غصن (فريد)
GHosen (Farid-) - GHosen (Farid-)
غصن (فريد ـ)
(1912ـ 1985)
فريد غصن ملحن موسيقي لبناني، وُلِدَ في الاسكندرية (مصر) وتوفي في بيروت. اسمه الأصلي إلياس نعمة الله غصن شلالا، والده من قرية الغينة «فتوح كسروان» في لبنان، هاجر إلى مصر وعمل في التجارة. وبعد ولادة إلياس بفترة، تحول اسمه إلى فريد.
كانت أمنية فريد غصن أن يغدو طبيباً، وأمنية والده أن يصير مهندساً، أما جاره اليوناني العجوز فكانت أمنيته أن يغدو فريد موسيقياً مثله. وقد عرف بالحدس أن فريداً يختزن موهبة نادرة، وقد رافقت أمنية الجار اليوناني توجيهات موسيقية، ثم تولى تعليمه المبادئ الموسيقية وأصول التأليف الموسيقي مروراً بتوزيع الألحان. ومن هنا بدأت الموهبة تبرز في أعمال صغيرة تلفت أنظار الكبار.
بدأت حياة فريد غصن العملية بالفن حوالي سنة 1932عازفاً بالعود في فرقة أمير الكمان سامي الشوا[ر]، ثم في فرقة الشيخ أمين حسنين، وانتقل بعدها إلى فرقة سلطانة الطرب آنذاك منيرة المهدية والتي صحبته معها في رحلات خارجية كان أبرزها تلك التي كانت إلى تونس، وهناك التقى بوكلاء تابعين لجمعية دولية مقرها باريس تسمى «ساسيم» S.A.C.E.M. (جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى). وقد اهتم فريد غصن لهذا الأمر وراح يقنع الفنانين المصريين بالفكرة، ومن ثم سافر إلى فرنسا وقدم امتحاناً موسيقياً نال في أثره دبلوماً في الموسيقى، وكان أول شرقي أو عربي ينضم إلى جمعية المؤلفين والملحنين الغربيين.
رجع فريد غصن إلى مصر وعمل رئيساً لفرقة بديعة مصابني[ر] نحو خمسة عشر عاماً، يوم كانت في أوج مجدها الفني. وحين زار تونس للمرة الثانية؛ رحبت به الصحف والمجلات ومنحته تونس الوسام التونسي من رتبة فارس، ومن هناك بدأ الاستعداد لتحقيق حلمه بتأسيس فروع لجمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في البلاد العربية. وقد تم له ما أراد بعد معارضة شديدة، وتأسست أول جمعية للمؤلفين والملحنين في مصر بفضله، برئاسة محمد عبد الوهاب[ر] وعضوية فريد غصن وبديع خيري ومحمد القصبجي[ر] وغيرهم. وفريد غصن عازف عود بارع من أمهر العازفين. وقد وصفه محمد عبد الوهاب ذات مرة بأنه أدخل الأسلوب الإسباني على العزف بالعود. وقد ميزه هذا الأسلوب في براعته في الأداء عن زملائه الماهرين بالعزف على العود مثل محمد القصبجي، ورياض السنباطي[ر] والهاوي أمين المهدي وغيرهم.
ساعد غصن الكثير من الموسيقيين ورافقهم حتى الوصول إلى الذروة، وفي مقدمتهم فريد الأطرش[ر] الذي علمه العزف بالعود ولحن له أغنيتين «يا بدعدع»، و«يا قمري نوحك يحلالي» وقدمه في مسرح بديعة مصابني كما كان يقدم مع فريد الأطرش وجورج ميشيل عزفاً رائعاً حتى صاروا الفرسان الثلاثة. وإضافة إلى مساعدته فريد الأطرش في مسرح بديعة مصابني؛ ساعد كثيرين منهم محمد فوزي[ر] وأخته هدى سلطان والمطرب إبراهيم حمودة وشادية وغرام شيبا.
يعود إلى فريد غصن الفضل الكبير في اكتشاف المطربة أسمهان[ر] التي كانت تربطه بأسرتها صداقة عائلية متينة. فهو الذي علمها مع داوود حسني والشيخ محمود صبح ومحمد القصبجي العزف والغناء. وقد لحن لأسمهان طقطقوقة: «يا نار فؤادي»، و«محتار يا قلبي»، ومونولوغ «اسمع البلبل يغني». كما لحن لمطربات ومطربين عدة منهم المطربة الشهيرة لور دكاش التي لحن لها أغنيتها «آمنت بالله»، ولعبد الغني السيد «العشرة صعبانة علي». كذلك لحن أجمل أغاني المطربة نور الهدى التي اشتهرت منها أغنية «يانا يا وعدي».
وفي عام 1941 لحن لأم كلثوم[ر] مونولوغ «وقفت أودع حبيبي» من كلمات أحمد رامي[ر]. أما صباح فقد أعطاها عدداً من الأغاني منها: «ربيع لبنان»، و«إيه معنى الحب إيه شكل الحب»، و«أنا ستوته»، و«الليل لنا ولحبنا». وفي عام 1947 اكتشف طفلة عمرها سبع سنوات تغني القصائد الكلثومية وهي نجاة حسني التي بدلت اسمها فيما بعد إلى نجاة الصغيرة، وجاء بها إلى لبنان صيف عام 1947 وغنت في كازينو «الميرامار» في بحمدون، وهناك استمع إليها كثيرون ومنهم محمد عبد الوهاب.
وضع فريد غصن موسيقى لكثير من الأفلام السينمائية. وفي سنة 1960 عاد إلى لبنان ليستقر فيها نهائياً. وعُيِّن أستاذاً في المعهد الموسيقي الوطني، وقد خرَّج وعلَّم كثيراً من الفنانين. ومع بداية الأحداث في لبنان 1975 أصيب بشلل نصفي لازمه حتى وفاته.
جورج روفائيل
GHosen (Farid-) - GHosen (Farid-)
غصن (فريد ـ)
(1912ـ 1985)
فريد غصن ملحن موسيقي لبناني، وُلِدَ في الاسكندرية (مصر) وتوفي في بيروت. اسمه الأصلي إلياس نعمة الله غصن شلالا، والده من قرية الغينة «فتوح كسروان» في لبنان، هاجر إلى مصر وعمل في التجارة. وبعد ولادة إلياس بفترة، تحول اسمه إلى فريد.
كانت أمنية فريد غصن أن يغدو طبيباً، وأمنية والده أن يصير مهندساً، أما جاره اليوناني العجوز فكانت أمنيته أن يغدو فريد موسيقياً مثله. وقد عرف بالحدس أن فريداً يختزن موهبة نادرة، وقد رافقت أمنية الجار اليوناني توجيهات موسيقية، ثم تولى تعليمه المبادئ الموسيقية وأصول التأليف الموسيقي مروراً بتوزيع الألحان. ومن هنا بدأت الموهبة تبرز في أعمال صغيرة تلفت أنظار الكبار.
بدأت حياة فريد غصن العملية بالفن حوالي سنة 1932عازفاً بالعود في فرقة أمير الكمان سامي الشوا[ر]، ثم في فرقة الشيخ أمين حسنين، وانتقل بعدها إلى فرقة سلطانة الطرب آنذاك منيرة المهدية والتي صحبته معها في رحلات خارجية كان أبرزها تلك التي كانت إلى تونس، وهناك التقى بوكلاء تابعين لجمعية دولية مقرها باريس تسمى «ساسيم» S.A.C.E.M. (جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى). وقد اهتم فريد غصن لهذا الأمر وراح يقنع الفنانين المصريين بالفكرة، ومن ثم سافر إلى فرنسا وقدم امتحاناً موسيقياً نال في أثره دبلوماً في الموسيقى، وكان أول شرقي أو عربي ينضم إلى جمعية المؤلفين والملحنين الغربيين.
رجع فريد غصن إلى مصر وعمل رئيساً لفرقة بديعة مصابني[ر] نحو خمسة عشر عاماً، يوم كانت في أوج مجدها الفني. وحين زار تونس للمرة الثانية؛ رحبت به الصحف والمجلات ومنحته تونس الوسام التونسي من رتبة فارس، ومن هناك بدأ الاستعداد لتحقيق حلمه بتأسيس فروع لجمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في البلاد العربية. وقد تم له ما أراد بعد معارضة شديدة، وتأسست أول جمعية للمؤلفين والملحنين في مصر بفضله، برئاسة محمد عبد الوهاب[ر] وعضوية فريد غصن وبديع خيري ومحمد القصبجي[ر] وغيرهم. وفريد غصن عازف عود بارع من أمهر العازفين. وقد وصفه محمد عبد الوهاب ذات مرة بأنه أدخل الأسلوب الإسباني على العزف بالعود. وقد ميزه هذا الأسلوب في براعته في الأداء عن زملائه الماهرين بالعزف على العود مثل محمد القصبجي، ورياض السنباطي[ر] والهاوي أمين المهدي وغيرهم.
ساعد غصن الكثير من الموسيقيين ورافقهم حتى الوصول إلى الذروة، وفي مقدمتهم فريد الأطرش[ر] الذي علمه العزف بالعود ولحن له أغنيتين «يا بدعدع»، و«يا قمري نوحك يحلالي» وقدمه في مسرح بديعة مصابني كما كان يقدم مع فريد الأطرش وجورج ميشيل عزفاً رائعاً حتى صاروا الفرسان الثلاثة. وإضافة إلى مساعدته فريد الأطرش في مسرح بديعة مصابني؛ ساعد كثيرين منهم محمد فوزي[ر] وأخته هدى سلطان والمطرب إبراهيم حمودة وشادية وغرام شيبا.
يعود إلى فريد غصن الفضل الكبير في اكتشاف المطربة أسمهان[ر] التي كانت تربطه بأسرتها صداقة عائلية متينة. فهو الذي علمها مع داوود حسني والشيخ محمود صبح ومحمد القصبجي العزف والغناء. وقد لحن لأسمهان طقطقوقة: «يا نار فؤادي»، و«محتار يا قلبي»، ومونولوغ «اسمع البلبل يغني». كما لحن لمطربات ومطربين عدة منهم المطربة الشهيرة لور دكاش التي لحن لها أغنيتها «آمنت بالله»، ولعبد الغني السيد «العشرة صعبانة علي». كذلك لحن أجمل أغاني المطربة نور الهدى التي اشتهرت منها أغنية «يانا يا وعدي».
وفي عام 1941 لحن لأم كلثوم[ر] مونولوغ «وقفت أودع حبيبي» من كلمات أحمد رامي[ر]. أما صباح فقد أعطاها عدداً من الأغاني منها: «ربيع لبنان»، و«إيه معنى الحب إيه شكل الحب»، و«أنا ستوته»، و«الليل لنا ولحبنا». وفي عام 1947 اكتشف طفلة عمرها سبع سنوات تغني القصائد الكلثومية وهي نجاة حسني التي بدلت اسمها فيما بعد إلى نجاة الصغيرة، وجاء بها إلى لبنان صيف عام 1947 وغنت في كازينو «الميرامار» في بحمدون، وهناك استمع إليها كثيرون ومنهم محمد عبد الوهاب.
وضع فريد غصن موسيقى لكثير من الأفلام السينمائية. وفي سنة 1960 عاد إلى لبنان ليستقر فيها نهائياً. وعُيِّن أستاذاً في المعهد الموسيقي الوطني، وقد خرَّج وعلَّم كثيراً من الفنانين. ومع بداية الأحداث في لبنان 1975 أصيب بشلل نصفي لازمه حتى وفاته.
جورج روفائيل