تحليل رواية عابر سرير
يُشار إلى أنّ رواية عابر سرير لمؤلفتها الجزائرية أحلام مستغانمي جمعت بين عدد من الألوان الروائية؛ إذ يمكن وصفها بأنها رواية واقعية واجتماعية وسيرة ذاتية، وقد حازت على عناية كبيرة من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية عابر سرير
تغلب على هذه الرواية هذه الرواية الإنسانية والقضايا الاجتماعية، تكشف فيها الكاتبة عن حال المبدع العربي، وهي تتمة للروايتين (فوضى الحواس وذاكرة الجسد)، وكسبيقاتها لا تخلو رواية عابر سرير من العاطفة والحب والإثارة، فهي الخيال لما يجتمع مع الواقع، وترصد الكاتبة خلالها الأزمة التي مرت بها الجزائر منذ عام 1988م، بدءًا من مظاهرات أكتوبر من نفس العام،ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
يؤدي العنوان دورًا مهمًا في العمل الروائي، وقد جاء في هذه الرواية موجزًا ومختصرًا يُغلفه الغموض، إلا أنه شيفرة لغوية اختيرت عن ذكاء لتفتح للقارئ فحوى الرواية، وهو يدلّ على تمرّد البطل، وبعد قراءة الرواية يُلاحظ أنّ الكاتبة رمزت بالسرير إلى أكثر من جانب فحمل أكثر من دلالة، منها سرير الطفولة، والضياع الذي تعيشه في عواطفنا، والوفاء الذي غالبًا ما يُغلّف بالخيانة.
المكان
وقعت أحداث هذه الرواية في مدينة (قسنطينة) في الجزائر بأسماء جسورها وشوارعها، وكلها أسماء توحي للقارئ بواقعية الرواية، لكن البداية كانت من مدينة (باريس) الفرنسية، وبصورة عامة قسمت الأماكن في هذه الرواية إلى أماكن مفتوحة (مثل الجسور والأحياء والشوارع) وأخرى مغلقة (مثل البيت، والسجن).
الشخصيات الرئيسية
تدور الأحداث في رواية عابر سرير بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:
خالد: هو البطل في هذه الرواية، والذي يمثل معظم الأحداث والوقائع فيها التي سُردت على لسانه، نشأ يتيمًا ورفض زوجة أبيه، وقد كان ذلك رمزًا لرفضه فرنسا، وقد تمتع خالد بالذكاء منذ صغره، وأصبح رجلًا يائسًا بعد فقدان ذراعه اليسرى بعد إصابتها برصاصتين.
حياة: هي فتاة جزائرية تمثل نموذج النساء المثقفات والذكيات، وهي قريبة إلى صورة الفتاة الغربية في شخصيتها وتفكيرها، استطاعت أن تتجاوز القيود التي تحكمها العادات والتقاليد بحثًا عن الحرية.
زيان: هو رجل حكيم ورزين يحمل عدة شخصيات؛ فهو رجل ثوري جزائري، ومثقف مسؤول عن نشر الوعي، ورسام عالمي، ورجل يائس من الحياة.
الشخصيات الثانوية
تدور الأحداث في رواية عابر سرير بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:
ناصر: يمثل الشخصية الجزائرية المثقفة، وهو ابن الشهيد الطاهر عبد المولى، تخلّى عن دراسته الجامعية لأنه لم يرَ في ذلك مستقبلًا جيدًا، وكان رمزًا لقوة الشباب الجزائري الذي يناضل من أجل كرامته.
مراد: هو شخصية جزائرية مثقفة، عُرِفَ باتجاهاته اليسارية وتصريحاته النازية ضد المجرمين، وقد شارك في معظم النشاطات الثقافية، وتعرض مراد لعدة محاولات اغتيال لكنه في كل مرة كان ينجو بأعجوبة.
فرنسواز: هي امرأة فرنسية أحبت زيان، لكنها كانت تلهو وتلبّي رغباتها مع خالد، وهي تمثل ثقافة المرأة الغربية.
زياد: هو شاعر فلسطيني ومناضل، كان يتنقل كثيرًا بين الجزائر وبيروت، قًتِل غدرًا بيد مجهولة في بيروت.
الجنرال: هو مَن كان يدبر للاغتيالات، وهو شخصية جشعة تبيع القيم والمبادئ بأرخص ثمن، كما يمثل انعدام الضمير والخيانة وبيع الوطن من أجل تحقيق مصالح شخصية.
الأحداث الرئيسية
تبدأ أحداث هذه الرواية بحصـول خالد على جائزة أحسن صـورة لهذا العام في فرنسا عن طريق الصدفة، وذلك أثناء عبوره من قسنطينة متوجهًا نحو الجزائر العاصمة حيث استوقفته مجزرة ارتكبت في إحدى القرى الجزائرية مخلفة وراءها عشرات القتلى، وهنا التقط خالد صورة طفل صغير يسند ظهره إلى جدار كتبت عليه شعارات بدم أهله، وبقربه جثة كلب، فكان هذا المشهد هو الصورة الفائزة لهذا العام في فرنسا، وبداية لأحداث جديدة تتكشـف فيها الحقائق، ومع ما أحدثته هذه الصورة من انتصار داخل خالد، فإنّه سرعان ما بدأ الـذنب يتسرب إلى داخله لما أولته الصحف الفرنسية لهذه الصورة من تلميحات جارحة.
وفي معرض جماعي أقيم لرسامين جزائريين في باريس تبدأ مرحلة تعرّف خالد إلى فرنسواز وزيان، وتتكرر لقاءات خالد وزيان لتكشف عن خبايا جديدة وأمور متعلقة بالوطن وسياسته وأمور أخرة متعلقة بالمرأة (حياة).
العقدة والحبكة
يلتقي خالد مع حياة في معرض زيان، فيتفرجان على ذاكرته من خلال لوحاته، وعلى وجه (قسنطينة) الشاهد على كل ما حدث لهم، وهناك يضرب لها موعد لقاء جديد، وفي مساء الغد يلتقي خالد مع حياة ويأخذها إلى منزل زيان بعد أن سافرت فرانسواز لأمها، وهناك تقف حياة مندهشة لمصادفات هذا القدر، فتتأكد أنّ في حياة خالد امرأة غيرها بدليل صورها التي تملأ البيت، ليؤكد لها خالد أنّه ليس سـوى عابر سرير في حياة هذه المرأة، وفي اليوم التالي يعلم خالد بوفاة زيان، ويشكّل له نقل جثمانه إلى الجزائر عائقًا.
الحل
لا يجد خالد حلًا سوى بيع اللّوحة التي اشتراها، وبثمنها يشـتري تذكرة للجثمان، لأنّه رفض أن يعود زيان بمال مقترض وكأنّه بذلك يُهديه سريره الأخير، وفي المطار تودّعه حياة وأخوها ناصر، ليعود خالد في النهاية إلى (قسنطينة).
السمات الفنية في رواية عابر سرير
بعد قراءة رواية عابر سرير يُلاحَظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
استخدام لغة وأسلوب يساهمان في جذب القارئ وإمتاعه.
استخدام لغة تجمع بين الشعر والنثر بأسلوب سلس.
اللجوء إلى عنصر التشويق، الأمر الذي يشدّ انتباه القارئ ويُثير اهتمامه.
طرح مجموعة من الأسئلة تركتها الكاتبة كاستفزاز للقارئ.
البناء الجيد للمكان في الرواية، الأمر الذي ساهم في خدمة عناصر الرواية الأخرى
يُشار إلى أنّ رواية عابر سرير لمؤلفتها الجزائرية أحلام مستغانمي جمعت بين عدد من الألوان الروائية؛ إذ يمكن وصفها بأنها رواية واقعية واجتماعية وسيرة ذاتية، وقد حازت على عناية كبيرة من النقاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدمنا لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية عابر سرير
تغلب على هذه الرواية هذه الرواية الإنسانية والقضايا الاجتماعية، تكشف فيها الكاتبة عن حال المبدع العربي، وهي تتمة للروايتين (فوضى الحواس وذاكرة الجسد)، وكسبيقاتها لا تخلو رواية عابر سرير من العاطفة والحب والإثارة، فهي الخيال لما يجتمع مع الواقع، وترصد الكاتبة خلالها الأزمة التي مرت بها الجزائر منذ عام 1988م، بدءًا من مظاهرات أكتوبر من نفس العام،ولتوضيح الفكرة التي تريد الكاتبة إيصالها تم تفكيك الرواية إلى عناصرها الأساسية وتحليلها على النحو الآتي:
العنوان
يؤدي العنوان دورًا مهمًا في العمل الروائي، وقد جاء في هذه الرواية موجزًا ومختصرًا يُغلفه الغموض، إلا أنه شيفرة لغوية اختيرت عن ذكاء لتفتح للقارئ فحوى الرواية، وهو يدلّ على تمرّد البطل، وبعد قراءة الرواية يُلاحظ أنّ الكاتبة رمزت بالسرير إلى أكثر من جانب فحمل أكثر من دلالة، منها سرير الطفولة، والضياع الذي تعيشه في عواطفنا، والوفاء الذي غالبًا ما يُغلّف بالخيانة.
المكان
وقعت أحداث هذه الرواية في مدينة (قسنطينة) في الجزائر بأسماء جسورها وشوارعها، وكلها أسماء توحي للقارئ بواقعية الرواية، لكن البداية كانت من مدينة (باريس) الفرنسية، وبصورة عامة قسمت الأماكن في هذه الرواية إلى أماكن مفتوحة (مثل الجسور والأحياء والشوارع) وأخرى مغلقة (مثل البيت، والسجن).
الشخصيات الرئيسية
تدور الأحداث في رواية عابر سرير بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:
خالد: هو البطل في هذه الرواية، والذي يمثل معظم الأحداث والوقائع فيها التي سُردت على لسانه، نشأ يتيمًا ورفض زوجة أبيه، وقد كان ذلك رمزًا لرفضه فرنسا، وقد تمتع خالد بالذكاء منذ صغره، وأصبح رجلًا يائسًا بعد فقدان ذراعه اليسرى بعد إصابتها برصاصتين.
حياة: هي فتاة جزائرية تمثل نموذج النساء المثقفات والذكيات، وهي قريبة إلى صورة الفتاة الغربية في شخصيتها وتفكيرها، استطاعت أن تتجاوز القيود التي تحكمها العادات والتقاليد بحثًا عن الحرية.
زيان: هو رجل حكيم ورزين يحمل عدة شخصيات؛ فهو رجل ثوري جزائري، ومثقف مسؤول عن نشر الوعي، ورسام عالمي، ورجل يائس من الحياة.
الشخصيات الثانوية
تدور الأحداث في رواية عابر سرير بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:
ناصر: يمثل الشخصية الجزائرية المثقفة، وهو ابن الشهيد الطاهر عبد المولى، تخلّى عن دراسته الجامعية لأنه لم يرَ في ذلك مستقبلًا جيدًا، وكان رمزًا لقوة الشباب الجزائري الذي يناضل من أجل كرامته.
مراد: هو شخصية جزائرية مثقفة، عُرِفَ باتجاهاته اليسارية وتصريحاته النازية ضد المجرمين، وقد شارك في معظم النشاطات الثقافية، وتعرض مراد لعدة محاولات اغتيال لكنه في كل مرة كان ينجو بأعجوبة.
فرنسواز: هي امرأة فرنسية أحبت زيان، لكنها كانت تلهو وتلبّي رغباتها مع خالد، وهي تمثل ثقافة المرأة الغربية.
زياد: هو شاعر فلسطيني ومناضل، كان يتنقل كثيرًا بين الجزائر وبيروت، قًتِل غدرًا بيد مجهولة في بيروت.
الجنرال: هو مَن كان يدبر للاغتيالات، وهو شخصية جشعة تبيع القيم والمبادئ بأرخص ثمن، كما يمثل انعدام الضمير والخيانة وبيع الوطن من أجل تحقيق مصالح شخصية.
الأحداث الرئيسية
تبدأ أحداث هذه الرواية بحصـول خالد على جائزة أحسن صـورة لهذا العام في فرنسا عن طريق الصدفة، وذلك أثناء عبوره من قسنطينة متوجهًا نحو الجزائر العاصمة حيث استوقفته مجزرة ارتكبت في إحدى القرى الجزائرية مخلفة وراءها عشرات القتلى، وهنا التقط خالد صورة طفل صغير يسند ظهره إلى جدار كتبت عليه شعارات بدم أهله، وبقربه جثة كلب، فكان هذا المشهد هو الصورة الفائزة لهذا العام في فرنسا، وبداية لأحداث جديدة تتكشـف فيها الحقائق، ومع ما أحدثته هذه الصورة من انتصار داخل خالد، فإنّه سرعان ما بدأ الـذنب يتسرب إلى داخله لما أولته الصحف الفرنسية لهذه الصورة من تلميحات جارحة.
وفي معرض جماعي أقيم لرسامين جزائريين في باريس تبدأ مرحلة تعرّف خالد إلى فرنسواز وزيان، وتتكرر لقاءات خالد وزيان لتكشف عن خبايا جديدة وأمور متعلقة بالوطن وسياسته وأمور أخرة متعلقة بالمرأة (حياة).
العقدة والحبكة
يلتقي خالد مع حياة في معرض زيان، فيتفرجان على ذاكرته من خلال لوحاته، وعلى وجه (قسنطينة) الشاهد على كل ما حدث لهم، وهناك يضرب لها موعد لقاء جديد، وفي مساء الغد يلتقي خالد مع حياة ويأخذها إلى منزل زيان بعد أن سافرت فرانسواز لأمها، وهناك تقف حياة مندهشة لمصادفات هذا القدر، فتتأكد أنّ في حياة خالد امرأة غيرها بدليل صورها التي تملأ البيت، ليؤكد لها خالد أنّه ليس سـوى عابر سرير في حياة هذه المرأة، وفي اليوم التالي يعلم خالد بوفاة زيان، ويشكّل له نقل جثمانه إلى الجزائر عائقًا.
الحل
لا يجد خالد حلًا سوى بيع اللّوحة التي اشتراها، وبثمنها يشـتري تذكرة للجثمان، لأنّه رفض أن يعود زيان بمال مقترض وكأنّه بذلك يُهديه سريره الأخير، وفي المطار تودّعه حياة وأخوها ناصر، ليعود خالد في النهاية إلى (قسنطينة).
السمات الفنية في رواية عابر سرير
بعد قراءة رواية عابر سرير يُلاحَظ أنها تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
استخدام لغة وأسلوب يساهمان في جذب القارئ وإمتاعه.
استخدام لغة تجمع بين الشعر والنثر بأسلوب سلس.
اللجوء إلى عنصر التشويق، الأمر الذي يشدّ انتباه القارئ ويُثير اهتمامه.
طرح مجموعة من الأسئلة تركتها الكاتبة كاستفزاز للقارئ.
البناء الجيد للمكان في الرواية، الأمر الذي ساهم في خدمة عناصر الرواية الأخرى