اسيوط (مدينه)
Asyut - Assiout
أسيوط (مدينة ـ)
مدينة قديمة في صعيد مصر، أنشأها قدماء المصريين على الضفة الغربية لنهر النيل، كان اسمها في ذلك الوقت «أسيوت» و«سيوط»، وهو مشتق من كلمة «ساأوت» وتعني «أقف في مواجهة» أو «الحارس» باللغة المصرية القديمة، ثم أضاف العرب حرف ألف إلى الاسم القديم فأصبح أسيوط ومازال حتى اليوم.
يحيط بالمدينة ظهير زراعي يحده من الغرب حافة الهضبة الغربية، وقد أدى إنشاء ترعة الإبراهيمية، التي تبدأ من نهر النيل عند أسيوط، وامتدادها نحو الشمال إلى اتساع ظهيرها الذي رافقته نهضة زراعية ملموسة، فقد بلغ الدرجة الأولى في الإنتاجية في العالم في متوسط إنتاج السمسم والعدس والفول، والدرجة الثانية في إنتاج القطن والفول السوداني وقصب السكر، وتسعى محافظة أسيوط إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الثروة الحيوانية ولا سيما المواشي والأسماك والمناحل، وتعمل على تطوير بعض الصناعات التي يخدم بعضها محافظات الصعيد كالغزل والمياه الغازية، وهناك الصناعات الخشبية والصناعات المعدنية والورق والإسمنت ومصنع سيّد للأدوية، وهي تشتهر بصناعة «السن» أي الحفر على العاج (سن الفيل).
أبرز المراكز الإدارية الواقعة في ظهيرها منفلوط، والقوصية وديروط والبداري، وأهم مناطقها الأثرية مقابر أسيوط ومقبرة «حب حفا»، وتلقي النقوش التي عثر عليها في محافظة أسيوط مزيداً من الضوء على معتقدات قدماء المصريين الدينية، وهناك دير الجبراوي الذي يقع في الجبل الشرقي ودير المحرق ويقع أسفل الجبل الغربي وفيه كنيسة أثرية تم تشييدها سنة 1600م ومقابر البداري، ومقابر شطب، وتستفيد المحافظة من هذه الآثار بتنشيط السياحة إليها، وقد أنشئت فيها شركة الأقصر السياحية.
والمدينة آخذة في التوسع العمراني، ونهضتها ملموسة في هذا المجال، تتجلى بتنفيذ مشروعات متعددة أهمها مشروعات الإسكان والكهرباء وقطاع المرافق وإنشاء ديوان عام لمحافظة أسيوط، وقد أنشئت على امتداد المدينة القديمة مدينة أسيوط الجديدة، واستاد مبارك الرياضي، وتم تمديد خط أنابيب للنفط من حقل شقير على ساحل البحر الأحمر إلى أسيوط. وقد أدت النهضة العمرانية إلى استقطاب السكان، فغدت مركز جذب بشري، وتعد من المراكز المرتفعة الكثافة السكانية في الوجه القبلي إذ زاد عدد السكان فيها في النصف الثاني من القرن العشرين بين 80 و90% وقدر عدد سكانها عام 1996 بنحو 321.000 نسمة. ووظائفها متعددة، فهي مركز إداري وثقافي وصناعي، وقد اختيرت مركزاً للإقليم الذي يضم كلاً من محافظتي أسيوط والوادي الجديد، وفيها جامعتان جامعة الأزهر وجامعة أسيوط، وأنشئت فيها جامعة الملك فيصل الأزهرية وعدد من المعاهد والمراكز منها المعهد المتوسط الديني والمعهد الفني الصحي ومعهد المساحة، ومركز تنظيم الأسرة ومركز إعلام أسيوط الذي يعمل على مواجهة مشكلة الأمية والانفجار السكاني، ونواد أدبية ومتاحف ومكتبة.
رجاء دويدري