فنان فلسطيني يطوع الخردة لخدمة قضايا مجتمعية وبيئية
التشكيلي عساف الخرطي يناقش عبر مجسماته الفنية المصنوعة من الخردة قضايا اجتماعية.
الجمعة 2023/06/02
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مجسمات فنية ذات رسالة إنسانية
الفن رسالة أو لا يكون، والرسالة الفنية تحتاج إلى خيال خلاق وأفكار طريفة، فالفنان التشكيلي الفلسطيني عساف الخرطي يعمل على تحويل الخردة الحديدية والبلاستيكية إلى مجسمات فنية صديقة للبيئة وتعبّر عن قضايا مجتمعية.
غزة (فلسطين) ـ لم تعد عملية الاحتفاظ بقطع الخردة الحديدية المتبقية من الأجهزة الكهربائية التالفة تشكّل عبئا على الفنان التشكيلي الفلسطيني عساف الخرطي (28 عاما)، إذ أصبحت أجزاء من أهم قطعه الفنية.
فمنذ نحو 9 سنوات، يعكف الخرطي على تحويل الخردة الحديدية والبلاستيكية إلى مجسمات فنية صديقة للبيئة وتعبّر عن قضايا مجتمعية معاصرة.
مع بدء صناعته لتلك المجسمات اختفت من منزل الخرطي، في وسط قطاع غزة، صناديق خشبية كان يحتفظ فيها بقطع من الخردة، بعد أن قرر استثمارها في فن “النحت بالخردة”.
كما ساعدته المنطقة التي يقطن بها، وهي ذات طابع ريفي، في بداية رحلته بهذا النوع من الفن، حيث كان يلتقط قطع الخردة التي تُلقى في الشوارع لإعادة تدويرها عبر فن النحت وحماية البيئة منها.
ويشجع هذا الفن على إعادة تدوير واستخدام الخردة الحديدية بدلا من إتلافها والمساس بالبيئة عبر رميها في الشوارع أو الحاويات.
أعمال عساف الخرطي تساهم في الحفاظ على البيئة، بما فيها من تربة وحيوان، وحمايتها من المخلفات الحديدية الصلبة
وقال الخرطي، المتخصص في مجال إدارة الأعمال، إنه بدأ رحلته في الفن التشكيلي كهواية حينما كان طفلا.
وأوضح أنه طوّر موهبته من خلال المشاركة في دورات وورشات تدريبية، إلى جانب الاعتماد بشكل كبير على جهوده الذاتية.
وأضاف أن له أعمالا في مجالات عديدة من الفن المعاصر، منها الرسم والنحت، وشارك في معارض داخلية، لكن لم تتوفر له فرصة للمشاركة في معارض خارج غزة.
وبخصوص النحت بالخردة، قال الخرطي إنه اتجه إليه منذ عام 2015، حيث التحق بورشة فنية تخصصت في صناعة المجسمات بالخردة.
وتابع أنه صنع خلال الورشة أول مجسم حديدي وكان على شكل رأس حصان، ولاقى آنذاك إعجابا وتشجيعا حفزاه على الاستمرار.
وهذا العمل شكّل محطة فارقة في حياة الخرطي، حيث بدأ بتجسيد قضايا مجتمعية ووطنية عبر صناعة المجسمات من الخردة، وأكد أن تلك الأعمال تساهم في الحفاظ على البيئة، بما فيها من تربة وحيوان، وحمايتها من المخلفات الحديدية الصلبة.
وفي انطلاقته بهذا المشروع، اعتمد الخرطي على مجموعة من الخردة كانت تتواجد في منزله حيث استثمرها جميعا في صناعة مجسمات فنية.
وقال إن “العائلات الفلسطينية معروفة باحتفاظها بالخردة أو الأجهزة الكهربائية التالفة.. كنت دائما أراها أمامي لكنني لم أتخيل يوما أن أستخدمها وأطوعها لخدمة الفن وقضايا المجتمع”.
بعد ذلك، بدأ الخرطي الانتباه لما هو ملقى في الشوارع وعكف على التقاط القطع الحديدية التي رماها أصحابها، والتي من الممكن استخدامها في مشروعه الفني.
ومع توسعة أعماله، بدأ يتوجه إلى باعة الخردة في الأسواق ليشتري منهم ما يلزمه بأسعار زهيدة، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية للسكان بفعل الحصار الإسرائيلي وتداعيات الانقسام السياسي الداخلي.
وعبر مجسماته الفنية المصنوعة من الخردة، ناقش الخرطي قضايا اجتماعية، خاصة مشاكل الشباب الفلسطيني في غزة جراء الحصار الإسرائيلي المشدد والمتواصل منذ منتصف 2007.
وجسّد أحد مجسماته فكرة مخاطر هجرة الشباب إلى خارج غزة، حيث صنع مجسما لحقيبة سفر حديدية فارغة من الداخل.
وقال عن هذا المجسم “عبرت من خلاله، خاصة ثقل الحقيبة، عن مخاطر وهموم الشباب الذين هاجروا ولم يجدوا الفرص التي أرادوها، وإنما تعرضوا لعدد من المخاطر”.
وفي فترة انتشار كورونا، جسّد الخرطي بأعماله تقنية التعليم عن بعد من خلال صناعة حقيبة حديدية مفتوحة تخرج منها أطراف لأجهزة إلكترونية مثل “لوحة مفاتيح الكمبيوتر”، في إشارة إلى أن أجهزة التواصل والتعليم عن بعد حلت محل الحقيبة المدرسية.
وفي أحدث أعماله، حاكى الخرطي أحلام وحياة الشباب في ظل الحصار، عبر مجسم كبير يحمل شكل جسم الإنسان أطلق عليه اسم “أحلام معلّقة”، يتحدث عن حاجة الشباب إلى إعادة تدوير أحلامهم وخلق فرص جديدة في الحياة.
ويطمح الخرطي إلى توسيع مشروعه الفني والمشاركة في معارض خارج غزة.
ومشددا على أهمية النحت بالخردة بالنسبة للبيئة، قال الخرطي “بدلا من تحلل هذه المواد والمعادن وتتسرب إلى التربة والمياه، يعطيها هذا الفن قيمة بما يحافظ على البيئة ويحميها”.
وفي ظل ندرة فرص العمل في غزة جراء الحصار، يعمل العشرات من الفلسطينيين في بيع وشراء الخردة بأثمان زهيدة، حيث يتم تصديرها إلى إسرائيل.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
التشكيلي عساف الخرطي يناقش عبر مجسماته الفنية المصنوعة من الخردة قضايا اجتماعية.
الجمعة 2023/06/02
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مجسمات فنية ذات رسالة إنسانية
الفن رسالة أو لا يكون، والرسالة الفنية تحتاج إلى خيال خلاق وأفكار طريفة، فالفنان التشكيلي الفلسطيني عساف الخرطي يعمل على تحويل الخردة الحديدية والبلاستيكية إلى مجسمات فنية صديقة للبيئة وتعبّر عن قضايا مجتمعية.
غزة (فلسطين) ـ لم تعد عملية الاحتفاظ بقطع الخردة الحديدية المتبقية من الأجهزة الكهربائية التالفة تشكّل عبئا على الفنان التشكيلي الفلسطيني عساف الخرطي (28 عاما)، إذ أصبحت أجزاء من أهم قطعه الفنية.
فمنذ نحو 9 سنوات، يعكف الخرطي على تحويل الخردة الحديدية والبلاستيكية إلى مجسمات فنية صديقة للبيئة وتعبّر عن قضايا مجتمعية معاصرة.
مع بدء صناعته لتلك المجسمات اختفت من منزل الخرطي، في وسط قطاع غزة، صناديق خشبية كان يحتفظ فيها بقطع من الخردة، بعد أن قرر استثمارها في فن “النحت بالخردة”.
كما ساعدته المنطقة التي يقطن بها، وهي ذات طابع ريفي، في بداية رحلته بهذا النوع من الفن، حيث كان يلتقط قطع الخردة التي تُلقى في الشوارع لإعادة تدويرها عبر فن النحت وحماية البيئة منها.
ويشجع هذا الفن على إعادة تدوير واستخدام الخردة الحديدية بدلا من إتلافها والمساس بالبيئة عبر رميها في الشوارع أو الحاويات.
أعمال عساف الخرطي تساهم في الحفاظ على البيئة، بما فيها من تربة وحيوان، وحمايتها من المخلفات الحديدية الصلبة
وقال الخرطي، المتخصص في مجال إدارة الأعمال، إنه بدأ رحلته في الفن التشكيلي كهواية حينما كان طفلا.
وأوضح أنه طوّر موهبته من خلال المشاركة في دورات وورشات تدريبية، إلى جانب الاعتماد بشكل كبير على جهوده الذاتية.
وأضاف أن له أعمالا في مجالات عديدة من الفن المعاصر، منها الرسم والنحت، وشارك في معارض داخلية، لكن لم تتوفر له فرصة للمشاركة في معارض خارج غزة.
وبخصوص النحت بالخردة، قال الخرطي إنه اتجه إليه منذ عام 2015، حيث التحق بورشة فنية تخصصت في صناعة المجسمات بالخردة.
وتابع أنه صنع خلال الورشة أول مجسم حديدي وكان على شكل رأس حصان، ولاقى آنذاك إعجابا وتشجيعا حفزاه على الاستمرار.
وهذا العمل شكّل محطة فارقة في حياة الخرطي، حيث بدأ بتجسيد قضايا مجتمعية ووطنية عبر صناعة المجسمات من الخردة، وأكد أن تلك الأعمال تساهم في الحفاظ على البيئة، بما فيها من تربة وحيوان، وحمايتها من المخلفات الحديدية الصلبة.
وفي انطلاقته بهذا المشروع، اعتمد الخرطي على مجموعة من الخردة كانت تتواجد في منزله حيث استثمرها جميعا في صناعة مجسمات فنية.
وقال إن “العائلات الفلسطينية معروفة باحتفاظها بالخردة أو الأجهزة الكهربائية التالفة.. كنت دائما أراها أمامي لكنني لم أتخيل يوما أن أستخدمها وأطوعها لخدمة الفن وقضايا المجتمع”.
بعد ذلك، بدأ الخرطي الانتباه لما هو ملقى في الشوارع وعكف على التقاط القطع الحديدية التي رماها أصحابها، والتي من الممكن استخدامها في مشروعه الفني.
ومع توسعة أعماله، بدأ يتوجه إلى باعة الخردة في الأسواق ليشتري منهم ما يلزمه بأسعار زهيدة، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية للسكان بفعل الحصار الإسرائيلي وتداعيات الانقسام السياسي الداخلي.
وعبر مجسماته الفنية المصنوعة من الخردة، ناقش الخرطي قضايا اجتماعية، خاصة مشاكل الشباب الفلسطيني في غزة جراء الحصار الإسرائيلي المشدد والمتواصل منذ منتصف 2007.
وجسّد أحد مجسماته فكرة مخاطر هجرة الشباب إلى خارج غزة، حيث صنع مجسما لحقيبة سفر حديدية فارغة من الداخل.
وقال عن هذا المجسم “عبرت من خلاله، خاصة ثقل الحقيبة، عن مخاطر وهموم الشباب الذين هاجروا ولم يجدوا الفرص التي أرادوها، وإنما تعرضوا لعدد من المخاطر”.
وفي فترة انتشار كورونا، جسّد الخرطي بأعماله تقنية التعليم عن بعد من خلال صناعة حقيبة حديدية مفتوحة تخرج منها أطراف لأجهزة إلكترونية مثل “لوحة مفاتيح الكمبيوتر”، في إشارة إلى أن أجهزة التواصل والتعليم عن بعد حلت محل الحقيبة المدرسية.
وفي أحدث أعماله، حاكى الخرطي أحلام وحياة الشباب في ظل الحصار، عبر مجسم كبير يحمل شكل جسم الإنسان أطلق عليه اسم “أحلام معلّقة”، يتحدث عن حاجة الشباب إلى إعادة تدوير أحلامهم وخلق فرص جديدة في الحياة.
ويطمح الخرطي إلى توسيع مشروعه الفني والمشاركة في معارض خارج غزة.
ومشددا على أهمية النحت بالخردة بالنسبة للبيئة، قال الخرطي “بدلا من تحلل هذه المواد والمعادن وتتسرب إلى التربة والمياه، يعطيها هذا الفن قيمة بما يحافظ على البيئة ويحميها”.
وفي ظل ندرة فرص العمل في غزة جراء الحصار، يعمل العشرات من الفلسطينيين في بيع وشراء الخردة بأثمان زهيدة، حيث يتم تصديرها إلى إسرائيل.
انشرWhatsAppTwitterFacebook