ملخص: ما زال العلاج الدائم للإصابة بفيروس (HIV) بعيد المنال، وذلك نتيجة قدرة الفيروس على الاختباء بعيدًا في مستودعات كامنة، ولكن يظهر العلماء الآن إمكانية استئصال الحمض النووي (DNA) لفيروس (HIV) من جينومات حيوانات حية لمنع المزيد من الإصابات بهذا الفيروس.
يكشف علماء من كلية ليويس كاتز للطب في جامعة تيمبل (LKSOM) وجامعة بيتسبرغ (University of Pittsburgh) في بحث علمي حديث منشور في الثالث من شهر أيار/مايو في دورية “المعالجة الجزيئية” (Molecular Therapy) قدرتهم على استئصال (DNA) فيروس العوز المناعي البشري (HIV) من جينومات حيوانات حية، لمنع المزيد من الإصابات بهذا الفيروس، وهم الأوائل في تطبيق هذا الإنجاز على ثلاثة نماذج مختلفة من الحيوانات، بما يتضمن نموذجًا “مؤنسنًا” تمت فيه زراعة خلايا مناعية بشرية في أجسام فئران، ومن ثم عدوى تلك الفئران بفيروس (HIV).
يعدّ الفريق أول من يوضح إمكانية إيقاف تضاعف فيروس (HIV-1) بشكل كامل وإزالة الفيروس من الخلايا المصابة في أجسام الحيوانات، وذلك باستخدام تقنية تعديل جينات قوية تعرف بـ”كريسبر/كاس9″ (CRISPR/Cas9)، وقاد البحث وينهوي هو (Wenhui Hu)، الحاصل على دكتوراه في الطب، وهو أستاذ مساعد حاليًا في مركز أبحاث الأمراض الاستقلابية وقسم علم المرضيات (وسابقًا في قسم العلوم العصبية) في جامعة LKSOM، بالإضافة إلى الدكتور كامل خليلي (Kamel Khalili)، ولورا هـ. كارنل (Laura H. Carnell)، وهي بروفيسورة ورئيسة قسم العلوم العصبية، ومديرة مركز علم فيروسات الأعصاب، ومديرة مركز الإيدز العصبي الشامل في جامعة (LKSOM)، وكذلك وون-بن يونغ (Won-Bin Young)، الحاصل على شهادة دكتوراه، وقد كان أستاذًا مساعدًا في قسم الأشعة في كلية الطب في جامعة بيتسبرغ أثناء البحث العلمي، وانضم لكادر جامعة (LKSOM) حديثًا.
ويعتمد البحث الحديث على دراسة إثبات مفهوم سابقة قام الفريق بنشرها في عام 2016، والتي استخدموا فيها نماذج جرذان وفئران محورة وراثيًا تحمل (DNA) فيروس (HIV-1) مدمجًا ضمن جينوم كل نسيج من أجسامها، وقد أوضح الفريق قدرة استراتيجيته على حذف أجزاء (HIV-1) المستهدفة من الجينوم في معظم نسج حيوانات التجربة.
وقد قال الدكتور وينهوي هو: «تعد دراستنا الحديثة أكثر قابيلة للفهم، إذ أثبتنا صحة بيانات بحثنا السابق وحسّننا من فعالية استراتيجيتنا في تعديل الجينات، كما أظهرنا فعالية الاستراتيجية على نموذجين إضافيين من الفئران، أحدهما يمثل الإصابة الحادة في الخلايا الفأرية، والآخر يمثل الإصابة المزمنة، أو الكامنة، في الخلايا البشرية».
في الدراسة الحديثة، قام الفريق بتعطيل جيني لفيروس (HIV-1) في الفئران المحورة وراثيًا، ما أنقص من تعبير الجينات الفيروسية للحمض النووي الرايبوزي (RNA) تقريبًا بنسبة 60 إلى 95%، فأثبت ذلك صحة النتائج السابقة، ثم اختبر نظامه على الفئران المصابة بعدوى حادة من فيروس (EcoHIV)، وهو المكافئ لفيروس (HIV-1) لدى البشر.
وشرح الدكتور كامل خليلي: «بواسطة الفيروس الفأري (EcoHIV)، استطعنا تحرّي قدرة استراتيجية (CRISPR/Cas9) على منع التضاعف الفيروسي وربما منع الإصابة الجهازية».
وقد وصلت فعالية الاستئصال لاستراتيجية الفريق 96% في الفيروس الفأري (EcoHIV)، موفرةً الدليل الأول لاستئصال فيروس (HIV-1) بالمعالجة الاتقائية بواسطة نظام (CRISPR/Cas9).