريان عدد من الأنهار التي تخترق الهضبة مشكلة أودية عميقة في شطرها الشرقي مثل نهري مانانارا Mananara ومانغورو Mangoro، وفي الشمال الغربي ينحدر تدريجياً نهر صوفيا Sofia ونهرا بتسيبوكا Betsiboka وإيكوبا Ikopa في الوسـط، وأنهار مانيا Mania ومانغوكي Mangoky وأونيلاهي Onilahy في الجنوب الغربي.
نهر بتسيبوكا |
وتؤدي عمليات إبادة الغابات - لزراعة الأراضي والحصول على الخشـب - إلى تناقص مسـاحة النبات الطبيعي، وإزالة الحماية الطبيعية للتربة التي تحملها السـيول باتجاه المحيط. وتنمو الغابات الاستوائية في المنطقة السـاحلية والسـفوح الشـرقية للهضبة، وتقل كثافتها في المرتفعات التي تزيد على 800م، حيث تنمو نباتات السافانا القصيرة، وتنتشر النباتات الشوكية في الجهة الجنوبية من الجزيرة التي يقل فيها معدل الأمطار. ويعتمد سكان الجزيرة على تربية الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما توجد العديد من الحيوانات البرية كالأسود والفهود والحمر الوحشية والغزلان، والقرود من فصيلة الليمور.
الجغرافية البشرية:
بلغ عدد سكان مدغشقر نحو 15.5 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2004، وبلغت الكثافة السكانية فيها 26.3 ن/كم2، ومعدل النمو السكاني نحو 28 في الألف. ويعيش 75% من السكان في المناطق الريفية و25% في التجمعات الحضرية.
مدينة أنتاناناريفو |
من أهم المدن في الجزيرة أنتاناناريفو وهي العاصمة، ومدينة أنتسيراب Antsirabe وفيانارانتسوا Fianarantsoa، وجميعها تقع وسط الهضبة. ومـن المدن السـاحليـة أنتسيرانانا Antsiranana في الشمال، وميناء توماسينا Toamasina على الساحل الشرقي وتاولانارو Taolanaro في الجنوب، ومدينة ماهاجانغا Mahajanga التي تعد من أهم الموانئ على الشاطئ الغربي للجزيرة.
في عام 1972 جُعلت اللغة المالاغاسية اللغة الرسمية في البلاد بدلاً من الفرنسية التي أعيد اعتبارها لغة ثانية عام 1986 لأهميتها في التعليم. كما يتحدث المالاغاسيون لغة الهوفا ولهجات محلية أخرى.
يعتنق 41% من سكان الجزيرة الديانة المسيحية، ويقدر المسلمون بنحو 7% من مجموع السكان، في حين ترتبط عبادات بقية السكان ـ وغالبيتهم من قبائل المنطقة الساحلية ـ بالمعتقدات الإفريقية المحلية التي تمارس العادات والطقوس الدينية المتوارثة وتقديم القرابين.
الجغرافية الاقتصادية:
زراعة الأرز في مدغشقر |
أما الصناعة فتقتصر على دباغة الجلود وتكرير السكر، وتعليب اللحوم والخضار، وصناعة المنسوجات والإسمنت وتكريـر النفط. كـما يختص التعدين باستخراج الفحم الحجري والبوكسيت والغرافيت والكروم والملح، والأحجار شبه الثمينة والكوارتز.
تعد مدغشقر واحدة من أفقر دول العالم حسب تقرير التنمية لعام 2004 حيث بلغ إجمالي الدخل القومي للفرد الواحد نحو 290 دولاراً لعام 2003. ويعيش 70% من سكانها تحت خط الفقر، وتتجاوز نسبة الأمية فيها 60% من مجموع سكان الجزيرة.
أما الصادرات الزراعية والمواد الخام فإن معظمها يتجه نحو فرنسا، وجزءاً إلى اليابان والولايات المتحدة، وتستورد البلاد غالبية احتياجاتها من روسيا وألمانيا وبعض الدول العربية.
وترتبط مدن الجزيرة الرئيسية مع العاصمة بشبكة من الطرق المعبدة، في حين تسود الطرق الترابية غالبية المناطق الريفية التي يتعذر سير العربات والمركبات عليها مع هطل الأمطار، وخاصة في المناطق الجبلية الوعرة. وتؤمن شركة الطيران المحلية الانتقال إلى معظم مناطق الجزيرة من خلال مطار العاصمة وما يزيـد على 25 مطاراً محلياً.
أما العملة المتداولة في البلاد فهي الفرنك المالاغاسي.
رياض الصيداوي