إذا كنت تعاني من مشاكل أثناء النوم ليلًا -كحال ثُلث الأمريكيين- فهذه أخبار سارّة لك؛ لم يعتد البشر على النوم لفترة واحدة مستمرة ليلًا، فالنوم المتقطع كان شائعًا حتى بزوغ فجر الثورة الصناعية.
سلط المؤرخ «روجر إكريتش» الضوء على النوم المتقطع في العام 2001.
وأظهرت دراسته أن الناس اعتادوا على تقسيم نومهم إلى فترتين منفصلتين؛ «النوم الأول» و«النوم الثاني» وكانت تتخلل الفترة بينهما الأعمال الروتينية كالقراءة أو الصلاة أو زيارة الأصدقاء.
درس إكريتش أيضًا ثقافات غير غربية -كثقافة السكان الأصليين لبعض المجتمعات في نيجيريا وأمريكا الوسطى والبرازيل- ليتعمق أكثر في هذه الظاهرة، فتوصل إلى أن الكثير منهم اعتادوا النوم أيضًا على فترتين.
مارست مجتمعات عديدة -أثناء الاستيقاظ في الليل- طقوسًا كالصلاة وممارسة الحب وترجمة الأحلام وتفسيرها أو القيام بمهام تأمينيـَّة.
ما الذي تغيَّر؟
يُرجع إكريتش سبب هذا التحوُّل الجذريّ في نظام نومنا إلى عدة عوامل، أكثرها ترجيحًا هو ضوء الأجهزة الكهربائية.
فقبل اختراع الضوء الصناعي، كان الخلود إلى النوم عند غروب الشمس هو الخيار الوحيد، خصوصًا مع تعذر إمكانية ممارسة أي نشاط أو إنجاز أي مهام في الظلام.
لكن مع ابتكار الضوء الصناعي، أصبح تأجيل إنجاز بعض الأمور إلى الليل ممكنًا، ما تسبب في تأخير موعد النوم مع الإبقاء على موعد الاستيقاظ على حاله. عندها تقلُّصت الفترة بين النوم الأول والثاني، ثم اختفت تمامًا.
تدعم التجارب الحديثة نظرية إكريتش؛ إذ توصلت التجارب التي أجريت في العام 1993 إلى أن الحرمان من الضوء الصناعي لفترات طويلة يؤدي إلى الاستيقاظ في منتصف الليل.
فإذا كنت تعاني من مشاكل في النوم ليلًا، قد تجد مواساة في حقيقة أنك طبيعي تمامًا كشخص يعيش قبل الثورة الصناعية.