كريستيان فورشتغوت غِلَّرْت Christian Fürchtegott Gellert أحد رواد عصر التنوير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كريستيان فورشتغوت غِلَّرْت Christian Fürchtegott Gellert أحد رواد عصر التنوير

    غلرت (كريستيان فورشتغوت)

    Gellert (Christian Furchtegott-) - Gellert (Christian Furchtegott-)

    غِلَّرْت (كريستيان فورْشْتِغوت ـ)
    (1715 ـ 1769)
    كريستيان فورشتغوت غِلَّرْت Christian Fürchtegott Gellert أحد رواد عصر التنوير Aufklärung في ألمانيا وأكثرهم شعبية وتأثيراً. وُلِدَ في بلدة هاينيشِن Hainichen في مقاطعة سكسونيا Sachsen وتوفي في مدينة لايبزيغ Leipzig. كان والده قسيساً، تلقى غِلَّرْت تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة القديس أفرا الدينية في مدينة مايسن Meissen الشهيرة بصناعة الخزف، حيث صادق غوتليب رابِنَر Gottlieb Rabener الذي عُرف بعد ذلك كاتباً ساخراً. ثم درس اللاهوت Theologie في جامعة لايبزيغ بين عامي 1734 و1738، وتعرف البروفسور والكاتب يوهان كريستوف غوتْشِد J.Ch.Gottsched وتأثر بأفكاره، لكنه سرعان ما ابتعد عنه واقترب من الجماعة المعارضة لمواقفه في مجلة «دراسات بريمن» Bremer Beiträge التي صار أحد أهم أقلامها. عمل معلماً خاصاً حتى عام 1741 حين عاد إلى الجامعة ليدرس الأدب والفلسفة، وصار منذ عام 1744 مدرساً خاصاً في كلية الفلسفة، حيث تعرف المنظّر والناقد يوهان شليغل J.Schlegel. ومنذ عام 1751 بدأ غِلَّرْت بوصفه أستاذاً جامعياً فوق العادة بإلقاء محاضرات في الشعر والخطابة والأخلاق والتربية لاقت استجابة واسعة في أوساط الطلبة والمثقفين، لكن الأمراض المتعاقبة التي لازمته طوال سنواته الأخيرة قلَّصت نشاطه إلى الحدود الدنيا.
    كان غِلَّرْت مربياً وأديباً شخصاً متواضعاً ورعاً شديد الثقة بنفسه وذا حضور طاغٍ. وكان وعيه بانتمائه البرجوازي شديد الوضوح، وكذلك حسه القومي، وعن طريق نشاطه التعليمي ومراسلاته الغزيرة الواسعة وأعماله الأدبية والبحثية؛ تمكن من أن يطبع بطابعه مثال الفضيلة في أوساط البرجوازية المتنورة. لم تكن مسرحياته الملهاوية صاخبة الأحداث، بقدر ما كانت صادقة في عرضها واقع المجتمع البرجوازي، وقريبة من حيث الأسلوب من الكوميديا الدامعة الفرنسية Comédie Larmoyante، كما في «إمرأة فائضة التقى» Die Betschwester ت(1745) أو في «الأخوات الناعمات» Die zärtlichen Schwestern ت(1747) اللتين عالج فيهما انتصار الفضيلة على الرذيلة في إطار جو أسري، ولكن من دون أن يحدد الاختلافات والفروق الاجتماعية والاقتصادية بوضوح. ومن وجهة نظر تاريخ المسرح تبرز أهمية هذه مسرحيات لأنها تمثل بداية التحول من السخرية من المواطن البرجوازي إلى عرض صورته إيجابياً. ويشكل انتصار الفضيلة البرجوازية على رذائل البلاط محور روايته «حياة الأميرة السويدية فون. غ» Das Leben der schwedischen Gräfin von G.، التي صدرت في جزأين عامي 1746 و1748، وأعيد طبعها خمس مرات في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، مما يدل على الصدى الإيجابي الواسع الذي لاقته آنذاك. وعلى الرغم من أن الرواية تحذو حذو رتشاردسون[ر] في روايته «باميلا»، لكن غِلَّرْت لم يتقيد بالموقف الطَّاهر من الحب الجسدي، ولم يلتزم شكلَ رواية الرسائل epistolary novel بل اتخذ أسلوب الراوي بضمير المتكلم. ومع أنها تُصنف روايةً عائليةً، لكنها جمعت في الواقع سمات رواية المغامرات إلى جانب رواية الرحلات مع التعمق في تحليل الشخصيات نفسياً.
    إن مجد غِلَّرْت الأدبي وتأثيره في دائرة واسعة من القراء يعود إلى كتابه «حكايات وقصص طويلة» Fabeln und Erzählungen ت(1746- 1748) وإلى ديوانه «قصائد غنائية وأناشيد دينية» Geistliche Oden und Lieder ت(1757) الذي يتضمن قصيدة «السماوات تمجد شرف الرب الخالد» Die Himmel rühmen des Ewigen Ehre التي لحنها بيتهوفن. تُعد حكايات غِلَّرْت أفضل ما كُتب في هذا النوع الأدبي في ألمانيا، فهي سهلة اللغة واضحة البنية ومشوقه في الآن نفسه، وذات توجه تربوي أخلاقي يعبر عن آرائه في نقاط الضعف البشري كالجشع والتبجح والرياء وادعاء التقى. وإلى جانب ذلك كتب غِلَّرْت عشرات الأعمال الشعرية والنثرية والبحثية التي توطد أهمية مكانته الأدبية والفكرية في المرحلة الواقعة ما بين غوتشد ولسنغ Lessing، من حيث إنها محطة بارزة في حركة التنوير الألمانية المتوجهة إلى البرجوازية الصاعدة اقتصادياً وفكرياً وأخلاقياً.
    نبيل الحفار
يعمل...
X