التونسية كوثر بن هنية: تصوير فيلم "بنات ألفة" مختبر علاجي
أول مخرجة تونسية يتنافس عمل لها على السعفة الذهبية لمهرجان كان منذ نصف قرن.
الاثنين 2023/05/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة مهمة للسينما التونسية
كان (فرنسا) – تحقق السينما التونسية هذا العام حضورا مهما في الدورة السادسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، فإلى جانب حصدها ثلاث جوائز في مسابقة أسبوع النقاد التي ينظمها مركز السينما العربية على هامش المهرجان، عرضت كوثر بن هنية فيلمها “بنات ألفة” الذي أثار إعجاب النقاد والجمهور.
وتؤكد المخرجة التونسية أنّ فيلمها “بنات ألفة” يتناول قصة امرأة تونسية تواجه انزلاق اثنتين من بناتها نحو التطرف والإرهاب، وكان تصويره بمثابة “مختبر علاجي”.
وكان الفيلم لبن هنية التي تمثّل أول مخرجة من تونس يتنافس عمل لها على السعفة الذهبية لمهرجان كان منذ نصف قرن.
ويغرق “بنات ألفة” الذي يشكل مزيجا هجينا بين الوثائقي والروائي، المشاهد في القصة الحقيقية لألفة الحمروني، وهي أم تونسية ذاع اسمها في كل أنحاء العالم سنة 2016 بعدما أثارت علنا مسألة تطرف ابنتيها المراهقتين رحمة وغفران. وتركت الشقيقتان تونس للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، حيث قبض عليهما وأودعتا السجن.
كوثر بن هنية تمثّل أول مخرجة من تونس يتنافس عمل لها على السعفة الذهبية لمهرجان كان منذ نصف قرن
ومن الدقائق الأولى للفيلم، يدرك المتفرج أنه يشاهد عملا تتولى فيه ألفة الحقيقية توجيه الممثلة التي تؤدي دورها. وفي بعض المشاهد، تظهر المخرجة وهي تتلقى أسئلة من الممثلين.
وتقول بن هنية التي حظيت بشهرة عالمية مع فيلمها “على كف عفريت” الذي عُرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2017، إنّ “هذا العمل يمثل أيضا فيلما عن السينما والتمثيل وذكريات الماضي”.
اعتمدت المخرجة منذ بداياتها المزج بين الواقع والخيال. وتقول بن هنية إنها كانت تبدي اهتماما بقصة ألفة في العام 2016 من دون أن تدرك بالتحديد تفاصيل المشروع الذي ترغب في إنجازه. وخلال فترة الحجر المرتبطة بجائحة كوفيد – 19، أدركت المخرجة طريقة تنفيذ مشروعها.
وتقول “إنّ الأمر الذي كان ينقصني حتى أفهم سبب توجّه الفتاتين إلى ليبيا كان الماضي الذي لم أتمكن من إعادة تكوينه إلا بمساعدة الممثلات. وهذا ما فعلته”. وتشير إلى أنّ تصوير الفيلم كان بمثابة “مختبر علاجي”. وتتابع “سادت مشاعر كثيرة أجواء التصوير”، مضيفة أنّ “أمورا عدة لم يتم التطرق إليها في السابق، أُعيد تناولها”.
وتظهر بن هنية بوضوح في الفيلم الممارسات الإرهابية، وتقول “أردت استكشاف طريقة انتقال العنف. هذا العنف الذي ينتقل من الأم إلى الابنة ولا يقتصر على المجتمع التونسي”.
ويُعتبر انتقال العنف هذا بمثابة لعنة على الأسرة. وتظهر في العمل كيف أن المجتمع الذكوري الذي يسحق النساء غالبا ما ترعاه الأمهات.
ومن الناحية السياسية، تستعيد بن هنية ثورة الياسمين وصعود الإسلاميين. وردّا على سؤال حول رأيها في الوضع السياسي الراهن في تونس، تقول “لم يصبح الوضع مستقرا بعد”.
وتضيف “رغم ذلك، ثمة حرّية في التعبير وغياب للرقابة، ما يتيح للفنانين التعبير بحرية، وهذه ليست الحال في بلدان أخرى من المنطقة”. وبسبب هذه الحرية ظهر “جيل جديد من المخرجين” بينهم يوسف الشابي وإريج السحيري.
وبعدما كانت أول مخرجة من تونس تمثل هذا البلد في حفلة توزيع جوائز الأوسكار عام 2021 مع فيلمها “على كف عفريت”، هل تطمح تاليا إلى نيل السعفة الذهبية؟ تردّ باسمة “سنرى”، وتضيف “نحن سعداء جدا أصلا بوجودنا في كان”.
يذكر أن المؤلف الموسيقي أمين بوحافة قد حاز على جائزة أحسن موسيقى عن فيلم “تحت الشجرة” للمخرجة أريج السحيري، علما وأنه وقّع أيضا موسيقى فيلم “بنات ألفة” لكوثر بن هنية.
وفاز بجائزة أحسن إخراج يوسف الشابي عن فيلمه “أشكال”، وتحصل الممثل التونسي آدم بسة على جائزة أحسن ممثل في فيلم “حراقة” للمخرج لطفي ناتان.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أول مخرجة تونسية يتنافس عمل لها على السعفة الذهبية لمهرجان كان منذ نصف قرن.
الاثنين 2023/05/22
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة مهمة للسينما التونسية
كان (فرنسا) – تحقق السينما التونسية هذا العام حضورا مهما في الدورة السادسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، فإلى جانب حصدها ثلاث جوائز في مسابقة أسبوع النقاد التي ينظمها مركز السينما العربية على هامش المهرجان، عرضت كوثر بن هنية فيلمها “بنات ألفة” الذي أثار إعجاب النقاد والجمهور.
وتؤكد المخرجة التونسية أنّ فيلمها “بنات ألفة” يتناول قصة امرأة تونسية تواجه انزلاق اثنتين من بناتها نحو التطرف والإرهاب، وكان تصويره بمثابة “مختبر علاجي”.
وكان الفيلم لبن هنية التي تمثّل أول مخرجة من تونس يتنافس عمل لها على السعفة الذهبية لمهرجان كان منذ نصف قرن.
ويغرق “بنات ألفة” الذي يشكل مزيجا هجينا بين الوثائقي والروائي، المشاهد في القصة الحقيقية لألفة الحمروني، وهي أم تونسية ذاع اسمها في كل أنحاء العالم سنة 2016 بعدما أثارت علنا مسألة تطرف ابنتيها المراهقتين رحمة وغفران. وتركت الشقيقتان تونس للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، حيث قبض عليهما وأودعتا السجن.
كوثر بن هنية تمثّل أول مخرجة من تونس يتنافس عمل لها على السعفة الذهبية لمهرجان كان منذ نصف قرن
ومن الدقائق الأولى للفيلم، يدرك المتفرج أنه يشاهد عملا تتولى فيه ألفة الحقيقية توجيه الممثلة التي تؤدي دورها. وفي بعض المشاهد، تظهر المخرجة وهي تتلقى أسئلة من الممثلين.
وتقول بن هنية التي حظيت بشهرة عالمية مع فيلمها “على كف عفريت” الذي عُرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2017، إنّ “هذا العمل يمثل أيضا فيلما عن السينما والتمثيل وذكريات الماضي”.
اعتمدت المخرجة منذ بداياتها المزج بين الواقع والخيال. وتقول بن هنية إنها كانت تبدي اهتماما بقصة ألفة في العام 2016 من دون أن تدرك بالتحديد تفاصيل المشروع الذي ترغب في إنجازه. وخلال فترة الحجر المرتبطة بجائحة كوفيد – 19، أدركت المخرجة طريقة تنفيذ مشروعها.
وتقول “إنّ الأمر الذي كان ينقصني حتى أفهم سبب توجّه الفتاتين إلى ليبيا كان الماضي الذي لم أتمكن من إعادة تكوينه إلا بمساعدة الممثلات. وهذا ما فعلته”. وتشير إلى أنّ تصوير الفيلم كان بمثابة “مختبر علاجي”. وتتابع “سادت مشاعر كثيرة أجواء التصوير”، مضيفة أنّ “أمورا عدة لم يتم التطرق إليها في السابق، أُعيد تناولها”.
وتظهر بن هنية بوضوح في الفيلم الممارسات الإرهابية، وتقول “أردت استكشاف طريقة انتقال العنف. هذا العنف الذي ينتقل من الأم إلى الابنة ولا يقتصر على المجتمع التونسي”.
ويُعتبر انتقال العنف هذا بمثابة لعنة على الأسرة. وتظهر في العمل كيف أن المجتمع الذكوري الذي يسحق النساء غالبا ما ترعاه الأمهات.
ومن الناحية السياسية، تستعيد بن هنية ثورة الياسمين وصعود الإسلاميين. وردّا على سؤال حول رأيها في الوضع السياسي الراهن في تونس، تقول “لم يصبح الوضع مستقرا بعد”.
وتضيف “رغم ذلك، ثمة حرّية في التعبير وغياب للرقابة، ما يتيح للفنانين التعبير بحرية، وهذه ليست الحال في بلدان أخرى من المنطقة”. وبسبب هذه الحرية ظهر “جيل جديد من المخرجين” بينهم يوسف الشابي وإريج السحيري.
وبعدما كانت أول مخرجة من تونس تمثل هذا البلد في حفلة توزيع جوائز الأوسكار عام 2021 مع فيلمها “على كف عفريت”، هل تطمح تاليا إلى نيل السعفة الذهبية؟ تردّ باسمة “سنرى”، وتضيف “نحن سعداء جدا أصلا بوجودنا في كان”.
يذكر أن المؤلف الموسيقي أمين بوحافة قد حاز على جائزة أحسن موسيقى عن فيلم “تحت الشجرة” للمخرجة أريج السحيري، علما وأنه وقّع أيضا موسيقى فيلم “بنات ألفة” لكوثر بن هنية.
وفاز بجائزة أحسن إخراج يوسف الشابي عن فيلمه “أشكال”، وتحصل الممثل التونسي آدم بسة على جائزة أحسن ممثل في فيلم “حراقة” للمخرج لطفي ناتان.
انشرWhatsAppTwitterFacebook