طغى انتحار إرنست همنغواي، وحياته الشخصية عمومًا، على معظم المؤلفات التي سعى أصحابها إلى تدوين سيرته، والوقوف على تفاصيل وأسباب انتحاره، ببندقية صيد، صباح الثاني من تموز/ يوليو 1961، أي قبل 60 عامًا من الآن.
أعاد هوتشنر أسباب انتحار همنغواي إلى اضطراباته النفسية الحادة، ونوبات القلق والخوف واليأس، إضافةً إلى تداعيات إصابته بمرض السكري، ورهاب الصفحة البيضاء
ودار مضمون غالبية تلك المؤلفات حول أسئلة مثل: لماذا اختار همنغواي لنفسه هذا المصير؟ ما الذي دفعه إليه؟ وهل انتحر فعلًا، أم قُتل عن طريق الخطأ بينما ينظف بندقيته حسب رواية زوجته ماري؟ واتفقت، جميعها، على أن صاحب "لمن تقرع الأجراس؟" انتحر ولم يُقتل عن طريق الخطأ. لكن أصحابها اختلفوا على أسباب إقدامه على هذه الخطوة، حيث قدّم كل واحد منهم رواية مختلفة حول الحادثة.
أسباب وخلفيات انتحار إرنست همنغواي
في كتابه "بابا همنغواي" الصادر عام 1966، يذكر الكاتب والصحفي الأمريكي أرون إ. هوتشنر، أقرب أصدقاء إرنست همنغواي، وأحد أكثر المطلعين على تفاصيل حياته الشخصية عمومًا، وأيامه الأخيرة خصوصًا؛ أن ما دفعه إلى الانتحار هو معاناته جراء نوبات اليأس والإحباط والخوف والقلق التي بلغت ذروتها بداية ستينيات القرن الفائت، وهي المرحلة التي يقول هوتشنر إن همنغواي لم يكن يتحدث فيها سوى عن رغبته في إطلاق النار على نفسه وإنهاء معاناته.
رأى المقربون من همنغواي أن حديثه عن رغبته بالانتحار، بحسب هوتشنر، ليست سوى ردة فعل على آلامه النفسية الحادة واضطراباته التي انتهت به في مصح "مايو" النفسي، الذي دخله باسم مستعار هو "جيورج سافيرس"، اسم طبيبه وأحد أصدقائه المقربين الذي أقنعه بدخول المصح بعد فشل زوجته، وبقية أصدقائه، في إقناعه.
تجاوب إرنست همنغواي مع العلاج بطريقة جيدة دفعت الأطباء إلى السماح له بالعودة إلى منزله، شرط أن يعود إلى المصح بعد مدة قصيرة لمواصلة العلاج. ورغم استعادته لرغبته في الحياة، خاصةً الشرب والصيد والكتابة، إلا أن نوبات اليأس والخوف عادت لتعكّر صفو حياته بصورة أشد مما كانت عليه، مما دفع زوجته إلى إعادته للمصح الذي وصله بعد محاولة انتحار فاشلة.
خرج الروائي الأمريكي من المصح أواخر حزيران/ يونيو 1961، بعد نحو شهرين من عودته إليه، منشرحًا يستشعر الغبطة بحسب أرون أ. هوتشنر الذي يروي في مؤلَّفه أن أسرة همنغواي وأصدقائه احتفوا بعودته مساء الأول من تموز/ يوليو، وأن الأخير اشترك مع زوجته في غناء إحدى أغانيه المفضلة، فشعر الجميع حينها بأنه تعافى. غير أن مؤلف "عبر النهر ونحو الأشجار" فاجأهم، صباح اليوم التالي، بإنهاء حياته.
ما هي علاقة مكتب التحقيقات الفيدرالي بانتحار إرنست همنغواي؟
أعاد هوتشنر أسباب انتحار صديقه الذي أمضى برفقته 14 عامًا إلى اضطراباته النفسية، ونوبات القلق والخوف واليأس التي رافقته منذ نيله جائزة "نوبل للآداب" عام 1954، إضافةً إلى تداعيات إصابته بمرض السكري، خاصةً العجز الجنسي وضعف البصر، إلى جانب رهاب الصفحة البيضاء، وإدمانه على الكحول.
لكن الصحفي الأمريكي اكتشف، بعد خمسة عقود على انتحار همنغواي، أن الجواسيس الذين دأب الأخير على الحديث عنهم أمام زوجته وأصدقائه، وقال إنهم يطاردونه في كل مكان، بما في ذلك مصحة "مايو"، لم يكونوا نتاج مخيلته ومخاوفه، وإنما جواسيس حقيقيين يتبعون لمكتب التحقيقات الفيدرالي "اف. بي. آي"، الذي كلفهم بمراقبته.
رأى المقربون من إرنست همنغواي أن حديثه عن رغبته بالانتحار ليست سوى ردة فعل على آلامه النفسية الحادة
وأشار هوتشنر في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في الأول من تموز/ يوليو 2011، استنادًا إلى إحدى وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي التي رُفعت عنها السرية، إلى أن همنغواي وُضع تحت المراقبة منذ عام 1942، وأن المكتب أعد عنه، منذ ذلك التاريخ وحتى وفاته، 43 تقريرًا سريًا موزعًا على 124 صفحة.
وقال الصحفي الأمريكي إن صديقه وُضع تحت المراقبة بسببه ميوله اليسارية، وشكوك مدير الـ "اف. بي. آي" آنذاك، إدغار هوفر، بنشاطه في كوبا. غير أن هوفر لم يكتف بمراقبته والتجسس عليه، بل عمد إلى نشر الشائعات حوله بهدف تشويه صورته، ثم دفع موظفيه إلى التحرش به واستغلال مرضه ووجوده في مصحة "مايو" بهدف دفعه إلى الجنون. ما يعني أن الـ "اف. بي. آي" ساهم، وبصورة كبيرة، في انتحار إرنست همنغواي.
أعاد هوتشنر أسباب انتحار همنغواي إلى اضطراباته النفسية الحادة، ونوبات القلق والخوف واليأس، إضافةً إلى تداعيات إصابته بمرض السكري، ورهاب الصفحة البيضاء
ودار مضمون غالبية تلك المؤلفات حول أسئلة مثل: لماذا اختار همنغواي لنفسه هذا المصير؟ ما الذي دفعه إليه؟ وهل انتحر فعلًا، أم قُتل عن طريق الخطأ بينما ينظف بندقيته حسب رواية زوجته ماري؟ واتفقت، جميعها، على أن صاحب "لمن تقرع الأجراس؟" انتحر ولم يُقتل عن طريق الخطأ. لكن أصحابها اختلفوا على أسباب إقدامه على هذه الخطوة، حيث قدّم كل واحد منهم رواية مختلفة حول الحادثة.
أسباب وخلفيات انتحار إرنست همنغواي
في كتابه "بابا همنغواي" الصادر عام 1966، يذكر الكاتب والصحفي الأمريكي أرون إ. هوتشنر، أقرب أصدقاء إرنست همنغواي، وأحد أكثر المطلعين على تفاصيل حياته الشخصية عمومًا، وأيامه الأخيرة خصوصًا؛ أن ما دفعه إلى الانتحار هو معاناته جراء نوبات اليأس والإحباط والخوف والقلق التي بلغت ذروتها بداية ستينيات القرن الفائت، وهي المرحلة التي يقول هوتشنر إن همنغواي لم يكن يتحدث فيها سوى عن رغبته في إطلاق النار على نفسه وإنهاء معاناته.
رأى المقربون من همنغواي أن حديثه عن رغبته بالانتحار، بحسب هوتشنر، ليست سوى ردة فعل على آلامه النفسية الحادة واضطراباته التي انتهت به في مصح "مايو" النفسي، الذي دخله باسم مستعار هو "جيورج سافيرس"، اسم طبيبه وأحد أصدقائه المقربين الذي أقنعه بدخول المصح بعد فشل زوجته، وبقية أصدقائه، في إقناعه.
تجاوب إرنست همنغواي مع العلاج بطريقة جيدة دفعت الأطباء إلى السماح له بالعودة إلى منزله، شرط أن يعود إلى المصح بعد مدة قصيرة لمواصلة العلاج. ورغم استعادته لرغبته في الحياة، خاصةً الشرب والصيد والكتابة، إلا أن نوبات اليأس والخوف عادت لتعكّر صفو حياته بصورة أشد مما كانت عليه، مما دفع زوجته إلى إعادته للمصح الذي وصله بعد محاولة انتحار فاشلة.
خرج الروائي الأمريكي من المصح أواخر حزيران/ يونيو 1961، بعد نحو شهرين من عودته إليه، منشرحًا يستشعر الغبطة بحسب أرون أ. هوتشنر الذي يروي في مؤلَّفه أن أسرة همنغواي وأصدقائه احتفوا بعودته مساء الأول من تموز/ يوليو، وأن الأخير اشترك مع زوجته في غناء إحدى أغانيه المفضلة، فشعر الجميع حينها بأنه تعافى. غير أن مؤلف "عبر النهر ونحو الأشجار" فاجأهم، صباح اليوم التالي، بإنهاء حياته.
ما هي علاقة مكتب التحقيقات الفيدرالي بانتحار إرنست همنغواي؟
أعاد هوتشنر أسباب انتحار صديقه الذي أمضى برفقته 14 عامًا إلى اضطراباته النفسية، ونوبات القلق والخوف واليأس التي رافقته منذ نيله جائزة "نوبل للآداب" عام 1954، إضافةً إلى تداعيات إصابته بمرض السكري، خاصةً العجز الجنسي وضعف البصر، إلى جانب رهاب الصفحة البيضاء، وإدمانه على الكحول.
لكن الصحفي الأمريكي اكتشف، بعد خمسة عقود على انتحار همنغواي، أن الجواسيس الذين دأب الأخير على الحديث عنهم أمام زوجته وأصدقائه، وقال إنهم يطاردونه في كل مكان، بما في ذلك مصحة "مايو"، لم يكونوا نتاج مخيلته ومخاوفه، وإنما جواسيس حقيقيين يتبعون لمكتب التحقيقات الفيدرالي "اف. بي. آي"، الذي كلفهم بمراقبته.
رأى المقربون من إرنست همنغواي أن حديثه عن رغبته بالانتحار ليست سوى ردة فعل على آلامه النفسية الحادة
وأشار هوتشنر في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في الأول من تموز/ يوليو 2011، استنادًا إلى إحدى وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالي التي رُفعت عنها السرية، إلى أن همنغواي وُضع تحت المراقبة منذ عام 1942، وأن المكتب أعد عنه، منذ ذلك التاريخ وحتى وفاته، 43 تقريرًا سريًا موزعًا على 124 صفحة.
وقال الصحفي الأمريكي إن صديقه وُضع تحت المراقبة بسببه ميوله اليسارية، وشكوك مدير الـ "اف. بي. آي" آنذاك، إدغار هوفر، بنشاطه في كوبا. غير أن هوفر لم يكتف بمراقبته والتجسس عليه، بل عمد إلى نشر الشائعات حوله بهدف تشويه صورته، ثم دفع موظفيه إلى التحرش به واستغلال مرضه ووجوده في مصحة "مايو" بهدف دفعه إلى الجنون. ما يعني أن الـ "اف. بي. آي" ساهم، وبصورة كبيرة، في انتحار إرنست همنغواي.