"ماشطات".. يدخل عالم الفرق الموسيقية النسائية في تونس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "ماشطات".. يدخل عالم الفرق الموسيقية النسائية في تونس

    "ماشطات".. يدخل عالم الفرق الموسيقية النسائية في تونس


    سونيا بن سلامة: الفيلم يمنح الفنانات الشعبيات موقعا وصوتا.


    السبت 2023/05/27
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    الماشطة تمنح النساء فرحا منشودا

    الماشطات، عالم نسائي فني، يعرفه التونسيون جيدا لكنهم لا يعلمون جيدا الكواليس القابعة خلفه ويتعاملون معه على أنه ليس فنا. هذا العالم المميز حملته المخرجة سونيا بن سلامة إلى جمهور الدورة السادسة والسبعين لمهرجان كان، ورفعت صوت نساء تونسيات امتهن الغناء في الأعراس من أجل العيش.

    كان (فرنسا) - شاركت المخرجة التونسية سونيا بن سلامة في مهرجان كان بفيلمها الوثائقي الطويل “ماشطات”، في فئة “أسيد” "جمعية نشر السينما المستقلة". واختارت بن سلامة أن تعطي الكلمة لمجموعة نساء يمارسن الموسيقى التقليدية بإحدى مناطق تونس منذ عقود، وهي موسيقى حاضرة بقوة في الأعراس المحلية، ولا يمكن أن تنظم هذه المناسبات دونها.

    وسونيا بن سلامة هي مخرجة أفلام وثائقية تونسية – فرنسية، ولدت عام 1985، ونشأت في باريس ودرست الفن والسينما ثم أخرجت فيلمين وثائقيين قصيرين، لحساب متحف اللوفر. في عام 2015، أخرجت فيلمها الوثائقي الطويل الأول “مكتوب”، الذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية، ومنها مهرجان الأفلام العربية في أميركا، ومهرجان زاكورة السينمائي ومهرجان خريبكة المغربي الذي حصدت خلاله جائزة المحلفين الكبرى.

    وتدور أحداث الفيلم الوثائقي “ماشطة” في مدينة المهدية التونسية الصغيرة، حيث يرصد حياة أعضاء فرقة “مشطاط” لحفلات الزفاف الصيفية، واللاتي يهربن من مشقة حياتهن اليومية إلى الموسيقى، وهن 3 موسيقيات “فاطمة” وابنتاها "ناجح ووفرة"، يعشن في “بير برانيك” في بلدة المهدية الصغيرة بتونس.

    في الشتاء يعتنين بالمنزل ويعملن في الحقول، يزرعن ويقطفن الزيتون والبطاطا، وفي الصيف هن “الماشطات” أو الموسيقيات التقليديات، حيث يتنقلن من حفل زفاف إلى آخر، للاحتفال بزواج الشابات ومباركتهن، لإرشادهن وإعدادهن لحياتهن الجديدة كزوجات.


    ◙ الفن لمواجهة مصاعب الحياة ونسيان خيبات الزمن الطويلة


    وتعتبر “فاطمة” أن عملها كماشطة منذ 40 عاما هو الشيء الوحيد الذي يجلب القليل من الحرية لحياتها خلال الصيف، حيث تغني طوال اليوم وتربح المال مثل أيّ وقت آخر من السنة.

    جاء الفيلم كمحاولة من المخرجة لتسليط الضوء على عالم "الماشطات"، بحكم ما سجلته من حيف فني ممارس بحق هؤلاء النساء. فهن لا يعتبرن في عرف الناس فنانات موسيقيات، رغم أنهن يمارسن هذه المهنة منذ عقود، وأرادت بن سلامة بهذا العمل تكريمهن أيضا.

    وتقول المخرجة سونيا بن سلامة “لم أتصور أن أكون هنا في كان بهذا الفيلم.. كنت بدأت في إنجازه بمفردي، ومع مرور الوقت وجدت نفسي محاطة بفريق، من منتج، مصور، مهندس الصوت.. لكن، صراحة لم أتخيل يوما أنني سأكون بهذا الفيلم في كان، وأن أتواجد هنا اليوم، هو أمر استثنائي بالنسبة إليّ.. وهو فرصة لأيّ مخرج.. هو اعتراف بهذا المجهود الذي كان وراء العمل، خاصة وأن من يختارون الأفلام هم مخرجون".

    وتضيف “نعم، كان هدفي كما في الفيلم الأول منحهن صوتا وموقعا لكي تسمع موسيقاهن، والماشطات -لا أدري إن كنت تعلم ذلك – حضورهن ضروري في الأعراس بمنطقة المهدية، ولا يمكن إحياء حفل زفاف دون وجودهن.. صحيح، في المناطق التونسية الأخرى، يمكن أن يكون الأمر مختلفاً، هناك موسيقى وتقاليد أخرى".

    وتستدرك “لكن في المهدية هذا تقليد معمول به ولا يمكن تنظيم عرس من الأعراس التقليدية بغياب هذه الفرق الموسيقية من الماشطات.. هؤلاء يشتغلن في فصل الشتاء بالحقول وفي الصيف ينشطن الأعراس.. يستخدمن في موسيقاهن الدربوكة والبندير.. لكن الناس يرون أنهن لسن موسيقيات، علما أن الكل يعرف أنهن يعزفن ويغنين".

    "ماشطات" هو ثاني فيلم وثائقي للمخرجة التونسية وفيه أيضا تطرقت لمسألة الزواج، وعن ذلك تقول “في الواقع، لم أكن أريد أن أعالج مسألة الزواج… أثناء تصويري حفل زفاف قريبة لي في عملي الأول ‘المكتوب’، التقيت الماشطات، وبالتالي لم أكن أريد إثارة الزواج في حد ذاته، لكنّ العملين عرضاه من زوايا مختلفة. هو أمر غريب أنني لقيت نفسي في موضوع الزواج دون أن يكون غرضي في يوم من الأيام هو كذلك".

    ◙ المخرجة اختارت أن تعطي الكلمة لمجموعة نساء يمارسن الموسيقى التقليدية بإحدى مناطق تونس منذ عقود

    ويرصد فيلم سونيا بن سلامة “المكتوب”، حكاية امرأة شابة، قبل 70 سنة في قصور الساف وسط تونس، هربت من بيت زوجها ووقعت للمرة الوحيدة في حياتها ضد “المكتوب” (المصير)، لتجد نفسها وفي نفس المكان فتاة شابة تستعد للزواج.

    وفي تعليقها على الحضور المغاربي والعربي في الدورة السادسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي الدولي، قالت المخرجة “لديّ شعور أن هناك أصواتا ترتفع وأن هذه السينما بصدد تأكيد وجودها في التظاهرات العالمية.

    وهذا أمر جميل جدا، أعتقد أن هناك رغبة كبيرة لأجل إنجاز أفلام عن البلدان التي نعيش فيها أو تلك التي لدينا ارتباط خاص بها. هناك رغبة أكيدة عند الشباب لإنجاز أفلام، وبفضل مهرجانات مثل كان، يمكن لهذه الأفلام أن تعزز وجودها ويكون لها موقعا حقيقيا”.

    يذكر أن السينما التونسية تعود في دورة هذا العام لمهرجان كان السينمائي الدولي للمنافسة على السعفة الذهبية بعد غياب دام 50 سنة على اختيارها ضمن المسابقة الرسمية، من خلال فيلم ”بنات ألفة” للمخرجة كوثر بن هنية.


    ◙ الموسيقى تعيد الأمل في النفوس


    انشرWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X