غطفان (قبيله)
Ghatfan tribe - Tribu Ghatfan
غَطَفان (قبيلة ـ)
قبيلةٌ عظيمةٌ من قيس عَيلان تُنْسَبُ إلى غَطَفان بن سعد بن قيس عَيلان بن مُضَر بن نزار، وغَطَفان يُسَمُّون شاميَّةً؛ لأنَّهم ينزلون نَجْداً ممَّا يلي الشَّامَ. قيل: كانت منازلهم فيما يلي وادي القرى وجبل طيء. وَلَدَ غَطَفانُ رَيْثاً، وعَبْدَ العُزَّى الذي سمَّاه رسول اللهr عبد الله حين وفدت عليه غطفان، إذ قال: من أنتم؟ قالوا: بنو عبد العُزَّى، فقال: أنتم بنو عبد الله. والعَقِبُ من عبد الله بن غَطَفان بن سعد في بُهْثَةَ بن عبد الله وقُطْبَةَ وعَدِيّ وعُذْرة وكلب وباعِث وشَبَابَة وغنم وعوف ومنبِّه، فهذه عشرة أفخاذ، والعَقِبُ من رَيْث بن غَطَفان من أربعة أبطن لصُلْبِهِ: بَغِيْضٌ ومازنٌ وأَهْونُ وأَشْجَعُ، وإليه يرجعُ كلُّ أَشْجَعِيٍّ، وبقيَّةُ أهْونَ يقال لهم: بنو مالك بن أمَةَ بن أهْون، ومنهم: محمَّد بن جَبَلَة بن أَهْبان، كان من أشراف الشَّام، والعَقِبُ من بِغِيْض بن رَيْث: عَبْسُ وذُبيان[ر] القبيلتان المشهورتان. أمَّا العَقِبُ من عَبْس بن بَغِيض بن رَيْث فمن فخذين: قطيعةَ ووَرَقَةَ ابنَي عَبْس، والعَقِبُ من قطيعة بن عَبْس من الحارث، ومن مُعتمر، ومن عَوْف، ومن غالب، وغالب قبيلة الحُطَيْئَة الشَّاعر[ر]، ومن شعره يذكرُ غَطَفانَ وعبساً وذُبيانَ مفتخراً:
أَلَم تَرَ أَنَّ ذُبياناً وَعَبْســاً
لِباغي الحَرْبِ قَد نَزَلا بَراحا
نُقاتِلُ عَن قُرى غَطَفانَ لمّا
خَشــينا أنْ تَذِلَّ وأن تُباحا
أمَّا ذُبْيانُ بن بَغِيْض فولدُه: سعدٌ وعامرٌ وفَزَارةُ، وهاربة وبنو هاربة بطن مع بني ثعلبة بن سعد، ولهم يقول بِشْر بن أبي خازم:
ولَمْ نَهْلِكْ لِمُـرَّةَ إِذْ تَوَلَّوْا
فَسارُوا سَيْرَ هارِبَةٍ فَغَارُوا
وَلَدَ سَعْد بن ذُبْيان: عَوْفاً وثعلبةَ وعَبْداً، وإلى بني ثَعْلَبَةَ ينتسـبُ الشَّمَاخُ[ر]، ووَلَدَ عوفٌ: مُرَّةَ وهم بطنٌ، ودُهْمانَ وهم بطنٌ أيضاً، فولدَ مُرَّةُ: مالكاً وسَهْماً وصِرْمَةَ وغَيْظاً، ووَلَدَ مالك بن مُرَّة عامراً، فولدَ عامرٌ ربيعةَ، فمن وَلَدِ ربيعةَ: المُثَلَّمُ بن رياح بن ظالم ابن سعد بن ربيعة، وكان رياح أبو المُثّلَّم شريفاً في قومه، وهو الَّذي قال له زهير ابن جَنَاب:
فخلَّى بعدَها غَطَفانُ بُسّاً
وما غَطَفانُ والأرضُ الفضاءُ!
وبُسٌّ هو البيتُ الذي كانت تعبدُه غَطَفانُ، وهو مَحَجُّهم في الجاهلية، بناه ظالمٌ جدُّ المُثَلَّم، وكانت غَطَفان في الجاهلية تعبدُ صنماً، يقال له: «العُزَّى»، قيل: هي شجرةٌ عندها وثنٌ، قطعها خالد بن الوليد، وكســر الوثن.
ولدَ غَيظُ بن مُرَّةَ: نُشْبَةَ وعَدِيّاً ويَرْبُوعاً، ووَلَدَ نُشْبَةُ: مُرَّةَ، فمن بني مُرَّةَ هَرِمُ بن سِنان بن أبي حارثة بن مُرَّة بن نُشْبَة الَّذي قال فيه زُهير بن أبي سُلمى وفي الحارثَ بن عَوْف بن سَعْد بن ذُبْيان معلَّقتَهُ لأنَّهما احتملا دِياتٍ كثيرة، ومن بني يَرْبوع بن غَيْظ: النَّابغةُ الذُّبيانيُّ، ومنهم ابنُ ميَّادةَ الشَّاعر. أمَّا ذُبْيان بن بَغيض فأعقبَ من فَزَارةَ البطنَ المشهورَ، وولدَ فزارةُ بن ذبيان: مُرَّةَ وشَمْخاً وظالماً ومازناً وعَدِيّاً، ومن مازن وعَدِيّ قبيلتان ممتدَّتان، ومن بني عَدِيّ: بِغيضُ بن مالك بن سَعْد بن عَدِيّ، وبِغيضٌ هذا جِمـاعُ قيس في الجاهليَّة، اجتمعَتْ عليه القبيلةُ، وولدَ شَمْخُ بن فَزَارة: هلالاً ولأْياً وعُصيماً، وإلى هلال بن شَمْخ ينتسـبُ بنو نَجَبَة.
ويُذْكَرُ أنَّ غَطَفان ظلَّت على عدائها للدَّعوة الإسلاميَّة إلى فتح مكَّة، غزاها الرَّسولr غيرَ مرَّةٍ، وهمَّ رجلٌ منهم يُقال له غَورَث في غزوة «ذات الرِّقاع» بقتل الرَّسولr غِيلةً فنجاه الله تعالى، وكانت غَطَفان فيمن حزَّبوا الأحزابَ لقتال المسلمين يومَ الخندق[ر]، إذ خرج نفرٌ من يهود قُرَيظة إلى غَطَفانَ فدعوهم إلى حرب الرَّسولr، وأقبلت قريش وغطفان ومَنْ تَبِعَهُمْ من نَجْدٍ، وسيِّدُهم حينئذٍ عُيينةُ بنُ حِصْن، لقبَّه الرَّسول بالأحمق المُطاع، وكان نُعيم بن مسعود من رجال غَطَفان أسلم من غير أن يعلم قومُه، فخذَّلَ غَطَفان عن القتال، وفعل ذلك باليهود وبقريش، فدبَّت الفُرقة بينهم، وحين خرج الرَّسولr لحرب يهود خَيبر جمعَتْ له غطفان ليُظاهروا اليهودَ عليه. تأخَّر إسلامُ غَطَفان، وكان سيِّدُهم عُيينة بن حِصْن أسلم متأخِّراً فلمَّا توفِّي الرسولr ارتدَّ وتَبِعَهُ قومُه، هزمه خالد بن الوليد وأوثقه وأرسله إلى الخليفة أبي بكر الصدِّيق. ومن رجال غَطَفان: زبَّان بن سيَّار الشَّاعر، ارتدَّ أيضاً، ثم فاء إلى الإسلام، ومنهم: هَرِمُ بن قُطْبَةَ حكيمُ العرب في الجاهلية، أسلم في حياة الرَّسول وثَبَتَ حين ارتدَّ قومُه، وكانت لبعض رجال غَطَفان يدٌ بيضاءُ في الفتوح، أبرزهم المُسيَّبُ ومَرْثد من بني نَجَبَة من وَلَدِ شَمْخ بن فَزارة. شَهِدَ المُسَيَّبُ القادسيَّةَ وفتوح العراق، وشهد مع الخليفة علي ابن أبي طالب مشاهدَه، وشهدَ مَرْثدُ ابن نَجَبَة يومَ اليرموك، وفتوح الشام، وكان قائدَ مُقَدِّمةِ جيشِ خالد بن الوليد يومَ فتح دمشـق، واسْتُشْهِدَ على سـورها.
أسامة اختيار
Ghatfan tribe - Tribu Ghatfan
غَطَفان (قبيلة ـ)
قبيلةٌ عظيمةٌ من قيس عَيلان تُنْسَبُ إلى غَطَفان بن سعد بن قيس عَيلان بن مُضَر بن نزار، وغَطَفان يُسَمُّون شاميَّةً؛ لأنَّهم ينزلون نَجْداً ممَّا يلي الشَّامَ. قيل: كانت منازلهم فيما يلي وادي القرى وجبل طيء. وَلَدَ غَطَفانُ رَيْثاً، وعَبْدَ العُزَّى الذي سمَّاه رسول اللهr عبد الله حين وفدت عليه غطفان، إذ قال: من أنتم؟ قالوا: بنو عبد العُزَّى، فقال: أنتم بنو عبد الله. والعَقِبُ من عبد الله بن غَطَفان بن سعد في بُهْثَةَ بن عبد الله وقُطْبَةَ وعَدِيّ وعُذْرة وكلب وباعِث وشَبَابَة وغنم وعوف ومنبِّه، فهذه عشرة أفخاذ، والعَقِبُ من رَيْث بن غَطَفان من أربعة أبطن لصُلْبِهِ: بَغِيْضٌ ومازنٌ وأَهْونُ وأَشْجَعُ، وإليه يرجعُ كلُّ أَشْجَعِيٍّ، وبقيَّةُ أهْونَ يقال لهم: بنو مالك بن أمَةَ بن أهْون، ومنهم: محمَّد بن جَبَلَة بن أَهْبان، كان من أشراف الشَّام، والعَقِبُ من بِغِيْض بن رَيْث: عَبْسُ وذُبيان[ر] القبيلتان المشهورتان. أمَّا العَقِبُ من عَبْس بن بَغِيض بن رَيْث فمن فخذين: قطيعةَ ووَرَقَةَ ابنَي عَبْس، والعَقِبُ من قطيعة بن عَبْس من الحارث، ومن مُعتمر، ومن عَوْف، ومن غالب، وغالب قبيلة الحُطَيْئَة الشَّاعر[ر]، ومن شعره يذكرُ غَطَفانَ وعبساً وذُبيانَ مفتخراً:
أَلَم تَرَ أَنَّ ذُبياناً وَعَبْســاً
لِباغي الحَرْبِ قَد نَزَلا بَراحا
نُقاتِلُ عَن قُرى غَطَفانَ لمّا
خَشــينا أنْ تَذِلَّ وأن تُباحا
أمَّا ذُبْيانُ بن بَغِيْض فولدُه: سعدٌ وعامرٌ وفَزَارةُ، وهاربة وبنو هاربة بطن مع بني ثعلبة بن سعد، ولهم يقول بِشْر بن أبي خازم:
ولَمْ نَهْلِكْ لِمُـرَّةَ إِذْ تَوَلَّوْا
فَسارُوا سَيْرَ هارِبَةٍ فَغَارُوا
وَلَدَ سَعْد بن ذُبْيان: عَوْفاً وثعلبةَ وعَبْداً، وإلى بني ثَعْلَبَةَ ينتسـبُ الشَّمَاخُ[ر]، ووَلَدَ عوفٌ: مُرَّةَ وهم بطنٌ، ودُهْمانَ وهم بطنٌ أيضاً، فولدَ مُرَّةُ: مالكاً وسَهْماً وصِرْمَةَ وغَيْظاً، ووَلَدَ مالك بن مُرَّة عامراً، فولدَ عامرٌ ربيعةَ، فمن وَلَدِ ربيعةَ: المُثَلَّمُ بن رياح بن ظالم ابن سعد بن ربيعة، وكان رياح أبو المُثّلَّم شريفاً في قومه، وهو الَّذي قال له زهير ابن جَنَاب:
فخلَّى بعدَها غَطَفانُ بُسّاً
وما غَطَفانُ والأرضُ الفضاءُ!
وبُسٌّ هو البيتُ الذي كانت تعبدُه غَطَفانُ، وهو مَحَجُّهم في الجاهلية، بناه ظالمٌ جدُّ المُثَلَّم، وكانت غَطَفان في الجاهلية تعبدُ صنماً، يقال له: «العُزَّى»، قيل: هي شجرةٌ عندها وثنٌ، قطعها خالد بن الوليد، وكســر الوثن.
ولدَ غَيظُ بن مُرَّةَ: نُشْبَةَ وعَدِيّاً ويَرْبُوعاً، ووَلَدَ نُشْبَةُ: مُرَّةَ، فمن بني مُرَّةَ هَرِمُ بن سِنان بن أبي حارثة بن مُرَّة بن نُشْبَة الَّذي قال فيه زُهير بن أبي سُلمى وفي الحارثَ بن عَوْف بن سَعْد بن ذُبْيان معلَّقتَهُ لأنَّهما احتملا دِياتٍ كثيرة، ومن بني يَرْبوع بن غَيْظ: النَّابغةُ الذُّبيانيُّ، ومنهم ابنُ ميَّادةَ الشَّاعر. أمَّا ذُبْيان بن بَغيض فأعقبَ من فَزَارةَ البطنَ المشهورَ، وولدَ فزارةُ بن ذبيان: مُرَّةَ وشَمْخاً وظالماً ومازناً وعَدِيّاً، ومن مازن وعَدِيّ قبيلتان ممتدَّتان، ومن بني عَدِيّ: بِغيضُ بن مالك بن سَعْد بن عَدِيّ، وبِغيضٌ هذا جِمـاعُ قيس في الجاهليَّة، اجتمعَتْ عليه القبيلةُ، وولدَ شَمْخُ بن فَزَارة: هلالاً ولأْياً وعُصيماً، وإلى هلال بن شَمْخ ينتسـبُ بنو نَجَبَة.
ويُذْكَرُ أنَّ غَطَفان ظلَّت على عدائها للدَّعوة الإسلاميَّة إلى فتح مكَّة، غزاها الرَّسولr غيرَ مرَّةٍ، وهمَّ رجلٌ منهم يُقال له غَورَث في غزوة «ذات الرِّقاع» بقتل الرَّسولr غِيلةً فنجاه الله تعالى، وكانت غَطَفان فيمن حزَّبوا الأحزابَ لقتال المسلمين يومَ الخندق[ر]، إذ خرج نفرٌ من يهود قُرَيظة إلى غَطَفانَ فدعوهم إلى حرب الرَّسولr، وأقبلت قريش وغطفان ومَنْ تَبِعَهُمْ من نَجْدٍ، وسيِّدُهم حينئذٍ عُيينةُ بنُ حِصْن، لقبَّه الرَّسول بالأحمق المُطاع، وكان نُعيم بن مسعود من رجال غَطَفان أسلم من غير أن يعلم قومُه، فخذَّلَ غَطَفان عن القتال، وفعل ذلك باليهود وبقريش، فدبَّت الفُرقة بينهم، وحين خرج الرَّسولr لحرب يهود خَيبر جمعَتْ له غطفان ليُظاهروا اليهودَ عليه. تأخَّر إسلامُ غَطَفان، وكان سيِّدُهم عُيينة بن حِصْن أسلم متأخِّراً فلمَّا توفِّي الرسولr ارتدَّ وتَبِعَهُ قومُه، هزمه خالد بن الوليد وأوثقه وأرسله إلى الخليفة أبي بكر الصدِّيق. ومن رجال غَطَفان: زبَّان بن سيَّار الشَّاعر، ارتدَّ أيضاً، ثم فاء إلى الإسلام، ومنهم: هَرِمُ بن قُطْبَةَ حكيمُ العرب في الجاهلية، أسلم في حياة الرَّسول وثَبَتَ حين ارتدَّ قومُه، وكانت لبعض رجال غَطَفان يدٌ بيضاءُ في الفتوح، أبرزهم المُسيَّبُ ومَرْثد من بني نَجَبَة من وَلَدِ شَمْخ بن فَزارة. شَهِدَ المُسَيَّبُ القادسيَّةَ وفتوح العراق، وشهد مع الخليفة علي ابن أبي طالب مشاهدَه، وشهدَ مَرْثدُ ابن نَجَبَة يومَ اليرموك، وفتوح الشام، وكان قائدَ مُقَدِّمةِ جيشِ خالد بن الوليد يومَ فتح دمشـق، واسْتُشْهِدَ على سـورها.
أسامة اختيار