غراف (اوسكار ماريا)
Graf (Oskar Maria-) - Graf (Oskar Maria-)
غراف (أوسكار ماريا ـ)
(1894 ـ 1967)
أوسكار ماريا غراف Oskar Maria Graf روائي وقاص وشاعر ألماني، ولد في مدينة بِرغ Berg الواقعة على بحيرة شتارنبرغ Starnberg، وكان التاسع من أصل أحد عشر طفلاً رزق بهم والداه. تعلم في صغره مهنة والده الذي كان خبازاً، وتابع العمل بإشراف أخيه ماكس الذي تسلم إدارة المخبز بعد وفاة والده، وعندما ضاق ذرعاً بالعمل هرب إلى مونيخ وأصبح يقوم بأعمال متفرقة ليكسب قوت يومه.
كانت أولى محاولات غراف الأدبية في الشعر عندما كان أمين سر مجموعة «العمل» Tat المتحلقة حول الكاتب الاشتراكي إريش موزام Erich Mühsam، وتعرّف الشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه Rainer Maria Rilke، ثم بدأت صداقته مع الرسام غيورغ شريمبف Georg Schrimpf والكاتب فرانتس يونغ Franz Jung. انتقل بعد ذلك إلى جنوبي سويسرا وتابع محاولاته الأدبية في إطار الحركة الانطباعية، ثم رحل عام 1914 إلى برلين، حيث نشر أولى قصائده في مجلة «العمل» Aktion، لم يلبث بعدها أن عاد إلى مونيخ ليستدعى إلى الخدمة الإلزامية عام 1915 فخدم في الجبهة الشرقية، وكان في أثناء ذلك يكتب مقالات في مجلة «الشارع الحر» Die Freie Strasse، وحين رفض تنفيذ الأوامر مَثل أمام محكمة عسكرية وأودع مصحَّاً للأمراض العقلية ثم سرّح من الجيش لفقد أهليته. كتب عقب ذلك مقالات في مجلة مسائية تصدر في مونيخ.
نشر غراف أول ديوان شعري له بعنوان «ثوار» Revolutionäre والثاني بعنوان «نهاية وبداية» Amen und Anfang، ثم أصبح مشرفاً درامياً في المسرح الجديد في مونيخ حيث التقى الكاتب المسرحي برتولت بريخت (بريشت) Bertold Brecht. نشر عام 1921 مجموعة الهنود الحمر الشعرية بعنوان «أوا ـ بوا» Ua-pua. أما أول مجموعة قصصية له فصدرت في برلين بعنوان «من أجل الذكرى اللطيفة» Zur freundlichen Erinnerung.
أسس غراف الرابطة الثقافية لشباب مونيخ Jung-Münchner-Kulturbund، ونشـر مقـالات صحفية ومجموعـة قصصية صغيرة بعـنوان «ظلام» Finstenis ت(1925)، ثم مجموعتي حكايات «نور وظلال» Licht und Schatten ت(1927) و«في زاوية الحياة» Im Winkel des Lebens ت(1928). ودخل الأدب العالمي من خلال رواية «نحن معتقلون» Wir sind Gefangene ت(1927). أقام أمسيات أدبية في رابطة الكتاب البروليتاريين الثوريين في برلين، ثم نشر أعمالاً أخرى مثل «لصوص القرية» Dorfbanditen ت(1930) و«واحد ضد الجميع» Einer gegen alle ت(1931).
ازداد كره غراف للحزب النازي الصاعد فهاجر إلى النمسا، و بدأ هناك حياة الاغتراب. وبعد إحراق النازيين الكتب التي لم ترق لهم، نشر كتاباً بعنوان «احرقوني» Verbrennt mich ت(1933)، وإثر ذلك أحرقت كتبه في جامعة مونيخ. أقام في براغ بين عامي 1934ـ 1938؛ حيث أصدر بالتعاون مع كتاب آخرين مجلة شهرية بعنوان «أوراق ألمانية جديدة» Neue deutsche Blätter. وفي الاجتماع السنوي لتجمع الكتاب الاشتراكيين الذي عقد في ڤيينا عام 1934 انتُخب رئيساً لهذا التجمع، فحرم من جنسيته الألمانية إلى جانب العالم آينشتاين Einstein و35 عضواً في البرلمان، فهاجر إلى الولايات المتحدة وعاش في نيويورك حتى وفاته.
من أعمال غراف الأخرى روايات «أنطون سيتينغَر» Anton Sittinger ت(1937) و«ضجة حول إنسان مسالم» Unruhe um einen Friedfertigen ت(1947) و«حياة أمي» Das Leben meiner Mutter ت(1947) و«زواج السيد بولڤايزر» Die Ehe des Herrn Bolweiser ت(1964). وتُعد روايته الطوباوية «غزو العالم» Die Eroberung der Welt ت(1949)، التي أعاد إصدارها عام 1959 بعنوان «ورثة الدمار» Die Erben des Untergangs من أهم أعماله، وقد تحدث فيها عن موضوع تناوله في كثير من رواياته، وهو مخاوفه من أثر الحداثة في الحياة ومما يخبئه المستقبل للأجيال القادمة.
عبّر غراف في أعماله عن التدهور الاقتصادي والأخلاقي الذي قاد كثيراً من الناس إلى أحضان النازية، وقد كانت أعماله إدانة صريحة للنظام الرأسمالي وللاستبداد الذي يُفقِد البشر إنسانيتهم.
كامل إسماعيل
Graf (Oskar Maria-) - Graf (Oskar Maria-)
غراف (أوسكار ماريا ـ)
(1894 ـ 1967)
كانت أولى محاولات غراف الأدبية في الشعر عندما كان أمين سر مجموعة «العمل» Tat المتحلقة حول الكاتب الاشتراكي إريش موزام Erich Mühsam، وتعرّف الشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه Rainer Maria Rilke، ثم بدأت صداقته مع الرسام غيورغ شريمبف Georg Schrimpf والكاتب فرانتس يونغ Franz Jung. انتقل بعد ذلك إلى جنوبي سويسرا وتابع محاولاته الأدبية في إطار الحركة الانطباعية، ثم رحل عام 1914 إلى برلين، حيث نشر أولى قصائده في مجلة «العمل» Aktion، لم يلبث بعدها أن عاد إلى مونيخ ليستدعى إلى الخدمة الإلزامية عام 1915 فخدم في الجبهة الشرقية، وكان في أثناء ذلك يكتب مقالات في مجلة «الشارع الحر» Die Freie Strasse، وحين رفض تنفيذ الأوامر مَثل أمام محكمة عسكرية وأودع مصحَّاً للأمراض العقلية ثم سرّح من الجيش لفقد أهليته. كتب عقب ذلك مقالات في مجلة مسائية تصدر في مونيخ.
نشر غراف أول ديوان شعري له بعنوان «ثوار» Revolutionäre والثاني بعنوان «نهاية وبداية» Amen und Anfang، ثم أصبح مشرفاً درامياً في المسرح الجديد في مونيخ حيث التقى الكاتب المسرحي برتولت بريخت (بريشت) Bertold Brecht. نشر عام 1921 مجموعة الهنود الحمر الشعرية بعنوان «أوا ـ بوا» Ua-pua. أما أول مجموعة قصصية له فصدرت في برلين بعنوان «من أجل الذكرى اللطيفة» Zur freundlichen Erinnerung.
أسس غراف الرابطة الثقافية لشباب مونيخ Jung-Münchner-Kulturbund، ونشـر مقـالات صحفية ومجموعـة قصصية صغيرة بعـنوان «ظلام» Finstenis ت(1925)، ثم مجموعتي حكايات «نور وظلال» Licht und Schatten ت(1927) و«في زاوية الحياة» Im Winkel des Lebens ت(1928). ودخل الأدب العالمي من خلال رواية «نحن معتقلون» Wir sind Gefangene ت(1927). أقام أمسيات أدبية في رابطة الكتاب البروليتاريين الثوريين في برلين، ثم نشر أعمالاً أخرى مثل «لصوص القرية» Dorfbanditen ت(1930) و«واحد ضد الجميع» Einer gegen alle ت(1931).
ازداد كره غراف للحزب النازي الصاعد فهاجر إلى النمسا، و بدأ هناك حياة الاغتراب. وبعد إحراق النازيين الكتب التي لم ترق لهم، نشر كتاباً بعنوان «احرقوني» Verbrennt mich ت(1933)، وإثر ذلك أحرقت كتبه في جامعة مونيخ. أقام في براغ بين عامي 1934ـ 1938؛ حيث أصدر بالتعاون مع كتاب آخرين مجلة شهرية بعنوان «أوراق ألمانية جديدة» Neue deutsche Blätter. وفي الاجتماع السنوي لتجمع الكتاب الاشتراكيين الذي عقد في ڤيينا عام 1934 انتُخب رئيساً لهذا التجمع، فحرم من جنسيته الألمانية إلى جانب العالم آينشتاين Einstein و35 عضواً في البرلمان، فهاجر إلى الولايات المتحدة وعاش في نيويورك حتى وفاته.
من أعمال غراف الأخرى روايات «أنطون سيتينغَر» Anton Sittinger ت(1937) و«ضجة حول إنسان مسالم» Unruhe um einen Friedfertigen ت(1947) و«حياة أمي» Das Leben meiner Mutter ت(1947) و«زواج السيد بولڤايزر» Die Ehe des Herrn Bolweiser ت(1964). وتُعد روايته الطوباوية «غزو العالم» Die Eroberung der Welt ت(1949)، التي أعاد إصدارها عام 1959 بعنوان «ورثة الدمار» Die Erben des Untergangs من أهم أعماله، وقد تحدث فيها عن موضوع تناوله في كثير من رواياته، وهو مخاوفه من أثر الحداثة في الحياة ومما يخبئه المستقبل للأجيال القادمة.
عبّر غراف في أعماله عن التدهور الاقتصادي والأخلاقي الذي قاد كثيراً من الناس إلى أحضان النازية، وقد كانت أعماله إدانة صريحة للنظام الرأسمالي وللاستبداد الذي يُفقِد البشر إنسانيتهم.
كامل إسماعيل