آل سعود (فهد ـ)
(1342هـ ـ …/1923م ـ …)
فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الحالي، وهو خامس ملوك المملكة العربية السعودية في الدولة السعودية الثالثة التي أسسها والده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1319هـ/1902م، والتي أعلنت مملكة تحت اسم المملكة العربية السعودية عام 1351هـ/1932م.
وفهد بن عبد العزيز واحد من ستة وثلاثين ابناً للملك الراحل عبد العزيز آل سعود والنجل التاســع في الترتيب العام للأبناء الذكور ووالدته الأميرة حصة السد يري.
وُلِدَ الأمير فهد بن عبد العزيز في مدينة الرياض، ونشأ في كنف والده الملك عبد العزيز يحظى بعنايته وينعم بتوجيهاته على مدى ثلاثين عاماً. وقد حرص والده على تنشئة أولاده نشأةً بدوية وعلى تعلمهم الفروسية وحفظهم القرآن العظيم. التحق في طفولته بمدرسة الأمراء في مدينة الرياض، ثم دَرَسَ مدة من الزمن في المعهد العلمي بمكة المكرمة.
ولما لَمَسَ والده ما لديه من نبوغ مبكر بدأ يعهد إليه حل الكثير من الأمور الداخلية المعقدة مثل لقاءات زعماء القبائل وحل مشكلاتهم، فاكتسب خبرة عظيمة في معالجة الشؤون البدوية والقبلية، وتَمَّ تكليفه بعض المهام الرسمية خارج البلاد مثل مشاركته في عضوية وفد المملكة برئاسة أخيه الأمير فيصل في التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة عام 1945م.
عُيِّنَ الأمير فهد بن عبد العزيز أول وزير للمعارف عندما أُستحدثت وزارة المعارف في عهد أخيه الملك سعود بن عبد العزيز عام 1373هـ/1953م، ثم عُيِّنَ بعدئذ وزيراً للداخلية عام 1382هـ/1962م، وأُسندت إليه وظيفة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الذي يرأسه الملك في عام 1387هـ/1967م في عهد أخيه الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، إضافة إلى منصبه وزيراً للداخلية.
ومنذ ذلك التاريخ بدأ الأمير فهد يبرز جلياً وبدور ملموس على الساحة الدولية، إذ قام بعدة زيارات رسمية إلى الخارج وترأس وفد بلاده نيابةً عن الملك فيصل إلى مؤتمر الدول المصدرة للنفط الذي عقد بالعاصمة الجزائرية عام 1975م. ولما استشهد الملك فيصل عام 1395هـ/ 1975م، بَويع الأمير خالد ابن عبد العزيز ملكاً على المملكة العربية السعودية، وعُيِّنَ الأمير فهد بن عبد العزيز وليّاً للعهد وأُسند إليه منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء السعودي، مما يمكنه من ترأس جلسات مجلس الوزراء نيابةً عن الملك في بعض الأحيان والحالات.
شارك الأمير فهد في عدد من المؤتمرات الخارجية مثل مؤتمر القمة العربي التاسع الذي عُقد في بغداد عام 1398هـ/ 1978م، ومؤتمر القمة العربي العاشر الذي عُقد في تونس عام 1399هـ/1979م، ومؤتمر القمة الحادي عشر الذي عُقد في عمان عام 1400هـ/ 1980م، ومؤتمر القمة الثاني عشر الذي عقد بمدينة فاس المغربية عام 1402هـ/ 1982م، وغير ذلك من مؤتمرات عربية ودولية خارجية. إضافة إلى تكليفه عدداً من الأمور السياسية المهمة التي اُستجدت في أثناء حكم إخوته: سعود وفيصل وخالد، مما أثرى تجربته السياسية الإدارية.
بُوِّيعَ الأمير فهد بن عبد العزيز ملكاً على المملكة العربية السعودية في عام 1402هـ /1982م، إثر وفاة أخيه الملك خالد بن عبد العزيز في ذلك التاريخ، ولا يزال ملكهاحتى اليوم. وقد أُعلن رسمياً استبدال لقب صاحب الجلالة ليكون اللقب الرسمي خادم الحرمين الشريفين عام 1407هـ /1986م.
سبق عهد الملك فهد بن عبد العزيز أحداث سياسية مهمة على الصعيدين الإقليمي والعربي والدولي من أبرزها، قيام منظمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي في 20/ 5/1981م، والإعلان عن مشروع الأمير فهد للسلام في الشرق الأوسط، والذي تبناه مؤتمر القمَة العربي الثاني عشر في عام 1982م، أي بعد تسلم الملك فهد بن عبد العزيز مهام منصبه ببضعة أشهر، وأُطلق عليه اسم مشروع السلام العربي. وواكب اعتلاء الملك فهد سدة الحكم استمرار الحرب العراقية ـ الإيرانية مدة ثماني سنوات (1980 ـ 1988م). واستمرارالحرب الأهلية في لبنان والتي بدأت في عام 1975، ووضعـت أوزارها إثر انعقاد مؤتمر الطائـف عام 1989م الذي وَضَعَ حداً لهذه الحرب.
وتزامن مع استلام الملك فهد مقاليد الحكم في السعودية، ماسمي بعملية السلام للجليل التي اقترفتها القوات المعتدية الإسرائيلية في شهر حزيران عام 1982، ورافقها احتلال الجنوب اللبناني ودخول العاصمة بيروت وإجلاء المقاتلين الفلسطينيين منها. وكان احتلال القوات العراقية لدولة الكويت في يوم 2 /8/1990م من الأحداث البارزة، وكانت حكومة الملك فهد قد سعت قبل هذا الاحتلال إلى إجراء مصالحة بين العراق والكويت في مؤتمر جدة 31 / 7 / 1990م الذي وصلت فيه المباحثات إلى طريق مسدود، فكان احتلال الكويت وتلاه تأليف قوات الائتلاف الدولي على أراضي المملكة العربية السعودية لإخراج القوات العراقية وتحرير الكويت، وكان لها ذلك في المدة ما بين 17/1 ـ 28 / 2/ 1991م، وأعقب ذلك انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في 30/10/1991م، الذي قرر مبدأ الأرض مقابل السلام، وكان للمملكة العربية السعودية دور مهم في الإعداد له.
أدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين دور الأخ الناصح في كل الأزمات والأحداث التي استجدت في تلك الفترة، كما قدمت المساعدات المالية والعسكرية والمعنوية والسياسية لكل قضية تخص العرب والمسلمين وخاصةً الدعم المعنوي والأدبي والمادي للقضية الفلسطينية ونصرتها في المحافل الدولية، وسار الملك فهد بن عبد العزيز على نهج أسلافه في تحسين أوضاع المواطنين المعيشية ودفع عجلة التنمية والتطوير كافة في المملكة العربية السعودية، وفي المجالات الاقتصادية والسياسية والإدارية والعمرانية كافة، وخاصة توسيع الحرمين الشريفين وطبع القرآن الكريم وتوزيعه على الهيئات والأفراد وتحقيق الأمن والرفاهية لأفراد المجتمع السعودي وحجاج بيت الله الحرام.
إبراهيم كاخيا
(1342هـ ـ …/1923م ـ …)
فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الحالي، وهو خامس ملوك المملكة العربية السعودية في الدولة السعودية الثالثة التي أسسها والده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1319هـ/1902م، والتي أعلنت مملكة تحت اسم المملكة العربية السعودية عام 1351هـ/1932م.
وُلِدَ الأمير فهد بن عبد العزيز في مدينة الرياض، ونشأ في كنف والده الملك عبد العزيز يحظى بعنايته وينعم بتوجيهاته على مدى ثلاثين عاماً. وقد حرص والده على تنشئة أولاده نشأةً بدوية وعلى تعلمهم الفروسية وحفظهم القرآن العظيم. التحق في طفولته بمدرسة الأمراء في مدينة الرياض، ثم دَرَسَ مدة من الزمن في المعهد العلمي بمكة المكرمة.
ولما لَمَسَ والده ما لديه من نبوغ مبكر بدأ يعهد إليه حل الكثير من الأمور الداخلية المعقدة مثل لقاءات زعماء القبائل وحل مشكلاتهم، فاكتسب خبرة عظيمة في معالجة الشؤون البدوية والقبلية، وتَمَّ تكليفه بعض المهام الرسمية خارج البلاد مثل مشاركته في عضوية وفد المملكة برئاسة أخيه الأمير فيصل في التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة عام 1945م.
عُيِّنَ الأمير فهد بن عبد العزيز أول وزير للمعارف عندما أُستحدثت وزارة المعارف في عهد أخيه الملك سعود بن عبد العزيز عام 1373هـ/1953م، ثم عُيِّنَ بعدئذ وزيراً للداخلية عام 1382هـ/1962م، وأُسندت إليه وظيفة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الذي يرأسه الملك في عام 1387هـ/1967م في عهد أخيه الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، إضافة إلى منصبه وزيراً للداخلية.
ومنذ ذلك التاريخ بدأ الأمير فهد يبرز جلياً وبدور ملموس على الساحة الدولية، إذ قام بعدة زيارات رسمية إلى الخارج وترأس وفد بلاده نيابةً عن الملك فيصل إلى مؤتمر الدول المصدرة للنفط الذي عقد بالعاصمة الجزائرية عام 1975م. ولما استشهد الملك فيصل عام 1395هـ/ 1975م، بَويع الأمير خالد ابن عبد العزيز ملكاً على المملكة العربية السعودية، وعُيِّنَ الأمير فهد بن عبد العزيز وليّاً للعهد وأُسند إليه منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء السعودي، مما يمكنه من ترأس جلسات مجلس الوزراء نيابةً عن الملك في بعض الأحيان والحالات.
شارك الأمير فهد في عدد من المؤتمرات الخارجية مثل مؤتمر القمة العربي التاسع الذي عُقد في بغداد عام 1398هـ/ 1978م، ومؤتمر القمة العربي العاشر الذي عُقد في تونس عام 1399هـ/1979م، ومؤتمر القمة الحادي عشر الذي عُقد في عمان عام 1400هـ/ 1980م، ومؤتمر القمة الثاني عشر الذي عقد بمدينة فاس المغربية عام 1402هـ/ 1982م، وغير ذلك من مؤتمرات عربية ودولية خارجية. إضافة إلى تكليفه عدداً من الأمور السياسية المهمة التي اُستجدت في أثناء حكم إخوته: سعود وفيصل وخالد، مما أثرى تجربته السياسية الإدارية.
بُوِّيعَ الأمير فهد بن عبد العزيز ملكاً على المملكة العربية السعودية في عام 1402هـ /1982م، إثر وفاة أخيه الملك خالد بن عبد العزيز في ذلك التاريخ، ولا يزال ملكهاحتى اليوم. وقد أُعلن رسمياً استبدال لقب صاحب الجلالة ليكون اللقب الرسمي خادم الحرمين الشريفين عام 1407هـ /1986م.
سبق عهد الملك فهد بن عبد العزيز أحداث سياسية مهمة على الصعيدين الإقليمي والعربي والدولي من أبرزها، قيام منظمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي في 20/ 5/1981م، والإعلان عن مشروع الأمير فهد للسلام في الشرق الأوسط، والذي تبناه مؤتمر القمَة العربي الثاني عشر في عام 1982م، أي بعد تسلم الملك فهد بن عبد العزيز مهام منصبه ببضعة أشهر، وأُطلق عليه اسم مشروع السلام العربي. وواكب اعتلاء الملك فهد سدة الحكم استمرار الحرب العراقية ـ الإيرانية مدة ثماني سنوات (1980 ـ 1988م). واستمرارالحرب الأهلية في لبنان والتي بدأت في عام 1975، ووضعـت أوزارها إثر انعقاد مؤتمر الطائـف عام 1989م الذي وَضَعَ حداً لهذه الحرب.
وتزامن مع استلام الملك فهد مقاليد الحكم في السعودية، ماسمي بعملية السلام للجليل التي اقترفتها القوات المعتدية الإسرائيلية في شهر حزيران عام 1982، ورافقها احتلال الجنوب اللبناني ودخول العاصمة بيروت وإجلاء المقاتلين الفلسطينيين منها. وكان احتلال القوات العراقية لدولة الكويت في يوم 2 /8/1990م من الأحداث البارزة، وكانت حكومة الملك فهد قد سعت قبل هذا الاحتلال إلى إجراء مصالحة بين العراق والكويت في مؤتمر جدة 31 / 7 / 1990م الذي وصلت فيه المباحثات إلى طريق مسدود، فكان احتلال الكويت وتلاه تأليف قوات الائتلاف الدولي على أراضي المملكة العربية السعودية لإخراج القوات العراقية وتحرير الكويت، وكان لها ذلك في المدة ما بين 17/1 ـ 28 / 2/ 1991م، وأعقب ذلك انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في 30/10/1991م، الذي قرر مبدأ الأرض مقابل السلام، وكان للمملكة العربية السعودية دور مهم في الإعداد له.
أدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين دور الأخ الناصح في كل الأزمات والأحداث التي استجدت في تلك الفترة، كما قدمت المساعدات المالية والعسكرية والمعنوية والسياسية لكل قضية تخص العرب والمسلمين وخاصةً الدعم المعنوي والأدبي والمادي للقضية الفلسطينية ونصرتها في المحافل الدولية، وسار الملك فهد بن عبد العزيز على نهج أسلافه في تحسين أوضاع المواطنين المعيشية ودفع عجلة التنمية والتطوير كافة في المملكة العربية السعودية، وفي المجالات الاقتصادية والسياسية والإدارية والعمرانية كافة، وخاصة توسيع الحرمين الشريفين وطبع القرآن الكريم وتوزيعه على الهيئات والأفراد وتحقيق الأمن والرفاهية لأفراد المجتمع السعودي وحجاج بيت الله الحرام.
إبراهيم كاخيا